فرص حل الأزمة الداخلية في الاحتلال تتضاءل.. غانتس: لا أثق بنتنياهو
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
مع تفاقم الأزمة الداخلية ودخول دولة الاحتلال الإسرائيلي في نفق معتم مع فشل الرئيس إسحاق هرتسوغ في تسويق خطته لنزع فتيل الأزمة، طالب رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض، الجنرال بيني غانتس بإجراء انتخابات جديدة للكنيست.
وقالت هيئة البث الرسمي الإسرائيلي "كان" إنه "في نهاية يوم دراماتيكي من الخطاب العام حول الخطوط العريضة التي يطرحها الرئيس للتسوية بشأن مسألة التغييرات القضائية، يستشف من بنود التسوية المذكورة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لن يستطيع تحقيقها بينما غانتس لا يقبل بها، في حين ترى أوساط سياسية، أن فرص التوصل إلى أي اتفاق بين الطرفين بهذا الشأن قد تضاءلت".
وأكد مراقبون، أن "نتنياهو لا يستطيع التوصل لتسوية على أساس الخطوط التي يطرحها هرتسوغ، لأن ثلث الائتلاف الحكومي من خلفه متشدد جدا ويرفض تأييد هذه المقترحات".
من جهته، أعلن غانتس رفضه هذا الطرح لأنه بحسب قوله، "لا يثق بنتنياهو بعدما راوغ الأخير بين نفي علمه بمقترحات هرتسوغ والقبول بها، وبين الدعوة بعد ذلك إلى التحاور حولها".
وذكرت "كان" في تقريرها الذي ترجمته "عربي21”, أن "الرئيس يقف في مكان وسط بين الاثنين، ومن المرجح ألاّ يضع هرتسوغ مرة أخرى مشروع اتفاق بالخطوط العريضة بين الجانبين دون إجماع مسبق".
يشار إلى أن حزب "الليكود" زعم قبل أيام، في بيان رسمي، أن "جميع العروض المطروحة والتي تقول إن الليكود يتبناها، منشورات كاذبة، بل ونفى موافقته على فحواها".
والثلاثاء، خرج نتنياهو قبل خطاب غانتس بنحو 20 دقيقة بتسجيل مصور يدعو من خلاله إلى الحوار، وتلك خطوة اعتبرها حزب المعسكر الرسمي تحديا له، بحسب هيئة البث.
وقال مسؤولون كبار مقربون من غانتس، "اقتراح نتنياهو بعقد اجتماع مشترك ليس سوى مجرد مناورة، ولكي يحدث ذلك، يتوجب على رئيس الوزراء اتخاذ خطوة لإعادة بناء الثقة بنفسه".
ونوهت "كان" في تقريرها، أن "من بين الخطوات الممكنة التي بوسع رئيس وزراء الاحتلال اتخاذها لإعادة بناء الثقة التوقيع على وثيقة التزام، أو الإدلاء ببيان عام يقضي بوقف التشريعات الخاصة بالتغييرات في جهاز القضاء أو سحب قانون تقليص حجة المعقولية".
وبين المسؤولون، أنه "قبل صدور بيان رسمي كهذا أو خطوة لإعادة بناء الثقة، ما من شيء يمكن التحاور حوله".
وخاطب نتنياهو الجنرال غانتس، قبل دقائق معدودة من خروج الأخير بتصريحه، قائلا، "في ظل الاتصالات غير المباشرة التي تجري برعاية الرئيس، غالبية الإسرائيليين تتوقع منا أن نفعل شيئا من أجل هدف مشترك، هم يريدون منا أن نتوصل إلى اتفاقات"، داعيا غانتس إلى "دخول غرفة الحوار، ولكن أولا يجب القيام بشيء واحد بسيط، وضع جميع الشروط المسبقة، وجميع العقبات جانبا".
بدوره، قال وزير العدل، ياريف ليفين: "لا أعتقد أن الحكمة بكاملها تتواجد في جانب واحد، الحوار والتحاور هو الأمر الصواب فعله، يمكن التوصل إلى تفاهمات، ولكن يجب أن تتوفر الرغبة الحقيقية لهذا من كلا الجانبين".
كما هاجم ليفين قطب المعارضة غانتس، وذكر أن "غانتس يتحدث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكنه لا يتحاور معي، التسوية تعني ما يلي: لن يحدث كل ما أريده 100 في المئة، ولكن لا ينبغي أن يكون صفرا".
في المقابل قال غانتس، "أنا لا أثق بنتنياهو، الذي يفعل أولا ما هو جيد له، وعندها فقط ما هو صحيح للبلاد، ولكن على القيادة أن تضع اعتبار إسرائيل ومصلحته أولا، هدفنا ليس الوصول إلى أزمة دستورية تمزق الجمهور، بل الحفاظ على الديمقراطية وتجنيبها أزمة كهذه إن أمكن، وهذه مسؤولية كل زعيم، وللأسف نتنياهو وشركاؤه قرروا جر إسرائيل إلى ما هو أبعد من ذلك، نحو أعمق أزمة في تاريخها".
وعلق غانتس على مبادرة الرئيس هرتسوغ بقوله: "قدم لي الرئيس مشروع تفاهمات، تم الاتفاق عليه مع رئيس الوزراء، في البداية أبلغت هرتسوغ بأنني أجد صعوبة في رؤية الائتلاف يوافق على مضمون هذه المبادرة العريضة، ولكن من واجبنا أن نحاول".
وأضاف: "الخطوط العريضة التي نشرت أبرز نقاطها في وسائل الإعلام، ليست الخطوط العريضة لتطلعاتنا، كنا على استعداد لمناقشتها كأساس، من أجل وقف الانقلاب والإضرار بإسرائيل، ونحن ندرك أننا حين نتولى السلطة، سنقود عملية أوسع من شأنها تعزيز سيادة القانون وترسيخ قواعد إدارة البلاد في اتفاقيات واسعة".
وتابع، "بالأمس قمنا بتحليل المبادرة، وخلصنا إلى الاستنتاج الأول؛ إذا أردنا التوصل إلى تفاهمات، فمن الضروري أولا تعديل قانون حجة المعقولية، على أن يتم سن قانون لتحصين هذا التعديل بضرورة موافقة 75 نائب كنيست عليه، وبعد ذلك فقط سيتم إجراء تعديلات أخرى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الاحتلال الكنيست حكومة نتنياهو التعديلات القضائية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخطوط العریضة
إقرأ أيضاً:
أزمات متفاقمة: كيف تؤثر الضغوط الاقتصادية والأمنية على مستقبل الاحتلال الصهيوني؟
يمانيون../
ما يزالُ اقتصادُ العدوّ الإسرائيلي يتكبَّدُ الخسائرَ المتواصلةَ على كُـلّ المستويات، حَيثُ تعمِّقُ ضرباتُ المقاومة الإسلامية في لبنان جراحاتِ العدوّ الاقتصادية؛ بسَببِ الضربات المكثّـفة التي تطال غالبية المدن الفلسطينية المحتلّة، من بينها “تل أبيب” ومدن حيوية أُخرى.
وفي جديد المعاناة الاقتصادية التي يواجهها العدوّ الصهيوني، ذكرت وكالة بلومبرغ تقريرًا سلَّطت فيه الضوء على أزمة النقل الجوي التي يعاني منها العدوّ الصهيوني بفعل عزوف كبريات الشركات الأمريكية والأُورُوبية عن تسيير الرحلات من وإلى فلسطين المحتلّة، جراء التهديدات الكبرى التي تطال العدوّ الصهيوني، وخُصُوصًا الاستهدافات المتكرّرة للمطارات من قبل حزب الله، وَأَيْـضًا الضربات الأُخرى التي تنفذها المقاومة العراقية، وفي مرتَينِ القوات المسلحة اليمنية.
وقالت بلومبرغ: إن “إسرائيل تواجه عزلة تجارية مع استمرار تعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها وتوقف الرحلات المباشرة منذ شهور بين تل أبيب وعشرات المدن العالمية الكبرى مثل واشنطن وسان فرانسيسكو وتورنتو وهونغ كونغ ونيودلهي. وتسبب ذلك في الحد من الاجتماعات التجارية، كما أثر سلبا على الشحن الجوي للبضائع”.
وأضافت إنه “من بين 20 شركة طيران كانت تسيطر على سوق الطيران الإسرائيلية قبل الحرب على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أُكتوبر الفائت، توقف الطيران تمامًا لمعظم الشركات الأجنبية ولم يتبق إلا بعض الشركات الإسرائيلية التي تعمل في مطار بن غوريون المهجور”، في إشارة إلى حجم الحصار الجوي الذي يواجهه العدوّ الصهيوني.
وعن الأضرار التي يعاني منها العدوّ الصهيوني في هذا السياق، ذكرات بلومبرغ أن هناك زيادةً كبيرةً في أسعار تذاكر الرحلات الجوية بنسبة من 50 % إلى 400 %، وهذا بدوره عطل تمامًا السياحة الواردة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وخفف وتيرة شحن البضائع جوًّا؛ ما تسبب في تفاقم الأزمة التجارية التي زادت مسبقًا بفعل الحصار اليمني البحري المفروض على كيان العدوّ، والذي تسبب في شلل شبه تام لحركة الصادرات والواردات.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن تكاليف الشحن الجوي تضاعفت بنسبة تربو على 250 %؛ مما تسبب في التأثير تأثيرا كَبيرًا على مستوى الأسعار، وفاقم مشكلة التضخم.
وتجدر الإشارة إلى أن كبريات الشركات الأمريكية والأُورُوبية علقت رحلاتها إلى فلسطين المحتلّة لأشهر طويلة؛ وهو ما زاد المخاوف التي كانت تنتاب قطاعات الاستثمار والتجارة؛ ما تسبب في زيادة وتيرة عزوف أصحاب رؤوس الأموال، فيما زادت أَيْـضًا أرقام الهجرة العكسية؛ بفعل مخاوف عدم السفر في الفترات المقبلة جراء تصاعد التهديدات التي تحيط بالعدوّ الصهيوني من جوانب متعددة.
وفي سياق الأزمات التي يعاني منها العدوّ الصهيوني ذكرت وسائل إعلام صهيونية، أن الأزمة الحاصلة في قطاع العقارات تتضاعف يومًا تلو الآخر، في إشارة إلى أن تأثير العمليات المتصاعدة ضد العدوّ الصهيوني تفاقم الأزمات في هذا القطاع وباقي القطاعات الأُخرى.
ولفتت إلى أن الأزمة في قطاع العقارات انعكست بشكل مباشر على القطاع المصرفي في عمق كيان الاحتلال الصهيوني.
وأوضحت أن الأزمة التي ضربت قطاع العقارات انعكست على القطاع المصرفي؛ مما دفع “بنك إسرائيل المركزي” إلى تحذير المصارف من التوسع في تمويل القطاع العقاري.
يشار إلى أن العدوّ الصهيوني يواجه العديد من الازمات الاقتصادية التي أَدَّت إلى تراجع تصنيفه الائتماني من قبل الوكالات العالمية المعتمدة؛ ما أَدَّى إلى تراجع الاستثمارات بنسبة تجاوزت 60 %، فضلًا عن تراجع أداء كُـلّ القطاعات الحيوية والاقتصادية التي كانت تعود على العدوّ الصهيوني بمليارات الدولارات؛ وهو الأمر الذي فاقم نسبة العجز في الموازنة، وأجبر العدوّ على اللجوء للزيادات الضريبية والجمركية، وهذا بدوره فاقم هجرة الاستثمارات، وهجرة المستوطنين.