مختصون يكشفون عقوبة تزوير الأعذار الطبية للغياب عن المدارس
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أكد مختصون لـ"اليوم" أن محاولة بعض أولياء الأمور الحصول على إجازات مرضية وهمية لأبنائهم، لتفادي المساءلة القانونية بشأن الغياب عن المدارس دون عذر، بعد إعلان وزارة التعليم إحالة من يتغيب 20 يوما لجهات الاختصاص ومحاسبته وفق نظام حماية الطفل؛ يعد جريمة مركبة تصل عقوبتها إلى السجن والغرامة المالية.
أوضحت الطبيبة د.
د. حوارء الفردان - اليوم
أخبار متعلقة "تعليم الشرقية" يدعم المدارس باستراتيجيات إدارة الأزماتتعزز انتماء الطلاب.. "ابصر" يدشن مبادرة "One Ocean"انطلاق برنامج التدريب للتوجيه الصحي في مدارس الشرقيةالغياب عن المدارسأكدت "الفردان"، أن الكثير من الحالات، لأسباب شخصية، إذ لم يستطع الطالب الذهاب للمدرسة، ويحضر للمراكز مع اختلاق سبب مرضي لطلب العذر في النهاية.
وأشارت إلى أن بعض الآباء يدخلون العيادة ويخبرونا مباشرة: ابني لم يذهب للمدرسة بسبب صداع خفيف، والأدوية عندنا في البيت. ويقول إن حضوره من أجل الحصول على عذر طبي، كون إدارات المدارس تشدد في حصر غياب الطلاب، داعية إلى عدم اتباع مثل هذه السلوكيات ومزاحمة من يستحقون الرعاية الطبية وزيادة الأعباء على الطواقم الطبية.
عقوبات تزوير أسباب الغيابقال رئيس منتدى الطب والقانون المحامي ماجد قاروب: "هذه الممارسات تنم عن جهل خطير وكبير جدًا بالقانون، والهروب من خطأ في احترام قانون حماية الطفل من الإيذاء الذي يوجب على الأب القيام بالتزاماته بإعطاء الابن حقه الصحيح والشرعي والقانوني في التعليم، بأن يلجأ إلى استخراج شهادات طبية غير صحيحة من القطاع الطبي، وهنا نكون أمام جريمة مركبة تجاه ولي الأمر، وسيكون تحت لائحة العقاب لمخالفته نظام حماية الطفل كما أشارت وأعلنت وزاره التعليم والنيابة العامة فيما سبق".
ماجد قاروب - اليوم
وأكمل: "الوقوع في جريمة تزوير للحصول على تقارير طبية غير صحيحة يبرر بها التغيب والإجازات الوهمية غير الحقيقية، وهنا يشارك في الجريمة أيضًا الممارس الصحي أيًا من كان، سواء طبيب أو غيره، والذي يعطي الشهادة دون وجه حق، وهذه تعد جريمة تزوير مكتملة يشارك فيها مصدر التقرير الطبي الذي يعطي الطفل وولي أمره إفادة، وولي الأمر الذي استخدمها لتبرير إجازته".
تابع: "العقوبات في هذه الحالة جنائية مضاعفة فيها سجن وغرامة قد تصل إلى 10 سنوات فيما يخص التزوير، وقد يشوبها الرشوة لأن الحصول على مستند مزور من جهة حكومية بطبيعة الحال لن يكون بلا مقابل، وهذا المقابل قد يكون رشوة وطبعًا للموظف الحكومي هناك استغلال النفوذ وإساءة استخدام السلطة، وأمور كبيرة جدًا قد تؤدي إلى منعه من ممارسة العمل في القطاع الصحي بالكامل، لأنه خائن للأمانة الصحية والطبية".
واختتم: "نحذر وننبه أولياء الأمور بعدم اللجوء إلى مثل هذه الأفعال المشبوهة التي لها عقوبات جنائية كبيرة جدًا من السجن والغرامة المالية".
غياب الطلبةقالت المختصة في علم الجريمة د. مها الجهني: "قرار وزارة التعليم لم يصدر إلا بعد دراسة مستوفاة من وزارة التعليم للحد من الظاهرة، إذ أثبتت إحصائيات الغياب بأن هناك طلبة ينقطعون عن المدارس فترات زمنية متفاوتة وبعيدة ومتعددة، ما أدى إلى وجود فجوة تعليمية كبيرة في شريحة ليست بسيطة من الطلاب، سواء في المرحلة الابتدائية أو في المراحل الأخرى".
د. مها الجهني - اليوم
وأضافت: "نلاحظ بعد صدور القرار توجه العديد من أولياء الأمور إلى المراكز الطبية للحصول على التقارير الطبية، التي من خلالها يجري احتساب غياب الطلبة بعذر، لذلك لا بد أن يُعزز كل قرار يصدر من وزاره التعليم بالتعاون مع جميع الجهات الرسمية، للحد من غياب الطلبة والمساعدة على ذلك من الشؤون الصحية في كل منطقة، بأن تحد من غياب الطلبة من خلال الفحص السليم من خلال إصدار التقارير الطبية في حدود أيام محددة وليست عديدة في الحد الأقصى وأن تبنى شركات بين كل إدارة تعليم ومديرية الشؤون الصحية في كل منطقة".
وطالبت الإدارات التعليمية ببذل قصارى جهدهم في أن تتوحد جهود الأسرة والمجتمع والمدرسة في ترغيب الطالب على الحضور المدرسي، واستكمال العملية التعليمية، إضافة إلى حث المرشد الطلابي على إيجاد العديد من البرامج التربوية التي تُرغب الطلبة في الحضور إلى المدرسة".
مخالفة الأنظمة والقوانينقالت القانونية ندى الخاير: "يلجأ بعض أولياء الأمور إلى ممارسة ما يُفضي إلى مخالفة الأنظمة والقوانين الشرعية، والتي تُوجب فرض العقوبات على مرتكبيها، ونرى من يمارس بعض الحيل كطلب إجازات مرضية بغير وجه حق، والتي تسقط بها الحقوق وتفتح للناس أبواب الاحتيال وأنواع المكر والخداع".
ندى الخاير - اليوم
تابعت: "حرصت حكومتنا على سن وتشريع القوانين، حماية لحقوق أصحابها، ومن ذلك ما جاء في نصوص نظام حماية حقوق الطفل والذي نصّ في مادته الأولى عن معنى وأوجه الإهمال، ويشمل منها التقصير في التعليم، وبناءً على النص قد يتعرض كل من يرتكب تلك الأفعال التي جرمها القانون إلى رفع دعوى تتولى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية متابعتها، إلى حين الفصل بها قضاءً عبر نظام الإجراءات الجزائية".
التزوير في أوراق رسمية
قال القانوني عبيد السهيمي: في حال عدم صحة التقرير الطبي فإن المسؤولية مشتركة بين المستشفى وولي أمر الطالب، ويعد ذلك من التزوير في الأوراق الرسمية، ومن ثم تكون النيابة الجهة المختصة بنظر الجرم للتحقق من القصد الجنائي، وتوفر أركان الجريمة، وفي حال ثبوت الإدانة تحال للمحكمة بدعوى من النيابة.
عبيد السهيمي - اليوم
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس اجازة تقرير طبي غياب الحضور الدراسي اولياء الامور جريمة قانون عقاب وزارة التعلیم أولیاء الأمور عن المدارس
إقرأ أيضاً:
بعد 400 سنة.. علماء يكشفون سر توهج بحر العرب ليلا
رصد البحارة منذ قرون ظاهرة بحرية نادرة أثارت فضول العلماء، تتمثل في توهج مساحات شاسعة من سطح المحيط ليلا بضوء أبيض يميل إلى الأخضر، حتى يبدو البحر كأنه بأكمله تحول إلى مصدر إنارة ضخم.
وتعرف هذه الظاهرة باسم "البحار اللبنية"، وتتميز بندرتها واتساع نطاقها، حيث يمكن أن تغطي مساحات تصل إلى عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة، وقد يكون توهجها قويا لدرجة يمكن معها رؤيتها من الفضاء، أو القراءة تحت ضوئها في عرض البحر.
ورغم تواتر المشاهدات منذ القرن الـ17، لا تزال الأسباب الدقيقة لهذه الظاهرة مجهولة، إذ غالبا ما تحدث في مناطق بعيدة عن المحيط الهندي، ما يصعب رصدها ودراستها ميدانيا.
غير أن دراسة جديدة قد تمهد الطريق لفهم أعمق، بعد أن تمكن فريق بحثي من تجميع أول قاعدة بيانات شاملة خلال 3 عقود، تضمنت شهادات تاريخية من البحارة، وسجلات تعود إلى 80 عاما من "مجلة المراقب البحري"، إلى جانب صور التقطت عبر الأقمار الصناعية، وفق الدراسة التي نشرت في التاسع من أبريل/نيسان في مجلة "إيرث أند سبايس ساينس".
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة "جاستن هادسون"، وهو طالب دكتوراه في قسم علوم الغلاف الجوي بجامعة ولاية كولورادو الأميركية، في تصريحات لـ"الجزيرة. نت": "حتى هذه اللحظة، لدينا صورة واحدة فقط ملتقطة من مستوى سطح البحر، جاءت من مصادفة نادرة ليخت خاص عام 2019. وهذا يظهر مدى صعوبة دراسة هذه الظاهرة".
إعلانويوضح الباحث أن الهدف من هذه القاعدة البيانية هو التمكن من التنبؤ بموعد ومكان ظهور البحار اللبنية، حتى يمكن إرسال سفينة بحث علمي في الوقت المناسب لجمع بيانات بيولوجية وكيميائية حيوية.
ويعتقد أن السبب المحتمل وراء هذا التوهج المستمر هو نوع من البكتيريا المضيئة يعرف باسم "فيبريو هارفيي"، وهي كائنات مجهرية قادرة على إنتاج ضوء حيوي، وقد تكون تعيش على سطح الطحالب البحرية خلال فترات ازدهارها.
وبحسب الدراسة، فقد تم تسجيل حالة واحدة فقط تمكن خلالها العلماء من أخذ عينة مائية من هذه الظاهرة، كانت عام 1985، حيث عثروا على هذه البكتيريا مضيئة على سطح الطحالب.
كشفت الدراسة الجديدة أن أغلب مشاهدات البحار اللبنية وقعت في مياه البحر العربي وبالقرب من جزيرة سقطرى اليمنية وسواحل الصومال، حيث تمثل هذه المناطق ما يقرب من 60% من كل الحالات المعروفة عالميا.
ويضيف "هادسون": "تعد هذه المناطق ذات أهمية بيئية واقتصادية كبرى، خصوصا لقطاع الصيد. كما أن نشاط الرياح الموسمية في المحيط الهندي، والذي يتغير تبعا لمراحل المناخ، يؤثر على الحياة البيولوجية هناك، ويمكن يكون مرتبطا بظهور هذه الظاهرة".
ويعتقد الباحثون أن هناك ارتباطا وثيقا بين ظهور البحار اللبنية وبين ظواهر مناخية عالمية مثل "تذبذب المحيط الهندي" و"ظاهرة النينيو"، وهو ما يدل على أن هذه الظاهرة مرتبطة بحركة الكربون والمغذيات في النظام البيئي للمحيط.
"هذه الظاهرة المذهلة تمثل تعبيرا مدهشا عن تفاعلات حيوية في كوكبنا لم تدرس بعد بشكل كاف، وربما تحمل أسرارا حول العلاقة بين المحيط والغلاف الجوي، بل وبين الميكروبات ودورة الكربون العالمية" كما أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة.
ويضيف: "لا نعرف بعد ما إذا كانت البحار اللبنية علامة على صحة بيئية جيدة أو على اضطراب بيئي. البكتيريا التي نشتبه في أنها وراء الظاهرة معروفة بأنها قد تضر بالأسماك والقشريات. ما نأمله الآن هو أن تساعدنا هذه البيانات في الوصول إلى إجابات لم تكن ممكنة من قبل".
إعلان