استطاع الباحث مصطفي إسماعيل مدير مخزن المومياوات ومشتملاتها ورئيس معمل حفظ وصيانة المومياوات في متحف الحضارة، من خلال بحث جديد أن يحاكي مواد ونفس طريقة المصري القديم في عملية تحنيط وتجميع المومياوات، وهو ما يُعد فتحًا جديدًا في ترميم وتجميع المومياوات المصرية القديمة التي تعرضت للتلف أو للكسر. 

وتقدم مصطفى إسماعيل ببحثه والذي جاء بعنوان "دراسة تجريبية لتقييم بعض مواد وطرق تجميع الأجزاء المنفصلة للمومياوات مع التطبيق العملي على مومياء أثرية"، إلى كلية الآثار جامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراه في ترميم وصيانة المومياوات.

 

وتشكلت لجنة من الأساتذة لمناقشة هذا البحث وجاء على رأسها، الأستاذ الدكتور جمعة عبد المقصود أستاذ ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة والعميد الأسبق للكلية "مشرفا ورئيسًا"، والأستاذ الدكتور نسرين الحديدي أستاذ ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة "عضوا"، والأستاذ الدكتور عبد الرحمن محمد عبد الرحمن أستاذ ترميم وصيانة الآثار ووكيل كلية الآثار جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث "عضوا". 

وناقشت اللجنة البحث، والذي استطاع الباحث من خلاله قام بعمل جداول وأشكال وصور توضح ما قام به تطبيق عملي على المومياوات، وكيف أنه استخدم نفس المواد ونفس طريقة تحنيط وصيانة وترميم المومياوات عند المصري القديم، وهو ما جعل الجانب العملي في البحث متميزًا بالتجارب العديدة التي أجراها الباحث. 

وبعد 4  ساعات متواصلة من المناقشة العلمية قررت اللجنة منح الباحث مصطفى إسماعيل، درجة الدكتوراة في ترميم الآثار بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، حيث وصفت اللجنة ما قام به الباحث بأنه بحث متميز وأمانة علمية في توصيف خطوات البحث.  

ومن ناحيته قال الأستاذ الدكتور جمعة عبد المقصود إن هذا البحث غير مسبوق، ويستحق الباحث أن يكون بما قام به من مجهود علمي في رسالته مرجعًا يتم الرجوع إليه في أي أعمال ترميم وصيانة للمومياوات في كل المتاحف والأماكن الأثرية في مصر. 

وأضاف عبد المقصود وأهنئ وزارة السياحة والآثار على وجود مثل هذا الباحث المتميز بين العاملين فيها، وأدعو الوزارة للاستفادة منه ومن دراسته المتميزة فيما يخص ترميم وصيانة المومياوات والبقايا الآدمية وغيرها من الكنوز الأثرية المماثلة. 

وخلال المناقشة قال الباحث إنه سعى من خلال رسالته إلى دراسة عوامل ومظاهر تلف المومياوات نتيجة انفصال أجزاء منها، ودراسة أساليب تجميع المومياوات المستخدمة عبر العصور. 

وللتوصل إلى نتائج دقيقة قام الباحث بدراسة مومياوات تنتمي إلى عصور تاريخية متعددة وبيئات مختلفة، وتعاني من الشروخ والكسور والانفصال وعلاقة ذلك بحالة المومياوات، وتطبيق أسلوب التجميع الذي أثبت كفاءته بالتجارب المعملية وأعطي أفضل النتائج على مومياء أثرية. 

وتوصل الباحث في نهاية دراسته إلى عدة استنتاجات علمية، على رأسها أن أسلوب العرض للمومياوات بشكل رأسي يؤدي إلي انتشار الشروخ المتعددة، والتي تمتد إلى انفصال أجزاء منها نتيجة الاجهادات الواقعة على جسم المومياوات بسبب قوة الانضغاط. 

كما أن بعض المومياوات تعرضت لتحلل مادة البروتين ودهون الجسم نتيجة عدم التحكم في درجات الحرارة والرطوبة النسبية ونسبة الغازات، كما أن التأثير الإيجابي للشرائح والمسامير المستخدمة في علاج وتجميع العظام يقل عكسيًا مع طول الكسر وانحنائه. 

وانتهت الدراسة إلي عدة توصيات مهمة من جانب الباحث، وهي أنه عند استخدام أسلوب التجميع بالشرائح والمسامير يفضل أن يكون الثقب بشكل أفقي أعلي وأسفل موضع الكسر، ولا بد أن تغطي الشريحة جميع أجزاء الكسر، ويفضل استخدام الشريحة والمسمار المصنوع من الاستانلس ستيل لتجميع العظام الطويلة للمومياوات،ويفضل حفظ المومياوات داخل وحدات بها نيتروجين مرطب ويتوافق معامل ترطيبه مع المحتوي المائي للمومياوات محل الحفظ،ولا بد من المتابعة الدورية لقياسات نقاء النيتروجين ومعامل الترطيب ونسب الضخ والمتابعة المستمرة لوحدة فصل الغازات،. ومتابعة تغيير الفلاتر والجوانات في التوقيت المناسب.

باحث يحصل على الدكتوراه في ترميم المومياوات 373070518_1516375499103351_7836442663504520791_n 373072471_965756234509973_2678940049242471058_n 373080777_6432748903504734_4892116896063078219_n 373467752_1115071966545611_2345181821213471574_n 373473138_995131138390519_4687628190955076464_n 375697643_686523016665713_188003571999128351_n

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصطفى إسماعيل الآثار جامعة ترمیم وصیانة فی ترمیم

إقرأ أيضاً:

أسرار الجمال الفرعوني.. كيف شكلت وصفات المصريين القدماء أساس التجميل الحديث؟

هل تساءلت يومًا عن أسرار جمال الملكات في مصر القديمة؟ كيف تمكنت النساء من الحفاظ على إطلالة ساحرة رغم قسوة المناخ وقتها؟ الحقيقة أن المكياج لم يكن مجرد زينة، بل كان رمزًا للجمال والحماية، وحتى القوة الروحية، فمن الكحل الذي يحمي العيون من الأرواح الشريرة، والزيوت العطرية التي تروي البشرة، ابتكرت المصريات القدماء مستحضرات تجميل أسّست لفن وصناعة التجميل التي نعرفها اليوم.. إليك 6 مكونات سحرية استخدمها الفراعنة، ولا يزال صداها يتردد في عالم التجميل الحديث.

6 مكونات أساسية استخدمت في المكياج عند الفراعنة

يعتبر «عالم التجميل» الذي صنعته النساء في مصر الفرعونية، هو الذي وضع الأسس الأولية لفن المكياج الذي نراه اليوم في العالم أجمع، وفقًا لحديث عماد مهدي، الخبير الأثري لـ«الوطن»، منوهًا بـ7 مكونات أساسية استخدمت في المكياج، ونُقلت من الفراعنة إلى العصر الحديث، فالمصريات هن أول من استخدمن أحمر الشفاة والكحل والزيوت الطبيعية منذ آلاف السنين، ومنها:- 

1- الكحل:

- كان الكحل يصنع من مسحوق معدن الجالينا، وكانت تستخدمه المصريات لتحديد العيون بشكل بارز، وهو ما اشتهرت به الرسومات المصرية القديمة، وكان يعتقد أن الكحل يحمي العينين من الشمس والأرواح الشريرة.

2- الأصباغ الخضراء والحمراء:

- كان الأصباغ الخضراء تصنع من مستخلص معدن الجالينا، ويستخدم لتلوين الجفون والحواجب، ليمنح مظهرًا جماليًا مميزًا، والأصباغ الحمراء تُستخلص من الحناء، وتستخدم لتلوين الشفاه والخدود لإضفاء مظهر مشرق.

3- الزيوت والعطور:

- كانت تستخرج من زيوت نباتية مثل زيت الخروع وزيت الزيتون وزيت الجوز، وكانت تضاف إليها مستخلصات من الزهور، واستخدمت كمرطبات للجلد وعطور لحماية البشرة من الجفاف.

4- بودرة التجميل:

- كانت بودرة التجميل تستخدم في تبييض الوجه وإضافة مظهر ناعم للبشرة.

5- الحناء:

- كانت تستخلص من نبات الحناء وتستخدم لتلوين الشعر والأظافر، كما كانت تستخدم في الزخارف التجميلية على اليدين والقدمين.

6- الشمع الطبيعي

- شمع النحل كان يستخدم قديمًا بشكل أساسي لتركيب مستحضرات التجميل ومرطب للبشرة.

التجميل عند نساء الفراعنة

وكان من دور المكياج في عصر الفراعنة، أنه لم يكن المكياج مجرد زينة، بل ارتبط بالمعتقدات الروحية والصحية، فالكحل كان يعتقد أنه يحمي من أمراض العين، في وكانت الأصباغ الطبيعية والزيوت كانت تستخدم للاهتمام بالبشرة وحمايتها من تأثيرات المناخ الصحراوي، وحتى الآن تعتبر بعض المكونات، مثل الكحل والحناء والزيوت الطبيعية، تستخدم في مستحضرات التجميل الحديثة ولكن بأساليب أكثر تطورًا.

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تأخرت في أمر اعتقال نتنياهو وجالانت
  • باحث: كان على المحكمة الجنائية الدولية إدانة بايدن مع نتنياهو وجالانت
  • باحث في العلاقات الدولية: على محكمة العدل الدولية إدانة «بايدن» على غرار نتنياهو
  • الباحث أحمد جابر صيام يحصل على الماجستير حول تطوير وحدة لشتل النجيل
  • بحضور زاهي حواس.. انتهاء أعمال ترميم مقبرة TT 39 بمنطقة الخوخة بالأقصر
  • باحث في الآثار يكشف عن وجود تمثال يمني أثري بنقش المسند في المتحف البريطاني
  • مقتل باحث آثار إسرائيلي شهير في قلعة تطل على مدينة صور اللبنانية برصاص حزب الله
  • إجراءات لضمه إلى الآثار.. طلب إحاطة حول تأخير ترميم مسجد الحبشي بالبحيرة
  • أسرار الجمال الفرعوني.. كيف شكلت وصفات المصريين القدماء أساس التجميل الحديث؟
  • اكتشاف دليل على ممارسة التحنيط في أوروبا