خطوة استهداف عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بالعقوبات هي الأبرز منذ بدء الصراع في السودان.

ستعلن المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان اليوم الأربعاء (السادس من سبتمبر/ أيلول 2023) أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.

مختارات توقع فرار حوالي مليوني شخص من السودان بحلول نهاية العام السودان - 25 قتيلا في الخرطوم وأم درمان خلال يومين

قتل 25 مدنيا على الأقل بينهم طفلان خلال 48 ساعة مع تزايد حدة الاشتباكات بين قوات الجيش و"الدعم السريع" في السوادان. وكانت غارة جوية على حي سكني في جنوب الخرطوم قد أودت بحياة 20 سودانيا السبت.

نقص الأدوية والرعاية الطبية يفاقم أوجاع اللاجئين السودانيين في تشاد

تتواصل معاناة اللاجئين السودانيين في تشاد والذين فروا من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. لكن أوضاع هؤلاء آخذة في التدهور مع نقص الرعاية الطبية والأدوية وسط مخاوف متزايدة من انتشار الأمراض بينهم.

البرهان يؤكد استمرار الحرب ويستبعد التفاوض مع "الدعم السريع"

أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان استمرار الحرب والقتال "لإنهاء التمرد" مستبعدا أي فرصة للمفاوضات مع قوات الدعم السريع، وذلك غداة إعلان هذه القوات ما أسمتها "رؤية للحل الشامل وتأسيس الدولة السودانية الجديدة".

حميدتي يطالب بتغيير قيادة الجيش السوداني لإنهاء القتال

طالب قائد قوات الدعم السريع بتسليم قيادات الجيش السوداني لأنفسهم في مقابل وقف الحرب، مؤكداً أنه وقواته ليسوا من دعاة الحرب، مبدياً اعتذراه للسودانيين "عن المأساة التي خلفتها هذه الحرب".

وخطوة استهداف عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، بالعقوبات هي الأبرز منذ بدء الصراع بين قواتهما والجيش السوداني في منتصف أبريل/ نيسان. وتأتي ردا فيما يبدو على أعمال العنف التي تشهدها ولاية غرب دارفور والتي توجه اتهامات لقوات الدعم السريع وميليشيات موالية لها بارتكابها.

قوات الدعم السريع تنفي الاتهامات

وتنفي قوات الدعم السريع الاتهامات التي توجهها لها جماعات تراقب مجريات الصراع وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وروايات شهود بأنها تقف وراء هذا العنف، وتقول إن أي جندي تخلُص إلى تورطه فيها سيقدم للعدالة.

وعبد الرحيم دقلو هو أول مسؤول من أي من طرفي الصراع ستفرض عليه عقوبات منذ بدء الحرب. وفُرضت العقوبات السابقة على شركات، كما استهدفت الجيش السوداني.

ووفقا لملاحظات اطلعت عليها رويترز، ستقول ليندا توماس غرينفيلد مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للصحفيين إن عقوبات ستفرض على عبد الرحيم دقلو "لعلاقته بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق مدنيين في السودان بما يشمل أعمال عنف جنسي تتعلق بالصراع والقتل على أساس الانتماء العرقي".

وستعلن توماس غرينفيلد ذلك بعد لقائها في تشاد مع لاجئين سودانيين فروا من أعمال العنف العرقية والجنسية في دارفور، وهو أمر قالت إنه "يذكر" بالفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاما في الإقليم ووصفتها واشنطن بأنها إبادة جماعية.

وروى بعض ضحايا أعمال العنف عن استهداف عرقية المساليت وتدمير أحياء بأكملها وعمليات نهب واغتصاب واسعة النطاق مما دفع مئات الآلاف للفرار إلى تشاد. وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في أعمال العنف تلك.

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل/ نيسان بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية. وتصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن اشتركا في انقلاب في 2021، ليتحول إلى قتال بسبب خلاف بشأن خطة انتقال للحكم المدني تشمل دمج قواتهما.

هيكل قيادة شخصي

في العاصمة الخرطوم، توجه اتهامات إلى قوات الدعم السريع بالنهب إلى جانب إطلاق صواريخ على المناطق السكنية مثلها مثل الجيش. وستجمد الإجراءات الأمريكية أي أصول يملكها عبد الرحيم دقلو في الولايات المتحدة وتمنع المواطنين الأمريكيين من ممارسة أي أعمال تجارية معه.

ويختلف هيكل قوات الدعم السريع عن الجيش السوداني إذ يعتمد بشكل كبير على الشخصنة ويتمحور حول حميدتي وأقاربه ورفاقه المقربين. ورغم أن العقوبات ذات ثقل سياسي فمن غير الواضح مدى تأثيرها على مسار الصراع الدائر. وتعمل قوات الدعم السريع منذ وقت طويل على تعزيز علاقاتها الخارجية بالإمارات وروسيا.

وعلى عكس شقيقه الذي شغل منصب نائب قائد الجيش في المجلس السيادة الذي حكم البلاد منذ 2019 وحتى اندلاع الحرب، لم يشغل عبد الرحيم دقلو أي منصب رسمي في الحكومة لكنه لعب دورا رائدا في تطوير العلاقات السياسية لقوات الدعم السريع.

وبعد أن ظل بعيدا عن الأضواء قبل الحرب، ظهر في رسائل مصورة في وقت مبكر من الصراع وهو محاط بقوات الدعم السريع، داعيا جنود الجيش السوداني إلى الهرب. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في يونيو حزيران عقوبات على شركات تتهمها بتأجيج الصراع في السودان.

واستهدفت وزارة الخزانة الأمريكية شركتين على صلة بالجيش السوداني وشركتين على صلة بقوات الدعم السريع، متهمة إياها بجمع أرباح من الصراع والمشاركة في القتال. وأظهر تحقيق لرويترز في 2019 أن عبد الرحيم دقلو كان مدرجا كمالك لشركة الجنيد للذهب التي طالتها العقوبات.

ع.ش/ أ.ح (رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: دويتشه فيله دويتشه فيله قائد قوات الدعم السریع الولایات المتحدة عبد الرحیم دقلو الجیش السودانی أعمال العنف فی السودان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن صد هجوم للدعم السريع على منطقة الميرم بولاية غرب كردفان

الفولة: التغيير

أعلن الجيش السوداني، تمكنه من صد هجوم نفذته قوات الدعم السريع على منطقة الميرم بولاية غرب كردفان- غربي وسط البلاد- صباح اليوم الأربعاء.

ويخوض الطرفان حرباً شرسة بدأت بالعاصمة الخرطوم في 15 ابريل 2023م، قبل أن تتمدد إلى إقليم دارفور وكردفان وولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار، وتتفاقم كلفتها البشرية والمادية بعد نحو 15 شهراً من القتال والدمار.

وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نبيل عبد الله في تعميم مقتضب نشرته منصات تابعة للجيش: “دحرت قواتنا في الميرم بفضل الله صباح اليوم هجوماً غادراً من مليشيا آل دقلو الإرهابية..”- حسب وصفه.

ولم تعلق قوات الدعم السريع على هذه الأنباء أو تصدر بياناً رسمياً يوضح طبيعة الموقف بغرب كردفان.

وشهدت ولاية غرب كردفان المجاورة لإقليم دارفور، تحركات مكثفة لقوات الدعم السريع للسيطرة على مقرات الجيش، بعد الاستيلاء على مقراته في نيالا بجنوب دارفور وزالنجي وسطها والجنينة في الغرب والضعين شرقاً، فيما لا يزال الجيش يحتفظ بمقراته في مدينة الفاشر بشمال دارفور، فيما وصل إلى غرب كردفان عشرات الآلاف من النازحين الفارين من ولايات أخرى.

وقبل نحو اسبوعين، نفذت قوات الدعم السريع هجوماً على رئاسة الولاية بمدينة الفولة والمؤسسات الرسمية ونهبت أسواق المدينة والمدنيين، وأدانت حكومة الولاية ما وصفته بالاعتداء الغاشم.

وناشدت حكومة الولاية يومها، “كافة المستنفرين والمقاومة الشعبية” للاستعداد للمعركة الفاصلة لطرد “المليشيا المتمردة والإرهابية” من الولاية.

وتستضيف غرب كردفان، أكثر من 300 ألف نازح، وتزايد النزوح نحوها من القرى القريبة.

الجيش في بابنوسة
وفي سياق مقارب، نشرت الصفحة الرسمية للجيش السوداني فيديو يظهر منسوبي الفرقة 22 مشاة- بابنوسة وهم يقومون بعملية تمشيط “بالخطوة السريعة” في المدينة بقيادة قائد الفرقة اللواء الركن معاوية.

وعلقت بالقول إن معنويات الجنود مرتفعة “حيث استلمت خلال الأيام الماضية عربات مقاتلة بكامل التسليح وعددا من المدافع والاسلحة المختلفة وقتلت العشرات من مرتزقة مليشيا الدعم السريع الإرهابية المملوكة لأسرة دقلو”- حسب قولها.

   

مقالات مشابهة

  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • مستشار قائد الدعم السريع ينفي اتهامات قائد الجيش السوداني بالاستعانة بمقاتلين من داعش
  • البرهان: الحرب لن تنتهي إلا بتطهير السودان من مليشيا “الدعم السريع”
  • أبي أحمد: لم نستغل حرب السودان
  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • الدعم السريع تسيطر على اللواء 92 جنوب غربي السودان
  • الجيش السوداني يعلن تحرير نساء من قبضة الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم للدعم السريع على منطقة الميرم بولاية غرب كردفان
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم للدعم السريع بغرب كردفان