الأمم المتحدة تحذر من "انهيار المناخ".. وفيضانات في تركيا واليونان
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
حذرت الأمم المتحدة من حدوث "انهيار مناخي" تشهده الأرض، بعدما أظهرت البيانات أن الثلاثة أشهر الماضية كانت الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات عام 1940، في الوقت الذي تشهد فيه اليونان وتركيا لفيضانات وسيول وأمطار غزيرة، تسببت في خسائر مادية وبشرية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الأربعاء، في بيان: "كوكبنا شهد موسم غليان، الصيف الأكثر حرارة على الإطلاق، لقد بدأ انهيار المناخ".
وصرح الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد بيتري تالاس إن نصف الكرة الشمالي شهد "فصل صيف شديد"، مشيرًا إلى حرائق الغابات المدمرة التي أتت على مساحات كبيرة من الأراضي، وأضرت بصحة الأشخاص.
وأشارت نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، سامانثا بورغس: إلى أن "تدهور سجلات درجات الحرارة العالمية يتواصل خلال عام 2023، حيث كان أغسطس الماضي الأكثر حرارة بعد يوليو ويونيو الأكثر الحرارة".
وبلغ متوسط درجة الحرارة خلال يونيو إلى أغسطس الماضيين 16.77 درجة مئوية بارتفاع بواقع 0.66 فوق المتوسط، وأعلى بصورة كبيرة من الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله خلال عام 2019 وبلغ 16.48 درجة مئوية.
خسائر بشرية ومادية باليونان وأسطنبول
ومن التغير المناخي إلى الفيضانات، حيث تسببت الأمطار الغزيرة والسيول في شمال غرب تركيا في وفاة 5 أشخاص على الأقل، وفقدان 3 آخرين في كيركلاريلي، قرب الحدود مع بلغاريا واليونان، وأصيب 31 شخصا في إسطنبول، أكبر مدن البلاد.
وتسببت العاصفة دانيال، التي تجتاح اليونان، منذ يوم الاثنين، في وفاة شخصين وفقدان 3 آخرين، اليوم الأربعاء، بعدما انهمرت الأمطار المنازل والشركات، وتسببت في أضرار بالبنية التحتية في وسط البلاد، أدت إلى تدمير جسرا، أسفر عن انهيار أعمدة كهرباء وجرف عشرات السيارات في المياة الموحلة.
وجاءت تلك العاصفة بعد أيام من اندلاع حريق في غابات بشمال البلاد، أزهق أرواحا، فيما أصدرت الشرطة اليونانية اليوم الأربعاء، تحذيرات مرورية في مدينتي تريكالا وكارديتسا، وسط توقعات باشتداد العاصفة المصاحبة لهطول الأمطار مجددا، في وقت لاحق من اليوم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأمين العام للأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليونان وتركيا اليوم الأربعاء أمطار غزيرة أنطونيو جوتيريش خسائر بشرية ومادية لتغير المناخ فيضانات
إقرأ أيضاً:
الاحتباس الحراري يهدد غابات البحر.. 84% من الشعاب المرجانية تضررت
تواصل ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية الضخمة المستمرة منذ عامين تسجيل أرقام قياسية، إذ بات نحو 84% من الشعاب المرجانية في العالم متضررا، مما يشكل خطرا على استمرارية هذه النظم البيئية التي تُعد ضرورية للحياة البحرية ومئات الملايين من البشر.
تعد الشعاب المرجانية -المعروفة باسم غابات البحار- شديدة التأثر بارتفاع درجات حرارة المياه. وتشهد درجات حرارة المحيطات في العالم مستويات غير مسبوقة منذ عام 2023 بسبب الاحترار المناخي.
ونتيجة لهذا الارتفاع المفرط في درجة الحرارة وتحمّض البحار الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية، يشهد العالم في العامين الماضيين تمددا لظاهرة ابيضاض مرجاني هي الرابعة منذ عام 1998، عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادي والمحيط الهندي.
وأفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا- NOAA) في آخر تحديث لها نُشر الاثنين بأنه "في الفترة ما بين الأول من يناير/كانون الثاني 2023 و20 أبريل/نيسان الجاري، أثر الإجهاد الحراري المرتبط بالابيضاض على 83,7% من الشعاب المرجانية في العالم".
وحذّر علماء اجتمعوا في إطار المبادرة الدولية للشعاب المرجانية، في بيان الأربعاء من حجم هذه الظاهرة المستمرة.
يحدث موت الشعاب المرجانية الذي يتجلى في تغير لونها، نتيجة لارتفاع درجة حرارة الماء، مما يؤدي إلى طرد طحالب الزوكسانثيلا التي تعيش في تكافل مع المرجان، والتي تُزوّده بالعناصر الغذائية وبلونه الزاهي. وإذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة، فقد يموت المرجان.
إعلانومع ذلك، يمكن للشعاب المرجانية أن تتعافى إذا انخفضت درجات الحرارة بشكل مستدام أو إذا حصل تحسن في عوامل أخرى مثل التلوث أو الصيد الجائر.
لكن درجات الحرارة المسجلة في بعض المناطق شديدة بما يكفي "لتسبب موتا بصورة جزئية أو شبه كاملة للشعاب المرجانية"، وفق الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وعلّقت ميلاني ماكفيلد، مؤسِّسة مبادرة "شعاب مرجانية صحية لأشخاص أصحاء" في منطقة الكاريبي قائلة "إن حجم الإجهاد الحراري ومداه صادمان"، متحدثة عن ابيضاض "مقلق" يضرب الشعاب المرجانية "كعاصفة ثلجية صامتة"، مما يقضي على "الأسماك التي تعيش في هذه المياه والألوان الزاهية".
وقالت العالمة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "إذا استمرت موجات الحر البحرية، فمن الصعب توقع كيفية حدوث التعافي".
يعيش حوالى مليار شخص حول العالم على بُعد 100 كيلومتر من هذه الشعاب المرجانية، ويستفيدون، على الأقل بشكل غير مباشر، من وجودها.
وتُعدّ هذه "الكائنات الحية الفائقة" موطنا لثروة حيوانية هائلة، وتوفر سبل عيش لملايين الصيادين، وتجذب سياحة كبيرة، كما تحمي السواحل من أضرار العواصف من خلال عملها كحواجز أمواج.
ومع ذلك، يتوقع علماء المناخ أن تختفي نسبة تتراوح بين 70% و90% من الشعاب المرجانية بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين في حال حصر الاحترار عند عتبة درجة مئوية ونصف درجة مقارنة بمعدلات ما قبل الصناعة.
كما أن 99% من الشعاب المرجانية مهددة بالزوال في حال ارتفاع معدلات حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، وهو الحد الذي حددته اتفاقية باريس.
يقول رئيس جزيرة بالاو المرجانية الصغيرة والمهددة بالزوال في المحيط الهادئ سورانجيل ويبس جونيور "نحن بحاجة ماسة إلى إنهاء عصر الوقود الأحفوري والانتقال إلى مستقبل عادل ومستدام مدعوم بالطاقة النظيفة".
إعلانمن جانبه، يؤكد أليكس سين غوبتا من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا أن الصلة بين انبعاثات الوقود الأحفوري وموت الشعاب المرجانية مباشرة ولا يمكن إنكارها.
وأضاف "يجب معالجة الأسباب الجذرية، لكن التدابير المحلية، مثل الحد من التلوث، وإدارة السياحة، ومكافحة تفشي الطفيليات، يمكن أن تساعد في بناء القدرة على الصمود"، على قوله.
كان 2024 هو العام الأكثر حرارة على الإطلاق على كلٍّ من سطحي اليابسة والمحيطات. وقد تضاعف معدل احترار المحيطات تقريبا منذ عام 2005، وفق ما أشار مرصد كوبرنيكوس الأوروبي في سبتمبر/أيلول الماضي.
يُفسر هذا الاحترار إلى حد كبير بأن المحيطات، منذ عام 1970، امتصت "أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في النظام المناخي" الناتجة عن غازات الدفيئة المنبعثة جراء الأنشطة البشرية، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.