إنني أؤمن بالشعب
حبيبي وأبي
وبأبناء بلادي الشهداء
الذين اقتحموا النار
فصاروا بيد الشعب مشاعل
وبأبناء بلادي البسطاء
الذين انحصدوا في ساحة المجد
فزدنا عددا
وبأبناء بلادي الشرفاء
الذين احتقروا الموت
وعاشوا أبدا
ولأبناء بلدي سأغني
للمتاريس التي شيّدها الشعبُ نضالاً وصمودا
اعلاة كلمات خالدات ونموذج من الادب السياسي القومي الرفيع في السودان الذي يجسد القدرة الخلاقة لبعض شعراء وادباء السودان في التعبير عن اماني واشواق الناس للحرية والسلام والعدالة وتمجيد البطولات والاستشهاد في سبيل الذود عن تلك المبادئ .


في تاريخ كل الامم والشعوب يوجد الادب السياسي والنشيد والغناء القومي الذي يحشد الامم والشعوب ويوحدها خلف معارك التحرر الوطني من الاستعمار والتسلط والديكتاتوريات الداخلية والانظمة القمعية اضافة الي النشيد الوطني لكل امة وشعب .
وعلي الرغم من كل الاخفاقات السياسية التي شهدتها البلاد باثارها المدمرة خاصة خلال الثلاثين عام واكثر من زمن الاسلاميين وحكوماتهم المتعاقبة يظل السودان من اكثر البلدان التي اشتهرت بين كل الشعوب الناطقة باللغة العربية بقدرة وتميز النخبة الادبية علي صياغة الادب السياسي والقومي الرفيع وقد عبر الغناء الوطني السوداني الحدود مرات كثيرة وفي مناسبات مختلفة خاصة نشيد اصبح الصبح الذي تحول الي شعار للحرية في بعض البلاد ونشيد للاحتفاء بانتصارات الشعوب وليس اخير انشودة جيل العطاء وغيرها من الادب الوطني السوداني الرفيع .
وظلت مختلف القوي السياسية والاجتماعية السودانية تنهل من ذلك المعين لفترات طويلة في مناسبات مختلفة الي جانب اذاعة امدرمان وتلفزيون السودان القومي السابق الذين ظلوا يبثون الاناشيد الوطنية في مناسبات مختلفة وخلال ازمنة التحولات والازمات السياسية وفي اعقاب انتصار الثورات والانتفاضات الشعبية .
ولكن الشاهد ان تراجع الادب السياسي القومي في السودان قد ارتبط بالردة الحضارية الكبري والشاملة والاحتلال الاخواني للبلاد في الثلاثين من يونيو 1989 .
حيث اقتحمت صور والوان من الفنون المتخلفة والركيكة التي تمجد ذلك العهد والنظام الاخواني الموتور والمضطرب ولم يخلو الامر من محاولات مستمرة من قبل نظام المعزول البشير ومرتزقته الاعلاميين في زمن الانترنت والمعلوماتية من السطو والتعدي علي الادب السياسي والقومي والاناشيد الوطنية السودانية خلال مناسبات مختلفة لتجميل وجه ذلك العهد القبيح في محاولات مستحيلة وعمل اشبة بمزج السم بالدسم .
وليس اخير وعندما بلغ العدوان علي الامة السودانية قمته باشعال الحرب الاخوانية الراهنة وسوء التقدير وعدم التوفيق وعمي البصر والبصيرة الذي لازم هولاء المتاسلمين واعوانهم في قيادة الجيش الراهن ودخولهم الي عش الدبابير باختيارهم المطلق والتحرش والعدوان علي قوات اغلبيتها من البدو وصغار السن الذين ينتمون تاريخيا الي مجموعات قبلية معروفة بالشجاعة والقدرة علي المصادمة فحدث ماحدث من :
" الهزائم المتوالية والبهدلة شبة اليومية "
التي ظل يتعرض لها فلول النظام المباد والميليشيات الاخوانية الموتورة واعداد من الجنود الابرياء الذين ذج بهم في الحرب الراهنة وفق اولويات واجندات تنظيم ارهابي وعقائدي يتستر وراء اسم الجيش السوداني الذي ذبح الاخوان خلاصة وثمرة ضباطه المهنيين والمحترفين في مذبحة كبري من ضباط شهداء حركة رمضان المجيدة الذين تم دفنهم في مقبرة جماعية .
ولم تنجح كل محاولات توظيف المورث القومي من الادب والنشيد وكل اغنيات الحماس الشعبي والقبلي و حملات الحشد والتعبئة لتغيير نتائج الحرب الراهنة علي الارض او تحقيق اي انحياز من اغلبية المواطنيين ومختلف اتجاهات الرأي العام السوداني لبرنامج الحرب وتحالف الاقلية العسكرية والكيزان وبالتزامن مع الدمار الشامل والفراغ الامني والسياسي وتدهور الاوضاع الانسانية يطل الوجه الاخر للعملية بمحاولات بعض الجيوب المعزولة المعدومة الجذور والسند الشعبي من بعض الافراد الشعوبيين والعنصريين الذين يحاولون الرهان علي بندقية الدعم السريع بالترويج لمشاريع وتصورات غامضة لصياغة مستقبل الحكم و الدولة السودانية بعيدا عن البرلمان المنتخب والمفوض من اغلبية الشعب علي طريقة نظرية هلامية سابقة تم الترويج لها من قبل علي مدي سنين طويلة ثم تمخض الامر عن مقبرة جماعية كبري في اقليم سابق من الدولة السودانية .
ولاتزال الساقية تدور بانتشار الملق والمداهنة من بعض القوي والفلول الانتهازية التي تتحدث عن التفاوض مع من اسمتهم بالاسلاميين المعتدلين واشياء من هذا القبيل علي الرغم من فشل المشروع الاخواني في السودان علي اصعدة الدين والدنيا الي جانب الفظائع والانتهاكات التي ارتكبتها ماتعرف بالحركة الاسلامية خلال ثلاثين عام اقتطعت من عمر كل مواطن سوداني عاشها الناس في ظل الفقر والاذلال والفساد والشتات الاكبر للسودانيين دون ذنب والله خلق الناس بمواقيت واعمار محسوبة ومحدودة قياسا للعمر الافتراضي للانسان في السودان وفي كل بلاد الله .
وفي ظل كل ماسبق الاشارة اليه يخاطب البعض من شعراء وفناني الدمار الشامل الفريق المهيب الركن عبد الفتاح البرهان ومن معه من بقية الجنرالات في بلد مترنح يتجة بسرعة صاروخية نحو الانهيار والسقوط بكلمات وعبارات واغنيات تتناسب تماما مع المرحلة الراهنة :
" يا سيادتك فك اللجام "
واخر القول انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .

muhadu2017@gmail.com
//////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

بعد فوز ترامب وقبل مغادرة بايدن، ما الذي تعنيه مرحلة “البطة العرجاء”؟

بعد فوز ترامب بمقعد الرئاسة، وبخلاف العرف المتبع في العديد من دول العالم، لن يتوجه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على الفور، بل سيتعين عليه الانتظار حوالي 11 أسبوعًا بعد هذا الفوز لتولي مهامه، وفقًا للقوانين الأمريكية.

ورغم أن هذه الفترة قد تبدو طويلة للبعض، إلا أنها أقصر من المدة الأصلية التي حددها الدستور، والتي كانت أربعة أشهر لتسليم السلطة من الرئيس الحالي إلى الرئيس المنتخب.

تم تحديد هذه المدة في البداية بين شهري نوفمبر ومارس في القرن الثامن عشر، عندما كانت عملية نقل المعلومات وتنقل الأفراد تستغرق وقتًا طويلاً.

وعلى عكس العديد من الديمقراطيات البرلمانية، حيث يتم اختيار أعضاء الحكومة من قبل البرلمان الذي يعمل في العاصمة، فإن الكفاءات السياسية في الولايات المتحدة تتوزع على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد.

كما ساهمت التحديات التي واجهتها الولايات المتحدة خلال فترة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين في دفع القادة إلى أداء القسم للرؤساء المنتخبين بسرعة أكبر، مما أدى إلى تقليص هذه الفترة إلى أقل من ثلاثة أشهر.

وتسمى الفترة الانتقالية بين يوم ظهور نتائج الانتخابات والتنصيب بفترة “البطة العرجاء” (Lame duck) إشارة إلى الأيام الأخيرة لبقاء الرئيس في الحكم وهو في هذه الحالة جو بايدن، واستلام الرئيس المنتخب مهامه رسميا.

ويشير مصطلح “البطة العرجاء” إلى مسؤول منتخب أصبح في وضع ضعيف سياسيا بعدما تم انتخاب خليفته، وفقا لما ذكره موقع “شير أميركا”، التابع لوزارة الخارجية الأميركية.

وحدد التعديل العشرون، الذي تم التصديق عليه عام 1933، تاريخ التنصيب الجديد في 20 يناير، ولكن الانتخابات الرئاسية لا تزال تجري في أوائل نوفمبر.

وقال مدير مركز التاريخ الرئاسي في الجامعة الميثودية الجنوبية، جيفري ايه إنجل، للموقع الأميركي، إن تشكيل الحكومة وكبار المسؤولين في الولايات المتحدة يستغرق “بعض الوقت”.

ثم تابع “في كل مرة تأتي حكومة جديدة، يتعين عليك أن تضع طبقة التجميل النهائية على الكعكة، والكعكة هي البيروقراطية الدائمة، بينما الطبقة النهائية هم المعينون الجدد وأعضاء مجلس الوزراء”.

وأضاف “كما يعرف أي خباز، بوسعك أن تضع الطبقة النهائية في غضون ثلاثين ثانية، لكنها لن تبدو عظيمة”.

مقالات مشابهة

  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • أطراف الحرب السودانية ترحّب بفوز «ترامب» بالانتخابات الأمريكية
  • ما بعد “قازان”: ما الذي يحتاجه “بريكس” ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟
  • بعد فوز ترامب وقبل مغادرة بايدن، ما الذي تعنيه مرحلة “البطة العرجاء”؟
  • السعودية تتمسك بالحل السياسي لأزمة السودان وتدعو البرهان لزيارتها
  • الشرطة تكشف تفاصيل خطة أمنية وملاحقة “مليشيا” متواجدة في ولاية إقامة حكومة البرهان
  • قيادي في “الانتقالي” يكشف دور أمريكا في تشكيل “تكتل الأحزاب السياسية” في عدن
  • مجلس الوزراء السعودي: “منبر جدة” الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في السودان
  • خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر
  • الجيش الذي “لا يقهر” يستنجد بالمرتزقة