تغيرات مناخية تنهى الحياة على كوكب الأرض (2)
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
كشف صندوق النقد الدولى عن حجم الآثار الخطيرة لتغير المناخ على دول جنوب شرق آسيا، وتوقع انخفاضًا بنسبة 11% فى الناتج المحلى الإجمالى للمنطقة فى السنوات المقبلة إذا ظلت أزمة المناخ خارجة عن السيطرة. وبينت دراسة أخرى أجرتها مجموعة «Versk Maplecroft» المتخصصة فى تحليل المخاطر والقضايا البيئية، عن احتمال وصول الخسائر فى هذه الدول إلى 35% من ناتجها المحلى الإجمالى بحلول عام 2050.
وتوضح التقارير أن تغيرات المناخ قد تؤدى إلى نكسة اقتصادية فى هذه البلدان ونزوح جماعى محتمل وارتفاع أنماط الهجرة إلى الخارج، مع لجوء الملايين إلى الدول الأكثر ثراءً، بما فى ذلك دول منطقة الخليج العربي–التى تستضيف حاليًا ما يقرب من 25 مليون عامل من آسيا–وهو ما قد يضع هذه الدول أمام تحديات مختلفة ستمثل ضغوطًا اقتصادية مرهقة وأمنية واجتماعية فى الوقت نفسه.
من الواضح بأنه لم يعد أمام صانعى السياسات سوى التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للتحديات التى تواجهها، خاصةً أزمة المناخ وتأثيرها المحتمل على معدلات الهجرة. وينبغى هنا العمل على عدة مسارات إجرائية. يأتى فى مقدمتها إعطاء الأولوية لتطوير وإنفاذ السياسات التى تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون، ويشمل ذلك الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتشجيع الممارسات المستدامة فى القطاعات الصناعية.
المسار الذى يليه مرتبط بتعزيز مستوى التأهب للكوارث والمرونة. فالاستثمار فى تدابير التأهب للكوارث والقدرة على الصمود يمكن أن يخفف من تأثير الكوارث المناخية، وذلك يتطلب تخصيص الموارد لبناء البنية التحتية التى يمكن أن تصمد أمام الظواهر الجوية المتطرفة ووجود آليات الاستجابة الفعالة للكوارث.
المسار الاستراتيجى الآخر متعلق بتعزيز التعاون الإقليمى، والذى يستوجب تطوير نهج شامل لمواجهة تحديات الهجرة الناشئة عن تغير المناخ. ويمكن أن يشمل ذلك مبادرات مشتركة للتنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل، واستراتيجيات التكيف مع تغير المناخ.
وفى هذا السياق، لا بد للدول خاصةً دول الخليج التخطيط الاستباقى للتعامل مع التوترات الاجتماعية والاقتصادية المحتملة المصاحبة للهجرة الناجمة عن تغير المناخ. فتبنى السياسات المستدامة والتطلعية أمر بالغ الأهمية لضمان الاستقرار الاقتصادى والاجتماعى والقدرة على مواجهة هذه الأزمة العالمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المناخ
إقرأ أيضاً:
البشر مقبلون على تغيرات جذرية بأشكالهم مستقبلا.. أجسام بلا شعر
توقعت دراسة حديثة أن تطرأ تغيرات جذرية على أشكال البشر، بحيث تصبح أيديهم أطول وأجسادهم بلا شعر، ووجوههم بلا أسنان، فضلا عن أدمغة أصغر بجماجم ملساء.
وأشار علماء الأنثروبولوجيا إلى أن البشر بعد مئات الآلاف من السنين قد يشهدون تغيرات جذرية، سواء في المظهر الجسدي أو القدرات العقلية والتقنية. هذه التوقعات مبنية على مسار التطور البيولوجي والتقدم التكنولوجي، وليست مجرد خيال علمي.
وصرح عالم الأنثروبولوجيا ستانيسلاف دروبيشيفسكي: "على المدى البعيد، قد تختفي الأسنان تماما، فإذا كان النظام الغذائي يعتمد على الحليب أو المواد المهروسة".
وتشهد البشرية اليوم تغييرات ملموسة، حيث أصبحت السمنة وباء عالميا، وتشير الدراسات إلى أن نصف سكان الدول المتقدمة سيعانون من زيادة الوزن بحلول منتصف القرن.
ويتوقع أن يؤدي اعتماد الإنسان على الغذاء السائل أو المهروس إلى اختفاء تدريجي للأسنان، إلى جانب تغييرات أخرى في الجسم، مثل طول الأيدي، وقلة الشعر، وصغر حجم الدماغ داخل جماجم أكثر انسيابية.
ولا تقتصر التغيرات على الشكل الخارجي، فالتطور الطبي والتقني يفتح إمكانية دمج الإنسان بالآلة، ليصبح كائنا شبه بشري يجمع بين البيولوجيا والتقنية، عبر زرع شرائح إلكترونية لتعزيز القدرات العقلية والجسدية.
وشهد الإنسان المعاصر عدة تحولات خلال القرون الأخيرة، مثل الطول الفارع ارتفع متوسط طول الإنسان بنحو 10 سنتيمترات مقارنة قبل قرنين.
وطول العمر حيث ازدادت متوسطات العمر المتوقع بفضل التقدم الطبي والغذائي، وتعزيز القدرات إذ باتت الأطراف الصناعية الذكية تحاكي وظائف الأطراف الطبيعية بل وتتجاوزها أحيانا.
ويجرى تطوير تقنيات للتحكم في الذكريات المخزنة داخل الخلايا العصبية، بما يسمح بإحيائها أو محوها عبر تعديل دقيق للجينوم.
وأصبح الإنسان المعاصر يعتمد على الشبكة العالمية للحصول على الطعام والتعليم والعمل، ما يقلل من التفاعل المباشر ويهدد مهارات التواصل وجها لوجه.