دبي في 6 سبتمبر/وام/ أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن نجاح المنظومة الأمنية في دولة الإمارات والنموذج المتطور الذي توفره في بسط الأمن والأمان نتاج تضافر جهود مخلصة وعمل دؤوب يترجم رؤية القيادة الرشيدة ويوفّر للمجتمع البيئة الآمنة التي تمكنه من الحفاظ على مكتسباته وتأكيد قدرته على التقدم والازدهار.

وأثنى سموه على جهود شرطة دبي وما تقدمه من مبادرات وما تقوم على تنفيذه من مشاريع نوعية هدفها خدمة المجتمع وضمان أعلى مستويات الأمن والأمان وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية، وبتوظيف أحدث التقنيات والاستعانة بأفضل الكفاءات والاهتمام ببناء الكادر الشرطي وتعزيز جاهزيته البدنية والمهنية والمعرفية، وإمداده بكل المقومات التي تعينه على القيام برسالته على الوجه الأكمل، مشيداً بدور الكادر النسائي في شرطة دبي وإسهامه الإيجابي في تعزيز المنظومة الأمنية.

جاء ذلك خلال زيارة سمو ولي عهد دبي إلى مقر نادي ضباط شرطة دبي حيث كان في استقباله معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، ومساعدوه، وعدد من كبار الضباط ومديرو الإدارات العامة.

وتفقّد سموه خلال الزيارة، المرافق التابعة للنادي وتعرف على أحدث التجهيزات والممكنات التي يوفرها النادي، ومدى استفادة ضباط وأفراد الشرطة، والدور الذي يلعبه النادي في رفع الجاهزية البدنية لكافة موظفي شرطة دبي.

واستمع سموه من معالي القائد العام ومساعديه إلى شرح حول أبرز النتائج التي حققتها شرطة دبي في مجال تعزيز الأمن والأمان في إمارة دبي، والجهود المبذولة في مكافحة الجريمة والحد منها، وأفضل الممارسات والتجارب والبرامج والتقنيات الحديثة في منظومة العمل الأمني، وأهم المشاريع التي تواكب التوجهات المستقبلية للإمارة.

وتابع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال الزيارة جانباً من العروض الخاصة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات وأبرز إنجازات وإحصائيات الإدارة، ومستوى التقدم والتطور في البرامج المُطبقة فيها، وكيفية تسخير التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في مكافحة جرائم المخدرات بمختلف أنواعها وتصنيفاتها، بالإضافة إلى دور الإدارة على المستويين المحلي والدولي، وأهم أشكال التعاون العالمي في مجال مكافحة المخدرات.

واطّلع سموه على إحصائيات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات حيث تمكنت من ضبط ما نسبته 49.6% من المتهمين المتورطين في قضايا المواد المخدرة والمؤثرات العقلية على مستوى الدولة، في الربع الثاني من العام الجاري 2023، وساهمت في مدّ دول مختلفة بـ 50 معلومة مهمة خلال الربع الثاني من العام الجاري، الأمر الذي أدّى إلى القبض على 28 متهماً، وضبط 431 كيلوجراماً من المخدرات وكذلك 491 كيلوغراماً من المخدرات، و3 ملايين و333 ألفاً و916 من الأقراص المخدرة في الربع الثاني من العام الجاري، كما نجحت الإدارة خلال الفترة نفسها، في رصد وحجب 560 حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي، تروّج للمخدرات.

وتعرّف سموه على إنجازات مركز حماية الدولي التابع للإدارة العامة لمكافحة المخدرات، خلال الربع الثاني من العام الجاري، إذ بلغ إجمالي المستفيدين من 71 برنامجاً طلابياً ومجتمعياً، 28 ألفاً من الطلبة والطالبات من 20 جنسية مختلفة، كما بلغ إجمالي المستفيدين من الجهود التوعوية عبر منصات تطبيقات التواصل الاجتماعي والبرامج التوعوية المنشورة 776 ألفاً و 724 مستفيداً.

واستمع سمو ولي عهد دبي إلى شرح حول مشروع "عيون"، وهو نظام متقدّم يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لضمان توفير الأمن والأمان للمجتمع، ويتم من خلاله استخدام المراقبة بالكاميرات ذات التقنيات الذكية ضمن منظومة أمنية متكاملة تحت إشراف شرطة دبي، وبالتعاون مع عددٍ من الشركاء في القطاع الخاص، وبدعم ومشاركة الدوائر والمؤسسات الحكومية المعنية.

ويعمل النظام على تعزيز قدرات الأجهزة المختصة للتعامل بكفاءة وفاعلية وحرفية عالية مع كل ما يخص أمن الفرد والمجتمع، من خلال استغلال التقنيات الحديثة والمتطورة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمنع الجريمة، والتقليل من وفيات الحوادث المرورية، ورصد الظواهر السلبية في المناطق السكنية والتجارية والحيوية، والاستجابة الفورية للحوادث قبل ورود البلاغ، وكذلك التنبؤ بالأحداث واستباقها قبل وقوعها.

ويسهم مشروع "عيون" في دعم عملية اتخاذ القرار وضمان تغطية جميع المناطق الحيوية والطرق، والاستغلال الأمثل للموارد البشرية من خلال تقليل نسبة التدخل البشري وخاصة في مجالات الرصد والتحليل والمراقبة.

ومن بين المبادرات التي اطلع عليها سموه، مبادرة "نسيج" وهي إحدى المبادرات النوعية التي تنفذها شرطة دبي بهدف التصدي الاستباقي للسلوكيات السلبية للطلاب، وتقويمها عبر برامج ومنهجيات علمية، لتحقيق التحول الإيجابي لأصحاب السلوكيات السلبية، وإعادتهم إلى النسيج المجتمعي بأسلوب جديد ومثمر، ما يسهم في تعزيز أمن المجتمع، خاصة على صعيد المجتمع المدرسي.

وتعد مبادرة نسيج استجابة إبداعية شاملة للتصدي الاستباقي للمشاكل والسلوكيات السلبية والمخالفة، وتقويم أي سلوك سلبي أو مخالف من طلاب المدارس، عبر تقديم طرق مبتكرة للتعامل مع هذه السلوكيات.

وتعتمد مبادرة "نسيج" في استراتيجيتها على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: "الاستباقية" والمتمثلة في التنبّؤ المستقبلي للسلوكيات المخالفة للقيم، ورصد المتغيرات العالمية ودراستها وتحليلها، وإيجاد برامج توعوية لغرس واستدامة السلوكيات الإيجابية، ومحور "التقويم" وهو عبارة عن مجموعة من البرامج التربوية والتقويمية المُخطط لها وفق نوع المخالفة، ودرجة خطورتها، ويهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في سلوك الطالب المُخالف، ومحور" التعزيز" والذي من خلاله يتم تعزيز السلوكيات الإيجابية التي تدعم قيم ومبادئ المواطنة الإيجابية من خلال نشر تلك الممارسات بين أوساط الطلبة، وتكريمهم وتحفيز المتميزين، وذلك لضمان تحقيق خمسة أهداف رئيسية للمبادرة، وهي: توفير بيئة تعليمية آمنة، والوقاية والحد من الظواهر السلبية، وتعزيز المظاهر والسلوك الإيجابي، وبناء شراكات مستدامة، وتطوير برامج تأهيلية وتوجيهية.

يأتي إطلاق مبادرة "نسيج" بعد رصد شرطة دبي سلوكيات سلبية لمجموعة من المراهقين عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب سلوكيات أخرى تخالف قيم المجتمع، فقامت شرطة دبي بطرح برنامج "نسيج"، للعمل على تغيير السلوك السلبي إلى إيجابي.

تعد مبادرة "نسيج" مبادرة مجتمعية تربوية أمنية تحت مظلة شرطة دبي، وتعمل على معالجة السلوكيات والتصرفات السلبية، والتي قد تتطور وتتحول إلى جرائم في مختلف البيئات مثل المدارس، والنوادي، والشوارع، والمنازل، والمقاهي ومنصات التواصل الاجتماعي، وأي مكان آخر إذا لم يتم معالجتها بالشكل المناسب، لضمان الحفاظ على أمن وسلامة دبي، وضمان الحفاظ على السلامة والأمن الاجتماعي.

وتركز المبادرة على التدخّل المبكر وتوجيه الأطفال في مرحلة عمرية المبكرة، لتعزيز السلوكيات الإيجابية، ومنع تطور السلوكيات غير الصحية التي قد تؤثر على حياتهم المستقبلية وتعمل، بالتعاون مع الشركاء الحكوميين والمدارس وأولياء الأمور والجهات المختصة الأخرى على تحقيق أهدافها وتعزيز تأثيرها على المجتمع.

وتتضمن أنشطة برنامج "نسيج" العديد من الأنشطة البدنية والتربوية منها ركوب الخيل والسباحة والتدريبات العسكرية، التي تسهم في تعزيز الانضباط والمسؤولية لدى الشباب، وتعمل على تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية وتعزيز قدراتهم التحليلية والتفكير الإبداعي.

وتسعى المبادرة إلى تحقيق أهداف عدة، منها تعزيز التفكير الإيجابي، ومكافحة السلوكيات غير المقبولة، من خلال التوعية والتثقيف لمنع ومكافحة السلوكيات السلبية مثل العنف والتنمر وتعاطي المخدرات، وتشجيع الشباب على الإبلاغ عن أي سلوكيات مشبوهة أو غير ملائمة، وتعزيز ثقافة الشفافية والمسؤولية المجتمعية.

وتسعى المبادرة أيضا إلى توفير الدعم اللازم والرعاية للشباب الذين يعانون من سلوكيات سلبية، من خلال توجيههم نحو الخدمات الاجتماعية والنفسية المناسبة، بالإضافة إلى بناء شراكات قوية مع المؤسسات الحكومية والتعليمية والمجتمعية، من أجل تعزيز جهود مكافحة السلوكيات السلبية وتحقيق التغيير الإيجابي.

وخلال زيارة مقر نادي ضباط شرطة دبي، التقى سمو ولي عهد دبي الملازم شماء البوفلاسة والملازم دانة الصوري من شرطة دبي وأثنى على تميزهما وتخرجهما بتفوق في برنامج إعداد الضباط بأكاديمية شرطة نيويورك، كأولى العناصر من الشرطة النسائية من دولة الإمارات التي تجتاز هذا التدريب النوعي من خارج الولايات المتحدة، وذلك في إطار حرص القيادة الرشيدة على تمكين المرأة الإماراتية، التي أثبتت مساهمتها الفعالة وتحقيقها للنجاحات المتتالية، معززة حضورها محلياً وإقليمياً وعالمياً في العديد من المجالات وعلى مختلف الصعد.

كانت الملازم شماء البوفلاسة والملازم دانة الصوري قد التحقتا ببرنامج تدريبي مدته 6 أشهر بأكاديمية شرطة نيويورك التي تعد من أعرق القوات الشرطية في العالم بمسيرة عمرها 177 عاماً.

وفي ختام الزيارة، تقدّم معالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، بالشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، على دعم سموه المستمر لشرطة دبي وتوجيهاته السديدة، مؤكداً أن فرق عمل شرطة دبي تواصل جهودها لضمان استدامة تطوير منظومة العمليات الشرطية في مختلف القطاعات، بالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة، وتسخير كافة الممكنات والمقومات لدعم تحقيق التوجهات الاستراتيجية في تعزيز الأمن والأمن، والارتقاء بجودة حياة أفراد المجتمع.

عاصم الخولي/ محمد نبيل أبو طه

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الربع الثانی من العام الجاری التواصل الاجتماعی مکافحة المخدرات الأمن والأمان حمدان بن محمد شرطة دبی فی تعزیز من خلال

إقرأ أيضاً:

3 جوائز تميز لشرطة دبي من "الجمعية الدولية"

حصدت القيادة العامة لشرطة دبي 3 جوائز تميز من جائزة "الجمعية الدولية لقادة الشرطة 2024"، والتي أعلن عن نتائجها خلال مؤتمر الجمعية المُنعقد في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد اللواء الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي، مساعد القائد العام لشؤون التميز والريادة، أن الفوز بهذه الجوائز العالمية، يعكس التزام شرطة دبي بالابتكار والتطوير المستمر في تقديم أفضل الخدمات الأمنية للمجتمع.
وأشار إلى أن شرطة دبي تسعى دائماً لتحقيق التميز في جميع المجالات، وتعد هذه الجوائز تقديراً واستحقاقاً للجهود المتواصلة التي يبذلها الموظفون في كل قطاعٍ من القطاعات الشرطية، كما أن هذا التقدير الدولي يعزز من مكانة شرطة دبي مؤسسة أمنية رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي. استراتيجيات فعالة وقال اللواء عبد القدوس العبيدلي إن هذا الاستحقاق الدولي يؤكد قدرة شرطة دبي بتوجيهات من الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، على تحديد استراتيجيات فعالة تساهم في تطوير الخدمات الأمنية والشرطية وتضعها في مستويات متقدمة، وفق أفضل الممارسات العالمية، الأمر الذي يساهم في دعم التوجهات الاستراتيجية لشرطة دبي المتمثلة في المدينة الآمنة وإسعاد المجتمع.
وتسلم طلبة شرطة دبي المبتعثين، الجوائز، حيث منحت الجمعية الدولية لقادة الشرطة، الرائد عبدالله الشحي، مدير إدارة المباحث الإلكترونية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، جائزة التميز عن الفئة الوظيفية، وذلك نظير جهوده الفعالة في مجال الابتكار والتطوير لمكافحة الجرائم الإلكترونية، وإنجازاته الملموسة، وإشرافه على قضايا دولية كبرى، إلى جانب مشاركاته في لجان ومؤتمرات ومنتديات محلية وإقليمية ودولية، وأسلوب قيادته الفعال، واستعانته بأحدث التقنيات والأنظمة التكنولوجية لتعزيز الأمن والأمان في المجتمع، وتفانيه في أداء الواجب لتحقيق العدالة وإنفاذ القانون كما نالت شرطة دبي جائزتين في الفئة المؤسسية، وذلك عن كل من مبادرة "على دربك"، ومنصة التطوع ممثلة بمجلس الروح الإيجابية. خدمات مبتكرة وأطلقت القيادة العامة لشرطة دبي مبادرة "على دربك"، بالشراكة مع شركات التزود بالوقود في إمارة دبي، والهادفة إلى تقديم خدمات مبتكرة ونوعية، تلبي تطلعات الجمهور، عبر التسهيل على المراجعين وإسعادهم دون الحاجة للتوجه إلى مراكز الشرطة في دبي وتمكين أفراد المجتمع من الحصول على الخدمات الشرطية بطريقة سلسة ومرنة، ورفع مستوى سعادة المتعاملين عبر سرعة إنجاز متطلبات الحصول على التقارير والخدمات.
وتقدم مبادرة "على دربك"، والتي يترأس فريقها النقيب ماجد بن ساعد الكعبي، 7 خدمات تتمثل في تقارير الحوادث المرورية البسيطة، وتقارير الحوادث ضد مجهول، والتسويق لخدمات الشرطة، وخدمة تصليح المركبات، إلى جانب خدمة المعثورات والمفقودات، وخدمة "عين الشرطة" والإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية. منصة تطوع وتعد منصة التطوع التابعة لشرطة دبي رائدة في مجال التطوع، فقد بلغت عدد ساعات التطوع مليونين و254 ألفاً و761 ساعة نفذها موظفو شرطة دبي والمتطوعون الخارجيون من مختلف الجنسيات على مدار 5 سنوات، ممن سجلوا في الفرص التطوعية التي توفرها منصة شرطة دبي للتطوع.
ويعد مجلس الروح الإيجابية برئاسة فاطمة بوحجير، شريكاً رئيسياً بتوفيره فرصاً تطوعية للمتطوعين من موظفي شرطة دبي وأفراد المجتمع.
وتهدف فعاليات وأنشطة وبرامج مجلس الروح الإيجابية إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والحوار بين أفراد المجتمع، واحترام الآخرين وتقبلهم، إضافة إلى نشر الثقافة الرياضية والاستفادة من الرياضة كأداة اجتماعية فعالة لاستغلال أوقات الفراغ، بما يعود بالنفع على الجميع.

مقالات مشابهة

  • "أحسن صاحب": منصة الإبداع التي تكسر حواجز الإعاقة
  • "التعليم".. 6 مبادرات استراتيجية لتحسين جودة الحياة في مناطق المملكة
  • إحباط تهريب شحنة ضخمة من المخدرات في العراق
  • حمدان بن محمد يعتمد تشكيل مجلس إدارة “القيادات العربية الشابة”
  • شرطة إب تحقق إنجازات أمنية متميزة في ضبط الجريمة ومكافحة المخدرات
  • 3 جوائز تميز لشرطة دبي من "الجمعية الدولية"
  • حمدان بن محمد: "القيادات العربية الشابة" أكبر شبكة متخصصة لتمكين الشباب العربي الواعد
  • تفاصيل ندوة عن الشائعات وآثارها السلبية على المجتمع بـ "شبين الكوم "
  • حمدان بن محمد يعتمد تشكيل مجلس إدارة «القيادات العربية الشابة»
  • إصابة ضابط شرطة ومقتل 2 مطلوبين في اشتباكات مع تجار مخدرات بأسيوط