موقع 24:
2024-11-14@19:58:02 GMT

لماذا يتعثر مسار التنمية والديمقراطية في إفريقيا؟

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

لماذا يتعثر مسار التنمية والديمقراطية في إفريقيا؟

بعد عقود من التقدم المتعثر نحو الديمقراطية، شهدت ثماني دول غرب إفريقية فجأة انقلابات وحروباً أهلية، فبدأت موجات من الهجرة منها إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتعطل إنتاج النفط والغاز والمعادن الإستراتيجية.

النخب الفاسدة تفضل عادةً تصريف حصتها من مبيعات المواد الخام بدلاً من استثمارها

وفي هذا الإطار يتساءل الإعلامي أحمد الشراعي، ناشر مجلة "جيروزاليم ستراتيجيك تريبيون"، في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" ماذا حدث؟ ويقول: "كانت إفريقيا على المسار السليم نحو تحقيق ثاني أسرع معدل نمو في العالم هذا العام، إذ كان يُتوقع أن يصل نموها الاقتصادي إلى 4.

1% مقارنةً بـ 3.8% عام 2022، أي أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 2.9%.

القارة السمراء.. غنية بالمعادن والشباب

وإفريقيا قارة غنية بالمعادن اللازمة لبطاريات السيارات الكهربائية وصناعات التحوُّل إلى ألوان أخرى من الطاقة، وبذلك تحتل القارة السمراء المكانة الأفضل التي تؤهلها للاستفادة من التعدين وتكرير هذه المواد الحيوية. 

After decades of stumbling progress toward democracy, eight West African nations have been rocked by coups and civil wars. https://t.co/bxam9sWEGz

— National Interest (@TheNatlInterest) September 6, 2023

وتتميز إفريقيا أيضاً بسكانها الشباب، إذ تزيد فئة السكان دون الثلاثين عاماً باستمرار.. وبحلول عام 2050، ستضم إفريقيا 2.5 مليار نسمة دون الثلاثين من العمر، فيما تشهد دول أوروبا والأمريكيتين تقلصاً في أعداد سكانها.

أسباب التمرد

وفي ظل هذه المزايا والمستقبل المشرق المحتمل، يتساءل الكاتب عن أسباب أعمال التمرد الحاصلة في  القارة ويقول: "من بين أسباب التمرد قصور الاستثمار في المياه الضروري لتحقيق التحضُّر السريع"، مضيفاً أن سكان الريف ينزحون عن الأراضي التي لطالما تعهدوها بالري بسبب الحروب والهجمات الإرهابية، وستتعرض أراضيهم قريباً للرياح التي تأتي على التربة السطحية، فتحوّل الأراضي الزراعية إلى صحراء جرداء.

وأكد أن هناك قصوراً جسيماً في التعليم، والقليلون الذين يحصلون على تعليم هم أول من يهاجر.. أما الذين يبقون ولا يبارحون ديارهم، فيلتهم التضخم وتقلبات أسعار الصرف مدخراتهم.. وعجّلت جائحة فيروس كورونا المستجد ونقص الأسمدة الزراعية المستوردة من أوكرانيا الاتجاهات السلبية السائدة.

وفي صلب هذه الأزمات الإفريقية الحكم العقيم وفساد الدول وانتشار الرشاوى، والأدهى من ذلك تعيين الجاهلين سياسياً في مناصب بالغة الأهمية والحساسية.. ويشيع اتهام الدول الاستعمارية السابقة التي كانت تُفضل المواد الخام المنخفضة الأسعار على المنتجات المكررة الأعلى سعراً.

غير أن الدول الإفريقية خَلَت من المستعمرين منذ نصف قرن على الأقل، وكانت النخب الفاسدة تفضل عادة تصريف حصتها من مبيعات المواد الخام بدلاً من استثمارها في التكنولوجيا المضيفة للقيمة، التي ستحقق عوائد أعلى على المدى البعيد، وبذلك فقد ساروا على النهج الاقتصادي القديم للمستعمر ولم يتزحزحوا عنه.

والآن، يقول الكاتب، ها هم يعترفون بالفشل الذي ظلوا يُعايرون به المستعمر.. ولم تتمكن النخب الإفريقية عموماً من خلق توافق وطني يصب في صالح نظم سياسية مستقرة، إذ جنحت تلك النخب إلى القَبَليّة والشعبوية وفضلتها على الصراع السياسي حول هدف اجتماعي.

وفي حالات قليلة توحدت فيها المجتمعات الإفريقية وأدخلت إصلاحات، ارتفع النمو الاقتصادي، وشهد التعليم تحسناً، وتراجعت معدلات الفقر.. في المقابل، شجعت الدول العليلة على انتشار الجماعات الإرهابية عن طريق سواحلها، فتهجَّر المزارعون والمعلمون، واستمر الفقر المدقع.

الصين.. المخلّص والبديل

وأشار الكاتب إلى أن العجز عن إنتاج نموذج محلي للإصلاح يجعل القادة الأفارقة يميلون إلى الصين، التي تجمع بين فكرة المخلِّص القوي والبديل للغرب.

ولفت الكاتب إلى نشوء تهافت جديد على إفريقيا، ويبدو أن الغرب متخلف عن الركب.. فقد أمست الصين الشريك الاقتصادي الرئيس في إفريقيا، وأقامت تركيا قاعدتها العسكرية الأولى في الخارج (في الصومال)، وتعكف روسيا على "إعادة اكتشاف" إفريقيا، فتزجُّ بجماعة فاغنر لإدارة الشؤون العسكرية في القارة السمراء مباشرةً.. ويعكس التخلف الديمقراطي في إفريقيا أيضاً حراك القوى العظمى.. وهذا هو السياق الذي ينبغي أن تُوضَع فيه الانقلابات الإفريقية الأخيرة.

وأوضح الكاتب أن المشاعر المناهضة لفرنسا في إفريقيا ترتبط برفض باريس تغيير النموذج السائد.. فالناس يهللون للجنود لأن الكيل فاض بهم من قصور الحكومات وغياب الخدمات العامة، وحق على الولايات المتحدة أن ترفض التدخلات العسكرية الأجنبية التي سترسخ حالة عدم الثقة وتضعف الدول.

دور محوري لأمريكا

وعلى الرغم من ذلك، يقول الشراعي: "لدى واشنطن دور محوري عليها أن تؤديه لعدة أسباب: أولاً، ليس لواشنطن أي ماضٍ استعماري في إفريقيا.. وإذا التزمت بقيمها، فستضع سياسة لتعزيز الديمقراطية ومحاربة الفساد والتشجيع على الاستثمار. 

ثانياً، تستطيع أمريكا وضع إطار للاستثمار في مشاريع التعدين والطاقة مقابل إرساء الشفافية.. وهذا يعني أن عموم الأفارقة، لا النُخب، سيحصدون القسم الأكبر من العوائد.

ثالثاً، تستطيع أمريكا أن تضمن استقرار العملات الإفريقية، ربما من خلال مجالس العملات التي ستربط تلك العملات بالدولار الأمريكي، للقضاء على التضخم وتراجع قيمة العملات الإفريقية.

وستسمح القيادة الأمريكية ضمن إطار المؤسسات الدولية لإفريقيا بالخروج من دائرة التخلف، وتتيح للاقتصاد العالمي الاستفادة من نمو الدول الإفريقية.. وإن لم تفعل ستستمر النظم الديكتاتورية في جلب البؤس والشقاء على القارة السمراء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر القارة السمراء فی إفریقیا

إقرأ أيضاً:

خبير: علاقات مصر مع الدول الإفريقية تشهد طفرة كبيرة مؤخرا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إنّ الاتصال بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الكونغو الديمقراطية يعكس الطفرة الكبيرة التي شهدتها العلاقات المصرية الإفريقية بشكل عام، ومع الكونغو بشكل خاص، في إطار تنويع دوائر السياسة الخارجية المصرية، موضحا أنها فلسفة السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي عبر الانفتاح على كل دول العالم.

وأضاف خبير العلاقات الدولية خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ إفريقيا استحوذت على اهتمام خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي، باعتبارها أحد المجالات الحيوية للسياسة الخارجية المصرية، إذ تربط مصر بدولها علاقات قوية تاريخية سواء سياسية أو اقتصادية أو تجارية أو أمنية، بالتالي الاتصال بين مصر والكونغو يعكس أن مصر تتحرك على كل الاتجاهات في نفس الوقت، بالتزامن شرقا مع الدول الآسيوية كما مع ليبيا ومجموعة البريكس، وشمالا مع أوروبا وروسيا، وغربا مع أمريكا.

وتابع: «أحد أهداف السياسة الخارجية المصرية تعظيم المصالح المصرية وتعزيز الأمن القومي المصري، ما يعد بمثابة دعم وتنمية لعلاقات مصر الجيدة والقوية والسياسة الخارجية الرشيدة مع دول العالم لجذب الاستثمارات لفتح آفاق أمام السلع والمنتجات المصرية في الأسواق العالمية».

مقالات مشابهة

  • العلاقات المصرية مع جنوب إفريقيا.. محطات من التواصل والتعاون من أجل القارة السمراء
  • وزير الخارجية: حالة الاستقطاب العالمي تتطلب ضرورة العمل المشترك لمصلحة القارة الإفريقية
  • النائب أيمن محسب يؤكد: العلاقات المصرية الإفريقية شهدت نقلة نوعية في مسار التعاون والتنسيق المشترك
  • السيسي يؤكد أهمية العمل مع جنوب إفريقيا لدعم أولويات التنمية الإفريقية عالمياً
  • كاراجانوف: التفتنا إلى إفريقيا وبوابتنا تتمثل في شركائنا التقليديين
  • كاراجانوف: بوابتنا إلى القارة الإفريقية تتمثل في أصدقائنا وشركائنا مثل مصر
  • تركيا.. هل سيندمج حزبا المستقبل والديمقراطية والتقدم تحت سقف واحد؟
  • خبير اقتصادي: مصر تواصل مسار التنمية رغم حرب الشائعات «فيديو»
  • خبير: علاقات مصر مع الدول الإفريقية تشهد طفرة كبيرة مؤخرا
  • مدبولى: دعم دور النيباد لتحقيق تطلعات شعوب القارة الأفريقية في التنمية المستدامة