تفعيل قانون حماية المدنيين في مناطق النزاعات المسلحة
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
الرأي اليوم
صلاح جلال
تفعيل قانون حماية المدنيين في مناطق النزاعات المسلحة
«1»* حرب الغفلة تقارب شهرها السادس وتدهور الأوضاع الحياتية في اتساع لكل سكان البلاد، مظاهر المجاعة في العاصمة لقد شاهدنا فيديوهات تَدافُع المواطنين في صفوف طويلة للطعام بمسيد شيخ الأمين جزاه الله خيراً ووسع له، الموظفون دون مرتبات للشهر السادس، مزيداً من المستشفيات تخرج عن الخدمة، والمجتمعات المضيفة للنازحين تنفد مدخراتها، وظهور بوادر إنفلاتات أمنية في بعض الأقاليم الآمنة مثل الجزيرة وسنار تشير لاحتمالات توسع القتال فيها.
والمؤسف خلال الثلاثة أيام الماضية شاهدنا فيديوهات لنزوح جماعي لسكان الكلاكلات في المنطقة حول سلاح المدرعات والذخيرة نتيجة للاشتباكات المسلحة وصور فيديوهات مؤسفة لضحايا مدنيين في مدن العاصمة خاصة الخرطوم وبحري حدثت فيها تجاوزات مريعة ضد السكان المدنيين، من خلال الضرب العشوائي للطيران راح ضحيتها العشرات من المواطنين غير المحاربين
في منطقة ود العقلي تجاوز القتلى المدنيين العشرين وفق بيان لجان المقاومة والتوثيق بالفيديو
وكذلك في منطقة مستشفى الرازي سقوط برميل متفجر وسوق شعبي بمنطقة بحري.
«2»* تجاوز واضح لقانون حماية المدنيين في مناطق النزاعات المسلحة والقانون الإنساني الدولي، ندعو المنظمات الدولية ممثلة في الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان الوطنية والإقليمية والدولية لممارسة أقصى درجات الضغط لوقف التجاوزات والخروقات لقانون الحرب والتدخل لدى القوات المسلحة بوقف الطلعات العشوائية وإلقاء القنابل الغبية على رؤوس السكان المدنيين.
«3»* ملحوظة ثانية صمت القوى السياسية المدنية والقوى الديمقراطية التي يجب أن يكون واجبها اليومي حالة المدنيين تحت ظروف الحرب بالرصد والمتابعة والتنبيه وتبليغ المؤسسات الحقوقية يبدو أنها خضعت للابتزاز بالصمت لكي لا تحسب منحازة لأحد طرفي الحرب تغمض عينيها عن تجاوزاتهم ويصبح المواطن بلا خط دفاع نزيه عن حقوقه في الحياة في ظرف إنساني معقد، هذه التجاوزات ضد السكان المدنيين يجب تصعيدها والمطالبة بوقفها فوراً وأن تتصدى لها المنظمات الديمقراطية من أحزاب ومجتمع مدني الذين يقع على كاهلهم مسؤولية المراقبة والحماية للمواطن بين انتهاكات طرفي الحرب.
«4»* تعطيل وصول الإغاثة خاصة الطعام والعلاج للمحتاجين تعتبر جريمة حرب، وعدم التوصل لوقف إطلاق النار لدواعي إنسانية وحالات حرجة أخرى في بقية الضروريات الحياتية خاصة في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاثة ومدينة نيالا والأبيض.
«5»* هذه الحرب يجب أن تتوقف اليوم قبل الغد ويجب ممارسة أقصى الضغوط من المجتمع المدني والقوى الديمقراطية في الداخل بالوقفات الإحتجاجية في كافة الأقاليم، وكتابة العرائض من المثقفين وقيادات المجتمع لطرفي النزاع، كما يجب على المجتمع الدولي أن يزيد درجة اهتمامه بمعاناة شعب السودان من خلال التواصل الفعال مع طرفي الحرب وتكثيف الضغوط والعقوبات عليهم في القوات المسلحة والدعم السريع ومطالبتهم بالوقف الفوري للقتال وتفعيل المبادرات المطروحة *خاصة منبر جدة* المتوقف نتيجة لإصرار قائد القوات المسلحة على الانسحاب منه والاستمرار في الحرب وتصعيد لغة المواجهة وإشاحة الوجه عن السلام وابتعاد القرار السياسي عن التهدئة، وتبادل التصريحات النارية للتوعد بمزيد من القتال والتجييش للمجتمع.
«6»* كسرة ندوة الدوحة علامة مضيئة، ما زالت جُذوة الثورة حية (نار تِبنة)
كما قال شاعر الشنابلة في جنوب كردفان:
أنحن نار التِبْنَةْ المُكضبنا يَجرِّبنا، ثوار أحرار حنكمل المشوار- حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب.
«7» ** ختامةهذه الحرب المنتصر فيها خسران، يجب وقفها فوراً بلا تردد، سلام منقوص أفضل ألف مرة من حرب عادلة
كما قال الشاعر الفلسطيني تميم البرغوتي:
لم تغلبيني ولكن زدتِنى كرماً
بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ
من عاد منتصراً من مِثلِها إنهزَما.
#لاللحرب
#لازم_تقيف
5 سبتمبر 2023م
الوسومالأبيض الخرطوم الدعم السريع الرأي اليوم السودان القوات المسلحة المنظمات الدولية النزاعات المسلحة حرب 15 ابريل صلاح جلال نيالاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأبيض الخرطوم الدعم السريع الرأي اليوم السودان القوات المسلحة المنظمات الدولية النزاعات المسلحة حرب 15 ابريل صلاح جلال نيالا النزاعات المسلحة القوات المسلحة فی الحرب
إقرأ أيضاً:
راشد عبد الرحيم: فتن الجنوب
من قبل إستقلال السودان لم تتوقف فتن الجنوب و اهله في الشماليين و تعددت
بين التنكيل و الذبح و الحرق للاحياء و مساكنهم و متاجرهم .
نشبت احداث توريت قبل الإستقلال في العام ١٩٥٥م بتمرد الجنود الجنوبيين في ( الأورطة ١٨ ) و قتلهم لزملائهم ثم خروجهم لمتاجر الشماليين و بيوتهم حيث قتلوا الرجال و جمعوا النساء في السجون و فتحوا عليهن نيران اسلحتهم و اشعلوا عليهن الحرائق
و افنيت عائلة الشيخ الفزاري من ابناء و حفدة .
كان عدد من قتلوا في المجازر اكثر من مائة و عشرين قتيلا .
ثم وقعت الأحداث التي اعقبت شائعة مقتل وزير الداخلية الجنوبي في الحكومة السودانية و قتل أكثر من خمسين شماليا .
تكررت عمليات القتل و الترويع منهم في الخرطوم عقب مقتل جون قرنق و خرجت جموعهم تقتل المارة في الطرقات بالسواطير و السكاكين و قضبان السكة حديد و قتل اكثر من مائة و خمسين شماليا .
اليوم و في هذه الحرب إنتشر مرتزقة التمرد من ابناء النوير في الخرطوم و شرق النيل و شاركوا في كل العمليات العسكرية خاصة في المدفعية و اعمال القناصة .
عقب احداث الجزيرة خرجت جموعهم في جوبا تقتل في الشماليين و تحرق متاجرهم .
إستنكر رئيس الجنوب سلفا كير ما وقع و قال انها ( عمليات إرهابية ضد مواطنيه ) و كانما كان مواطنيه يوزعون الورود في الخرطوم .
إنتهزت حكومتهم الحرب و بدات في حملات تسويق لمنطقة ابيي مخالفة الإتفاق الموقع معها بشأن الإستفتاء .
لم تكن حكومة الجنوب وفية لما قامت به الحكومة السودانية من تنظيم الإستفتاء و قيام الدولة الجديدة .
كان القبح مجسدا في مقابلة الإحسان بالجحود و تجلي ذلك في قول باقان اموم الوزير الجنوبي في حكومة السودان و تصريحه ( لقد تخلصنا من وسخ الخرطوم ) .
في سماحة لا تنفع معهم ذهب الرئيس البشير ليشاركهم الإحتفال بميلاد دولتهم فكانت الهتافات القبيحة و كان باقان ينفث سمومه و اراد حرق العلم السوداني لولا ان تصدي له ياور السيد الرئيس سعادة اللواء ياسر بشير عليه رحمة الله و رضوانه الذي رفع العلم ثم قبله و طواه .
حاول باقان منع الرئيس البشير من إلقاء كلمته فمنعه الدكتور رياك مشار .
لم يتوقف السودان في بذل كل ما يساعد الدولة الجديدة و تنازل كثيرا عن المنشآت النفطية التي أسسها علماء و أبناء الشمال و سمح لهم بتصديرها و فتح حدوده لكل السلع المهمة التي يحاجها الجنوب .
سبق ذلك تنازلات كبيرة في نيفاشا و كل الإتفاقيات السابقة و كان ان اتيح لهم حكم الجنوب كله و المشاركة الواسعة في الحكومة المركزية .
عند قيام دولة الجنوب دارت الحروب بينهم و فتح السودان حدوده لكل من لجأ إليه هربا من الموت .
ثم كانت النتيجة ان حملوا السلاح مع التمرد .
مؤخرا تمت إجرات ( شخبطة ) في رأس و ( جيب ) سلفا كير ليقوم علي إثرها بتغييرات في حكومته
ابعد بها من لهم علاقات طيبة بالسودان و إستبدلهم بمعادين .
لم يعد من سبيل إلا التعامل القوي مع الجنوب و وفقا لما تكفله النظم و الأعراف الدولية و علينا ان نبعد الجنوبيين من بلادنا بحيث لا يبقي منهم إلا من يستوفي شروط الإقامة في السودان بدفع قيمتها و التاشيرة التي يدخل بها مع محاكمة كل المحاربين و توقيع اقصي العقوبات التي تقضي بها المحاكم عليهم .
علي الحكومة ان توقف نقل البترول عبر السودان إلا بدفع قيمة الإستخراج و النقل كاملة و وقف كل الصادرات حتي تدفع قيمتها كاملة .
اما ابيي فإن المسيرية سيقومون بكل ما يلزم حال وقف الحرب .
كما ان الإجراءات الأحادية بشأن أبيي من جانبهم فمصيرها ان ( يبلوها و يشربوا ماءها )
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب