رئيس جامعة الأزهر يشيد بقوة ومتانة العلاقات بين المسلمين والمسيحيين
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن قوة ومتانة العلاقات بين المصريين جميعًا مسلمين ومسيحيين نموذج يحتذى على مر التاريخ.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر خلال استقباله الراهب القمص عمانويل المحرقي، وكيل أبراشية رزقة دير المحرق، وبرفقته المشاركين في البرنامج الأول لمبادرة «حوار من أجل المواطنة ومواجهة خطاب الكراهية»، بحضور الدكتورة أنوار محمد عثمان، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر مؤسسة المبادرة، أن منهج الوسطية والاعتدال هو منهج مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وأشار إلى أن الأزهر الشريف منفتح على الجميع؛ بهدف التأكيد على الأخوة الإنسانية التي تظلنا جميعا، لافتا إلى أن هناك تعاونًا كبيرًا بين الأزهر الشريف والكنسية برئاسة قداسة البابا تواضروس؛ من خلال بيت العائلة المصرية.
التعاون مع البابا فرنسيسوأضاف رئيس جامعة الأزهر أننا تخطينا ذلك إلى التعاون مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان من خلال توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في عام 2019م، مشيرًا إلى أن الهدف من وراء ذلك هو التعاون الذي حث وأكد عليه القرآن الكريم؛ حيث قال تعالي: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".
ووجه الراهب القمص عمانويل المحرقي، وكيل إبراشية رزقة دير المحرق، الشكر والتقدير للدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر؛ لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدًا على قوة ومتانة العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر منذ فجر التاريخ، ومؤكدًا أن المسلمين بأنفسهم كانوا يحمون الكنائس عقب ثورة 25 يناير 2011 م.
مشروع تخرج من الزمالة الدوليةجدير بالذكر أن المبادرة تعد نواة لمشروع تخرج من الزمالة الدولية للحوار بين أتباع الأديان لمؤسسة الملك عبد العزيز للحوار كايسيد، وهذه المبادرة تعمل على بناء قدرات العاملين في مجال الحوار الديني والشباب من الديانات والثقافات المختلفة، وتؤكد على التعايش وقبول الآخر ونشر ثقافة وممارسة الحوار؛ من أجل تعزيز المواطنة والتماسك الاجتماعي ومواجهة خطاب الكراهية وتحقيق السلم المستدام.
وفي ختام اللقاء قدم مؤسسو المبادرة درعها هدية تذكارية لرئيس جامعة الأزهر، كما قام رئيس جامعة الأزهر بإهداء درع جامعة الأزهر للقمص عمانويل المحرقي، والتقاط الصور التذكارية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفاتيكان الأزهر جامعة الأزهر رئیس جامعة الأزهر الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
مفتى البوسنة والهرسك السابق: الأزهر الشريف علَّمنا مواجهة التحديات بالإيمان والعقل
قال الشيخ الدكتور مصطفى سيرتش، المفتي السابق للبوسنة والهرسك، إن مشاركته في الندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية تمثل فرصةً ثمينةً للتأكيد على دور العلماء في تعزيز الأمن الفكري والاجتماعي في مواجهة التحديات الراهنة، مشيرًا إلى أن "ميثاق دُور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري" يمثل إنجازًا نوعيًّا وإضافةً مهمةً لمسيرة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.
وأكَّد خلال كلمته في الجلسة الختامية للندوة حول الميثاق العالمي لدُور الفتوى لتحقيق الأمن الفكري، أن الأمة الإسلامية تعيش في وقتٍ يشهد تغيرات متسارعة وغير مسبوقة، مما يضع على عاتق العلماء مسؤولية كبيرة في بيان صحيح الدين وهداية الناس إلى الأمن والسلام، بعيدًا عن الشكوى من صعوبات العصر. وأوضح أن الأزهر الشريف علَّم العلماء ضرورة مواجهة التحديات بروح الإيمان الصادق والعقل السليم، والسعي لتحقيق الأمن والسلام المستديمين.
وتناول أهميةَ "ميثاق دُور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري"، والذي يُعدُّ الثامن ضمن مواثيق الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم منذ إعلان القاهرة عام 2015م. وأشار إلى أن أهمية هذا الميثاق تنبع من طبيعة المرحلة الراهنة المليئة بالصراعات الفكرية والاجتماعية، مما يتطلب من العلماء والمفتين أداء دَورهم في تحقيق الاستقرار الفكري والاجتماعي.
وأوضح الدكتور سيرتش أن بنود الميثاق صِيغت بعناية فائقة، مستندةً إلى قيم ومبادئ إسلامية وإنسانية، حيث ركزت على ضرورة تحقيق التوازن بين النصوص الشرعية ومتغيرات الواقع. وأشار إلى أن هذا التوازن يمثل خطوةً أساسية لضمان قيام الفتوى بدَورها الفعَّال في معالجة القضايا الراهنة وتوجيه المجتمع نحو الاستقرار الفكري.
كما استعرض أبرز التحديات الفكرية التي تناولها الميثاق، ومنها: الإلحاد، والسيولة الأخلاقية، والتطرف الفكري، والفوضى في إصدار الفتاوى. وبيَّن أن الميثاق يسعى إلى تقديم خطاب شرعي مستنير يتَّسم بالعقلانية والوسطية، مع تعزيز الوحدة الوطنية والقيم المشتركة بين أفراد المجتمع، بما يسهم في التنمية الشاملة.
وأشار الدكتور مصطفى سيرتش إلى حُزمة الإجراءات التي اقترحها الميثاق لضمان تطبيقه العملي، مثل إنشاء منصات رقمية رسمية للفتوى، وتنظيم دورات تدريبية للمفتين، وتعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية والحكومية، وإطلاق مبادرات دولية لتفعيل دَور الفتوى في مواجهة الأزمات الفكرية.
وفي ختام كلمته، وجَّه الدكتور مصطفى سيرتش شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المستمر للعلم والعلماء، وللأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، على جهودها الكبيرة في مواجهة الأزمات الفكرية والأخلاقية. كما هنَّأ فضيلة الدكتور نظير عيَّاد بمناسبة تعيينه مفتيًا لجمهورية مصر العربية، متمنيًا له التوفيق في مهمته الجليلة.
وأكد على أهمية الحفاظ على وحدة الأمة، مشددًا على ضرورة دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ومعتبرًا أن تحقيق الأمن والسلام العالميين يبدأ بضمان الأمن والسلام لفلسطين، مستشهدًا بقول الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].