فرنسا تنسق لسحب معدات حساسة من قاعدتها العسكرية بالنيجر
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أكد مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية للجزيرة أن هناك عملية تنسيق وظيفي متبادل بين الجيش الفرنسي والقوات النيجرية لسحب معدات حساسة من القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي، وذلك بعد استيلاء العسكريين على السلطة في البلد الأفريقي والإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
وكانت إذاعة فرنسا الدولية نقلت عن مصادر عسكرية أن التحضير يجري لنقل ثلاث مقاتلات "ميراج" وأربع طائرات تجسس وعدد من المروحيات من القاعدة العسكرية الفرنسية.
ويجري الحديث عن نقل سريع لهذه المعدات مع الطواقم المشغلة لها، لكن سحب القوات الفرنسية العاملة هناك التي يزيد عددها على ألف عنصر ليس في أجندة العسكريين الفرنسيين حسب المصادر ذاتها.
وتستضيف النيجر نحو 1500 جندي فرنسي في إطار قوة إقليمية لمكافحة جماعات مسلحة في منطقة الساحل بغرب ووسط أفريقيا، وتصاعدت الأصوات بعد الانقلاب على الرئيس بازوم في يوليو/تموز الماضي للمطالبة برحيل تلك القوات.
مصير القوات الفرنسية
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران اليوم الأربعاء وجود محادثات بين المسؤولين العسكريين من فرنسا والنيجر من "أجل تنسيق العمليات على الأرض"، على حد قوله.
كما أكد فيران مجددا خلال مؤتمر صحفي دوري أسبوعي موقف فرنسا المعلن من الرئيس محمد بازوم المحتجز حاليا بعد الانقلاب، والذي تعتبره الزعيم الشرعي للبلاد.
بدورها، ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن بعض القوات الفرنسية الموجودة في النيجر قد يعاد نشرها في المنطقة، خاصة في تشاد المجاورة، فيما قد يعود البعض الآخر إلى فرنسا.
وقالت فرنسا (القوة الاستعمارية السابقة للنيجر) عقب الانقلاب إنها ستنهي التعاون العسكري وتوقف جميع مساعدات التنمية للبلاد.
لكن باريس ترفض حتى الآن دعوات قادة الانقلاب لسحب جنودها الموجودين حاليا في النيجر، وكذلك سحب سفيرها من نيامي رغم إصدار سلطات الانقلاب أوامر بمغادرته.
وتجمّع عشرات الآلاف من المحتجين خارج قاعدة عسكرية فرنسية في نيامي عاصمة النيجر يوم السبت الماضي للمطالبة بمغادرة القوات الفرنسية، وتكررت تلك الاحتجاجات بعد انقلاب يوليو/تموز الماضي.
وفي سياق متصل، قال سفيرا إسبانيا والاتحاد الأوروبي في نيامي إنهما لم يتمكنا من زيارة نظيرهما الفرنسي الذي تطوق سلطات النيجر مقر إقامته.
وأوضح السفيران أنهما رفضا إخضاع سيارتيهما الدبلوماسيتين للتفتيش الأمني، مما جعل الأمن يرفض تمكينهما من الدخول إلى المقر.
ونهاية أغسطس/آب الماضي أمر المجلس العسكري الحاكم في النيجر الشرطة بطرد السفير الفرنسي ردا على تصرفات الحكومة الفرنسية التي قال إنها "تتعارض مع مصالح البلاد"، فيما ردت باريس بأن ضباط الجيش الذين استولوا على السلطة في نيامي ليست لديهم صلاحية اتخاذ مثل هذا القرار وتصر على بقاء سفيرها رغم انتهاء المهلة الممنوحة له للمغادرة.
وقال رئيس الوزراء المعين من قبل المجلس العسكري في النيجر علي محمد الأمين زين أمس الثلاثاء إن السفير الفرنسي سيلفان إيت لم يتصرف بشكل صحيح بوصفه دبلوماسيا، معتبرا سلوكه ازدراء غير مقبول، على حد تعبيره، وذلك بعد رفض السفير مغادرة البلاد حتى بعدما طردته السلطات العسكرية وألغت امتيازاته وحصاناته الدبلوماسية.
كما رأى رئيس الوزراء أن القوات الفرنسية موجودة في البلاد بشكل غير قانوني بعد أن ألغت الإدارة العسكرية في المجلس الانقلابي الاتفاقيات التي سمحت للفرنسيين بالتمركز في النيجر.
ويعد الانسحاب من النيجر في حال حصوله بمثابة ضربة لنفوذ فرنسا في المنطقة بعد أن اضطرت إلى مغادرة مالي التي انتقل مقاتلون روس إليها.
والنيجر شريك أمني لفرنسا والولايات المتحدة اللتين تستخدمانها قاعدة لمحاربة جماعات مسلحة في منطقة الساحل بغرب ووسط أفريقيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الفرنسیة فی النیجر فی نیامی
إقرأ أيضاً:
باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر "إفريقيا الفرنسية"؟
سلمت القوات الفرنسية، الخميس الماضي، قاعدة "أدجي كوسي" الجوية في العاصمة التشادية أنجمينا إلى السلطات المحلية، معلنةً نهاية تواجدها العسكري الدائم في البلاد، وذلك بعد شهرين من إلغاء تشاد اتفاقية الدفاع الموقعة مع باريس.
وتأتي هذه الخطوة تتويجًا لانسحاب فرنسا من قاعدتين عسكريتين أخريين في شمال وشرق تشاد (فايا وأبشي) نهاية ديسمبر الماضي، وذلك في إطار استراتيجية جديدة تهدف إلى تقليص الوجود العسكري لباريس في غرب ووسط إفريقيا.
من جانبه، أكد الجنرال باسكال إياني، قائد قوات الجيش الفرنسي بأفريقيا، أكد أن "هذا التغيير ضروري لمواكبة تطور العالم وإفريقيا".
على الرغم من أن المستعمرة السابقة كانت حليفًا رئيسيًّا في مكافحة "الإرهاب" في المنطقة، وأحد آخر المعاقل العسكرية لباريس في القارة السمراء، فقد أعلن الجيش التشادي أنه قادر على تعويض الدور الذي كانت تلعبه القوات الفرنسية.
وأوضح رئيس الأركان التشادي، أبكر عبد الكريم داوود، أن "جيش نجامينا قادر على تولي المهام التي كانت تنفذها تلك القوات".
Relatedبعد 60 عامًا.. فرنسا تطوي صفحة وجودها العسكري في تشاد آخرِ معاقلها بالساحل الإفريقيفرنسا تسحب مقاتلتين ميراج من تشاد إيذانًا بانسحابها العسكريالحرب تطاردهم والمجاعة تنتظرهم: معاناة اللاجئين السودانيين في تشاد تتفاقمماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابها من تشاد والسنغال؟ويأتي هذا الانسحاب في وقت يشهد فيه النفوذ الفرنسي تراجعا في أفريقيا، بعد قرارات مشابهة اتخذتها دول أخرى مثل ساحل العاج والسنغال.
في المقابل، يتزايد التأثير الروسي في المنطقة من خلال الدعم العسكري المباشر، بينما تعيد باريس تنظيم وجودها العسكري في القارة عبر "القوات المتحركة"، بهدف حماية مصالحها في ظل التغيرات الجيوسياسية المستمرة.
كانت لفرنسا ثلاث قواعد في تشاد تستقبل نحو 1000 عسكري، كانوا ينفذون مهمات استخباراتية ودعماً لوجستياً لمكافحة الجماعات المسلحة الناشطة في منطقة الساحل.
ومع تزايد موجة العداء لهذا الوجود العسكري، أقدمت دول الساحل مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو على طرد القوات الفرنسية، في الوقت الذي تعزز فيه روسيا وجودها في المنطقة من خلال مجموعة "فاغنر" التي تغير اسمها إلى فيلق إفريقيا منذ مقتل زعيمها في حادث تحطم طائرة في آب أغسطس من عام 2023.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تشاد: حزب الرئيس محمد إدريس ديبي يفوز بالأغلبية البرلمانية في انتخابات قاطعتها المعارضة ساحل العاج: الجيش الفرنسي ينسحب من آخر معاقله في إفريقيا بعد مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو تشاد تستقبل أكثر من 700,000 لاجئ سوداني في ظل أزمة إنسانية متفاقمة السنغالتشادفرنسامكافحة الإرهابساحل العاجقوات عسكرية