من منا لم يصادفه نداء إذاعة المترو: «عزيزى الراكب، لا تتعاطف مع متسول أو تشترى من بائع، مترو الأنفاق لكم وبكم» بعدما أصبح المتسولون ظاهرة تؤرق الأجهزة الأمنية فى مترو الأنفاق، والركاب على السواء؟
وللحق حوّل هؤلاء المتسولون المترو إلى شكل غير حضارى، وذكرونا بزمن الإدارة الفرنسية لمترو الأنفاق الذى كان المتسول لا يجرؤ على اقتحام المترو بهذا الشكل، واقتحام خصوصيات الركاب بشكل غير مقبول بعدما تفننوا فى استجداء الركاب للحصول على مساعدات عينية، ولعبوا على مشاعر المواطنين، وسرعة تعاطفهم معهم.
وكم سمعنا وقرأنا عن تمكن مباحث مترو الأنفاق من ضبط متسول أثناء استجداء الركاب والحصول منهم على مبالغ مالية، فهذه عثر بحوزتها على ٧٠٠ جنيه عبارة عن قيمة تسول يوم واحد، وأنها تجمع قرابة ٢٠ ألف جنيه شهريًا من أعمال التسول، وهذا كفيف ضبط هو وابنه أثناء حصر حصيلة تسولهما طوال اليوم بالمترو التى اقتربت من الألف جنيه.
فهى ظاهرة اختلفت عليها إنسانيات وقلوب ركاب مترو الأنفاق، فهاجمها البعض، ورق البعض الآخر لها.. وللحق قانونًا وأمنيًا ودينيًا وعقليًا هى ظاهرة مرفوضة جملة وتفصيلًا، فمجرمة على المستوى القانونى كما فى القانون رقم 49 لسنة 1933 فى المواد (1،٢،٣،٤،٥،٦)، حيث يقر بـ: «يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكرًا كان أم أنثى يبلغ عمره خمس عشرة سنة أو أكثر وجد متسولًا فى الطريق العام أو المحال العمومية.. ويعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر كل متسول فى الظروف المبينة فى المادة الأولى يتضح الإصابة بجروح أو عاهات أو يستعمل أية وسيلة أخرى من وسائل الغش لاكتساب عطف الجمهور.. وكل من استخدم صغيرًا فى هذه السن أو سلمه لآخر بغرض التسول..» إلى آخر المواد المكافحة لظاهرة التسول.
أما من الناحية الدينية فقد ذم إسلامنا التسول وأجاز السؤال لحاجة محتمة كالفقر الشديد، أما إذا كان التسول للاستكثار والغنى فقد حرمه الإسلام لما فيه من أضرار على المجتمع واستغلال للناس، ويقول النبى-صلى الله عليه وسلم- عن الذى يتسول ومعه ما يكفيه من المال: (مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ، قَالَ مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ).. مع العلم أن الرد عليهم يكون بغير نهر وعبوس لقوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَر)، كما أن المتسولين يضيعون حق من لهم الحق فعليًا فى أموالنا، إذا اعتبرنا هؤلاء يجوز إعطاؤهم.. فيجب أن نتحرى صدقاتنا، ونتجه للجمعيات الخيرية بكل منطقة المَعنية بهذا الشأن، لأنها أعلم بهذا ولديها قوائم بأسماء الأسر الفقيرة وتضمينها بكافة المعلومات كمكان السكن، وعدد أفراد الأسرة، ومصدر دخلها، أو نعطى للأقربين ممن يشكون الفاقة، فهم أولى بالصدقة، أو اللجوء لذوى الثقة، فالأمر متروك لقناعتك؛ فهل تقرض مالك ممن لم تتوثق في رد مالك منه إليك، فمن باب أولى تتحرى ممن لم تنتظر رد صدقتك ومالك منه إليك، لذلك «الحل الأمنى والاعتماد على شرطة مترو الأنفاق لصد الظاهرة وحده لا يكفي».
حفظ الله مصر ورفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المترو الإدارة الفرنسية مترو الأنفاق
إقرأ أيضاً:
اليوم.. نظر أولى جلسات محاكمة عاطلين بتهمة الاتجار في البشر بالقاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعقد محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالعباسية اليوم الأربعاء، نظر أولى جلسات محاكمة عاطلين متهمين بارتكاب جرائم الاتجار في البشر والتعدي على الأطفال وإجبارهم على التسول.
وجاء في أمر إحالة المتهمين عاطل. م ، عمرو . م ، أن المتهمين استخدموا عدد من الأطفال في عمل غير مشروع بأن قاموا بإرغامهم على التسول واستجداء المارة.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين أحدثوا عمدا إصابة الأطفال والتي تخلف عنها الإصابات الموصوفة بالتقارير الطبية، والتي أخراهما عن أشغالهما الشخصية مدة لا تزيد عن عشرين يوما باستخدام أداة حادة.
وقال الضابط مجري التحريات إن تحرياته توصلت لصحة الواقعة من قيام المتهمين بالانتقال والإقامة بإحدى شوارع النزهة وإجبار الأطفال على استجداء المارة والتسول وإرغام الأطفال على توريد مبالغ مالية ثابتة يوميا وإلا يقوموا بالتعدي عليهم بالضرب.