جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-01@17:56:28 GMT

الشغب الطلابي إلى أين؟

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

الشغب الطلابي إلى أين؟

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

بادئ ذي بدء انطلق في مقالي هذا من الآية الكريمة "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" صدق الله العظيم، وأنا بشر أخطئ وأصيب، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

ونؤكد في هذا السياق أولًا أنَّ الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، فإذن الأم مدرسة كما شبّهها الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته قصيدة العلم والأخلاق بالمدرسة التي متى ما كان بها إعداد جيد من كافة النواحي العملية والتربوية والتعليمية، فإنه لا محالة إنتاجها سيكون شعبا طيب الأعراق، ولما كان الأمر كذلك بالنسبة للأم، فماذا يعني الأب إذن؟

وفي هذا السياق أقول، حينما يرسل أولياء الأمور أبناءهم إلى المدارس ليتعلموا العلم النافع، وليزدادوا معرفة وليكتسبوا علومًا وآدابًا وسلوكيات مختلفة، فإنهم لا يرسلونهم من أجل أن يتعرضوا للضرب والإهانة والتجريح والتوبيخ والتنمر والاعتداء والإيذاء الجسدي عليهم، من قبل مجموعة طلاب، للأسف أقل ما يمكن وصفهم ونعتهم به وأن نقول عنهم، بأنهم قليلو أدب وتربية واحترام للكبير والصغير، وأنهم فوضويون ومشاغبون ومشاكسون بالدرجة الأولى في حياتهم العامة والخاصة.

أولياء الأمور حينما بعثوا بفلذات أكبادهم إلى المدارس، ليس من أجل حشد القوى تجاههم وعليهم من قبل زمرة ورهط من الطلاب أتوا من بيوتهم إلى تلك المؤسسة التربوية والتعليمية، لقضاء وقت مُعين، وهدره فيما لا منفعة منه، على حساب الأدب والأخلاق والفضيلة ودوام الاستقرار والهدوء في الصف والمدرسة.. بل إن أولياء الأمور حينما أرادوا لأبنائهم التعليم الجيد والمفيد، فنحسب أنهم قد مكنوهم أدبًا، وأشبعوهم تربية وسلوكًا، لا أن يقابل ذلك التعب وتلك الجهود، بكراهيتهم وعدوانهم وإحداث سلوكيات شاذة فيهم، وعمل شغب لهم من قبل أقرانهم الخارجين عن جادة الصواب والقانون والأدب والتعامل الحسن مع الغير، سواء داخل البيئة المدرسية والصفية، أو أينما كانوا، فإحساس أبنائنا بالأمن والأمان والاستقرار والكرامة داخل مدارسهم وخارجها، يجب أن يكون على الدوام مستمرًا وباقيًا ومعهودًا.

وحتى يصبح لدى الطالب حب للمدرسة ولزملائه بها وفي الحي الذي يسكنه، لا بُد أن يشعر قبل ذلك بالانتماء لهما وللمجموعة التي يلازمها ويصاحبها شهور طويلة.

إن الطالب حينما يخرج من بيته باتجاه المدرسة، فبمظهره وهندامه وسلوكه، يعكس أولًا تربية أهله له، ويعكس ثانيًا مستوى التقدير والاحترام والتربية لديه وفي أهله ووالديه وولي أمره وأسرته تجاه وطنه وذمته ونفسه والمجتمع والناس عامة، ولا يوجد هناك طالب مشاغب وقليل أدب، إلا إذا كانت وراؤه أسرة ووالدان ليسا مهتمين به وبتربيته، وإنهم في واد وهو في واد، ما يؤكد أنهم أيضا قليلي أدب، ولم يعرفا تربيته إطلاقا.

لقد انتشرت مؤخرًا مقاطع فيديو- سواء قيل إنها قديمة أم حديثة- تصوِّر وتبث وتثبت بالدليل القاطع، الشغب والهوشات والضرابات والصراعات التي تحدث بين الطلاب، وتجد تشجيعًا وترويجًا لها من مثلهم، وتحديًا كبيرًا فيما بينهم، مما عرّض طلابًا كثيرين يتصفوا بالهدوء والعقل والصمت إلى اعتداءات متكررة، وكانوا ضحية تلك الاعتداءات السافرة والشغب المستمر من زملائهم الطلاب، نتج عنه إصابات وأذى متنوع.

كلنا نعلم تمام العلم أنه ينظر إلى الأسرة بأنها المحضن الذي يصدِّر للمجتمع رجالًا، ويكون ذلك بالتعاون مع المدرسة وفي مساجدنا ومقارنا الترفيهية والثقافية والرياضية، والتي هي الأخرى يقع عليها دور كبير ومهم في التربية والتعليم، واكتساب السلوكيات الصحيحة والمعلومة المفيدة، فما نشاهده اليوم ونسمع عنه من شغب متواصل ومستمر يحدث بين الطلاب، أمر مرفوض البتة وغير مقبول نهائيًا، ويجب اجتثاثه من جذوره، بتفعيل وانتهاج قوانين صارمة وحازمة، بحيث يختفي نهائيا.

المدرسة لا يقتصر دورها على تقديم المعلومات فقط، والمسجد كذلك لا يقتصر دوره على أن يكون دار عبادة، وقس على ذاك: النادي والسوق وأماكن الترفيه والقراءة والاطلاع، فتلك المؤسسات يجب أن تكون معا شريكا فاعلا في التربية والتعليم، واكتساب العادات الحميدة والتقاليد الاجتماعية والثقافية والإسلامية المترسخة والمتأصلة فينا.

ومع النداءات والمطالبات المتكررة بذلك، إلّا أنه وللأسف الشديد، هناك بعض من أولياء الأمور، أصبح ينظر إلى دور المدرسة، على أنه مقتصر على تقديم المعلومة والتدريس فقط، وكذلك نظرته إلى ما ذكر من مؤسسات وجهات أهلية ومجتمعية وإسلامية. وفي المدرسة إذا قام معلم ما بتاديب أحد الطلاب المشاغبين بالضرب البسيط، تعرض له الأب بالشكوى والانتقاد وربما المحاكمة، فأصبح المعلم عرضة للمشاكل ومقيدا بقوانين وأوامر وأنظمة كثيرة، منعته من التصرف بحزم مع الطلاب الذين يحتاجون فعليًا إلى حزم وشدة في آن واحدٍ.

إنَّ على الوالدين التعامل مع أبنائهم بأساليب تربوية صحيحة، تجعلهم منضبطين وليسوا منحرفين سلوكيًا وأخلاقيًا؛ فاتباع النظام والتمسك به وبالقوانين والتزام جانب الحزم والتأديب واستمرار التوجيه في المنزل، لا يقود الطالب إلى إحداث سلوكيات سيئة، وشغب وفوضى واعتداءات مستمرة على زملائه، ولو بالتلفظ عليهم بألفاظ سوقية وغير مرغوبة.

المعلمون رغم أنهم يقدمون المادة العلمية ويعتبرون أحد مصادرها الرئيسة، إلا أنهم أيضا ضد ظهور سلوكيات الشغب لدى الطلاب، الذي بدوره يؤدي إلى اختلال النظام في الصف والمدرسة وكذلك مجتمعنا العماني المحافظ.

إن ثمّة أسباب كثيرة تجعل الطالب مشاغبًا وقليل أدب، منها ضعف تربيته في بيته وانعدام متابعته والاهتمام به من قبل الوالدين أو أحدهما، كذلك تأثير الصحبة عليه والتي يكون معها، ومن ثم المجتمع وبيئة المسكن والمدرسة والصف وشخصية المعلم.

لهذا على من ذكروا تقع مسؤوليات مشتركة ومتعددة ومختلفة، وعلى كل منهم القيام بواجبه خير قيام، لتنحدر تلك السلوكيات المشينة من طلابنا وأولادنا وبيئاتنا، ولتختفي نهائيًا في ظل التوجيه والأدب والمتابعة المستمرة، حينها سننعم جميعنا في وطننا بالراحة وبالأمن والأمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فتح باب التقدم لمدرسة الضبعة لتكنولوجيا الطاقة النووية.. المميزات والرسوم

أعلنت وزارة التربية والتعليم فتح باب القبول للالتحاق بمدرسة الضبعة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، وتتسم بعدة مميزات تجعل الطلاب يتنافسون للالتحاق بها.

تفاصيل الالتحاق بمدرسة الضبعة للطاقة النووية

وخلال التقرير التالي تستعرض «الوطن» تفاصيل الإلتحاق بمدرسة الضبعة الفنية والطاقة النووية، من حيث الشروط والمستندات المطلوبة، والاختبارات، بالتزامن مع فتح باب التقديم، وتأتي على النحو التالي:

تبدأ مدرسة الضبعة النووية فتح باب القبول، للالتحاق بالصف الأول الثانوي بالمدرسة، على أن يتم قبول طلبات الالتحاق، عبر موقع وزارة التربية والتعليم على الإنترنت، وفقًا للشروط التالية: 

شروط الالتحاق بالمدرسة النووية بالضبعة

أن يكون الطالب حاصلًا على الشهادة الإعدادية هذا العام.

- أن يكون مصريًا من أبوين مصريين.

- حاصل على شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسي دور أول.

- مجموع  الطالب لا يقل عن 260 درجة لجميع محافظات جمهورية مصر العربية.

- ألا يزيد سن الطالب في 1/10/2024 عن 18 سنة.

- ألا تقل درجات المواد العلمية (الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم) عن 95%.

- التقديم متاح لجميع خريجي الإعدادية العامة الأزهرية (بنين فقط من جميع محافظات جمهورية مصر العربية.

-  ألا يزيد سن الطالب المتقدم في 1/10/2024 عن 18 سنة.

- الأولوية في القبول لأبناء محافظة مطروح الحاصلين على الشهادة الإعدادية من محافظة مطروح في حالة التساوى المجموع الاختبارات، وبما لا يتعدى نسبة 20% بمدينة الضبعة من المقبولين.

- يسجل الطالب على الموقع الإلكترونى الذي يتم نشره.

- اجتياز اختبارات القدرات والمقابلات الشخصية.

- أن يكون لائقًا طبيا.

- اجتياز الكشف الطبي.

- التقديم متاح لجميع خريجي الإعدادية العامة والأزهرية بنين فقط لجميع المحافظات.

رسوم مدرسة الضبعة النووية

- يتم سداد مبلغ 3 ألاف جنيها مصريا للطلاب المقبولين مقابل الخدمات الإضافية التعليمية، ويتم زيادته سنوياً طبقاً للقرارات الوزارية المنظمة في هذا الشأن، بالإضافة إلى المصاريف الحكومية العادية.

مميزات مدرسة الضبعة النووية

تتميز الدراسة بمدرسة الضبعة النووية بالتالي:

المدرسة نتاج شراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع هيئة الطاقة الذرية، وهيئة محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وهيئة المواد النووية، وهيئة الرقابة النووية والاشعاعية، وصندوق التعليم حياة القومي الخيري.

- الدراسة بها نظام 5 سنوات.

- توفر المدرسة إقامة داخلية، حيث يوجد مبنى سكني  لإقامة الطلاب مجهز بمطعم والة مذاكرة وصالة رياضية.

- يسمح للطلاب بنزول إجازة يومي الخميس والجمعة والعودة السبت.

- توفر المدرسة وسيلة نقل للطلبة من وإلى محافظة الأسكندرية.

- تدريبات ميدانية للطلبة اثناء فترة الدراسة.

- توفير فرصة عمل متميزة للطلاب المتميزين بالجهات والهيئات العاملة في مجالات المدرسة.

- إمكانية استكمال الدراسة بالجامعات التكنولوجية.

- امكانية استكمال الدراسة بكلية الهندسة بعد استيفاء الشروط المطلوبة، وفقاً للمجموع.

- الحصول علي شهادة الدبلوم نظام خمس سنوات للتكنولوجيا التطبيقية للطاقة النووية.

تخصصات مدرسة الضبعة النووية

تضم المدرسة ثلاثة تخصصات وهي:

- الميكانيكا النووية.

- الكهرباء النووية.

- الإلكترونيات النووية.

نظام الدراسة بمدرسة الضبعة النووية

الدراسة تكون عامة في الصف الأول، ويبدأ التخصص من الصف الثاني بحسب رغبة الطالب.

وبالنسبة للمواد الدراسية، بمدرسة الضبعة النووية، تكون على النحو التالي: 

- يدرس الطلاب المواد الدراسية للتعليم الفني.

- دراسة مواد تتعلق بالطاقة النووية.

- مواد ثقافية تشمل: لغة عربية، وإنجليزية، وروسية، وتربية دينية، فيزياء كيمياء، رياضيات تربية وطنية ودراسات اجتماعية.

- مواد فنية، تشمل: تكنولوجيا عامة كهرباء، تكنولوجيا عامة ميكانيكا، تكنولوجيا عامة، إلكترونيات، أجهزة قياس كهربية وميكانيكية، علم المواد، رسم فني، الأمان الصناعي حاسب آلى وتكنولوجيا طاقة نووية.

ثلاث ورش عملية تشمل: ورشة كهرباء، ورشة ميكانيكا وورشة إلكترونيات.

مقالات مشابهة

  • «ائتلاف أولياء أمور مصر» يطالب الحكومة الجديدة المنتظرة بهذه الإجراءات
  • مدرسة الضبعة النووية 2024.. المميزات والتخصصات وشروط الالتحاق
  • تنسيق تمريض 2024.. الشروط والمواعيد للتقدم لمعاهد فرع التأمين بالقليوبية
  • محافظ قنا يقرر رفع كثافة فصول رياض الأطفال بنسبة 10%
  • في استجابه سريعة لأولياء الأمور.. محافظ قنا يقرر رفع كثافة فصول رياض الأطفال
  • «أمهات مصر»: صعوبة امتحان الفيزياء وتباين الآراء حول امتحان التاريخ للثانوية العامة
  • الفيزياء تثير حالة من القلق والخوف لدى أولياء الأمور أمام لجان الإسكندرية
  • الثانوية العامة 2024.. أولياء الأمور ينتظرون أبناءهم أمام اللجان بالمصاحف بدمياط
  • تخفيفًا على أولياء الأمر.. بندر كفر الدوار التعليمية تُوفر ملفات التقديم بمدارس الإدارة بأسعار رمزية
  • فتح باب التقدم لمدرسة الضبعة لتكنولوجيا الطاقة النووية.. المميزات والرسوم