أبو الغيط: العمل العربي المشترك ضرورة لمواجهة التحديات والصراعات الدولية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ، لا يخفى علينا جميعًا ما يكتسبه العمل العربي المشترك من أهمية مضاعفة، وقيمة أكبر، في ظل ما تشهده الساحة الدولية من ارتباك واضطراب وانعدامٍ لليقين. إن الحرب المستمرة منذ 19 شهراً في أوكرانيا، تمثل عودة مخيفة لصراعات القوى الكبرى . بكل ما تنطوي عليه هذه النوعية من الصراعات الضارية من انعكاسات خطيرة على السلم العالمي.
وأضاف أحمد أبو الغيط خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الدورة العادية (160) المنعقده بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء برئاسة ناصر بوريطة وزير الشئون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج للمملكة المغربية رئيس الدورة العادية (160) لمجلس الجامعة على المستوي الوزاري ،
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالتهنئة لكم معالي الأخ الوزير، على تولي المملكة المغربية رئاسة أعمال الدورة 160 للمجلس الوزاري مُتمنياً لكم كل التوفيق والنجاح.
وتابع حديثه" كما أتقدم بالشكر للوزير سامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية على رئاسته للدورة 159 من أعمال المجلس، بكل حكمةٍ واقتدار".
وأشار أبو الغيط إلى أن تطورات الفترة الماضية وتلك الصراعات لها تبعات تقتضي تعزيزاً للعمل الجماعي بين الأطراف المختلفة.. لتنسيق المواقف بين الدول الراغبة في الحفاظ على استقلالها الاستراتيجي . وتوفير منصات للعمل المشترك الذي يتناول القضايا التي تتعلق بصيانة المصالح الوطنية.
وتابع أبو الغيط ، وأحسب أن الجامعة العربية قد نجحت خلال الشهور الماضية في التحرك، على أكثر من صعيد، من أجل تعزيز شراكاتها مع القوى الدولية المختلفة. باعتبار أن هذه الشراكات تُمثل رصيداً استراتيجياً مهماً لدولنا. وأُشير في هذا الصدد، على سبيل المثال، إلى القمة العربية الصينية الأولى التي استضافتها المملكة العربية السعودية في ديسمبر الماضي. وأخيراً وليس آخراً، الدورة الثالثة للحوار العربي الياباني التي انعقدت بالأمس. ونتطلع في نوفمبر القادم إلى القمة العربية الافريقية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، باعتبارها خطوة ضرورية وفي وقتها لترسيخ العلاقات مع شركائنا وأصدقائنا في افريقيا التي تموج بتحولات نتابعها جميعاً.
واستطرد أبو الغيط إن هذه الشراكات وغيرها تعكس حركية مطلوبة. بل وضرورية لوضع المنطقة العربية على تماسٍ مع كتل وقوى دولية مختلفة. في أكثر من اتجاه، وحول كافة القضايا التي تتعلق مباشرة بمصالح المواطن العربي وهمومه.
وشدد أبو الغيط ، إن الأزمة في السودان لا زالت تتوالى فصولها، مُخلفةً كُلفةً هائلة بما يفوق الاحتمال على أبناء الشعب السوداني. فمع استمرار القتال في المدن السودانية، على النحو المؤسف الذي نتابعه، تتزايد أعداد الذين يفرون ويتركون بيوتهم. وتصير الحياة مستحيلة للسكان المدنيين. وتتداعى مؤسسات الدولة ومرافقها التي تُقدم الخدمات الأساسية. ونقترب أكثر من حالة الحرب الأهلية الشاملة التي لا نريد للسودان وأهله أن ينزلقوا إليها. متابعاً ، ونُدرك جميعاً أن المطلوب الآن هو التحرك على نحوٍ عاجل من أجل تحقيق الحل الشامل للأزمة الذي يقتضي -ابتداءً- وقفاً مستداماً لإطلاق النار في كافة المدن السودانية، وبما يهيئ السبيل للعودة للمسار السياسي الذي يضمن وحدة الدولة ووحدة مؤسساتها، ووحدة قواتها المُسلحة.
وقال أبو الغيط ، وبرغم أولوية هذه الأهداف، والحاحها، فإننا نضع الاستجابة الإنسانية العاجلة أيضاً في مقدمة أولوياتنا. وفى هذا الصدد أطلقتُ، بعد التشاور مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية (التي أعدت دراسة تحصر الاحتياجات العاجلة للقطاع الزراعي السوداني). لافتاً ، أقول أطلقتُ مبادرةً لإنقاذ الموسم الزراعي، حيث دعوت وزراء الزراعة العرب الشهر الماضي للنظر فيما يمكن أن تقدمه دولهم لدعم المبادرة بهدف تحصين الأمن الغذائي للمواطن السوداني. وآمل أن تحظى هذه المبادرة بما تستحقه من دعمٍ من الدول العربية.
الوقف الشامل لإطلاق النارولفت أبو الغيط ، وفي اليمن . وبرغم خفض التصعيد، وتراجع حدة العمليات العسكرية في الشهور الماضية. فإن الوقف الشامل لإطلاق النار، فضلاً عن التسوية السياسية، ما زالت أهداف بعيدة المنال. وما زال الطرفُ الحوثي يضع العراقيل تلو العراقيل أمام مسار الحل. وكأنه راغبٌ في استمرار الوضع الحالي، بما ينطوي عليه من انقسام للبلد، ولمؤسساته، واضعاف شديد لاقتصاده وقدراته.
وشدد أبو الغيط ، إن الحفاظ على يمنٍ موحد، ذي سيادة على كامل ترابه الوطني، بعيداً عن التدخلات الخارجية . هو الهدف الذي نسعى إليه جميعاً. وهو هدفٌ قابل للتحقق إذا أدرك الطرف الحوثي أن بإمكانه أن يكون جزءاً من عملية سياسية شاملة، وليس متحكماً أوحد بقوة السلاح.
وتابع أبو الغيط ، وفي سوريا. شهدنا خلال الشهور الماضية تطوراً مهماً، نُرحب به جميعاً ونوجه التحية للدول الأعضاء التي أسهمت في استكماله. أتحدث عن استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة . وما صاحبه من استعادة للانخراط العربي في أزمتها. وفي التعامل مع أسبابها وكذا تبعاتها الصعبة التي يعاني منها اخوتنا أبناء الشعب السوري في المقام الأول، كما تمس دول جوار سوريا، وتتعلق بالأمن القومي العربي في مفهومه الشامل. وأرحب في هذا الخصوص باستمرار الانخراط العربي البناء، الذي انعكس في اجتماع لجنة الاتصال الوزارية الأخير الذي عُقد بالقاهرة الشهر الماضي، وما تمخض عنه من تعزيز لمواكبة الجامعة العربية لسوريا في كافة جوانب أزمتها، وتهيئة سبيل واضح للخروج منها وفق نهج تدريجي، وعلى أساس مبدأ خطوة مقابل خطوة، والقرار الأممي 2254.
وقال أبو الغيط ، تواجه القضية الفلسطينية، قضيتنا جميعاً، تحدياتٍ خطيرة على رأسها المواقف التي تتبناها حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. إنها حكومة برنامجها يقوم على الاستيطان لا السلام. وتسعى لضم الأراضي لا لحل الدولتين . إنها جزء من المشكلة لا الحل. وهي تخلق، كل يوم، بسياساتها الاستفزازية، ما يُزيد الموقف في الأراضي المحتلة اشتعالاً.
وشدد، أن على المجتمع الدولي مسئولية كبيرة نحو وقف هذا الوضع المتدهور . والذي يُنذر بانفجار لا يتمناه أي طرف . فلا ينبغي أن يُسمح لحكومة الاحتلال بتصدير أزماتها الداخلية إلى الساحة الفلسطينية . وتتعين مواجهة العناصر المتطرفة في هذه الحكومة وعدم التسامح مع خطابهم العنصري وعنف المستوطنين الذي يحرضون عليه، وسياسات الأبارتايد التي يروجون لها، ويباشرون تنفيذها في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية كل يوم.
وأكد أبو الغيط ، أن المرحلة القادمة تحتاج لتكثيف العمل العربي على كافة الأصعدة. بما يتفاعل مع المتغيرات ويسمح بالتكيف معها . ولا شك أن الأزمات الاقتصادية التي يُعاني منها العالم، ومنطقتنا بطبيعة الحال، تُمثل أولوية متقدمة على أجندة دولنا جميعاً. وأشير في هذا السياق إلى القمة الاقتصادية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة. والتي ينتظر أن تستضيفها موريتانيا قبل نهاية العام تحت شعار "الأمن الغذائي ضمانٌ للسيادة" . وهو موضوع يكتسب أهمية متزايدة في ضوء الاضطراب الواضح في سلاسل توريد الحبوب جراء الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن تهديدات أخرى خطيرة، مثل الجفاف، الذي ضرب دولة الصومال لأعوام متوالية. وقد بحث المجلس الاقتصادي والاجتماعي مشروع جدول أعمال تلك القمة، وتلقت الأمانة العامة عدداً كبيراً من المبادرات المتعلقة بالأمن الغذائي والاقتصاد الأخضر والحماية الاجتماعية وغيرها. ونقوم الآن ببلورة هذه المبادرات لتنسجم مع الشعار الأساسي للقمة التي نرجو جميعاً أن تُشكل نقطة فارقة في العمل العربي المشترك في هذا الملف المهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اوكرانيا العمل العربي المشترك الوفد العمل العربی أبو الغیط فی هذا التی ت التی ی
إقرأ أيضاً:
وكيل وزارة الحكم المحلي الليبية يناقش التحديات التي تواجه البلديات في الجنوب
الوطن|متابعات
عقدَ وكيل عام وزارة الحكم المحلي أبوبكر الزوي ورئيس جهاز حرس البلدي سالم بوفارس اليوم اجتماعًا موسعًا مع عمداء البلديات ورؤساء المجالس التسييرية في المنطقة الجنوبية، لتقييم الأوضاع الخدمية الراهنة، ومناقشة التحديات التي تواجه البلديات، وخصوصًا في مجالات شركات النظافة العامة ودور الحرس البلدي.
واستمع الزوي خلال الاجتماع إلى عديد الملفات والقضايا التي تعاني منها شركات النظافة والحرس البلدي في بلديات المنطقة الجنوبية.
وأوضح الزوي أن مشكلة شركات النظافة تعد مسألة مهمة وشائكة وأن الوزارة تعمل منذ فترة على حلحلة تلك المشاكل في أقرب وقت، أما فيما يخص جهاز الحرس البلدي فقد وعد بمناقشة تلك المشاكل مع رئيس جهاز الحرس البلدي، وطرحها في اجتماع البلديات.
من جانبه طرح عمداء البلديات ورؤساء المجالس التسييرية التحديات التي تعيق عملهم، مثل نقص الموارد المالية والصعوبات اللوجستية في الوصول إلى بعض المناطق النائية، مستعرضين خططهم المستقبلية التي تهدف إلى تنفيذها خلال العام المقبل، والتي تشمل تحسين خدمات النظافة العامة وتعزيز الأمن المحلي من خلال تعزيز دور الحرس البلدي.
أبدى الزوي اهتمامًا بالاقتراحات التي تم تقديمها، مشددًا على ضرورة وضع استراتيجيات واضحة ومحددة لتحسين مستوى الخدمات، وإنشاء آلية مشتركة لمتابعة تنفيذ هذه الخطط وتقييم الأداء بشكل دوري.
الوسوم#اجتماع الحكومة الليبية #المنطقة الجنوبية #عمداء البلديات وكيل عام وزارة الحكم المحلي