عصب الشارع -
كان الفلول يعتقدون أو كما كان يحاول إعلامهم تصوير ذلك في ظل التخبط الذي يعانية سندهم (الأخير) رئيس لجنتهم الأمنية البرهان أن محطة جوبا ستخرج لهم بالحل الأمثل الذي عجزت عنه مصر بخبرتها الطويلة في (المراوغة) والإتحاد الأفريقي الذي قال كلمتة وصمت والإتحاد الأوربي الذي ينتظر نهاية هذا اللف والدوران الطويل وأمريكا التي تضع السكين علي خاصرة العسكر والجنجويد في انتظار ان تدفعهم الي حتفهما ونهايتها ودول الخليج التي تنتظر نهاية هذه (الدوخة) للعودة الي طاولة الحوار في جده ويتابعون هذه الفرفرة وهم يعلمون أن لا طريق آخر غير ذلك، إلا الإنتحار الكلي.
والفلول أنفسهم يعلمون بأن (جوبا) التي دخلوا معها في حرب ضروس لسنوات طويلة وذاقت مرارة تآمرهم وعرفت دهاليز خبثهم لايمكن ان تكون أفضل وسيط لحل الحرب بل كان عليهم القول أن لامكان في الكرة الارضية يمكن ان يستمع إليهم بعد أن لطخوا سمعتهم التفاوضية في الوحل وإكتسبوا عداء الجميع في سبيل إصرارهم فرض هيمنتهم على الجميع ومحاولة تغطية عين الشمس بالغربال أو أنهم يمكنهم من خلالها التعامل مع قائد الجنحويد بعيداً عن منبر جده لكسر تعنت العالم كله حول ذلك المنبر وهذا ما لن يستطيعوا الحصول عليه رغم رشوح اخبار عن مقابلة البرهان لوفد من الدعم السريع بجوبا ودخلها في وساطة بين الطرفين.
والواضح خاصة بعد عدم صدور بيان مشترك كالعادة الدبلوماسية أن التعويل على جوبا وضرورة الخروج منها ببعض المكاسب أصبح أمراً غير وارد ولكنه رغم ذلك ضروري خاصة بعد الرسالة الواضحة والذكية التي أرسلتها (الدوحة) قبل وصول البرهان إليها حيث كان من المفترض حسب البرنامج المعلن أن تكون المحطة القادمة لكنها سبقت الامر بإستضافتها وفد من الحرية والتغيير والسماح له باقامة ندوات ولقاءات في إعلان صريح بانها تقف في الحياد وأن أحاديث الإعلام الفلولي بتأييدها لإستمرار الحرب لا مكان له من الصحة وأصبح على البرهان أن يصل الدوحة لايقاف الحرب وأن لا ينتظر منها دعماً لاستمرارها أو إستمرار العسكر على سدة الحكم أو المساهمة في عودة الفلول كما كان مخطط له
ويبدو ان ورقة جوبا أو الورقة الأخيرة في مراوغات الفلول قد تحولت الي كابوس رغم أن عليهم إستغلالها إلى أقصى حد ممكن، فمن الواضح أنه في حال فشلهم في الخروج منها بالمفيد فإنه لايكون امامهم سوي حلان وهما إما الإستمرار في هذه الحرب العبثية دون النظر لمآلات هذا الإستمرار حتي لو قاد ذلك إلى حرب شاملة سيدفع المواطن البسيط ثمنها غالياً وقد تودي إلى تمزيق الوطن وهو ما لن يسمح به حتي لو أدى إلى التدخل الخارجي او الإمتثال للحل العقلاني بالعودة إلى مباحثات جده والاستسلام لمطالب الشعب بحكومة مدنية وخروج طرفي النزاع من المعادلة السياسية وما يتبع ذلك من خطوات لصناعة جيش واحد واعادة الإعمار وإستكمال المفوضيات إستعداداً لإجراء إنتخابات حره ونزيهة وشفافة بعد عامين فهل يعقل الفلول ام ينتحرون..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البرهان في السعودية.. تفاصيل رحلة مهمة…!
تأتي بعد إعلان الخرطوم محررة من المليشيا..
البرهـــــــان في السعودية.. تفاصيل رحلة مهمة…!
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
زيارةٌ مهمة واستثنائية قام بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للملكة العربية السعودية أمس (الجمعة)، حيث أجرى مباحثات ناجحة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر الصفا بجدة.
رحلة البرهان لأرض الحرمين تأتي بعد إعلان الخرطوم محررة من أوباش التمرد، واطلاع قيادة المملكة على مستجدات الأوضاع بالبلاد.
الزيارة حُظيت باهتمامٍ إقليمي ودولي، إذ أنها المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس المملكة في زيارة ثنائية منذ اندلاع الحرب، حيث كانت آخر رحلتين ضمن مشاركة في قمتين.
معادلة الأمن
وبحسب إعلام مجلس السيادة، تم الاتفاق بين السودان والمملكة العربية السعودية على إنشاء مجلس تنسيق مشترك لتعزيز العلاقات بين البلدين. واتفق السودان والمملكة العربية السعودية على إنشاء مجلس تنسيق مشترك لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين ودفع علاقات التعاون المشترك.
وكان ذلك ضمن مخرجات المباحثات الثنائية بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
ويرى المحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي بأن الزيارة تأتي في توقيت حساس بالنسبة للسودان، حيث تسعى القيادة السودانية إلى تعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية خاصة مع الدول المؤثرة في المشهد السياسي والاقتصادي للمنطقة مثل المملكة العربية السعودية.
وأضاف محدّثي أن اللقاء بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعكس استمرار التنسيق بين البلدين، لا سيما في ظل المتغيرات السياسية والعسكرية التي يشهدها السودان.
عليه، تكتسب هذه الزيارة أبعادًا سياسية واقتصادية مهمة، في ظل التحديات التي يواجهها السودان سواءً على مستوى تحقيق الاستقرار السياسي أو إعادة الإعمار بعد الحرب، مشيرًا إلى أنها تؤكد كذلك استمرار الدعم السعودي للمؤسسات السودانية الشرعية وتعكس إدراكًا إقليميًا بأهمية السودان في معادلة الأمن والاستقرار في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
كما أن اللقاء بين البرهان وولي العهد السعودي له دلالات خاصة كأول لقاء عقب تحرير القصر الجمهوري والخرطوم من ميليشيا الدعم السريع، فهو يعزز من فرص السودان في كسب الدعم الدبلوماسي والسياسي لمواجهة التحديات الداخلية والإقليمية. بالإضافة إلى إعادة تقديم السودان كلاعبٍ أساسي في استقرار المنطقة العربية في ظل التحديات الراهنة.
الزيارة من منظور اقتصادي بحسب شقلاوي تأتي في ظل الحديث عن التزامات إعادة الإعمار، ويبرز دور السعودية كواحدة من أوائل الدول التي بادرت بالتحرك في هذا الاتجاه، كما يتجلى في زيارة الوفد السعودي إلى بورتسودان قبل أيام.
ويشير هذا الاهتمام إلى استعداد المملكة للعب دور محوري في إعادة تأهيل البنية التحتية السودانية، وهو ما قد يسهم في إنعاش الاقتصاد السوداني وإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة.
استقرار السودان
وكان سفير السودان بالمملكة العربية السعودية دفع الله الحاج قد قال في تصريحات صحفية امس إنّ مجلس التنسيق سيسهم في تقوية وترقية علاقات البلدين، ويدفع بآفاق التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.
ويقول الخبير الاستراتيجي والمتخصص في إدارة المخاطر د. عبد العزيز الزبير باشا إنّ زيارة الرئيس للشقيقة المملكة العربية السعودية تحمل في طياتها رسائل وطنية حاسمة لانتصار الإرادة الوطنية على التمرد الإرهابي الغادر الخائن (ميليشيا الدعم السريع المحلولة المتمردة)، والرسالة الثانية هي تسديد ضربة قاضية لداعمي التمرد الإرهابي وخصوصًا الدول التي دعمت التمرد (الإمارات نموذجًا)، كما تحوي الرسالة الثالثة والأهم، التأكيد على رؤية تماسك مؤسسات الوطن الرصينة الأبية بالحفاظ على مكتسبات ومقدرات الشعب السوداني البطل عبر التضحيات الجسام التي روت تراب هذا الوطن الطاهر.
ويؤكد الزبير باشا من خلال هذه الرسائل هو الدور الاستراتيجي الذي سوف يلعبه السودان في بناء محور استثنائي غير مسبوق في منطقة البحر الأحمر الذي يمر بتوترات عاصفة بسبب التسابق ما بين المحور الغربي والشرقي والدور السعودي في إيجاد سياسة توازن مع كلا المحورين وخصوصًا السعودية هي الآن أحوج للسودان في تأمين سياسة التوازن والاستقرار في محيط المنطقة وخصوصًا فيما يخص التمدد الإسرائيلي.
وعلى صعيد الأمن الغذائي، يرى د. عبد العزيز الزبير باشا أن السعودية سوف تكون أكثر حرصًا في احتواء السودان وفق شروطه الصارمة التي سوف ينتهجها فخامة الرئيس وفق تقديرات المؤسسات المختصة في إعلاء هيبة الدولة وسيادتها التي سوف تكون محصلتها إنتاج اقتصادي ينصب في استقرار السودان في هذه المراحل المفصلية.
إنضم لقناة النيلين على واتساب