جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@10:50:45 GMT

لا إعاقة مع الإرادة والإيمان

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

لا إعاقة مع الإرادة والإيمان

 

حمد الحضرمي **

 

وضعت النهضة العمانية في عهديها المبارك والمتجدد هدفًا ساميًا تجلّى في الاهتمام بالإنسان العماني، وتعزيز مكانته وإبراز طاقاته، وجعله مشاركًا فعالًا في البناء والتنمية، وقد شمل هذا الاهتمام الإنسان العماني السليم وذي الإعاقة؛ حيث وفرت الحكومة للأشخاص ذوي الإعاقة الخدمات والبرامج لرعايتهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع، إلّا أن الجهود المبذولة على الصعيد الوطني ما زالت دون مستوى الطموحات، ويتطلب الأمر صياغة تشريعات وقوانين وبلورة خطط وإعداد برامج وطنية خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، فضلًا عن تكثيف المتابعة الحكومية لجهود تنفيذ الخطط والبرامج؛ بالتنسيق والتعاون مع الجمعيات المعنية والمختصة بهذا الشأن.

وهذه الجمعيات تسهم بدور بالغ الأهمية في مجال رعاية المعاقين من الناحية النفسية والطبية والاجتماعية والقانونية، وتقديم خدمات وقائية وعلاجية وتأهيلية لهم، وإجراءات الفحوصات المخبرية وإعطائهم التحصينات اللازمة والكشف المبكر عن الأمراض المصابين بها.

البعض منَّا تنتابه حالة من الشفقة والحزن عند مشاهدة ذوي الإعاقة، ولكن الكثيرين منا لا يعلمون أن معظم آباء وأمهات هذه الفئة يرون فيهم الخير الكثير والتفاؤل والأمل والإيمان بالقدر المكتوب من الله تعالى، وإننا جميعًا مقصرون في حق هؤلاء الأبطال أصحاب الهمم، ومع ذلك فمن شدة أدبهم وأخلاقهم لا يعاتبونا على هذا التقصير، والحقيقة أن لا سبيل للسعادة إلا من خلالهم، ولا طريق للراحة إلا بدخول عالمهم، فالراحمون يرحمهم الله، وإن رحمنا الله ستتغير أحوالنا، وستتبدل أوضاعنا، ولن يتحقق ذلك، إلّا بتقديم الرعاية والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير كل احتياجاتهم ودمجهم في المجتمع، حتى تعود إلينا البركة في كل شيء، كما يتوجب علينا الأخذ بأيديهم، والمضي معهم إلى المستقبل المشرق، وعلينا أن نساندهم وندعمهم ونقف على تلبية متطلباتهم ليعيشوا عيشة كريمة، ويكونوا عناصر فعَّالة يساهمون في بناء المجتمع وتطوره، لأن لدى هذه الفئة همم عالية قوية، وقلوب صافية محبة، رغم شدة الألم وصعوبة المُعاناة، تجدهم دائمًا مبتسمين في وجوهنا، وينظرون إلينا بود وحب، ونحن ننظر إليهم بشفقة وأحيانًا للأسف الشديد بازدراء، فنحن المعاقين وليس هم!

الإعاقة إصابةٌ بدنيةٌ أو عقلية أو نفسية، تسبب ضررًا لنمو الفرد البدني أو العقلي أو كلاهما، وقد تؤثر في حالته النفسية وفي تطور تعليمه وتدريبه، وبذلك يصبح الفرد أو الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه أقل من رفقائه أو أقرانه من نفس العمر في الوظائف البدنية أو الإدراك، والإعاقة أنواع منها: الإعاقة العقلية، والإعاقة العقلية النفسية، والإعاقة الحركية، والإعاقة الحسية، ومن الإعاقات الحسية: الإعاقة البصرية، والإعاقة السمعية، واضطرابات الكلام واللغة.

وإنَّني في هذا المقام أرفع لمن يعنيه الأمر صرخة المكفوفين الذين يطالبون بقواعد واضحة للتعاملات البنكية؛ حيث إنهم يعانون في إتمام معاملاتهم البنكية؛ إذ تطلب منهم البنوك إحضار شهود لإتمام تعاملاتهم البنكية، وهنا تعتبرهم البنوك في حكم "فاقدي الأهلية"؛ وإنني أناشد المختصين وأصحاب القرار، منح المكفوفين حقوقهم كاملة في تعاملاتهم البنكية؛ لأنهم ليسوا فاقدين للأهلية، وعلى جميع البنوك توفير ماكينات الصرف الآلي لذوي الاحتياجات الخاصة وللمكفوفين.

إنَّ الإعاقة الحقيقية إنما تكمن في العقل حينما يتملكه الجهل، وفي الروح حينما يتملكها اليأس، وفي القلب حينما يفقد الإيمان، وتكون القوة في القدرة على كسر القيود وتحطيم العوائق. والنجاح ليست كلمة تقال باللسان، ولا رؤيا ترى في المنام، ولا سلعة تباع في الاسواق، ولا يمكن أن نحصل على النجاح بالراحة، وإنما هو همة وتحليق يعانق عنان السماء، وليس للنجاح خط نهاية، فهو مرتبط بالطموح الذي لا حدود له؛ فالإنسان المتألق- السليم أو المعاق- كلما وصل إلى نجاح واستطاع أن يحقق هدفًا من أهدافه تراءت له أهداف أخرى، فيطمح في نيلها وتحقيقها والوصول إليها. إن النجاح قضية مفصلية في حياة الأمم والشعوب؛ فالكل منا الأصحاء وذوي الإعاقة ترنو نفسه إلى المجد والقيادة وتطمح إلى العزة والكرامة، فلا تنمية بدون نجاح شامل في كل مرافق الحياة؛ فإبداع المرء ونجاحه يمثل في النهاية تفوقًا وتميزًا لمجتمعه الذي ينتسب إليه وللحضارة التي يتطلع لبنائها.

إنَّ الطموح لا يعرف مستحيلًا، وإن التطلع الجاد لا يعرف صعبًا، وإن الإرادة القوية والهمة العالية كالأنهار لا توقفها الصخور، إن الطموح بدون إرادة، يصبح مجرد أحلام وخواطر؛ فالإرادة القوية هي سر النجاح، وسر تقدم الأفراد والمجتمعات وبناء الحضارات. وكل إنسان يملك أحلامًا وأهدافًا، لكن قلة منهم يحاول تحقيقها، وتعد الأديبة والكاتبة والناشطة الأمريكية هيلين كيلر إحدى رموز الإرادة الإنسانية، حيث إنها كانت فاقدة السمع والبصر والنطق، واستطاعت أن تتغلب على إعاقتها، وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية، وعلمت البشرية كيف يكون النصر، وكيف تكون الإرادة والطموح لقهر الإعاقة وتحقيق النجاح، وقد ألفت كتاب (أضواء في ظلامي) وكتاب ( قصة حياتي ) وهذه الفتاة التي كانت تعيش في ظلمات ثلاث، استطاعت أن تحقق في حياتها أكثر مما حققه الأصحاء، وأصبحت من أشهر المحاضرات على مستوى العالم، وكانت مصدر إلهام للمعاقين والأصحاء على حد سواء، وكتب اسمها عن جدارة واستحقاق على صفحات التاريخ.

أيها الإخوة والأخوات والأبناء والبنات أصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة.. أنتم أصحاب انفس تواقة، لكم غايات وأهداف في هذه الحياة، فلا تتوقفوا حتى تحققوا كل الأحلام والأماني، لأن الله قد وهبكم قدرات وإمكانيات عالية، ولديكم العزيمة والإرادة والتصميم لتحقيق ذلك، لأنكم لا تريدون أن تعيشوا عالةٍ على أسركم ومجتمعاتكم، وثقوا بالله ولا تستسلموا ولا تيأسوا ولا تتوقفوا ولا تهابوا واستمروا، حتى لو الطريق مليئة بالحجارة، اجمعوها وصنعوا لكم بها سلمًا يرتقى بكم لتحققوا النجاح، وكونوا على يقين بأن الله معكم يمدكم بقوته، لأنكم أصحاب همم لا تعرف الوهن، وإرادة لا تعرف الضعف، ولديكم أهداف عظيمة ستتحقق بمشيئة الله تعالى وكرمه وتوفيقه، ثم بالإرادة التي تمتلكونها في نفوسكم القوية، وبالإيمان الذي يملأ قلوبكم الطاهرة النقية.

** محامٍ ومستشار قانوني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله يكشف مراحل نشأة وتطور قوات الصاعقة المصرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 تحدث  اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله، قائد قوات الصاعقة، عن نشأة قوات الصاعقة المصرية وقال: إن معظم الدول المتقدمة اهتمت ببناء قوات ذات طبيعة خاصة قادرة على تنفيـذ عمليـات يـصعب تنفيذها بواسطة قوات أخرى ومن الضرورى أن تخضع هذه القوات دائمًا إلى التطوير من حيث التنظيم وأسلوب الاستخدام نظرًا لطبيعة المهام التى تكلف بها هذه القوات فى معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، وقد أثبتت القوات الخاصة فى حروب عديدة أنها العنصر الحاسم والفاعل فى تحقيـق النصر ومن هنا كان الاهتمام بإنشاء قوات الصاعقة. 

وتابع: "قوات الصاعقة شاركت منذ نشأتها فى جميع المعارك التى خاضتها قواتنا المسلحة بدايةً من العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956، وحتى القضاء على الإرهاب بسيناء، بما لا يدع مجالا للشك أن قوات الـصاعقة هـى درع القـوات المـسلحة وسـيفها.

 أما عن مراحل نشأة وتطور وحدات الصاعقة فهى كالتالي: 1-مرحلة النشأة واكتساب الخبرات منذ عام 1955، حتى عام 1962: 

أ - بقيام ثورة 23 يوليو 1952، كان من ضمن مبادئها وأهدافها إنشاء جيش وطنى قـوى وكان أحد رموز هذا الجيش الـوطنى هـو قوات الـصاعقة فتم إيفاد عدة بعثات من أكفأ ضباط القوات المسلحة إلى الولايات المتحدة الأمريكيـة للحـصول على دورة القوات الخاصة (الرينجرز). 

ب- بعد عودة البعثة الثانية من الضباط الحاصلين على دورة (الرينجرز) عـام 1955، وهم (اليوزباشى جلال محمـود الهريـدى – اليوزباشـى نبيـل شـكرى مـصطفى)، وأقنع اليوزباشى جلال محمود الهريدى القيادة العامة بـضرورة إنـشاء نـواة لقوات ذات طبيعة خاصة على غـرار قـوات (الرينجـرز) الأمريكيـة، فقام بإنشاء جناح الدوريات بعيدة المدى بمنطقـة أبو عجيلة وتم عقـد أول دورة صاعقة قصيرة بمنطقة أبـو عجيلـة فى شـهر ديـسمبر عـام 1955، وتوالت عقد الدورات التى أفرزت مجموعة من الضباط الأكفاء تم الاستعانة بهم فى عقد فرق الصاعقة التالية.

ﺟ - بوقوع العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وفى شـهر نـوفمبر عـام 1956، تم دفع قوات الصاعقة إلى مدينة بورسعيد لمقاومة العدوان الثلاثى على مصر وتعزيز المقاومة الشعبية حيث قامت قوات الصاعقة بتنفيذ العديد من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال مما كان لها أكبر الأثر فى جلاء القوات البريطانية عن بورسعيد فى 23 ديسمبر عام 1956.

اليوزباشى جلال الهريدى تولى قيادة الصاعقة بعد تأسيسها.. و«المدرسة» أنشأت فى أنشاص عام 1957.

د- تم تــشكيل قيــادة قوات الــصاعقة فى عــام 1957، وتـولى قيادتهــا اليوزباشى جلال الهريدى مؤسس قوات الصاعقة، كما تم إنشاء مدرسـة الـصاعقة بأنشاص فى 24 يناير عام 1957، كأول منشأة تعليمية متخصصة لعقد فرقة الصاعقة لتدريب الضباط وضباط الصف من تشكيلات القوات المسلحة على العمل الفدائى وتنفيذ العمليات الخاصة وقــد تــم عقــد أول فرقــة معلمــى صــاعقة رقم 1 بمنطقة أنشاص فى 23 سبتمبر عام 1957.

ﻫ - تم تشكيل أول سرية صاعقة كوحدة فرعية صـغرى مقاتلـة بنهايـة عـام 1958 تحـت مـسمى سـرية عمليات القوات المسلحة وتم تشكيل أول كتيبة صاعقة فى 16 نوفمبر 1959. 

و- فى بداية عام 1961، تم الوصول بتشكيل قوات الصاعقة إلى ثلاث كتائـب صـاعقة بالإضافة إلى مدرسة الصاعقة.

 

 

2-مرحلة إعادة التنظيم وخوض حرب اليمن منذ عام 1962، حتى عام 1967 كالتالي: 

أ - كانت كتائب الصاعقة الثلاث هى باكورة القوات المصرية التى وصـلت إلى الـيمن فى أكتوبر عام 1962، لمساندة الثورة اليمنيـة التـى قامـت يـوم 26 سـبتمبر عام 1962، وكان قرار مصر تلبية مطلب اليمن بتقديم المساعدات العسكرية لمساندة الثورة.

ب- بدفع كتائب الصاعقة الثلاثة التى تم تـشكيلها إلـى الـيمن وبنهايـة عـام 1962، تم تشكيل ثلاث كتائب صاعقة جديدة. 

ﺟ - استمر تشكيل الوحدات الفرعية الجديدة خلال هذه المرحلة ليصل إجمالى عدد الكتائب التى تم تشكيلها بنهاية عام 1963، إلى 9 كتائب صاعقة.

د - خلال هذه المرحلة أيضا قامت قوات الصاعقة بدورها فى معاونة بعض الدول العربية والأفريقية فى إنشاء النواة لقواتها الخاصة حيث تم إيفـاد بعثـة عـسكرية لإنـشاء القوات الخاصة الجزائرية عام 1963، والقوات الخاصة العراقية عام 1964.

 

3 - مرحلة الصمود والردع وتحقيق نصر أكتوبر المجيد منذ عام 1967 حتى عام 1973:

أ- بنشوب حرب يونيو عام 1967، كان لقوات الصاعقة شرف خوض أولى المواجهات ضـد العـدو الإسـرائيلى فى رأس العش فى الأول من يوليو عـام 1967، حيـث تمكنـت قوات الصاعقة من حرمان العـدو مـن التقدم إلى بور فؤاد وعلى مدار أربعة أيام مـن القتـال العنيف تم تكبيد العـدو خـسائر فادحة فى الأفراد والعتاد العسكرى. 

ب- أعادت معركة رأس العش الثقة إلى المقاتل المصرى وجددت الأمل فى نفوس شعب مصر لاستعادة الأرض المحتلة ومنذ ذلك اليوم بدأت ملحمة الاستنزاف حيث تم التخطيط لعمليات الإستنزاف بكل دقة مما أدى إلى نجاحها بشكل كبير وعلى مدار 1100 يوم من معارك الاستنزاف بمراحلها المختلفة لقنت قوات الصاعقة العدو دروسا قاسـية فى الشجاعة والإقدام وكان لهذه العمليات أكبر الأثـر فى اسـتنزاف قـدرات العـدو وتحقيق نصر أكتوبر المجيد. 

ﺟ- بنهاية يونيو عام 1967، تم دمج قيادة وحدات الصاعقة مع قيادة وحدات المظـلات تحت قيادة واحدة (قيادة القوات الخاصة) وقامت هذه القيادة بدور المخطط والمسيطر على هذه الوحدات حتى عام 1971.

د - خلال الفترة التالية لحرب يونيو 1967 وخلال عامى 68،69، بدأ الاتجـاه نحو تشكيل كتائب صاعقة جديدة بمهمة حماية وتـأمين الأهـداف الحيويـة فى العمـق وذلك نتيجة لقيام عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية بالإغارة علـى هـذه الأهـداف وكان من المخطط إنشاء عدد 60 كتيبة من هذه الكتائب، وتم البدء بالفعل فى إنـشاء عدد منها سميت بكتائب الصاعقة الخفيفة إلا أن التوسع فى إنشاء هـذه الكتائـب أدى إلــى انخفــاض الكفــاءة القتاليــة لكتائــب الــصاعقة الأصــلية وببدايــة حرب الاستنزاف وخلال مرحلة الإعداد لحـرب أكتـوبر المجيـدة ظهـرت الحاجـة إلى ضـرورة الارتقـاء بمـستوى الكفـاءة القتاليـة لكتائـب الـصاعقة المقاتلـة وكذا ضعف كتائب الصاعقة الخفيفة وبالتالى تم حل الكتائب الخفيفة التى تم تشكيلها. 

ﻫ - بحلول عام 1971، تم فصل وحدات الصاعقة عن وحدات المظلات وتـشكلت قيـادة وحدات الصاعقة ويتبعها 6 مجموعات صـاعقة.

ز- بتوقف إطلاق النار على الجبهة واصل رجال الصاعقة تدريباتهم الـشاقة اسـتعدادًا لخوض حرب التحرير والكرامة واستعادة الأرض المحتلة، وقد أقسموا أن يجعلـوا من سيناء مقبرة لغرور وصلف العدو. 

ح- شاركت وحدات الـصاعقة خـلال معـارك أكتـوبر بقـوة 24 كتيبـة صـاعقة بقيادة العميد نبيل شكرى مصطفى قائد وحدات الصاعقة خلال حرب أكتوبر المجيدة حيث تم تنفيذ أكثر من خمسين مهمة ناجحة على طول خط المواجهة مـع العـدو من بورسعيد شمالًا، وحتى رأس محمد جنوبًا، وقدمت قوات الصاعقة خيرة رجالها فداءً لتراب سيناء مما كان له أكبر الأثر فى تحقيق نصر أكتوبر المجيد.

 

4 - مرحلة إعادة بناء القدرات القتالية منذ عام 1974 حتى عام 2014 كالتالي: 

أ - حرب أكتوبر المجيدة كانت ولا شك هى المحك الصحيح لاختبار مدى كفاءة التنظيم وقدرة الوحدات والوحدات الفرعية علـى تنفيـذ مختلـف المهـام ولقـد خرجـت قوات الصاعقة من عمليات أكتـوبر المجيـدة بالعديـد مـن الـدروس المـستفادة والتى وضعتها موضع التطبيق بتطوير الوحدات الفرعية بها لتدعيم قدرتها القتاليـة لتظل فى طليعة قواتنا المسلحة. 

ب- ومن أبرز ملامح هذه المرحلة أيضا ولمجابهـة التهديـدات الخارجيـة والداخليـة ولصالح أعمال مقاومة الإرهاب الدولي، تم تشكيل الوحدة (777) قتال وكانـت خـلال هـذه الفتـرة أولى الوحدات المتخصصة فى مقاومة الإرهاب الدولى بالشرق الأوسط كما تـم أيـضًا خلال هذه المرحلة إنشاء وحدة الإعداد والتجهيز لصالح تجهيز مسرح العمليات. 

ﺟ شاركت قوات الصاعقة خلال هذه المرحلة فى تـأمين الجبهـة الداخليـة، وفـرض الشرعية الدستورية خلال أحداث عام 1986، فى المدة من 25/2: 22/3/1986، وقد لعبت قوات الصاعقة دورًا مهما فى إعـادة الأمـن والاسـتقرار والـسيطرة على الموقف. 

د - عــام 1990، شــاركت قوات الــصاعقة فى حـرب تحريـر الكويـت "العروبة 90"، حيث قامت قوات الصاعقة بتنفيذ العديد من المهام الناجحة كان لهـا بـالغ الأثـر فى تحرير دولة الكويت الشقيقة وكانت عناصر قوات الـصاعقة هـى أول قـوات تصل إلى دولة الكويت لتحريرها.

و- قامت قوات الصاعقة خلال هذه المرحلة بتأمين الشرعية الدسـتورية وحمايـة وتـأمين الأهداف الحيوية والمرافق المهمة بالدولة وكذا السيطرة على أعمال الشغب والبلطجة التى قامت بها بعض العناصر ضد الممتلكات العامة والخاصة بالدولة بغـرض الـسرقة والتخريب وترويع المواطنين وذلك أثناء أحداث ثورة الخامس والعشرين مـن ينـاير عـام 2011، مما كان له أكبـر الأثـر فى عـودة الأمـن والإسـتقرار للوطن.

 

5-مرحلة التطوير والإنجاز منذ عام 2014، حتى الآن وجاءت كالتالي:

شهدت قوات الصاعقة خلال هذه المرحلة طفرة غير مـسبوقة فى التطوير للارتقاء بإمكاناتها تنظيمًا وتدريبًا وتسليحًا مع الاهتمام بشئون إدارية الفرد المقاتل وإعداده ذهنيـًا وبدنيًا لتنفيذ المهام التى قد يكلف بها بكفاءة تامة وتم تعظيم قدراتها بما يمكنها من تأمين المصالح الحيوية لجمهورية مصر العربية، وأدت هذه الطفرة غير المسبوقة فى التطوير إلى تطور الفكر وأساليب الاستخدام التكتيكى لقوات الصاعقة فى مجابهة التهديدات الحديثة وتنفيذ مهامها القتالية بكفاءة وظهر هذا جليًا من خلال الأعمال البطولية، التى قامت بها قوات الصاعقة فى مكافحة الإرهاب والقضاء على العناصر الإرهابية والإجرامية بسيناء للحفاظ على أرض سيناء الحبيبة ومن أبرز ملامح التطور فى تشكيل قوات الصاعقة الآتى:

أ - إعادة هيكلة قوات الصاعقة وتطويرها بتشكيل مجموعة صاعقة تدخل سريع كقوة انتشار سريع لها القدرة على الوصول لأهدافها بسرعة عالية والقدرة على تنفيذ المهام بكفاءة عالية. 

ب- إنشاء جناح تدريب على العمليات (الجو/ أرض) بقوات الصاعقة لتأهيل عناصر القوات المسلحة.

وأكد قائد قوات الصاعقة، أن قوات الصاعقة تحظى بدعم لا محدود من القيادة العامة للقوات المسلحة، وهذا الدعم ظهر بقوة اعتبارًا من عام 2014، من خلال امتلاك أحدث منظومات التسليح ومن خلال تدريب وتأهيل الضباط وضباط الصف وإلحاقهم بالدورات المنعقدة خارج مصر لاكتساب المزيد من الخبرات علاوة على التوسع فى تنفيذ التدريبات المشتركة مع الكثير من الدول الصديقة والشقيقة، وهذا يساهم بشكل كبير فى اكتساب الخبرات وتنوعها والتعرف على أحدث الأسلحة والمعدات الموجودة، وبالتالى امتلاك رؤية لتطوير الأسلحة والحفاظ على ما هو لدينا ورفع القدرات القتالية لقوات الصاعقة ونحرص على التدريب مع أقوى الدولة لنطمئن على مستوى مقاتلينا.

مقالات مشابهة

  • السوداني يوافق على شمول ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة بالضمان الصحي
  • البحوث الإسلامية: العلم والإيمان يتشاركان في حل المعضلات العقائدية والشرعية
  • محمود فوزي: تجاوزنا التحديات بفضل الإرادة السياسية والتحالف بين القوى السياسية
  • الإعاقة ليست حاجزًا.. هند تتحدى الظروف وتحفظ القرآن عبر الهاتف | تفاصيل قصة ملهمة لفتاة مطروح
  • انعقاد الملتقى الثقافي لذوي القدرات الخاصة بمسجد السيدة زينب
  • السليمانية.. مبادرة إنسانية لدعم 7500 أسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة (صور)
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • قوجيل يهنّئ ذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم الوطني
  • قوجيل يهنئ ذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم الوطني 
  • اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله يكشف مراحل نشأة وتطور قوات الصاعقة المصرية