نهيان بن مبارك: نعتز برؤية رئيس الدولة حول أهمية التسامح في مسيرة التقدم والنماء
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أبوظبي: عماد الدين خليل
أطلق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الملتقى السنوي للحكومة حاضنة للتسامح، تحت عنوان «ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش» الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع كافة الوزرات والمؤسسات والهيئات الاتحادية والمحلية المشاركة في بالمبادرة بأبوظبي، بحضور 4 وزراء و55 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية و60 سفيراً، لاستعراض أفضل الممارسات الحكومية المتعلقة بالتسامح والتعايش في الدولة.
وحضر حفل الإطلاق، أمس الأربعاء، في منارة السعديات بأبوظبي، الدكتور ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وزكي نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، والرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، ومحمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، وحصة بوحميد مدير عام تنمية المجتمع بدبي، وعدد من القيادات المحلية والاتحادية والخاصة.
إنجازات لجان التسامح
وقال الشيخ نهيان بن مبارك خلال كلمته الافتتاحية، «نلتقي اليوم مرة أخرى في هذا الملتقى السنوي، الذي نتابع فيه جهود وإنجازات لجان التسامح في الوزارات والهيئات الحكومية، وما تقوم به هذه اللجان من دور مهم في تعزيز مكانة الحكومة كحاضنة للتسامح، وفي الاحتفاء بالنموذج الرائد للإمارات في مجالات التعايش والتعارف وتحقيق الخير والرخاء للبشر أجمعين، وكذلك دور هذه اللجان في السعي لكي تكون حكومة الإمارات نموذجاً وقدوة، في تعميق قيم التسامح والأخوّة الإنسانية، سواء لدى الموظف، أو لدى كل وزارة أو في كافة أعمال الحكومة، أو في ربوع المجتمع كله.
وأضاف: «إن هذا الملتقى السنوي إنما يجسد لدينا عدداً من المعاني المهمة، التي نحرص على تأكيدها في كل عام باعتبارها علامات مهمة، في سبيل أن تكون الحكومة عن حق حاضنة للتسامح، المعنى الأول: هو اعتزازنا القوي برؤية القيادة الحكيمة لهذا الوطن حول مكانة التسامح والأخوّة الإنسانية في مسيرة التقدم والنماء في دولتنا العزيزة، نعتز كثيراً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هو قائد فذ، يسعى بكل جد وإخلاص إلى تحقيق مستقبل مزدهر في كافة ربوع الدولة، وذلك في إطار رؤية حكيمة لحاضر ومستقبل هذا الوطن العزيز، فهو بحمد الله قائد حكيم يجسد بالقول والعمل أفضل القيم والمبادئ المتأصلة في دولة الإمارات، ويحرص على أن تكون دولتنا الحبيبة دائماً في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع، فنحن دولة تساهم بنشاط وفاعلية في تقدم هذا العالم وتطوره، ويشرفني في هذه المناسبة أن أرفع باسمكم جميعاً تحية شكر وولاء ووفاء واحترام، إلى صاحب السمو رئيس الدولة وذلك عرفاناً بجهوده المتواصلة في تعزيز مسيرة الدولة، والتمكين لموقعها الفريد بين دول العالم أجمع».
الصورة قدرات واعدةوأوضح أن المعنى الثاني يتمثل في الاهتمام الكبير بعمل لجان التسامح في الوزارات والهيئات الحكومية، من أبناء وبنات الإمارات أعضاء هذه اللجان، بما لديهم من قدرات واعدة، وطموحات مأمولة وعزم وتصميم، للإسهام في تنمية الإمارات وتشكيل معالم المستقبل، لما فيه الخير للمجتمع والإنسان، وعن المعنى الثالث الذي يمثله هذا الملتقى السنوي، أشار إلى أنه ينطلق من قناعة واضحة، بأن مجال العمل المشترك لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوّة الإنسانية، هو بطبيعته مجال للأفكار المتجددة والمبادرات المتدفقة، التي تركز على تقدم المجتمع ونماء الإنسان.
ودعا الجميع للإسهام في سبيل تحقيق النجاح لمؤتمر COP28 معبراً عن الالتزام بتقديم كافة سبل الدعم للجميع، والاحتفاء بالمبادرات الأكثر تميزاً وإبداعاً، التي تؤكد أن أبناء وبنات قادة للتسامح في الحكومة والمجتمع، مشيراً إلى أهمية العمل معاً في إطار رؤية مشتركة لمكانة التسامح والأخوّة الإنسانية في المجتمع المستدام وأنهم المصدر الأصيل للأفكار والآراء التي سوف تحقق كافة الأهداف المنشودة.
وقال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأطراف COP28، خلال كلمته حول التعددية وقيم التسامح والتعايش وأهميتها كأحد المحاور المهمة في مؤتمر الأطراف إن المبادرة الوطنية «الحكومة حاضنة للتسامح» حققت العديد من الإنجازات، أبرزها ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش داخل الجهات الحكومية وفي قطاعات المجتمع المتنوعة، واستحداثها منصات مهمة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الحكومية في مجالات التسامح والتعايش.
وأضاف: «مناخ التسامح والتعايش الذي ننعم به انعكس على بيئة الأعمال في الدولة التي تُصنف وفقاً لمؤشرات دولية متعددة أنها من بين الأفضل عالمياً في التنوع والتنافسية الإيجابية والشفافية والعدالة، وكلها عوامل أساسية لازدهار ونمو الأعمال واستقبال الاستثمارات المتدفقة، حيث تشير أحدث البيانات أن الشركات المؤسسة في الدولة مملوكة لرجال أعمال ورواد أعمال من أكثر من 200 جنسية، يعملون في تناغم وبيئة محفزة للنمو ويساهمون في مسيرة إنجازات الاقتصاد الوطني الذي يحقق معدلات نمو قياسية بفضل انفتاحه تجارياً واستثمارياً على العالم».
وأشار الزيودي إلى أن البيانات الخاصة بالاستثمار الأجنبي المباشر، تشير إلى أن دولة الإمارات استقطبت استثمارات تتجاوز 194.3 مليار دولار (714 مليار درهم)، من 180 دولة، كما أن دولة الإمارات لديها استثمارات مباشرة في معظم دول العالم بقيمة إجمالية تصل إلى 240 مليار دولار (828 مليار درهم).
وحول استعدادات الدولة لاستضافة «COP28»، قال إن الإمارات تتأهب حالياً لاستضافة المؤتمر خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر القادم، وذلك بعد النجاح الباهر الذي حققته الدولة سابقاً باستضافة «إكسبو 2020» الذي جمع العالم كله، تحت سقف واحد، على أرض الإمارات الطيبة، ويتطلع سكان العالم، على اختلاف تنوعهم العرقي والديني والثقافي، بعيون الأمل والتفاؤل إلى نسخة هذا العام من «COP28» التي تحتضنها إكسبو دبي، بكل ما يحمله هذا المكان من دلالة، ويعول الجميع على ما ستسفر عنه الجهود الدولية بقيادة الإمارات لإنقاذ كوكب الأرض من تحديات التغير المناخي المتراكمة.
وأضاف أن الإمارات تسعى لاستعادة الزخم اللازم لتحقيق التقدم في العمل المناخي، والوصول إلى إجماع عالمي، وتقديم خريطة طريق لتحقيق تحول جذري في نهج العمل المناخي في المستقبل والوصول إلى مخرجات حاسمة عبر ركائز خطة عمل المؤتمر وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش.
وركز الملتقى على إبراز جهود وزارة التسامح والتعايش والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في تنفيذ في المبادرة الوطنية «الحكومة حاضنة للتسامح»، وتوفير منصة شاملة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الحكومية في مجالات التسامح والتعايش، بين كافة الجهات المشاركة بالمبادرة الوطنية واستعرض الملتقى أيضاً أفضل الممارسات في المؤسسات الحكومية، من خلال طرح رؤية 4 جهات حكومية استطاعت تقديم مبادرة مبتكرة لتعزيز التسامح، واختتم الملتقى فعاليته بتكريم 29 وزارة وجِهة لتميزها في تحقيق أهداف المبادرة.
وتمّ الإعلان عن أهم منجزات مبادرة الحكومة حاضنة للتسامح على مدى 4 سنوات، حيث تضم المبادرة حتى الآن 44 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية، وتم إنشاء 44 لجنة للتسامح بكافة الجهات المشاركة استطاعت إنجاز 1259 مبادرة وبرنامجاً وفعالية، كما تم إنجاز 1520 قياساً، على مؤشر قياس التسامح، كما نظمت وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع الوزارات والهيئات 56 برنامجاً تدريبياً، استفادت منه 85 جهة اتحادية ومحلية، وشارك فيه 1471 موظفاً حكومياً، كما أطلقت المبادرة أول مواصفة حول العالم تتعلق بالتسامح والتعايش للمؤسسات الحكومية والخاصة، كما انطلقت المبادرة إلى العالمية من خلال مشاركة 6 دول حول العالم حتى الآن في المبادرة الدولية «حكومات العالم حاضنة للتسامح».
واستعرض الملتقى أيضاً أفضل الممارسات في المؤسسات الحكومية، من خلال طرح رؤية 4 جهات حكومية استطاعت أن تخطو خطوات كبيرة في تحقيق أهداف المبادرة، فتحدث العميد محمد أحمد بطي الشامسي، مدير إدارة العلاقات العامة عن تجربة وزارة الداخلية في هذا المجال، مؤكدة أن وزارة الداخلية أنجزت 360 مبادرة ركزت على تعزيز الوعي بالتسامح، وتعزيز دور الوزارة لنشر التسامح بالمجتمع، إضافة إلى 34 مبادرة مشتركة، مشيراً إلى الأثر الإيجابي للمبادرة على المنتسبين للوزارة وبيئة العمل بها وكذا أثرها على المتعاملين.
مبادرة ياك الفرجوأضاف إلى أنه بلغ عدد المستفيدين من مبادرة «ياك الفرج» التي تهدف إلى تقديم الدعم والرعاية الاجتماعية للنزلاء وأسرهم من مختلف الجنسيات والأديان، إلى 9276 مستفيداً بتكلفة إجمالية بلغت 65 مليون درهم، لنشر قيم ومبادئ التسامح بين نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية.
واستعرضت شيخة أحمد آل علي وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة المساعد لقطاع المناطق بالوكالة، التجربة الخاصة بوزارة التغير المناخي والبيئة، والتي ضمت أكثر من 11 مبادرة و9 ورش عمل و29 نشرة توعوية، 80 فعالية مجتمعية، بمشاركة 221 موظفاً في ورش العمل، وتفاعل 445 مع أنشطة التسامح هم كل منتسبي الوزارة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات التسامح والتعایش أفضل الممارسات الملتقى السنوی دولة الإمارات رئیس الدولة ملیار دولار إلى أن
إقرأ أيضاً:
«تريندز» والأوقاف المصرية يؤكدان أهمية مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح
أكدت حلقة نقاشية جمعت بين مركز تريندز للبحوث والاستشارات ووزارة الأوقاف المصرية أهمية التعاون بين المؤسسات المعنية كافة في مواجهة الفكر المتطرف باعتباره ظاهرة عالمية تحتاج إلى عمل جماعي مشترك.
وأكد «تريندز» العمل على تعزيز التعاون مع وزارة الأوقاف المصرية لتطوير استراتيجيات مبتكرة وشاملة تقوم على البحث العلمي المتخصص والتطبيقات العملية في مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
واتفق المشاركون على خطر جماعة الإخوان المسلمين التي انبثقت منها باقي جماعات التطرف والإرهاب، مؤكدين أهمية تفنيد ودحض خطابات هذه الجماعة التي تحرف القيم الدينية السمحة وتستغلها لتحقيق أهدافها السياسية في الوصول للسلطة، وتهديد استقرار المجتمعات.
وتطرقت الحلقة النقاشية، التي نظمها تريندز عبر مكتبه الافتراضي في مصر، مع الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري إلى طرق مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح والاعتدال.
وقال الأزهري إن مكافحة الفكر المتطرف تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والعلمية لتقديم خطاب متوازن يجمع بين الأصالة والمعاصرة منوهاً بجهود مركز تريندز في تقديم رؤى استراتيجية قائمة على الدراسات العلمية، التي تهدف إلى محاربة الفكر الظلامي وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش.
وأعرب الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندزعن تقديره لجهود الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف، مؤكداً استعداد «تريندز» للتعاون معها في هذا المجال، والعمل على تطوير الخطاب الديني بما يتماشى مع القيم الإنسانية العالمية.
(وام)