تشيلسى يتخلص من أصحاب الرواتب الضخمة
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
نجحت إدارة نادى تشيلسى الإنجليزى، فى التخلص من العديد الأسماء خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، والتى كانت تمثل لهم عبئا كبيرا على دكة البدلاء أو فى التشكيل وكذلك الرواتب الضخمة التى كانت تتحملها الإدارة، ليعلن عن عملية تطهير لم يشهدها الفريق اللندنى من قبل تحت عنوان «تشيلسى وتصدير الأسحلة الفاسدة».
وحرص الأمريكى تود بويلى المالك الجديد لنادى تشيلسى الإنجليزى، على تدعيم النادى بصفقات جديده، بعد أن قام بتوفير سيولة مادية وفائض بشرى فى القائمة الجديدة تحت قيادة الأرجنتينى ماوريسيو بوتشيتينو المدير الفنى الذى تولى القيادة بعد نهاية الموسم.
ونجح مسؤولو الصفقات فى «البلوز»، فى تسويق الأسماء التى يريد التخلص منها رغم عدم مشاركة أكثرهم خلال الفترة الماضية، وذلك بأرقام كبيرة جدا خلال الميركاتو الصيفى الماضى مما وضع الفرق التى حصلت على خدماتهم فى محل انتقاد، خاصة وأنهم لم يقدموا أى شئ لفرقهم الجديدة، ويأتى على رأسهم الصفقة الأعلى وهى كاى هافيرتز، الذى رحل إلى أرسنال مقابل 75 مليون يورو.
واستغنى تشيلسى عن 16 لاعبا إلى بين معار وراحل لفسخ عقده ولانتهائه، أو من بيعوا بمبالغ قياسية، لتصل قيمة ما حصل عليه البلوز إلى الآن من مبيعات صفقاته إلى أكثر من 250 مليون يورو، وهى قيمة تدل على المجهود الذى يبذله تشيلسى لغربلة صفوفه بشكل كامل.
وجاء على رأس قائمة الراحلين الألمانى كاى هافيرتز الذى رحل إلى أرسنال مقابل 75 مليون يورو، والإنجليزى ماسون ماونت إلى صفوف مانشستر يونايتد مقابل 64 مليون يورو، والكرواتى ماتيو كوفاسيتش إلى مانشستر سيتى مقابل 29 مليون يورو، والسنغالى كاليدو كوليبالى، لاعبا للهلال مقابل 23 مليون يورو، والأمريكى كريستيان بوليسيتش راحلا إلى آى سى ميلان مقابل 20 مليون يورو، والحارس السنغالى إدوارد ميندى إلى أهلى جدة مقابل 18.5 مليون يورو، والإنجليزى روبن لوفتوس تشيك، إلى آى سى ميلان مقابل 16 مليون يورو، وإيثان إمبادو إلى ليدز يونايتد مقابل 8.5 مليون يورو.
وكذلك انضم كالوم هودسون أودوى لنوتينجهام فوريست من تشيلسى فى صفقة تبلغ قيمتها الأولية 3 ملايين جنيه إسترلينى، وربما ترتفع إلى 5 ملايين جنيه إسترلينى فى حال تحقيق الحوافز.
بينما الراحلون بعد انتهاء عقدهم أو فسخه بالتراضى، جاء على رأسهم الفرنسى نجولو كانتى إلى اتحاد جدة كانتقال حر، يير إيميريك أوباميانج والذى انتقل إلى مارسيليا، فى صفقة انتقال حر، الذى سمح له بالانتقال بشكل مجانى، والإسبانى سيزار أزبيليكويتا إلى أتلتيكو مدريد، والغانى عبدالرحمن بابا الذى انتقل إلى باوك سالونيكا اليونانى، والفرنسى تيموى باكايوكو الذى تم فسخ عقده ولم يرتبط بناد آخر حتى الآن.
بينما الراحلون على سبيل الإعارة، روميلو لوكاكو إلى روما فى صفقة إعارة حتى يونيو، ولا يتضمن شرط خيار الشراء،وأندريه سانتوس إلى نوتنجهام فورست، وحيكم زياش إلى جالطة سراى، مع خيار الشراء المجانى، والإيطالى سيزار كاسادى إلى ليستر سيتى، وكيبا إلى ريال مدريد، وحارس المرمى الشاب جاجا سلونينا ينضم إلى نادى يوبين البلجيكى، وأنجيلو جابرييل إلى ستراسبورج.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تشيلسي ملیون یورو
إقرأ أيضاً:
كريم وزيرى يكتب: حكايات القوادم.. عندما كتبت كوكب الشرق مقالًا عن الحب
فى ستينيات القرن الماضى، وتحديدًا فى العدد رقم ١٤٤ من مجلة «آخر ساعة»، نشرت أم كلثوم مقالًا بعنوان «الحب فى الحقيقة والفن»، حيث خرجت كوكب الشرق عن إطار الأغانى والكلمات الموزونة لتخاطب قراءها مباشرة عبر قلمها، متناولة مفهوم الحب بين الواقع والفن.
المقال كان بمثابة نافذة جديدة لجمهورها، إذ أتاح لهم رؤية جديدة للفنانة التى ما دام عبرت عن مشاعرهم بأغانيها.
جاء المقال فى وقت كانت فيه مصر تمر بمرحلة سياسية واقتصادية استثنائية، إذ كانت البلاد تعيش أجواء ما بعد ثورة ٢٣ يوليو، حيث سادت الروح القومية وشهدت حركة التصنيع القومية وبناء السد العالى، رغم التحديات الاقتصادية التى فرضها التوتر السياسى فى المنطقة وحرب اليمن، وكانت هذه الحقبة مليئة بالأحداث الكبرى التى شكلت وعى المصريين ومواقفهم تجاه القيم الإنسانية الأساسية مثل الحب والتضحية والانتماء.
فى هذا السياق، قررت أم كلثوم أن تكتب عن الحب، ليس فقط بوصفه شعورًا إنسانيًا، بل كقيمة مركزية فى حياتنا اليومية وعلاقاتنا، وهذا القرار لم يكن غريبًا على فنانة عُرفت بدورها الوطنى والاجتماعى، حيث سخرت فنها ليكون صوتًا للوطن والمواطن وجعلت أغانيها يعبر عن مكنونات ما يشعر به المواطن فى وقت حزنه وفرحه وحتى انتصاراته.
وتناولت أم كلثوم فى مقالها الحب كقيمة إنسانية شاملة، مؤكدة أن الحب ليس مجرد كلمات معسولة أو مشاعر مؤقتة، بل هو كما كتبت «فعل مستمر يتطلب الصبر والإخلاص»، وطرحت تساؤلًا مهمًا «هل الحب الذى نراه فى الأفلام والأغانى يشبه الحب الذى نعيشه فى حياتنا؟».
وبواقعية شديدة، أجابت بأن الفن غالبًا ما يقدم صورة مثالية للحب، قائلة «الحب فى الفن قد يكون حلمًا ورديًا، لكنه لا يعكس كل جوانب الحقيقة، بل يلبى رغبة الإنسان فى الهروب من قسوة الواقع»، وهذا التصور الواقعى يتماشى مع فلسفتها الفنية، حيث كانت دائمًا تسعى لتقديم فن يمس القلوب ولكنه يعكس الحياة بمصداقية.
على الجانب الآخر، رأت أم كلثوم أن الحب الحقيقى فى الحياة اليومية «ليس مجرد مشاعر عابرة، بل تجربة مليئة بالتحديات تتطلب التفاهم والتضحية»، ورأت أن الحب الواقعى يتمثل فى قبول الآخر بعيوبه قبل مميزاته، وهو علاقة تقوى مع الزمن رغم الصعوبات.
ولربما يعكس التحليل العميق لكوكب الشرق فى مقالها نضجًا كبيرًا فى فهم العلاقات الإنسانية، وربما جاء نتيجة لتجاربها الشخصية والفنية الكثيرة التى خاضتها خلال رحلتها الفنية والإنسانية، حيث عاشت حياة مليئة بالتحديات والنجاحات التى جعلتها أكثر قدرة على فهم جوهر المشاعر الإنسانية.
ولم تنس أم كلثوم فى مقالها أن تربط مفهوم الحب بالوطن، معتبرة أن حب الوطن هو النموذج الأسمى للحب الحقيقى وكتبت وقالت «حب الوطن هو أصدق أنواع الحب وأكثرها تضحية، إنه حب يتطلب الإيمان بالقضية والعمل من أجلها مهما كانت التحديات»، وشددت على أن الوطن يستحق التضحية والصبر، فهو الحب الذى يربط الإنسان بجذوره وهويته.
ولا يخف على أحد ما قدمته أم كلثوم لمصر وللقوات المسلحة، من دعم معنوى ومادى فى أحلك الظروف التى مرت بها مصر أثناء نكسة ١٩٦٧ والكم الهائل من الحفلات التى وهبت أرباحها للمجهود الحربى، والتى انعكست بصورة واضحة فى كلماتها الصادقة فى مقالها.
وفى سياق الحديث عن حبها لمصر، ذكرت أم كلثوم قائلة «لم يكن صوتى يغنى لمصر فقط، بل كان ينبض بحبها، هى ملهمتى ووطنى الذى أعطيته كل ما أملك»، وتأتى هذه الكلمات كتعبير عن ارتباطها العميق بوطنها، الذى انعكس فى كل أغنية قدمتها، سواء كانت «إنت عمري» أو «مصر التى فى خاطرى».
وكتبت أم كلثوم مقالها بأسلوب بسيط، لكنه مشحون بالمعانى العميقة، ولم تستخدم لغة معقدة أو فلسفية، بل لجأت إلى أسلوبها المعتاد الذى يمزج بين الحكمة والدفء، لتصل إلى جمهورها بطريقة تشبه حديثها معهم على المسرح.
ومن خلال هذا المقال، وجهت أم كلثوم عدة رسائل مهمة حول مفهوم الحب، أولها أن الحب ليس مثاليًا، مؤكدة أن الحب الواقعى ليس قصة خيالية أو حلمًا ورديًا، بل هو علاقة تتطلب بذل الجهد والإخلاص.
كما أشارت إلى أن الحب فى الأغانى والأفلام قد يكون مبالغًا فيه، لكنه يظل وسيلة للتعبير عن أحلام الناس ورغباتهم، ودعت إلى ضرورة التمييز بين الحب كما يُقدم فى الأعمال الفنية والحب كما يُعاش فى الحياة.
ولو قرأنا مقال أم كلثوم اليوم، لوجدناه لا يزال يحمل رسائل صالحة لكل زمان، ففى العصر الحالى، يواجه الحب تحديات مختلفة، من ضغوط الحياة إلى تأثير التكنولوجيا على العلاقات وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعى تؤثر بشكل كبير على كيفية فهم الناس للحب وتوقعاتهم منه، وأصبحت العلاقات أكثر سطحية فى كثير من الأحيان، مما يجعل كلمات أم كلثوم تذكيرًا بأهمية التركيز على جوهر الحب الحقيقى الذى ينبع من القلب ويُثبت نفسه بالأفعال.
اختتمت أم كلثوم مقالها برسالة تدعو القراء إلى التفريق بين الحب المثالى الذى قد يظهر فى الفن والحب الواقعى الذى يعيشونه وقالت، «الحب ليس قصة مثالية، بل هو علاقة حقيقية تثبت نفسها بالأفعال»، مشيرة إلى أن التحديات اليومية هى ما يجعل الحب واقعيًا ومستمرًا.