كشفت التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ عن وجود مخاوف حقيقية من فشل الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات لتسوية النزاع في اليمن.

وتدور هذه المخاوف في العقدة الأهم التي باتت تقف في طريق هذه الجهود والمتعلقة بمسألة صرف مرتبات الموظفين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات المحررة، حسب رؤية الوسطاء الدوليين والإقليميين.

وتوقفت عملية تصدير النفط من المحافظات المحررة منذ أكتوبر من العام الماضي، جراء هجمات مليشيات الحوثي على موانئ التصدير في حضرموت وشبوة، مع استمرار تهديداتها باستهداف أي محاولة تصدير جديدة، حتى الاستجابة لمطالبها بتقاسم عائدات النفط.

وفي غياب موقف واضح من الحديث عن صرف المرتبات بمناطق الحوثي من عائدات النفط من قبل التحالف ومجلس القيادة الرئاسي وحكومته، يبرز الموقف الرافض له وبشدة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعلن رسمياً ولأكثر من مرة رفضه لتقاسم عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات الجنوبية مع جماعة الحوثي.

هذا الموقف أكد عليه رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي خلال استقباله المبعوث الأممي في العاصمة عدن، الثلاثاء قبل الماضي، شدد فيه على ضرورة أن تكون قضية الجنوب حاضرة في جميع مراحل العملية السياسية التي تعد لها الأمم المتحدة، مجدداً التأكيد "على أن موارد الجنوب وثرواته حق سيادي لأبنائه، وهم من يقررون مصيرها"، وفق ما نشره الموقع الرسمي للانتقالي.

وما يعزز من أهمية موقف الانتقالي، هو كون أن نحو 80% من إنتاج النفط قبل وقف تصديره العام الماضي، يأتي من محافظتي حضرموت وشبوة الجنوبيتين، وتعود النسبة المتبقية لمحافظة مأرب، في حين لا يزال مشروع تصدير الغاز في منشأة بلحاف بشبوة متوقفا منذ اندلاع الحرب عام 2015م.

وفي ظل هذا الموقف المتشدد من الانتقالي، ركزت تحركات المبعوث الأممي مؤخراً على المحافظات النفطية الثلاث بشكل واضح، بدأت بزيارة وفد من مكتبه في الـ20 من أغسطس الماضي إلى محافظة حضرموت وعقده لقاءات مكثفة مع المحافظ وقيادة الانتقالي والهبة الحضرمية وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، مع الإعلان عن زيارة مرتقبة للمبعوث إلى المحافظة.

ويوم الأربعاء، توجه غروندبرغ في زيارة نادرة إلى محافظة مأرب والتقى فيها محافظها وعضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، وفي أحدث تحرك له، التقى المبعوث الثلاثاء في العاصمة الإماراتية ابوظبي بمحافظ شبوة عوض بن الوزير.

تحركات يراها مراقبون محاولة واضحة من المبعوث الأممي لتجاوز الموقف المتشدد من قبل الانتقالي ضد تقاسم عائدات النفط مع مليشيات الحوثي، كما أنها تأتي ايضاً في ظل العبقة الإضافية التي قد تقف في طريق فرض الأمر على السلطات المحلية بهذه المحافظات.

حيث من المتوقع أن ترفض المحافظات النفطية وبشدة التنازل على حصتها الـ25% من عائدات التصدير والتي مُنحت لها بموجب مخرجات الحوار الوطني وأقرها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي وجرى العمل بها عقب استئناف تصدير النفط عام 2017م.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: عائدات النفط

إقرأ أيضاً:

غيث: مكافحة التضخم في ليبيا تتطلب إصلاحات تتجاوز الأدوات النقدية التقليدية

ليبيا – غيث: الانقسام السياسي يهدد استقلالية المصرف المركزي ويحد من مكافحة التضخم

توقع أستاذ الاقتصاد وعضو مجلس إدارة المصرف المركزي السابق، امراجع غيث، عودة التدخلات السياسية في عمل المصرف المركزي بسبب الانقسام السياسي الحالي وغياب مجلس تشريعي قوي قادر على فرض رقابة فاعلة.

تحديات السياسة النقدية

وفي تصريحاته لصحيفة “النهار“، أوضح غيث أن المصرف المركزي وحده لن يتمكن من مواجهة ضغوط التضخم، مشيرًا إلى محدودية استخدام أدوات السياسة النقدية التقليدية في ليبيا. وأكد أن سعر الفائدة تم إلغاؤه قبل عقد من الزمن، ما يجعل الأدوات المتاحة غير كافية لمعالجة الأزمة الاقتصادية الحالية.

الإشراف الدولي على الموازنة

وعلق غيث على مسألة الإشراف الدولي على الموازنة، محذرًا من مخاطر تحولها إلى برنامج شبيه بـ”النفط مقابل الغذاء” الذي ارتبط بسمعة سيئة. وأشار إلى أن الاتفاق على آلية إنفاق متوازنة ممكن إذا توفرت النوايا الحسنة بين الأطراف الليبية.

تقاسم الثروة وإنهاء المركزية

ورأى غيث أن ملف تقاسم الثروة ليس معضلة معقدة، مشيرًا إلى وجود تجارب دولية ناجحة يمكن أن تستفيد منها ليبيا. وأضاف أن الحل يكمن في اعتماد نظام لتوزيع الثروة يحد من المركزية والتصرف الفردي في الأموال العامة، ما يعزز الشفافية والعدالة في الإنفاق.

مقالات مشابهة

  • الانتقالي يحاصر قصر معاشيق في عدن واحتجاجات غاضبة للصيادين في المكلا
  • وزير النفط السوري: نعاني صعوبات في تأمين المشتقات النفطية
  • غيث: مكافحة التضخم في ليبيا تتطلب إصلاحات تتجاوز الأدوات النقدية التقليدية
  • سوريا: صعوبات في تأمين المشتقات النفطية بسبب العقوبات
  • صندوق النقد العربي: تدهور الأوضاع المالية بالعراق لانخفاض عائدات النفط
  • الإمارات تؤمن 38.2% من واردات اليابان النفطية في نوفمبر
  • الإمارات تؤمن 38.2% من واردات اليابان النفطية في نوفمبر 2024
  • بالأرقام.. حجم الخسائر النفطية للعراق والإقليم منذ 21 شهرًا
  • بالأرقام.. حجم الخسائر النفطية للعراق والإقليم منذ 21 شهرًا - عاجل
  • ارتفاع صادرات العراق النفطية إلى الولايات المتحدة: هل يعزز ذلك موقعه في الأسواق العالمية؟