(عدن الغد)خاص.
كت/د.عبدالرحمن الهاشمي
مدينة بونا في الهند مدينة طبية وأكاديمية جميلة جدا، زرتها عام ٢٠١١م، كانت الأرض تكتسي قطيفة خضراء فارهة، والسحاب يعانق الجبال أو تحتضنه الجبال، والمطر يتناثر كحبات اللؤلؤ بصمت وسخاء.
وأنا اتأمل هذا المنظر الباهر البديع من شرفة الدور السادس في مستشفى (انمدار) حي (فاطمة نجر)، جالت الخواطر مع إيحاءات الجمال وسخونة الأحداث في اليمن.
فكتبت هذه الخاطرة الشعرية، على طريقة (الشعر الحر)
وتخيلت أن المدينة تحاورني، وتتعجب من حزني، مع ما تظهره من جمال خلاب يبعث السعادة والانشراح.
(والأبيات متواضعة، لكنها معبرة وتوثق اللحظة) فتقبلوها على عجرها، وهي تعبر عن لحظتها وليس لها غرض أو دخل بالسياسة ...وإليكم النص:
بونا..قطيفة خضراء
فاتنة جميلة غناء
إذا رأيتها في حلة البهاء
وغازلت أشجارها نسائم الهواء
تقول في بديهة لعلها شبيهة بجنة السماء..
&&&&&
بونا..هل تعرفين من أنا
وكيف جئت هاهنا
وربما خير لك لا تعرفين
لا تسأليني عن هويتي وعن شعبي الحزين
يتيه كل يوم..يعيش في الأنين
فهل سمعتي يا أميرتي في غابر السنين
عن موطني اليمن
فإنني مواطن بلا وطن..
&&&&
قالت سمعت من زمن
عن جنة الدنيا عدن
عن أرض بلقيس وأرض ذي يزن
سمعت أن فيها حضارة تليدة
وأنها مهد العرب
وأنهم يدعونها السعيدة
فما الذي جرى
ما لي أراك شاحبا لا تعرف الكرى
وما الذي غير من أحوالها بين الورى..
&&&&
صدقتي يا أميرتي
فقد أثرتي حسرتي
وقد أهجت عبرتي
لا تعجبي إن سالت الدموع
إذا سمعتي زفرة تموج في الضلوع
قد خيم الفساد
وضيعوا البلاد
وأرهقوا العباد
ولم يعد ما تعرفين في الزمان
لا مجد لا حضارة لا أمن أو أمان
وخيمت فيها الفتن
ولم يعد لنا في موطني وطن
&&&
وعندها نظرت في عيون بونا الفاتنة
رأيت فيها دمعة تسيل منها ساخنة
قالت فتاي لا حزن
إياك والوهن
فالدهر والأيام دول
والأمر لله الأجل
غدا سيشرق الأمل
مهما دجا ليل المحن
لا بد أن يأتي غدا...
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
رحيل شاعر قصيدة: (نحن لا نهزم.. ومنا عطاء الدم)
وأعلن اتحاد أدباء العراق في بيان له عن نعيه لهذا الشاعر الكبير، مؤكدا أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للوسط الأدبي في العراق. كما نعت مؤسسة السجناء السياسيين الشاعر عبد الحسين فرج، مؤكدة في بيان لها أنه كان "مصدر إبداع وتميز"، وأشارت إلى أن الراحل جمع في حياته بين مجالات متعددة، فكان العامل المجتهد الذي سعى لتحصيل لقمة العيش بشرف، والسياسي الذي وقف ضد الدكتاتورية ورفض النظام السابق. وقد خلد الشاعر عبد الحسين فرج اسمه بقصائده التي تتغنى بالوطن وتدافع عن قيم الحرية والعدالة، خاصة من خلال قصيدته الشهيرة "نحن لا نهزم.. منا عطاء الدم"، التي أصبحت نشيدا للأحرار في العراق وأيقونة في ذاكرة الشعب العراقي.
وكانت كلماته بمثابة شمعة في ظلمة الإرهاب، وصوتا يهدر في وجه الظلم، تلهم المجاهدين وتحفز المدافعين عن أرض العراق. ولد عبد الحسين فرج في البصرة عام 1955م، وله سيرة جهادية كبيرة ضد النظام السابق حيث تعرض للسجن والاضطهاد، وله عدة دواوين شعرية من أبرزها "تفاصيل قلقة"، "عشب أزرق"، "يعود إلى عزلته"، "عزلة البرتقال"، و"أريد مطرا يدنو".