مع تفاقم الأزمة الداخلية ودخول دولة الاحتلال الإسرائيلي في نفق معتم مع فشل الرئيس إسحاق هرتسوغ في تسويق خطته لنزع فتيل الأزمة، طالب رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض، الجنرال بيني غانتس بإجراء انتخابات جديدة للكنيست. 

وقالت هيئة البث الرسمي الإسرائيلي "كان" إنه "في نهاية يوم دراماتيكي من الخطاب العام حول الخطوط العريضة التي يطرحها الرئيس للتسوية بشأن مسألة التغييرات القضائية، يستشف من بنود التسوية المذكورة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لن يستطيع تحقيقها بينما غانتس لا يقبل بها، في حين ترى أوساط سياسية، أن فرص التوصل إلى أي اتفاق بين الطرفين بهذا الشأن قد تضاءلت".

 



وأكد مراقبون، أن "نتنياهو لا يستطيع التوصل لتسوية على أساس الخطوط التي يطرحها هرتسوغ، لأن ثلث الائتلاف الحكومي من خلفه متشدد جدا ويرفض تأييد هذه المقترحات". 

من جهته، أعلن غانتس رفضه هذا الطرح لأنه بحسب قوله، "لا يثق بنتنياهو بعدما راوغ الأخير بين نفي علمه بمقترحات هرتسوغ والقبول بها، وبين الدعوة بعد ذلك إلى التحاور حولها". 

وذكرت "كان" في تقريرها الذي ترجمته "عربي21”, أن "الرئيس يقف في مكان وسط بين الاثنين، ومن المرجح ألاّ يضع هرتسوغ مرة أخرى مشروع اتفاق بالخطوط العريضة بين الجانبين دون إجماع مسبق". 

يشار إلى أن حزب "الليكود" زعم قبل أيام، في بيان رسمي، أن "جميع العروض المطروحة والتي تقول إن الليكود يتبناها، منشورات كاذبة، بل ونفى موافقته على فحواها". 

والثلاثاء، خرج نتنياهو قبل خطاب غانتس بنحو 20 دقيقة بتسجيل مصور يدعو من خلاله إلى الحوار، وتلك خطوة اعتبرها حزب المعسكر الرسمي تحديا له، بحسب هيئة البث. 

وقال مسؤولون كبار مقربون من غانتس، "اقتراح نتنياهو بعقد اجتماع مشترك ليس سوى مجرد مناورة، ولكي يحدث ذلك، يتوجب على رئيس الوزراء اتخاذ خطوة لإعادة بناء الثقة بنفسه". 

ونوهت "كان" في تقريرها، أن "من بين الخطوات الممكنة التي بوسع رئيس وزراء الاحتلال اتخاذها لإعادة بناء الثقة التوقيع على وثيقة التزام، أو الإدلاء ببيان عام يقضي بوقف التشريعات الخاصة بالتغييرات في جهاز القضاء أو سحب قانون تقليص حجة المعقولية". 



وبين المسؤولون، أنه "قبل صدور بيان رسمي كهذا أو خطوة لإعادة بناء الثقة، ما من شيء يمكن التحاور حوله". 

وخاطب نتنياهو الجنرال غانتس، قبل دقائق معدودة من خروج الأخير بتصريحه، قائلا، "في ظل الاتصالات غير المباشرة التي تجري برعاية الرئيس، غالبية الإسرائيليين تتوقع منا أن نفعل شيئا من أجل هدف مشترك، هم يريدون منا أن نتوصل إلى اتفاقات"، داعيا غانتس إلى "دخول غرفة الحوار، ولكن أولا يجب القيام بشيء واحد بسيط، وضع جميع الشروط المسبقة، وجميع العقبات جانبا". 

بدوره، قال وزير العدل، ياريف ليفين: "لا أعتقد أن الحكمة بكاملها تتواجد في جانب واحد، الحوار والتحاور هو الأمر الصواب فعله، يمكن التوصل إلى تفاهمات، ولكن يجب أن تتوفر الرغبة الحقيقية لهذا من كلا الجانبين". 

كما هاجم ليفين قطب المعارضة غانتس، وذكر أن "غانتس يتحدث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكنه لا يتحاور معي، التسوية تعني ما يلي: لن يحدث كل ما أريده 100 في المئة، ولكن لا ينبغي أن يكون صفرا". 

في المقابل قال غانتس، "أنا لا أثق بنتنياهو، الذي يفعل أولا ما هو جيد له، وعندها فقط ما هو صحيح للبلاد، ولكن على القيادة أن تضع اعتبار إسرائيل ومصلحته أولا، هدفنا ليس الوصول إلى أزمة دستورية تمزق الجمهور، بل الحفاظ على الديمقراطية وتجنيبها أزمة كهذه إن أمكن، وهذه مسؤولية كل زعيم، وللأسف نتنياهو وشركاؤه قرروا جر إسرائيل إلى ما هو أبعد من ذلك، نحو أعمق أزمة في تاريخها". 

وعلق غانتس على مبادرة الرئيس هرتسوغ بقوله: "قدم لي الرئيس مشروع تفاهمات، تم الاتفاق عليه مع رئيس الوزراء، في البداية أبلغت هرتسوغ بأنني أجد صعوبة في رؤية الائتلاف يوافق على مضمون هذه المبادرة العريضة، ولكن من واجبنا أن نحاول". 



وأضاف: "الخطوط العريضة التي نشرت أبرز نقاطها في وسائل الإعلام، ليست الخطوط العريضة لتطلعاتنا، كنا على استعداد لمناقشتها كأساس، من أجل وقف الانقلاب والإضرار بإسرائيل، ونحن ندرك أننا حين نتولى السلطة، سنقود عملية أوسع من شأنها تعزيز سيادة القانون وترسيخ قواعد إدارة البلاد في اتفاقيات واسعة".

وتابع، "بالأمس قمنا بتحليل المبادرة، وخلصنا إلى الاستنتاج الأول؛ إذا أردنا التوصل إلى تفاهمات، فمن الضروري أولا تعديل قانون حجة المعقولية، على أن يتم سن قانون لتحصين هذا التعديل بضرورة موافقة 75 نائب كنيست عليه، وبعد ذلك فقط سيتم إجراء تعديلات أخرى".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الاحتلال الكنيست حكومة نتنياهو التعديلات القضائية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخطوط العریضة

إقرأ أيضاً:

محللون: جيش الاحتلال أدرك أن المقاومة أصبحت واقعا يجب التعايش معه

يقول خبراء ومحللون إن تصريحات الجيش الإسرائيلي بشأن صعوبة القضاء على كتائب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة يعكس حالة التضارب التي تعيشها إسرائيل بين السياسيين والعسكريين.

فقد أكد قائد اللواء الـ12 الإسرائيلي العامل في رفح، هيفري الباز أن القضاء على حماس في رفح يتطلب عامين على الأقل، وأن الحركة تدير حرب عصابات مستقلة في المدينة.

وقال القائد العسكري الإسرائيلي إن من يعتقد أن صفارات الإنذار ستتوقف خلال العامين المقبلين فهو "يذر الرماد في العيون"، في حين أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مواصلة الحرب هي السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى من القطاع.

وتعليقا على هذا التضارب في التصريحات، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي إن كل سياسي في إسرائيل يحاول ترجمة كل شيء على أنه نصر له، مؤكدا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حاولت تحقيق هدفين في القطاع، لكنها فشلت في ذلك.

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال جبارين إن الجيش حاول تدمير القطاع للقضاء على حماس عسكريا وإداريا دون منح نتنياهو فرصة استغلال هذا الأمر سياسيا للبقاء ملكا على رأس إسرائيل. لكن الأمور -كما يقول جبارين- خرجت عن السيطرة وكأن السحر قد انقلب على الساحر بالنسبة للجيش.

تاريخان مهمان

ووفقا لجبارين، فإن نتنياهو حاليا يقترب من تاريخين مهمين أولهما 28 يوليو/تموز المقبل وهو موعد انتهاء دورة الكنيست والتي يحاول رئيس الوزراء الوصول إليه دون سقوط الحكومة مهما كان الثمن الذي ستدفعه إسرائيل، وثانيهما السابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل وهو الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى والتي لا يمكن له بلوغه، في حين أن الأسرى الإسرائيليين ما زالوا في غزة.

ويرى جبارين أن نتنياهو يدرك جيدا أنه لن يتمكن حتى من مواجهة اليمين المتطرف الداعم له إذا وصل إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول المقبل دون القضاء على حماس واحتلال غزة وإعادة الاستيطان فيه.

وخلص جبارين إلى أن نتنياهو -المعروف بمهارته السياسية- صنع فخا (تعزيز قوة اليمين) لكنه وقع فيه "لأن العسكريين يضعون خططا إستراتيجية ويحتاجون قيادات سياسية للاستفادة منها، وهو ما لم يحدث خلال هذه الحرب".

الرأي نفسه ذهب إليه الباحث السياسي سعيد زياد بقوله إن جيش الاحتلال أدرك أنه لن يكون قادرا على المقاومة التي فشل في القضاء عليها بعد استخدام كل ما لديه من قوة ودعم أميركي، مؤكدا أن الجميع في إسرائيل -باستثناء نتنياهو- بات يتعامل مع حماس كأمر واقع يجب التعايش معه كما هي الحال مع إيران، وفق تعبيره.

وأكد زياد أن تصريحات قائد اللواء 12 تكتسب أهمية كبيرة "لأنها صادرة على قائد لواء له باع في الحروب الإسرائيلية السابقة منذ نكبة 1948، وتؤكد قناعة الاحتلال أن ما كان قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لن يكون كما بعده أبدا".

ويرى زياد أن إسرائيل تبحث عن آلية للخروج لكنها في الوقت نفسه تعاني التشرذم وغياب الرؤية، مشيرا إلى أن وزير الدفاع يوآف غالانت هو الوحيد الذي يطرح خططا لما بعد الحرب "لكنها خطط فاشلة"، حسب وصفه.

في المقابل، يقول زياد إن المقاومة -وباعتراف الإسرائيليين- "قادرة على التكيف مع الواقع الميداني وتغيير خططها ومواجهة جيش قوي لكنه بطيء، فضلا عن أنها سلبته الزخم الناري وأصابته بعمى استخباري وأصابته بالذعر وجعلته عاجزا عن الدخول إلى مكان دون استخدام قصف سجادي (تدمير جوي ومدفعي كامل) لتمهيد عملية الدخول".

وفي ظل هذه المعطيات، فإن فرص التوصل لاتفاق عبر المفاوضات أصبحت ضعيفة جدا ما لم تتزايد الضغوط الميدانية والإقليمية والدولية على نتنياهو لدفعه إلى وقف الحرب، كما يقول زياد.

المقاومة لا تزال قوية

ومن الناحية العسكرية، يقول العقيد ركن حاتم الفلاحي إن رفح كانت المعركة الوحيدة التي شارك فيها اللواء الـ12، وبالتالي فإن تصريحات قائده تعكس ما وجده على الأرض من حرب عصابات.

وفسر الفلاحي حديث قادة إسرائيل العسكريين بأنها دليل على قناعتهم بأن الحرب استنفدت أهدافها وأن استمرارها يعني مزيدا من استنزاف القوة دون مقابل، مشيرا إلى حديث عضو مجلس الحرب المستقيل غادي آيزنكوت الذي قال إن مواصلة الحرب تخدم نتنياهو ولا تخدم إسرائيل.

وأكد الفلاحي أن "كل الإنجازات التكتيكية التي حققها جيش الاحتلال تآكلت بسبب طول أمد الحرب وعدم استغلالها سياسيا، وأن بقاءه في القطاع قد يغرقه تماما".

ويرى الخبير العسكري أن نتنياهو يحاول مواصلة الحرب من أجل تحقيق أهدافه المعلنة متجاهلا حديثه عن أن معركة رفح -التي قال إنها المحطة الأخيرة قبل النصر المطلق- لم تحقق شيئا.

وختم بالقول إن تفكك مجلس الحرب الإسرائيلي والاتهامات الموجهة لرئيس الأركان بالخيانة والفشل وحديث الجيش عن صعوبة القضاء على حماس "دليل على حالة الخلاف الكبيرة بين نتنياهو والمؤسسة العسكرية"، مؤكدا أن أهداف الحرب حاليا "أصبحت سياسية بامتياز، لأنه لم يعد بالقطاع مكان لم يذهب إليه جيش الاحتلال".

وخلص الفلاحي إلى أن المرحلة الثالثة من الحرب التي تتحدث عنها إسرائيل غير منطقية، لأن المقاومة أعادت بناء قوتها في المناطق التي خرجت منها قوات الاحتلال في الشمال والوسط، فضلا عن السعي لإيجاد قوات أميركية وعربية يتناقض مع المواقع التي يقول إن المقاومة لا تزال موجودة فيها بقوة على الأرض.

مقالات مشابهة

  • روسيا ترد على تصريحات ترامب بشأن الأزمة الأوكرانية
  • مضاعفة عناصر تأمين أسرة «نتنياهو» يثير غضب الإسرائيليين
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: ترتيب الأوضاع الداخلية من شأن الفلسطينيين وليس "نتنياهو"
  • خطوات وإجراءات رفع دعوى صحة توقيع
  • غانتس يقرّ باستعداده للانجراف نحو اليمين الاستيطاني لإستعادة مكانته عند الإسرائيليين
  • محللون: جيش الاحتلال أدرك أن المقاومة أصبحت واقعا يجب التعايش معه
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: «نتنياهو» يطيل أمد الحرب من أجل البقاء في منصبه
  • باحث: نتنياهو يحرص على استمرار الحرب لتحسين صورته أمام مجتمعه
  • %66 من الإسرائيليين مع اعتزال نتنياهو للحياة السياسية و غانتس يواصل تقدمه
  • سموتريتيش لهليفي: لسنا من نام في 6 أكتوبر