بوابة الوفد:
2024-09-19@03:23:58 GMT

غسيلنا على حبال الفيسبوك

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

 فى كتاب مهم للباحثة الأمريكية «كيت ايكورن» صدر مترجمًا ضمن سلسلة «عالم المعرفة» بعنوان «نهاية النسيان» تتناول بالدراسة والبحث سهولة طمس الذكريات الموجعة قبل عصر الإنترنت، واستحالة ذلك بعد الإنترنت، حيث منحت الذاكرة البصرية والسمعية فرصة نادرة للبقاء حية وطويلة حتى آخر نفس. ترى الباحثة الأمريكية أنه ما أسهل قبل الإنترنت أن نمزق صورة لنا فى طفولتنا لأنها لا تعجبنا،

 واليوم أصبح من المستحيل على المرء ترك طفولته وسنوات المراهقة خلفه، وأن احتمالية نسيان الآخرين لنا أصبح ضربا من ضروب الخيال.

الأمر ببساطة أننا نشرنا كل غسيلنا وبكل الألوان على حبال مواقع التواصل الاجتماعى من فيس بوك وتويتر وانستجرام.. هذا الغسيل هو صورنا ومواقفنا وتسجيل تام وكامل الأركان لحياتنا وآرائنا، وإذا كانت الذاكرة هى مخزن العمر الذى نحفظ به ما مر بنا من أيام وأحداث، وإذا كنا نُظهر ونخفى حسب الحاجة والهوى من هذه الذاكرة ما نريد، فقد ولى هذا الزمن بعد أن تحول الصندوق الأسود الذى كنا نملك مفاتيحه وأسراره إلى بضاعة معروضة بأسواق مواقع التواصل الاجتماعى. هل الأمر خطير أن نفقد نعمة النسيان؟ ربما يكون الأمر كذلك حين نجد أنفسنا فى عصر جديد نجلد فيه ذواتنا ليل نهار بالصوت والصورة، ونمطر الصفحات بالصور التى نتوهم أننا تحكمنا فى التقاطها، 

ونجهل أنه بمجرد سقوطها على حسابك فقد أضيفت فى اللحظة والتو لحسابات كل أصدقائك «الوهميين طبعا»، وأصدقاء أصدقائك «وخصومك بالطبع». تقول الباحثة الأمريكية فى مؤلفها  «بينما لايزال الشباب يحاولون – ربما سرا – حذف صورهم من الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكومبيوتر التى بحوزة أقاربهم وذويهم، فإن هذا العمل لا يقارن بتمزيق صورة من ألبوم وإلقائها فى الموقد». يكاد يكون مستحيلا فى حال مطاردة صورة على الإنترنت للقبض عليها ومحوها أنها قد اختفت للأبد، الحقيقة أنك قد تقبض على الصورة فى هذا الركن من الفيسبوك، ولكنك ستفاجأ أنها توالدت ك « أرنبة فوتوغرافية «، وانتشرت وتسللت من تحت عقب باب احتمالاتك ومخاوفك لكل الشوارع والحارات الفيسبوكية. هى الآن فى حضن كل أصدقائك وخصومك، هى الآن وكل ذكرياتك المسجلة – صوتًا وصورة – ملكية عامة لكل الناس، لمن يريد أن يشترى أو يبيع أو لا يعيرها أى اهتمام، أنا وأنت وكل من نزعوا أبواب وشبابيك ذاكرتهم أمام رياح الإنترنت والعالم التناظرى قد قبلنا أن نعرض بضاعتنا على الرصيف بلا ثمن، بل ويتسول البعض أحيانا من أجل جلب زبائن «فيسبوكيين» ليمنحوه من اهتمامهم العابر والسرابى «حتة لايك» على الماشى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الانترنت

إقرأ أيضاً:

حزب الله.. لا تهدئة في ظل الحرب على غزة ولو انتُخب رئيس

ثمة كثير من الحراكات والاتصالات الدبلوماسية والسياسية التي تتعلق بالاستحقاق الرئاسي أو بالمواجهة التي تجري في جنوب لبنان، لكن وراء كل "هذا الغبار" لا يبدو أن ثمة نتائج ملموسة تجاه الملفين معاً.

لقد سادت خلال الأونة الأخيرة سيناريوهات جرى تداولها في أوساط الغربيين نقلاً عن الإدارة الأميركية تفترض أن انفراجاً في الاستحقاق الرئاسي من شأنه أن يشكل مخرجاً لتهدئة الوضع في الجنوب على خلفية أن يتولى الرئيس المنتخب بحكم مسؤوليته الدستورية هذه المهمة، لكن هذا السيناريو يقع في إشكالية جوهرية هي إصرار حزب الله على عدم الموافقة على أي فصل بين "جبهات الإسناد" والوضع في غزة، أي انه ليس وارداً في حساباته ما قبل انتخاب الرئيس أو ما بعد انتخابه أن يوافق على أي تهدئة أو حل في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الأمر الذي يجعل من هذا السيناريو رهاناً في غير محله.

أما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، فإن التطور الإيجابي الوحيد الذي شهده هذا الملف فهي المرونة التي أظهرها رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقفه الذي أعلنه في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر والذي أعاد التأكيد عليه وتوضيحه عندما أشار الى أنه على استعداد لعقد جلسة واحدة بدورات متتالية في بضعة أيام شارحاً أن بضعة أيام هي أقل من خمسة، إلا أن هذا الموقف لا يعني،كما حاول البعض، أن يشيع بأنه يتضمن تخلياً عن ترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية ولا يقدم ضمانات لاكتمال النصاب، خاصة وأن المجلس النيابي بحاجة للحفاظ على دوره التشريعي الأمر الذي يفرض إقفال محضر الجلسات الانتخابية، كما أن المشكلة التي يبدو أنها لا تزال عالقة وهي تمنع حزب "القوات اللبنانية"عن المشاركة في الحوار أو المشاورات التي ستجري وفق دعوة رئيس المجلس.

لكل هذه الاسباب ، ليس من مؤشرات فعلية توحي، بحسب مصادر سياسية متابعة لحراك "الخماسية"، بقرب انفراجات ملموسة وهذا ما يدركه جيداً سفراء اللجنة الخماسية الذين اجتمعوا يوم السبت في قصر الصنوبر، والمبعوثان الأميركي آموس هوكشتاين والفرنسي جان آيف لودريان، لذلك تقتصر فعلياً وظيفة الزيارات المرتقبة لهما إلى لبنان على الدعوة لخفض التصعيد من دون أن تتمكن من تحقيق حلول فعلية للملفين العالقين.

هل ما تقدم، يعني أن الأمور سوف تتجه إلى المزيد من التعقيد والانحدار على المستوى الداخلي، كما أوحى تحذير الرئيس بري من مغبة الوصول إلى الانتخابات النيابية دون التمكن من إجرائها بسبب عقدة القانون الانتخابي الذي يفرض الالتزام بالتعديلات التي تحدد مقاعد نيابية خاصة بالمغتربين وهو ما يحتاج إلى آلية يتعذر انجازها في ظروف البلد الراهنة؟

ما يخص المقاعد النيابية الخاصة بالمغتربين، يفترض بحسب المادة 122 من القانون رقم 44/2017، أن تستحدث 6 مقاعد نيابية جديدة على مستوى القارات، وتوزع على الطوائف الست الكبرى، وهذا الأمر يحتاج إلى قرار في مجلس الوزراء بأغلبية الثلثين، خاصة وأن هذه المادة علقت لمرة واحدة في عام 2022، وبالتالي لم تعلق لانتخابات 2026. ومع ذلك تعتبر مصادر نيابية أنه يمكن أن يصار خلال هذه المهلة إلى تحديد الآلية المعتمَدة لتطبيق هذا البند، أو تكرار سيناريو 2022، والمضيّ بإجراء الانتخابات.

في حقيقة الأمر، من المتعذر على أي كان، بحسب مصادر نيابية، التنبؤ بما سيؤول إليه الأمر بعد ما يقرب السنتين، وهي فترة طويلة نسبياً ومقاربتها على هذا النحو هي مبالغة في التشاؤم. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • امرأة تتعرض للتعذيب والاعتداء من قبل رجل تعرفت عليه عبر الإنترنت
  • مأرب .. ندوة فكرية تدعو لإنعاش الذاكرة الوطنية للأجيال بنضالات شهداء ثورة 26 سبتمبر المجيدة
  • المحرّمي: تفعيل الإنترنت الفضائي “ستارلينك” خطوة مهمة نحو هذا الأمر
  • السفارة الأمريكية تهنئ اليمن كونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الانترنت الفضائي "ستارلينك"
  • تكريم محمد الشوبي في مهرجان الناظور لسينما الذاكرة
  • حوار الذاكرة القصيرة في حياة الشعوب.
  • «الخارجية الأمريكية»: سنقدم مقترحا جديدا للهدنة في غزة بالمشاركة مع مصر وقطر
  • والد الناشطة الأمريكية التركية: ابنتي كانت متمردة ضد الظلم
  • ضريبة بنسبة 15% على صانعي المحتوى في الفيسبوك بالعراق
  • حزب الله.. لا تهدئة في ظل الحرب على غزة ولو انتُخب رئيس