بوابة الوفد:
2024-12-25@19:16:19 GMT

غسيلنا على حبال الفيسبوك

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

 فى كتاب مهم للباحثة الأمريكية «كيت ايكورن» صدر مترجمًا ضمن سلسلة «عالم المعرفة» بعنوان «نهاية النسيان» تتناول بالدراسة والبحث سهولة طمس الذكريات الموجعة قبل عصر الإنترنت، واستحالة ذلك بعد الإنترنت، حيث منحت الذاكرة البصرية والسمعية فرصة نادرة للبقاء حية وطويلة حتى آخر نفس. ترى الباحثة الأمريكية أنه ما أسهل قبل الإنترنت أن نمزق صورة لنا فى طفولتنا لأنها لا تعجبنا،

 واليوم أصبح من المستحيل على المرء ترك طفولته وسنوات المراهقة خلفه، وأن احتمالية نسيان الآخرين لنا أصبح ضربا من ضروب الخيال.

الأمر ببساطة أننا نشرنا كل غسيلنا وبكل الألوان على حبال مواقع التواصل الاجتماعى من فيس بوك وتويتر وانستجرام.. هذا الغسيل هو صورنا ومواقفنا وتسجيل تام وكامل الأركان لحياتنا وآرائنا، وإذا كانت الذاكرة هى مخزن العمر الذى نحفظ به ما مر بنا من أيام وأحداث، وإذا كنا نُظهر ونخفى حسب الحاجة والهوى من هذه الذاكرة ما نريد، فقد ولى هذا الزمن بعد أن تحول الصندوق الأسود الذى كنا نملك مفاتيحه وأسراره إلى بضاعة معروضة بأسواق مواقع التواصل الاجتماعى. هل الأمر خطير أن نفقد نعمة النسيان؟ ربما يكون الأمر كذلك حين نجد أنفسنا فى عصر جديد نجلد فيه ذواتنا ليل نهار بالصوت والصورة، ونمطر الصفحات بالصور التى نتوهم أننا تحكمنا فى التقاطها، 

ونجهل أنه بمجرد سقوطها على حسابك فقد أضيفت فى اللحظة والتو لحسابات كل أصدقائك «الوهميين طبعا»، وأصدقاء أصدقائك «وخصومك بالطبع». تقول الباحثة الأمريكية فى مؤلفها  «بينما لايزال الشباب يحاولون – ربما سرا – حذف صورهم من الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكومبيوتر التى بحوزة أقاربهم وذويهم، فإن هذا العمل لا يقارن بتمزيق صورة من ألبوم وإلقائها فى الموقد». يكاد يكون مستحيلا فى حال مطاردة صورة على الإنترنت للقبض عليها ومحوها أنها قد اختفت للأبد، الحقيقة أنك قد تقبض على الصورة فى هذا الركن من الفيسبوك، ولكنك ستفاجأ أنها توالدت ك « أرنبة فوتوغرافية «، وانتشرت وتسللت من تحت عقب باب احتمالاتك ومخاوفك لكل الشوارع والحارات الفيسبوكية. هى الآن فى حضن كل أصدقائك وخصومك، هى الآن وكل ذكرياتك المسجلة – صوتًا وصورة – ملكية عامة لكل الناس، لمن يريد أن يشترى أو يبيع أو لا يعيرها أى اهتمام، أنا وأنت وكل من نزعوا أبواب وشبابيك ذاكرتهم أمام رياح الإنترنت والعالم التناظرى قد قبلنا أن نعرض بضاعتنا على الرصيف بلا ثمن، بل ويتسول البعض أحيانا من أجل جلب زبائن «فيسبوكيين» ليمنحوه من اهتمامهم العابر والسرابى «حتة لايك» على الماشى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الانترنت

إقرأ أيضاً:

الأوبرا تعرض فيلم مدرسة الذاكرة على المسرح الصغير

تعرض دار الأوبرا برئاسة الدكتورة لمياء زايد، ضمن نشاطها الثقافى والفكرى، وذلك فى السابعة مساء الأربعاء 25 ديسمبر على المسرح الصغير، فيلم "مدرسة الذاكرة" من إخراج نانسى كمال، وإنتاج مؤسسة WOD النمسا، وذلك فى إطار الأنشطة التنويرية للثقافة المصرية. 

 ويعقب الصالون الثقافى بحضور الراهب القمص فليكسينوس المحرقى، الراهب القمص أشعياء المحرقى مدرس الألحان بالأكليريكية المحرقى، المنتج والمؤلف حسام محمود، مدير التصوير نبيل سمير، ويديره نبيل فاروق مدير مكتبة جمعية الآثار  القبطية.

يتناول الفيلم بالتحليل العميق حكاية التلمذة فى إستلام الألحان الكنسية عبر الأجيال فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدار 2000 عام .

مقالات مشابهة

  • شاهد .. صورة زعيم خلية (الموساد والـ CIA) وعلاقته بتفجير ضحيان
  • الأجهزة الأمنية تكشف عن تفاصيل إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي
  • الكشف عن تفاصيل إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي
  • عاجل وردنا للتو| الأجهزة الأمنية تعلن إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات الأمريكية (CIA) و(الموساد) الصهيوني (تفاصيل ما حدث)
  • وزير الاعمار يرد على تصريحات الاسدي بشأن فك الاختناقات: معلوماته من الفيسبوك
  • ضرب كلبًا وسب سيدة وسط الشارع.. سقوط بطل فيديو الفيسبوك في قبضة الأمن
  • عاجل. إسرائيل غاضبة من "وول مارت" الأمريكية بعد عرضها قمصان تحمل صورة السنوار للبيع
  • وسط تحذيرات صينية.. الفيليبين تعتزم شراء منظومة “تايفون” الصاروخية الأمريكية
  • بعد تعرضها لهجوم يمني.. تراجع حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”
  • الأوبرا تعرض فيلم مدرسة الذاكرة على المسرح الصغير