الرئيس التنفيذي القائد يؤكد: دعم القيادات العليا يعزز استدامة عمليات التحول الرقمي للخدمات والأنظمة منتدى التكنولوجيا الحكومية «Gov. Tech.» يهدف إلى استشراف مستقبل التقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وسلاسل كتل البيانات وأثره على طرق تقديم الخدمات الحكومية المنتدى يضم 30 شخصية عامة من صناع القرار ورواد تكنولوجيا المعلومات والمؤسسات الدولية والأكاديمية ومراكز الأبحاث العالمية تمثل 20 دولة لمناقشة ووضع أطر للتعاون الدولي بين الجهات الحكومية في مجال التحول الرقمي محاور النقاش تضمنت وسائل تعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في مجال تكنولوجيا المعلومات والتأكيد على استفادة كافة فئات المجتمع من التطور التكنولوجي المتسارع نعتمد على التقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات الضخمة وغيرها في تطوير الخدمات والأنظمة الحكومية، ويعد تطبيق مجتمع واعي واحد من أبرز تطبيقات التقنيات الناشئة
تنفيذًا لتعليمات الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية رئيس اللجنة الوزارية لتقنية المعلومات والاتصالات، شاركت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية في أعمال (منتدى التكنولوجيا الحكومية – Gov.

Tech.)، المنعقد في جنيف بسويسرا خلال الفترة من 5 إلى 6 سبتمبر 2023 ضمن المبادرات التي يطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي ، والذي يجمع نخبة صانعي القرار ورواد تكنولوجيا المعلومات والمؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث كمؤسسة توني بلير العالمية وشركة VISA ومؤسسة بيل جيتس للأبحاث وغيرها من الجهات العالمية، وذلك بهدف مناقشة التقنيات الناشئة كعلوم البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وسلاسل كتل البيانات وأثرها على تقديم الخدمات الحكومية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية 2030.

وقد استهل الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية السيد محمد علي القائد مشاركته في جلسات المنتدى، بالتأكيد على أهمية دعم القيادات العليا في تحقيق استدامة عمليات التحول الرقمي للخدمات والأنظمة مشيرًا إلى أثر الدعم غير المحدود والذي أولته حكومة مملكة البحرين لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات، والذي أسهم في توفير وتطوير العديد من الخدمات والتطبيقات والأنظمة الرقمية المقدمة للجمهور.
وخلال الجلسة النقاشية (مستقبل التكنولوجيا الحكومية)، أكد الرئيس التنفيذي القائد أن جائحة كورونا كانت أحد أهم أسباب التسارع في إدخال التقنيات الناشئة في تقديم الخدمات الحكومية وذلك لضمن استمرار الأعمال بالقطاعين العام والخاص، كما أسهمت تكنولوجيا المعلومات في نمو يفوق التوقعات في قطاعات حيوية مثل التجارة الإلكترونية والتعلم عن بعد وغيرها من القطاعات.
أما على مستوى الأثر الاجتماعي المصاحب لهذا التسارع الكبير في الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والتقنيات الناشئة، أكد السيد محمد على القائد على ضرورة قيام الحكومات والجهات المختلفة على تطوير القنوات المختلفة التي تسمح لكافة فئات المجتمع بالتواصل والمشاركة الإلكترونية لضمان تحقيق الاستفادة القصوى للجميع من هذا التسارع التكنولوجي ، مبينًا بأن مملكة البحرين لها تجربة متميزة في هذا المجال والتي تتمثل في منظومة وتطبيق تواصل، والذي يتيح لكافة فئات المجتمع من التواصل مع الجهات الحكومية وتقديم الشكاوى والاستفسارات والمقترحات عبر هذا النظام، ويتم تعزيز هذه المشاركة المجتمعية من خلال الاستجابة الفاعلة على المقترحات والشكاوى وهو ما يعزز المشاركة المجتمعية من كافة الفئات، هذا بطبيعة الحال إلى جانب توفير المنصات المعززة للمشاركة مثل وسائل التواصل الاجتماعي واستطلاعات الرأي الإلكترونية، والميدانية، والمدونات، وغيرها.

كما تطرق محاور نقاش المنتدى إلى أهمية بناء الكوادر البشرية القادرة على استخدام التقنيات الناشئة وتطويعها لتطوير الأنظمة والخدمات الحكومية، حيث أشار السيد محمد على القائد إلى أهمية تنمية الموارد البشرية في هذا المجال مشيرا إلى برنامج تنمية الكوادر التقنية والذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والذي يهدف إلى تطوير كوادر وطنية متميزة وذات خبرة في مجالات تكنولوجيا المعلومات.
وخلال جلسة (رعاية النظام البيئي للتكنولوجيا الحكومية)، ناقش القائد الإمكانيات والحلول المبتكرة التي توفرها تقنية الحوسبة السحابية ودورها في الارتقاء بالعمل الحكومي وأهمية تعزيز التعاون مع الشركات التقنية الرائدة عالميًا في هذا المجال، موضحًا بأن مملكة البحرين قد سعت ومن خلال شراكتها مع شركة أمازون ويب سيرفيسيز (AWS) في توفير البنية التحتية لاستضافة الخدمات الحكومية، كما عززت من قدرة الجهات الحكومية على الابتكار وتعزيز كفاءة عملياتها وزيادة قدرتها التخزينية.
كما لفت الرئيس التنفيذي إلى أن أهمية التأسيس لهوية رقمية موثوقة في ظل التسارع في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغيرها من التقنيات الناشئة في تقديم الخدمات الحكومية، مؤكدًا مساعي الهيئة في هذا المجال من خلال الشراكة مع شركة متخصصة في مجال الهوية الرقمية.
كما ناقش الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية السيد محمد القائد خلال فعاليات المنتدى أهمية البيانات ودورها في رسم السياسات والاستراتيجيات وصناعة القرارات، مشيرًا إلى الجهود التي بذلتها الهيئة من خلال إطلاق سياسة البيانات المفتوحة لتنظيم تبادل البيانات مع الجمهور وتعزيز الشفافية في عرض البيانات مع وجود أطر حوكمة منظمة، إلى جانب تعاونها مؤخرا مع أحد الشركات الرائدة في مجال البيانات المفتوحة من أجل توفير حلول رائدة لإنشاء بوابة وطنية للبيانات المفتوحة، والتي تشمل قطاعات مثل الصحة والسكان والقوى العاملة والتعليم والأراضي والاقتصاد والاستثمار والثقافة والزواج الأسري والطلاق والزراعة، والتجارة، والسياحة، وغيرها.
وقد أوضح السيد محمد علي القائد إلى استعداد مملكة البحرين لعرض ومشاركة ونقل مبادراتها وقصص النجاح التقنية للمشاركين ودول العالم وكذلك مشاركة المنتجات الناجحة من الشركات البحرينية الناشئة للاستفادة منها لتوافقها مع محاور وأهداف المنتدى.
الجدير بالذكر أن (منتدى التكنولوجيا الحكومية – Gov. Tech.) يهدف إلى تأسيس مجموعة عمل من صناع القرار ورواد تكنولوجيا المعلومات والمؤسسات الدولية والأكاديمية ومراكز الأبحاث العالمية لتعزيز سبل التعاون الدولي على مستوى الجهات الحكومية من أجل الاستفادة من التقنيات الناشئة وصياغة أطر عمل لتسريع التحول الرقمي للخدمات الحكومية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا المعلومات والحکومة الإلکترونیة تکنولوجیا المعلومات التقنیات الناشئة الجهات الحکومیة الرئیس التنفیذی مملکة البحرین التحول الرقمی فی هذا المجال السید محمد فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء» يستعرض مؤشرات المؤسسات الدولية حول أداء الاقتصاد العالمي

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرا جديدا حول «أداء الاقتصاد العالمي خلال عام 2024 وتوقعات عام 2025»، من خلال تسليط الضوء على بعض الموضوعات المختارة كمجال السياسة النقدية والتضخم والتجارة والسياحة وسوق العمل العالمية، حيث أشار المركز إلى أن عام 2024 قد شهد تباطؤًا في النمو الاقتصادي العالمي مقارنة بعام 2023، ويأتي ذلك مدفوعًا بالعديد من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية العالمية، حيث استمرت أسعار الفائدة مرتفعة في ظل مساعي البنوك المركزية حول العالم لكبح التضخم، كما أثرت التوترات الجيوسياسية -لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا- سلبًا على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وكذلك استمرار الحرب الروسية الأوكرانية. وقد جاء الأداء الاقتصادي في عام 2024 متباينًا بين المناطق المختلفة حول العالم، وبين الاقتصادات المتقدمة والأسواق الناشئة والدول النامية، حيث حققت بعض الاقتصادات نموًّا أفضل من غيرها، وتشير التوقعات لعام 2025 إلى أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا سوف تستمر خلال العام المقبل، مما يشير إلى استمرار التحديات الاقتصادية العالمية.

أشار التقرير، إلى أن الاقتصاد العالمي حافظ على صموده ومرونته نوعاً ما في عام 2024، متجنبًا الدخول في حالة ركود، رغم التشديد الحاد والمتزامن للسياسات النقدية العالمية، مع استمرار النمو ولكن دون التوقعات، فوفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي في أكتوبر 2024، سيتباطأ النمو من 3.3% عام 2023 إلى 3.2% في عامي 2024 و2025.

ومن جهة أخرى، توقع تقرير «الآفاق الاقتصادية العالمية»، الصادر عن البنك الدولي في يونيو 2024، أن يسجل الاقتصاد العالمي نمواً ضعيفاً ثابتًا عند 2.6% في عام 2024 قبل أن يرتفع إلى 2.7% في عامي 2025 و2026، وهو أقل من المتوسط البالغ 3.1% في العقد السابق للجائحة. كما توقعت وكالة ستاندرد آند بورز تباطؤ في النمو العالمي من 3.5% في عام 2023 إلى 3.3% في عام 2024، ثم إلى 3% في عام 2025.

أشار التقرير، إلى أن تقديرات صندوق النقد الدولي للاقتصادات المتقدمة تظهر نمواً طفيفاً من 1.7% في عام 2023 إلى 1.8% في عام 2024 مع بقاء النسبة نفسها في عام 2025 حتى عام 2029، ومن المتوقع تباطؤ النمو في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقدر الصندوق أن يصل إلى 2.8% عام 2024 من 2.9% عام 2023، وأن يتباطأ إلى 2.2% في عام 2025، وفي منطقة اليورو من المتوقع أن ينمو الاقتصاد من 0.4% عام 2023 إلى 0.8% عام 2024 و1.2% في عام 2025، وفي المملكة المتحدة من المقدر أن يصل النمو إلى 1.1% عام 2024 من 0.3% عام 2023.

أما بالنسبة لليابان، فمن المقدر أن يتباطأ النمو في عام 2024، ليصل إلى 0.3% من 1.7% عام 2023، وبالنسبة لكندا فمن المقدر أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي من 1.2% عام 2023 إلى 1.3% عام 2024، وأن يصل إلى 2.4% عام 2025.

أوضح التقرير أنه وفقًا لوكالة ستاندرد آند بورز (S&P)، سوف ينتعش اقتصاد اليابان في عام 2025 ليحقق نمو نحو 1%، في حين سيبلغ معدل نمو اقتصاد المملكة المتحدة 1.5%. وفي الأسواق الناشئة الرئيسة، تُعَد الهند محركًا رئيسًا للنمو العالمي، حيث من المتوقع أن يبلغ نموها 7% أو أقل على مدى السنوات المقبلة. كما يتوقع أن ينمو اقتصاد البرازيل والمكسيك نحو 2% في عام 2025، وجنوب إفريقيا بنحو 1.5%.

ومن جهة آخري، يقدر صندوق النقد الدولي أن تسجل اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية انخفاضًا محدودًا في النمو من 4.4% في عام 2023 إلى 4.2% في عامي 2024 و2025. كما أشار الصندوق إلى أن معدل النمو الاقتصادي في الصين انخفض من 5.2% عام 2023 إلى 4.8% في عام 2024، ومن المتوقع أن يبلغ هذا المعدل نحو 4.5% في عام 2025. أما في روسيا، فقد ظلَّ معدل النمو الاقتصادي ثابتًا عند 3.6% في عامي 2023 و2024. فيما ارتفع معدل النمو الاقتصادي في البرازيل من 2.9% عام 2023 إلى 3.0% عام 2024.

أكد التقرير أنه رغم توقع انتعاش الاستثمار وتحسن الإنتاجية ستظل توقعات النمو على المدى المتوسط للاقتصادات المتقدمة دون تغيير. أما الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، فتظل آفاق نموها ضعيفة مقارنة بتوقعات صندوق النقد الدولي لآفاق الاقتصاد العالمي لشهر أبريل 2024، وأدنى من المستويات المتوقعة قبل الجائحة. وذلك بسبب تأثير الصدمات التي شهدتها السنوات الأخيرة.

أشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم العالمي من 6.7% في عام 2023 إلى 5.8% عام 2024 و4.3% في عام 2025 على أساس سنوي. ويعكس هذا الانخفاض في التضخم العالمي تراجعاً واسع النطاق في عامي 2024 و2025، على عكس الوضع في عام 2023، حيث انخفض التضخم العام بشكل أساسي بسبب انخفاض أسعار الوقود.كما أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم الأساسي بمقدار 1.3 نقطة مئوية في عام 2024، يليه انخفاض بنسبة 0.1 نقطة مئوية في عام 2025.

أشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يستغرق تحقيق معدلات التضخم المستهدفة في معظم الاقتصادات حتى عام 2025. وعلى الرغم من أن وتيرة انخفاض التضخم كانت أسرع من المتوقع في أكتوبر 2023، فإن التباين بين أداء الاقتصادات المختلفة يُتوقع أن يصبح أكثر وضوحًا خلال الفترة المقبلة. أما عن الاقتصادات المتقدمة فتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن التضخم في عام 2023 بلغ 3.1%، في حين تشير التوقعات إلى تراجع معدلات التضخم في عامي 2024 و2025، إذ إنه من المتوقع أن يبلغ التضخم 2.2% في عام 2024، وإلى 2% في عام 2025. كما تشير التقديرات إلى انخفاض معدل التضخم في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية من 8.1% عام 2023 إلى 7.9% في عام 2024 مع وصوله إلى 5.9% في عام 2025.

أوضح التقرير أن السياسات النقدية لدى البنوك المركزية شهدت تحولات كبيرة خلال العامين الماضيين والعام الجاري، نتيجة لارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي والاضطرابات الجيوسياسية، فخلال عامي 2022 و2023 اتجهت البنوك المركزية إلى تشديد سياساتها النقدية، ومع تراجع التضخم في عام 2024 بدأت بعض البنوك المركزية في تنبي سياسات نقدية أكثر مرونة، وفيما يلي عرض لأبرز مسارات وتوقعات السياسة النقدية لدى البنوك المركزية الكبرى في العالم:

-الولايات المتحدة الأمريكية: بعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في 11 اجتماعًا متتاليًا في عامي 2022 و2023، ثم أبقاها بين 5.25% و5.5% لأكثر من عام، وفي اجتماع 18 سبتمبر 2024 خفض الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أربع سنوات بمقدار 50 نقطة مئوية، لتتراوح بين 4.75% و5.0%. وفي اجتماع نوفمبر 2024، خفضها للمرة الثانية على التوالي خلال 2024 بمقدار 25 نقطة لتتراوح بين 4.50 بالمئة و4.75 بالمئة. ثم خفضها للمرة الثالثة على التوالي في ديسمبر 2024، وذلك بواقع 25 نقطة أساس بحيث باتت تتراوح بين 4.25 و4.50%

-منطقة اليورو (البنك المركزي الأوروبي): في اجتماعه الذي انعقد في 12 ديسمبر 2024، خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيس بمقدار 25 نقطة أساس، مع خفض سعر الفائدة على الودائع من 3.25% إلى 3.00%. وكان هذا الخفض الرابع منذ انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة في سبتمبر 2023 (حيث كان الخفض الأول في يونيو 2024). ومنذ مارس 2023، بدأ البنك تفكيك أحد برامجه الرئيسة للتيسير الكمي، مع تخفيضات في الحجم الإجمالي لبرنامج التيسير الكمي المرتبط بالجائحة أيضًا في النصف الثاني من عام 2024، وكان البنك قد أطلق استجابته للجائحة في 12 مارس 2020 ووسعها بشكل كبير في 18 مارس و4 يونيو من العام نفسه. بالإضافة إلى تقديم قروض رخيصة للبنوك لتشجيعها على إقراض الشركات.

وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية، أشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أصدرت يوم 5 ديسمبر 2024 تقريرًا بعنوان "تحديث التجارة العالمية: ديسمبر 2024"، توقعت فيه أن يصل حجم التجارة العالمية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند نحو 33 تريليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها تريليون دولار عن العام السابق.

اتصالًا، يأتي هذا النمو السنوي في التجارة العالمية والبالغ 3.3% مدفوعًا إلى حد كبير بارتفاع بنسبة 7% في تجارة الخدمات، حيث نمت تجارة السلع بمعدل أبطأ بلغ 2% هذا العام، لكنه أقل من ذروتها في عام 2022. وشهد كلا القطاعين (تجارة السلع - تجارة الخدمات) ارتفاعًا في قيم التداول في الربع الثالث، ومن المتوقع أن يستمر الزخم في الربع الأخير من عام 2024.

وفي الربع الثالث من عام 2024، قادت الاقتصادات المتقدمة نمو التجارة العالمية، حيث نمت وارداتها بنسبة 3%، وصادرتها بنسبة 2%. وسجلت اليابان أقوى نمو ربع سنوي في صادرات السلع (5%) وأعلى ارتفاع سنوي في صادرات الخدمات (13%). كما ارتفعت واردات السلع الأمريكية بنسبة 4%، مع زيادة الصادرات بنسبة 2% على أساس سنوي و1% في الربع الثالث.

وعلى النقيض، عانت البلدان النامية خلال الفترة نفسها، حيث انخفضت الواردات بنسبة 1%، خلال الربع الثالث من عام 2024، في حين ارتفعت الصادرات بنسبة 1% فقط. وتراجعت التجارة بين البلدان النامية بنسبة 1%. ومع ذلك، ظلت تجارة البلدان النامية إيجابية على أساس سنوي، حيث نمت بنحو 3%.

أما بالنسبة لمعدلات السياحة الدولية، فقد أشار تقرير مركز المعلومات لارتفاعها إلى 96% من مستويات ما قبل الجائحة في الأشهر السبعة حتى يوليو 2024، مدفوعة بالطلب القوي في أوروبا وإعادة فتح الأسواق في آسيا والمحيط الهادئ. فوفقًا للبيان الصادر عن منظمة السياحة العالمية، سافر حوالي 790 مليون سائح دولي في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، أي بزيادة قدرها 11% عن الأشهر نفسها من عام 2023، وأقل بنسبة 4% فقط عن تلك الأشهر في عام 2019.

وأوضح التقرير أنه بفضل زيادة الربط الجوي وتسهيل الحصول على التأشيرات ودعم تعافي السفر الدولي، أظهرت البيانات أن جميع مناطق العالم سجلت عامًا قويًّا حتى الآن. حيث كانت منطقة الشرق الأوسط الأقوى نموًّا نسبيًّا، حيث ارتفع عدد الوافدين الدوليين بنسبة 26% فوق مستويات عام 2019 في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. كما استقبلت إفريقيا 7% زيادة في عدد السياح في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 مقارنة بالأشهر نفسها من عام 2019. واستعادت أوروبا والأميركتان 99% و97% على التوالي من الوافدين إليهما قبل الجائحة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ فقد سجلت نموًّا بنحو 82% من أعداد السياح خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2024 مقارنة بما قبل الجائحة، حيث وصل إلى 85% في يونيو 2024، و86% في يوليو 2024. وفيما يتعلق بإيرادات السياحة الدولية، فقد استعادت 47 دولة من أصل 63 دولة تتوفر لها بيانات، قيمتها قبل الجائحة في الأشهر الستة الأولى من عام 2024.

أشار التقرير إلى أن البيانات المُعدَّلة لعام 2023 تُظهِر أن عائدات السياحة الدولية بلغت 1.8 تريليون دولار أمريكي، وهو المستوى نفسه تقريبًا قبل الجائحة، كما تعافى الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2023، ليصل إلى ما يقدر بنحو 3.4 تريليونات دولار أمريكي، أي ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومن المتوقع أن يكون الأداء السياحي في العام 2024 إيجابيًّا رغم التحديات، حيث يُظهر مؤشر ثقة السياحة التابع للأمم المتحدة توقعات إيجابية للأشهر الأخيرة (سبتمبر: ديسمبر) من عام 2024، عند 120 نقطة، وإن كان أقل من توقعات شهري مايو وأغسطس، والتي بلغت 130 نقطة (على مقياس من 0 إلى 200، حيث تعكس 100 أداءً متوقعًا). ووفقًا لتوقعات المكتب الوطني للسفر والسياحة التابع لإدارة التجارة الدولية من المتوقع أن يستمر إجمالي عدد الوافدين الدوليين في الزيادة بشكل كبير على مدى العامين المقبلين. وسيرتفع إجمالي عدد الوافدين الدوليين بنسبة 16.8% إلى 77.7 مليون وافد في عام 2024، ويرتفع أيضًا بنسبة 9.7% إلى 85.2 مليونًا في عام 2025، علاوة على ذلك، فقد يرتفع بنسبة 7.0% إلى 91.1 مليونًا في عام 2026.

أشار تقرير "التوظيف والتوقعات الاجتماعية في العالم: تحديث سبتمبر 2024" الصادر عن منظمة العمل الدولية (ILO)، إلى تصاعد الضغوط على عدم المساواة في التوظيف مع تراجع حصة دخل العمالة وبقاء نسبة كبيرة من الشباب خارج العمل أو التعليم أو التدريب. فقد انخفضت حصة دخل العمل العالمية بنسبة 0.6 نقطة مئوية من عام 2019 إلى عام 2022 وظلت ثابتة منذ ذلك الحين، مما زاد من تفاقم الاتجاه الهبوطي. ولو ظلت الحصة عند المستوى نفسه كما كانت في عام 2004، لكان دخل العمل أكبر بمقدار 2.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2024.

كما أشار التقرير إلى دور التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الأتمتة، في تعزيز الإنتاجيةَ، إلا أن العمال لا يحصلون على نصيب عادل من المكاسب الناتجة. وفي حالة غياب سياسات شاملة لضمان تقاسم فوائد التقدم التكنولوجي على نطاق واسع، فإن التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تعميق التفاوت، مما يعرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة للخطر.

أشار التقرير في ختامه إلى أنه في ضوء المعطيات سالفة الذكر، فإن آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2025 تتسم بوجود مجموعة من التحديات والفرص، ومن تلك التحديات استمرار معدلات التضخم المرتفعة وإن كان بمعدلات أقل من السنوات السابقة، وذلك بسبب مجموعة عوامل، منها: اضطراب سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الطاقة، مما سيجعل البنوك المركزية حذرة تجاه تخفيف سياساتها النقدية، كما ستستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير السلبي على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الصراعات الدائرة وتزايد حدة التنافس بين القوى الكبرى واحتمالات نشوب حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها التجاريين الرئيسين، وخاصة الصين.

وبالرغم من تلك التحديات، فإن هناك نقاطًا مضيئة، حيث سيشهد العالم تسارعًا في التحول الرقمي، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والابتكار، بالإضافة إلى ذلك ستزداد أهمية الاستدامة البيئية، في ظل مساعي الحكومات والشركات إلى تبني ممارسات صديقة للبيئة، كما ستشهد بعض القطاعات نموًّا ملحوظًا كقطاع السياحة في ظل التنامي الكبير في أعداد السياح عالميًّا، وقطاع التكنولوجيا الذي يأتي نموه مدفوعًا بالتطور المستمر في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وكذلك قطاع الطاقة المتجددة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة، كما ستشهد الرعاية الصحية نموًّا مستمرًا، أيضًا ستواصل التجارة الإلكترونية توسعها مدفوعة بتغيير سلوك المستهلكين.

اقرأ أيضاًالقيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربة دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ للحوثيين

أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد

مقالات مشابهة

  • كيف علق مغردون على التعيينات الحكومية الجديدة بسوريا؟
  • ️السوداني يمنع وزيرة الاتصالات من حجب المواقع الإلكترونية قبل عرضها على مجلس الوزراء
  • المركز الوطني لنظم الموارد الحكومية يحصد جائزة الحكومة الرقمية في منتدى حوكمة الإنترنت (IGF)
  • «معلومات الوزراء» يستعرض مؤشرات المؤسسات الدولية حول أداء الاقتصاد العالمي
  • تركيا: لم نرصد انخراط هيئة تحرير الشام في أنشطة إرهابية خلال أخر 10سنوات
  • هاكان فيدان: هيئة تحرير الشام تتعاون معنا منذ سنوات
  • هيئة المساحة الجيولوجية: إنذار فوري للجهات الحكومية عند رصد الزلازل
  • أولى جلسات محاكمة سيدة خدرت نجلها لبيع أعضائه بمشاركة طفل كويتي ببورسعيد
  • كلية «تكنولوجيا حلوان» تطلق دليلا شاملا لملء ورقة الإجابة الإلكترونية
  • تعزيز قطاع التعهيد بوابة مصر نحو الريادة العالمية في تكنولوجيا المعلومات