أصدر صندوق النقد الدولي تقريرا إيجابياً عن المملكة العربية السعودية عقب اختتام مناقشات ومشاورات المادة الرابعة مع المملكة، مؤكدا أن الاقتصاد السعودي يشهد حالة ازدهار ونمو.

برميل "برنت" يصعد فوق مستوى 90 دولارا للمرة الأولى في نحو 9 أشهر بعد قرار روسي سعودي

وفي تقريره حول مشاورات المادة الرابعة مع السعودية، أوضح صندوق النقد الدولي، أن مسيرة التحول الاقتصادي في السعودية تمضي بخطى متسارعة، خاصة منذ بدء تنفيذ خطة الإصلاح في ظل "رؤية السعودية 2030" في عام 2016م، بالرغم من تباطؤ النشاط الاقتصادي الذي اقترن بجائحة كرورنا (كوفيد-19)، فضلا عن أن التداعيات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية وتشديد الأوضاع المالية العالمية على الاقتصاد السعودي تبقى محدودة.

وأشار تقرير صندوق النقد الدولي إلى أن السعودية هي الأسرع نموا بين اقتصادات مجموعة العشرين، حيث بلغ النمو 8.7% مقارنة بالعام السابق بفضل الزيادة في إنتاج النفط الخام بنسبة قدرها 16% وزيادة النمو غير النفطي بنسبة 4.8% مقارنة بالعام السابق.

وبين "النقد الدولي" "أن الحفاظ على زخم الإصلاحات - بغض النظر عن مستوى أسعار النفط -  عامل مهم في تحقيق النمو الشامل وتعزيز قدرة الاقتصاد على الصمود، لافتا إلى ارتفاع مستويات الاستهلاك الخاص المدفوعة بصورة كبيرة بالاستثمارات الخاصة غير النفطية والتي ارتفعت بنسبة قدرها 45% مدفوعة بتسارع وتيرة تنفيذ عدة مشروعات عملاقة.

وشدد على أن المساهمة النفطية في مختلف قطاعات الاقتصاد آخذة في الانحسار، متوقعًا أن يحافظ نمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي على زخمه القوي مع بلوغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي 4.9% في العام 2023. كما توقع أن يواصل ارتفاعه في العام 2024 قبل أن يعود إلى مستواه المتوقع على المدى المتوسط البالغ 4%.

وتطرق تقرير صندوق النقد إلى انخفاض معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي لها، نتيجة للنمو الملحوظ في الاقتصاد، حيث انخفض إلى 8% في عام 2022، وتراجع كذلك معدل بطالة الشباب إلى النصف مسجلا 16,8% في عام 2022م مقارنة بمستواه في أثناء الجائحة، مع الإشادة بالمبادرات الفعالة لزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل حيث وصلت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 37% متجاوزة نسبة الـ30% المستهدفة ضمن رؤية السعودية 2030.

وأكد الصندوق على الجهود المبذولة لاحتواء معدلات التضخم السنوي لعام 2022 عند 2.5%، رغم بلوغ معدلات التضخم العالمية مستويات مرتفعة، مشيرا إلى أن احتواء التضخم كان بفضل الدعم المحلي وفرض حدود قصوى لأسعار عدد من المنتجات، وقوة الدولار الأمريكي.

وذكر التقرير أن الأنشطة الاقتصادية تشهد انتعاشا قويا مدعوما بالإصلاحات التي تمت في إطار رؤية السعودية 2030، وأن النظام المصرفي في المملكة يواصل تقدمه القوي مرتكزًا على الجهود المستمرة لتحديث الأطر التنظيمية والرقابية، حيث تتسم نسبة كفاية رأس المال الإجمالية بالقوة، وحيث مستوى الربحية مرتفع، كما أن نسبة القروض المتعثرة منخفضة، معتبرا أن ربط سعر الصرف بالدولار الأمريكي ملائم ويخدم اقتصاد السعودية، وهو النظام الأنسب من أجل دعم الاستقرار النقدي، وأن أثر زيادة تشديد السياسات النقدية على البنوك محدود.

وأفاد التقرير بأن ضبط أوضاع المالية العامة على المدى المتوسط سيسمح للسعودية بالاحتفاظ باحتياطيات وقائية أكثر قوة وتلبية احتياجات تحقيق العدالة بين الأجيال وتخفيف حدة المخاطر الناجمة عن تقلب أسعار النفط، مبينا أن السعودية أحرزت تقدما على مسار تنويع اقتصادها من خلال تقليل اعتمادها على النفط، كما أن الإيرادات غير النفطية زادت إلى الضعف.

وتوقع أن تظل حسابات المالية العامة في مستوى قريب من التوازن في الأجل المتوسط، مؤكدًا أن رفع وكالات التصنيف الائتماني العالمية درجة التصنيف الائتماني السيادي للمملكة، إقرار منها باستمرار زخم الإصلاح الذي سيعزز فرص وصول المملكة إلى الأسواق العالمية، وأن المركز الخارجي للمملكة يفوق بقوة كبيرة المستوى الذي تقتضيه الأساسيات الاقتصادية على المدى المتوسط، بينما لا تزال الاحتياطيات الوقائية أعلى بكثير من مستوى الحد الأدنى المحدد بموجب مقياس "تقييم كفاية الاحتياطيات". 

وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن الإصلاحات المعززة للتنافسية وبرنامج الاستثمارات الكبير، بما فيها استثمارات صندوق الاستثمارات العامة، تساعد على مواءمة المركز الخارجي مع الأساسيات الاقتصادية على المدى المتوسط، بينما سيؤدي تنفيذ إطار للمالية العامة متوسط الأجل إلى دعم الضبط المالي، مرحبا بالإصلاحات الكبيرة الجاري تنفيذها في إطار برنامج استدامة المالية العامة، حيث أشاد بالتقدم الملحوظ على صعيد شفافية المالية العامة من خلال "بيان الميزانية" الموسع وزيادة معدل دورية التقارير. 

وأوضح أن التطورات الرقمية القوية في السعودية أدت إلى النهوض بمستوى الشمول المالي، وصلابة القطاع المالي، وتعزيز فعالية القطاع الحكومي، مشيدا بجهود قيادة المملكة في تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد ومواجهة تحديات التغير المناخي.
ولفت إلى أن مستوى الدين العام، لا يزال منخفضا إذ يبلغ 24%  من الناتج المحلي الإجمالي- وأن التقديرات تشير إلى إمكانية إبقائه عند هذا الحد المقبول.

وأفاد بأن سيناريوهات الضغوط تشير إلى انخفاض المخاطر الكلية للضغوط السيادية، مع توافر احتياطيات وقائية يمكنها دعم فترات من العجز في المالية العامة، مشيدا باستراتيجية الحكومة للاقتراض بوضعها هدفا يسمح بإطالة آجال استحقاق الديون، وخفض تكاليف إعادة التمويل، وإنشاء منحنى عائد في الأسواق المحلية والدولية.
وتوقع أن يسهم نظام الاستثمار الجديد المطروح حاليًا للمشاورات العامة في خلق بيئة تقوم على تكافؤ فرص المستثمرين السعوديين وغير السعوديين عن طريق حماية حقوق المستثمرين والالتزام بالشفافية.

المصدر: "الاقتصادية" + "واس"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار السعودية تويتر صندوق النقد الدولي غوغل Google فيسبوك facebook مؤشرات اقتصادية صندوق النقد الدولی المالیة العامة

إقرأ أيضاً:

معرض القاهرة الدولي للكتاب يناقش تجربة الهند في الصعود الاقتصادي

كتب- أحمد الجندي:

تصوير- محمود بكار؛

استضافت القاعة الدولية “بلازا 2” ندوة متميزة بعنوان “الهند: خلاصة تجربة الصعود الاقتصادي”، ضمن فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والإعلامية.

شارك في الندوة كل من سوماشا، القائم بأعمال سفارة الهند في مصر، والسفيرة هبة المراسي، سفيرة مصر السابقة لدى الهند، وأدارتها الإعلامية هدى عبد العزيز، التي استهلت اللقاء بالتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والهند، مشيرةً إلى أهمية التبادل التجاري والثقافي بين البلدين عبر العصور.

العلاقات المصرية-الهندية: تاريخ ممتد وتعاون مستمر

أكدت السفيرة هبة المراسي على أن العلاقات بين البلدين ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى جذور تاريخية عميقة، لافتةً إلى أن التعاون الحديث ترسخ من خلال الزعيمين جمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو عبر تأسيس حركة عدم الانحياز مشيرة إلي أن الزيارات الرئاسية المتبادلة، وآخرها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند في سبتمبر 2023، عززت التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات.

وأشارت "المراسي" إلى أن تطوير التعليم كان أحد أهم عوامل نجاح التجربة الاقتصادية الهندية، حيث تمتلك الهند جامعات عالمية مثل معهد الهند للتكنولوجيا (IIT)، لافتةً إلى وجود مباحثات لإنشاء فرع لهذا المعهد في مصر موضحه أن الهند تعد من أكبر الاقتصادات الناشئة عالميًا، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع مصر، خاصةً في مجال الطاقة المتجددة.

وأضافت " المراسي" أن هناك اتفاقًا بين القاهرة ونيودلهي لرفع حجم التعاون الاقتصادي إلى 12 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، أي ضعف الحجم الحالي، مما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

التعاون الثقافي والسياحي: جسر يربط بين الشعبين

سلطت السفيرة السابقة الضوء على أهمية التعاون الثقافي والسياحي، مشيرةً إلى نجاح مهرجان “مصر على ضفاف نهر الجانج”، الذي أُقيم خلال فترة جائحة كورونا وحقق إقبالًا واسعًا من الجمهور الهندي.

الهند: اقتصاد رقمي وسلة غذاء عالمية

من جهتها، أكدت سوماشا، القائم بأعمال السفارة الهندية، على أن العلاقات بين مصر والهند تمتد إلى مختلف المجالات، مشيرةً إلى أن السفارة نظمت مسابقة للرسم داخل مصر بمشاركة 32 ألف تلميذ من 15 محافظة، مما يعكس قوة الروابط الثقافية بين البلدين.

كما أوضحت " سوماشا" أن الهند، التي أصبحت أكبر دولة من حيث عدد السكان وفقًا لإحصاءات أبريل الماضي، تحتضن 122 لغة رسمية وأكثر من 1600 لغة ولهجة، مشيرةً إلى أن اللغة الهندية تُعد ثالث أكثر اللغات انتشارًا عالميًا، إذ يتحدث بها 600 مليون شخص.

وأضافت أن الهند تُعد “سلة غذاء” للعديد من الدول، من بينها مصر، حيث تصدّر إليها القمح والأرز، كما استعرضت الإصلاحات الاقتصادية الهندية منذ عام 1991، والتي أسهمت في تعزيز بيئة الاستثمار وتسهيل الإجراءات للمستثمرين المحليين والدوليين.

الهند ومصر: قوى عاملة شابة وفرص اقتصادية واعدة

وأشارت سوماشا إلى أن 850 مليون شخص في الهند يستخدمون الإنترنت، مما يجعلها من الدول الرائدة في المجال الرقمي، إلى جانب مبادرات صناعية كبرى مثل “اصنع في الهند" مؤكده على التشابه الديموغرافي بين مصر والهند، حيث أن 60% من سكان مصر و65% من سكان الهند تحت سن الثلاثين، مما يجعلهما من أكثر الدول امتلاكًا للقوى العاملة الشابة المطلوبة عالميًا.

ختام الندوة: آفاق جديدة للتعاون

في ختام الندوة، أكدت السفيرة هبة المراسي أهمية التعاون في مجال الطاقة الشمسية، مشيرةً إلى تاريخ الشراكة بين البلدين في هذا المجال، بالإضافة إلى التعاون في التعليم والتدريب الدبلوماسي عبر المعاهد الدبلوماسية المصرية والهندية.

اقرأ أيضا:

رياح وأمطار وشبورة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا

تظهر بعد قليل.. رابط الاستعلام عن نتيجة سنوات النقل بالقاهرة

رئيس الوزراء: نرفض إجراءات تهجير الفلسطينيين قسريًا لأي دولة جوار

الصحة تغلق فروع عيادة شهيرة متخصصة في الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

العلاقات المصرية-الهندية الهند سلة غذاء عالمية معرض القاهرة الدولي للكتاب تجربة الهند في الصعود الاقتصادي ندوة الهند خلاصة تجربة الصعود الاقتصادي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: أطفال حدائق أكتوبر في جولة ثقافية وتوعوية بمعرض الكتاب ضمن برنامج " المناطق الجديدة الآمنة" الأخبار المتعلقة

مقالات مشابهة

  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يناقش تجربة الهند في الصعود الاقتصادي
  • موعد نزال أديسانيا ضد إيمافوف في يو إف سي السعودية وقنوات البث المباشر
  • محافظ سوهاج يتفقد الوضع العام ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بعدد من المواقع
  • مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 12415.49 نقطة
  • السلفادور تنهي إلزامية قبول البيتكوين في المعاملات المالية
  • محمد معيط: صوتنا في سياسات صندوق النقد «مهم للغاية» على المستوى الدولي|فيديو
  • سلطة النقد : حافظنا على الاستقرار المالي رغم كل الأزمات المالية
  • المشاط: الذكاء الاصطناعي يُعيد صياغة نماذج النمو الاقتصادي والتنمية على مستوى العالم
  • استمرار الضربات الاستباقية ضد تجار النقد الأجنبية
  • جامعة أسيوط تستعرض تقريرا يرصد الأنشطة الطلابية المتنوعة خلال الفصل الدراسي الأول