الاكتفاء والاستغناء.. كلمتان من السهل قولهما ومن الصعب تطبيقهما فى الحياة، وخصوصًا فى مهن تصاحبها الشهرة والمال والتميز مثل التمثيل.. فإذا تمكن الممثل من أن يكتفى بما حققه من أعمال مهمة أصبحت علامات فى تاريخ السينما والمسرح ويستغنى عن القيام بأعمال أخرى أقل بكثير من أعماله السابقة وتنال من مكانته وجماهيريته، فهو استطاع أن يدير موهبته بذكاء، وتوقف فى الوقت المناسب بذكاء!
ربما ممثلان فقط استطاعا أن يفعلا ذلك فى تاريخ التمثيل هما زكى رستم وعادل إمام، العبقرى رستم كان آخر أفلامه «إجازة صيف» عام 1966 وقبل هذا التاريخ وتحديدًا فى عام 1962 حصل على وسام الفنون والعلوم والأدب من جمال عبدالناصر، وفى عام 1968 توقف تمامًا عن التمثيل وابتعد عن السينما واعتزل الناس بعد أن أصيب بضعف السمع ورفض استخدام سماعة، وكان يقضى معظم وقته فى القراءة حتى توفى فى عام 1972.
وقد يقول البعض إنه لولا حكاية السمع كان ممكن أن يستمر فى التمثيل حتى نهاية العمر، ولكن أعتقد أن التغيير الذى طرأ على السينما فى ذلك الوقت وانتشار الأفلام الكوميدية وظهور فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى وحسن يوسف ومحمد عوض وثلاثى أضواء المسرح، بالإضافة إلى أفلام الأكشن لفريد شوقى ومحمود المليجى، فكان من الصعب عليه أن يجارى ذلك وعمره حوالى (62) عاما، خاصة أنه قام بتمثيل واحد من أعظم أفلامه وهو فيلم «الحرام» عام 1965 ووجد نفسه سيضيع وسط موجة الأفلام الهزلية فاحترم نفسه واستكفى واستغنى!
وعادل إمام كذلك توقف عن العمل، ولا أعتقد أنه سيعود، بعد أن تغيرت أحوال السينما وكذلك الأعمال الدرامية التليفزيونية، ولم يعد قادرًا على مجاراة الأفلام الجديدة والأبطال الجدد سواء أفلام الحركة والكوميديا الاجتماعية، وظهر جمهور مختلف عن جمهوره المعتاد وهو جمهور السوشيال ميديا الذى يحتاج إلى أعمال خفيفة وسريعة وربما غامضة تعكس أحواله وواقعه، بينما إمام شغله كله على المكشوف.. فاستكفى واستغنى!
أما بالنسبة للممثلات.. فإن معظمهن توقفن عن العمل لأسباب دينية أو للزواج.. صحيح هناك القليل منهن اللاتى توقفن لأن الأعمال التى كانت تعرض عليهن لا تتناسب مع مكانتهن مثل فاتن حمامة وهند رستم على ما أتذكر، ولكن الكثير من الممثلات وخصوصا من زمن سينما الأربعينيات والخمسينيات والستينيات قدمن أعمالًا كثيرة سواء كانت مناسبة أو غير مناسبة ولم يستطعن الاستكفاء والاستغناء!
وقدرة الاستكفاء والاستغناء عند الفنانين عمومًا تحتاج إرادة قوية، ويمكن القول إن كل إنسان يحتاج إلى هذه الإرادة وليس الفنانين فقط.. الفرق أنه مع أصحاب المهن الأخرى القانون يجبرهم على التوقف عن العمل بالخروج على المعاش، وعمومًا التوقف عن الأشياء والأعمال والعادات السيئة ممكن بالطبع، وإلا ما تطور الإنسان وأصبح متحضرًا، ولكن التوقف عن الأعمال الجميلة والممتعة واللذيذة صعب جدًا، فاعذروا الفنانين الذين لازالوا يعلمون مع أن الكثير من أعمالهم لا يتناسب مع ما قدموه من قبل!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
قبل مسلسل «أثينا».. ما سر حب الفنان نبيل عيسى للتمثيل؟
ينتظر الجمهور وجبة دسمة من الأعمال الدرامية في شهر رمضان 2025، بينها مسلسل «أثينا»، الذي يدور في إطار درامي، ويجمع بين الفنانة ريهام حجاج والفنانة سوسن بدر بالإضافة إلى عدد من الفنانين، منهم نبيل عيسى، وما لا يعرفه الكثيرون عنه أنّه أحب الفن والتمثيل منذ الصغر، فكيف بدأ مشواره الفني؟ وماذا قال عن حبه للفن؟
محطات في حياة الفنان نبيل عيسىيتميز الفنان نبيل عيسى بحضور طاغ في الكثير من الأعمال الفنية، وعُرف بأدواره في عدد من الأعمال التلفزيونية، بعد أن درس في العديد من الورش الفنية، وبدأ مشواره الفني في عام 2006 مع الفنان محمد هنيدي في بطولة فيلم «يا أنا يا خالتي»، واشتهر كثيرًا منذ انطلاقته الأولى هذه، وشارك في عدة أفلام ومسلسلات منها: «أنا مش معاهم، عايزة أتجوز، ريش نعام، سرايا عابدين»، وتخطى رصيد أعماله على مستوى السينما والدراما التليفزيونية الـ100 عمل.
عشق الفنان نبيل عيسى الفن منذ الطفولة، وهو ما حكى عنه خلال لقاء سابق له، مشيرًا إلى أنه استمد صفة التمثيل وحب التشخيص منذ زمن طويل، موضحًا أنه في أول عمل له لم يكن يتوقع أو يتخيل حدوث تفاعل الجمهور الواسع مع العمل لهذه الدرجة: «سعدت بالمشاركة في الأعمال التليفزيونية، ورد الفعل عليها، ولأن كل قصة بعملها بتأثر مع الجمهور، وحبيت التمثيل عشان بيقدم قيم مهمة للجماهير».
اختيار نبيل عيسى للأدواروأضاف «عيسى» أنه يحب أن يكون على طبيعته في التمثيل، لذلك يختار الأدوار التي يحبها ويفضلها، وفي كل مرة يحب أن يلعب أدوارًا مختلفة، على الرغم من حصر المخرجين له في أدوار الشر، وكل دور في النهاية له تحد يحاول اجتيازه، موضحًا: «بحاول تقديم كل ما هو جديد، والذي يشجعني لتقديم الدور شعوري بأن الدور مختلف ومميز»، كما عبر أنه يحب أن يكون هناك كيمياء مع فريق العمل الذي يتعاون معه.
وأوضح أنه دائمًا يشعر بمسؤولية لتقديم الكثير من الرسائل للجمهور سواء من الشباب أو الكِبار في أعماله، وأضاف أن فكرة الأعمال القصيرة البعيد عن التمدد والتطويل، تعطى الدراما انتشارًا واسعًا، وأكد أن الفنان محمود عبد المغني نصحه بضرورة الاستمرار في المهنة وتقديم كل أنواع الأدوار: «قالي لازم تقدم حاجات مهمة»، وعن الأدوار التي يتمنى تقديمها في مسيرته هي التاريخية والأدوار الفانتازية.
نبيل عيسى طبيب بشري في مسلسل أثينايقدم الفنان نبيل عيسى شخصية طبيب بشري ضمن أحداث مسلسل أثينا في أجواء مليئة بالتشويق والغموض في تناول مختلف القضايا الحياتية والمجتمعية، وهو من تأليف محمد ناير وإخراج يحيى إسماعيل، وانطلق تصويره خلال الفترة الماضية، ويفرض صناع العمل كثير من السرية على تفاصيل المسلسل حتى يرى النور في رمضان 2025، ومن أبطاله الفنانة سوسن بدر والفنان أحمد مجدي والفنان محمود قابيل بجانب الفنانة سلوى محمد علي.