محامية تكشف تفاصيل عن المعاملة الاستثنائية لأحمد هارون في سجن كوبر
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
رحاب مبارك سيداحمد
المحامية
(زيارة المتهمين (التسعه) في بلاغ رقيب الاستخبارات (ميرغني الجيلي) بسجن كوبر في يوم ١ يناير ٢٠٢٣ … تأكيدا لافادات الاستاذ -طه عثمان عضو لجنه ازاله التمكين بالامس علي قناة الجزيرة…
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته،،،،،،،،
في السابق كتبت عن هذه الزيارة
ولكن سأتحدث اليوم عنها باستفاضه
ولكن قبل ذلك أود أن اتحدث قليلا عن الاستاذ/ طه عثمان إسحق.
طه عثمان زميل دراسه وصديق عزيز أعتز بصداقته ومعرفته جدا منذ أن إلتقينا بالجامعه كان صاحب قضيه وكما ذكر هو من مناطق حرب فهومن أبناء(كتم) بدارفور ووالده عثمان اسحق سليل السلاطين والمقاتلين والأبطال في الوقت الذي كنا نضحك ونسرح ونمرح بالجامعة كانت مدينته تحترق تحت ناظريه وكان أهله يموتون بالالاف في دارفورلم يحقد ولم ينجرف ولم يغضب ويحملنا مالاعلم لنا ولاطاقه لنابه، بل سعي للبحث عن سودان المواطنه والوحده محاربا سودان العنصريه والقبليه والاثنيه والمناطقيه للابد.
طه صادق، وواضح، ودغري، لايعرف الكذب البته، عفيف اللسان، لا ينطق بالفاحشة، ولا يستميل النساء ،خلقه قويم،وفكره رصين، صاحب مواقف، وصبور عند الشدائد اعتقل عشرات المرات ولم يهمه وتم تصفيه أخوه أمام ناظريه بالخرطوم ايام العمل بلجنه التمكين لتخويفه من مواصله التفكيك ولم يزده ذلك الا عزيمة وان ظللت أتحدث عنه حتي الغد لن أوفيه حقه.
نعود لموضوع الزيارة،،،،
كنا انا والاستاذة اقبال والاستاذة سعاد والاستاذ رحال ضمن هيئة كبيره قوامها المئه محامي في الدفاع عن المتهمين (التسعه) في قتل رقيب الاستخبارات العسكريه (ميرغني الجيلي) ولأن طه عثمان ووجدي صالح ومحمد حسن عربي محامين والتقيهم شبه يوميا بدارنا الحبيب كانو دائمي السؤال عن المتهمين وعن أوضاعهم القانونية وفي إحدي المرات وفي نقاش مع اسر المعتقلين بأن ابناءهم يحتاجون الي الدعم النفسي والخارجي من كل فئات قوه الثورة من لجان وسياسين ومن النقاش جاءتني فكره الزيارة
وقمت بطرحها علي عربي وطه وأمنا عليها ودعوت بنفسي عدد مقدر من السياسين ومنظمات المجتمع المدني لان لجان المقاومه حقيقة لم تكن مقصره فعضوية اللجان كانت اسبوعيا في زيارة للمتهمين،،
اذكر فيمن دعوتهم للزياره الحاج وراق، والباقر عفيف، ورشا عوض وكل السياسين المعروفين وساعدني في ارسال الدعوات المحترم ياسر عرمان.
حددنا الوقت والزمن واخذت الأذن للزيارة من قاضي المحكمه المختص مولانا جمال سبدرات وذهبنا للزيارة في يوم عادي دون إعلان او نشر لها وهذا ماأفادنا وكشف لنا المستور
لبي هذه الزيارة وكان معنا حضور اقبال احمد علي (محاميه) حنان حسن حسين (محاميه) وسعاد عبدالكريم (محاميه) نصرالدين رحال (محامي) محمد عزالدين (محامي) محمد حسن عربي( محامي) وطه عثمان اسحق (محامي) ووجدي صالح( محامي) اسماعيل التاج قانوني وقاضي سابق ايمان اسماعيل (والدة الشهيد قصي) وعم فرح والد الشهيد فرح عباس فرح ومدير منظمة اسر الشهداء ورحاب والده المتهم حسام الصياد ومنصور الصيادوالد حسام (والكمرد) ياسر عرمان (والمهندس) خالد عمر يوسف ومجاهد قديم (عضوتجمع المهنين).
وصلنا السجن وقدمنا اوراقنا للعساكر في المدخل ودخلنا مباشرة الي مكتب مدير السجن وهنا كانت المفاجأه وجدنا بالمكتب مأدبة محترمة من الحلويات والكيك والبارد والتفاح والموز والبرتقال وكبار الضباط ومدير السجن وعدد وافر من العساكر الجنود ووجدنا احمد هارون في كامل هيئته وهندامه معطرا نظيفا حاملا لعصاه البغيضة التي يهش بها ويخيف ولوهلة إفتكرت انه هو الزائر ونحن المعتقلين وليس العكس ووجدت معه نائب رئيس القضاء (الامين الطيب)الذي كنا وقبل ايام نقيف الساعات الطوال في انتظار مجيئه لسجن الهدي في حل مشكلة معتقلي ابناء دارفور بالطوارئ حتي كاد الاستاذ (كمال الجزولي) ان يدخل الي المشفي من التعب والانتظار والحر وهو مريض بعده أمراض، ولكن السيد نائب رئيس القضاء يتواجد هنا بكثرة ولايتواجد في مكان حوجته وإحتياجه ومكان عمله يتواجد تحت أرجل ارباب نعمته كعادته القديمه حينما كان يهتف لهم في سلالم القضائيه وهو يجري ويلهث خلفهم بتكبيره خلفهم (لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء).
كل هذا المنظر في غرفه كبيرة واسعه بهيجه مكيفه ومبرده وما ان نظرو لنا كأنهم نظرو الي الشياطين،،، وبسرعه وعلي عجالة اخذ نائب رئيس القضاء شنطته مسرعا بالخروج ظانا ان ياسر ورهطه لا يعرفونه! ولكني باغته بالتعريف مباشرة (سلمو ياجماعه علي نائب رئيس قضاءنا الحالي ) فتوقف يملأ جسمه العرق رغم برودة الجو.
علمنا بعدها ان السيد نائب رئيس القضاء كان يأتي ليأخد تعليماته من قاضيه وسيده احمد هارون الخاصه بتكسير واستبعاد قرارات لجنة التفكيك واعادة كيزان القضائيه باوأمر القاضي ابوسبيحة
وكان يعيد للكيزان اموالهم المحجوزة ويقوم برفع الحظر عن حساباتهم التي تم اغلاقها بواسطة التفكيك المهم كانت مهتمه الكبيرة اعادة دوله الكيزان واموال الكيزان عبر القضاء وعبر القاضي (ابوسبيحه) الذي اصبح حديث الناس بعد ان فعل الافاعيل في القضائيه وكل ذلك بعلم رئيس القضاء (عبدالعزيز فتح الرحمن عابدين ) والذي تم تعيينه بعد في يوم ا نوفمبر بعد انقلاب البرهان علي الحكم المدني الديمقراطي لأجل تنفيذ هذه المهمة وهي كما ذكرتها اعادة دولة( المؤتمر الوطني )الي جميع مفاصل الدولة بعد ان تم إبعادهم منها بواسطة اللجنة.
الكيزان وكما ذكر طه عثمان استخدمو جميع أذرعهم في كل المؤسسات المدجنة والمؤدلجة لصالحهم من أجل العوده لسدة الحكم وحينما ارهقهم الايطاري أشعلو الحرب التي حتي لوقضت علي الأخضر واليابس ماهمهم ذلك طالما انها سوف تعيد لهم حكمهم وسطوتهم وبعد دا كل هذا يهتفون( بلا لدنيا قد عملنا) .
رحاب مبارك سيداحمد
المحامية
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
المفقودون..أحياء يرزقون أم أموات فينعون
المفقودون..أحياء يرزقون أم أموات فينعون
حيدر المكاشفي
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انه تم الإبلاغ في عام 2024 عن فقدان ما لا يقل عن 8 آلاف شخص في السودان، لافتة إلى أن هذا العدد هو (الجزء الظاهر من جبل الجليد). وقال رئيس بعثة اللجنة في السودان دانيال أومالي (هذه فقط الحالات التي جمعنا (معلومات عنها) مباشرة)، مضيفا في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (نعلم أن هذه مجرد نسبة ضئيلة -الجزء الظاهر من جبل الجليد- من إجمالي حالات المفقودين)..
المعلومات أعلاه التي تفضل بها رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمرفي السودان دانيال أومالي، وهي معلومات خاصة فقط بالمفقودين في هذه الحرب الملعونة، تعيد هذه المعلومات التي جاءت في الخبر أعلاه للذاكرة القضية المنسية، قضية كل المفقودين والمخفيين قسرياً منذ سنوات النظام البائد الكالحة، وبعد عملية فض الاعتصام القذرة، وصولاً الى مفقودي هذه الحرب الكارثية، كما تعيد للذاكرة تلك الخطابات الدموية الدراكولية التي كان بعض قيادات النظام البائد يجهرون بها على رؤوس الأشهاد، وهي خطابات موثقة صورة وصوت، ويأتي على رأس هؤلاء المخلوع البشير، فقد دأب المخلوع عند أي خطاب يلقيه أمام الجنود إبان حرب دارفور يوصيهم قائلاً (ما دايرين أسير أو جريح)، وما قاله المخلوع وقتها يمثل أوامر عليا من القائد الأعلى واجبة التنفيذ، بأن يقتلوا من يقع في أيديهم أسيراً وأن يطلقوا رصاصة الرحمة على من يجدوه جريحاً بدلاً من محاولة اسعافه، ومن أشهر هذه الخطابات أيضاً، خطاب مشهود للمتنفذ الانقاذي أحمد هارون، ففي مخاطبة له للمتحركات العسكرية التي كانت تحارب مقاتلي الحركة الشعبية شمال، قال هارون يخاطب جنوده (أمسح، أكسح، قشوا، ما تجيبو حي)، في تحريض واضح على الابادة وعدم الاحتفاظ بأي أسير حي، ويؤكد على ذلك مضيفاً (ما تعملوا لينا عبء إداري)، في إشارة إلى الأعباء المالية المترتبة على الاحتفاظ بالأسرى مثل الاطعام والعلاج وخلافه، وعطفاً على تلك الأوامر العليا لا أظن أن بقي أسيراً أو مخفياً على قيد الحياة، فالمؤكد أنهم قد تم (قشهم) ومسحهم من على وجه الارض، ويشار الى أن كلاً من المخلوع البشير وأحمد هارون مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية، بالاضافة الى عبد الرحيم محمد حسين لاتهام ثلاثتهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور وجرائم لا انسانية وابادة جماعية.. الشاهد ان تلك اللغة الدموية كانت تمثل احدى المؤشرات الدالة على العقلية الامنية القهرية الاستبدادية اللا اخلاقية واللا انسانية، التي وسمت أداء النظام البائد، اذ ليس من الاخلاق ولا من الدين دعك من اتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة أسرى الحرب، والتي تجرم قتل الأسير أو الجريح، فالإسلام الذي كانوا يتمشدقون باسمه زيفاً، يوجب معاملة الأسرى معاملة إنسانية، تحفظ كرامتهم، وترعى حقوقهم، وتصون إنسانيتهم، ويعتبر القرآن الكريم الأسير من الفئات الضعيفة التي تستحق الشفقة والإحسان والرعاية، مثل المسكين واليتيم، فمثل تلك الأقوال الدموية اللا انسانية تكفي وحدها لتوقع قائلها تحت طائلة جريمة حرب، دعك من تنفيذ هذه الأقوال على الأرض وممارسة الابادة الجماعية والتطهير العرقي فعليا..أما مفقودي فض الاعتصام وما تلاه من حوادث إخفاء قسري، فتلك قضية يرجح جداً ان من فضوا الاعتصام وما أعقبه من عمليات إخفاء قسري، كانوا يقرؤون من كتاب الانقاذ الدموي، وطبقوا شعارها (أكسح، أمسح، قشوا، ما تجيبو حي) عملياً. وكان أن عادت قضية المفقودين في فض الاعتصام للواجهة، عندما كشفت النيابة العامة عن العثور على مقابر جماعية رجحت احتواءها جثامين لمفقودين في فض الاعتصام تم قتلهم ودفنهم فيها، وقالت لجنة التحقيق في الاختفاء القسري للأشخاص الذين فقدوا خلال وبعد عملية فض الاعتصام القذرة، إنها ستقوم بكل ما يلزم لاستكمال إجراءات النبش وإعادة التشريح بعد أن تم تحريز الموقع ووضع الحراسة اللازمة عليه لمنع الاقتراب من المنطقة..كان ذلك عن مفقودي عملية فض الاعتصام البشعة التي لن تمحو السنين عارها وجريمتها الفظة التي لن تسقط بالتقادم وإن مرت عليها عشرات السنين، بل ستظل محفورة في وجدان الشعب السوداني..ويعيد كذلك خبر لجنة الصليب الاحمر للمشهد، ملف بعض الاختفاءات الغريبة والعجيبة والمريبة لبعض الأشخاص على فترات متفاوتة خلال العهد المدحور، ذلك الملف الذي كان مجرد إثارته ولو تلميحاً يثير غضب السلطات الأمنية، وأذكر أن الصحيفة (التغيير الورقية) التي كنت أعمل بها قد تعرضت للمصادرة بسبب عمود كتبته حول هذه القضية..وتلك كانت قضايا البروف عمر هارون وغيره ممن اختفوا أو بالاصح تم اخفاءهم قسريا في ظروف غامضة، نذكر منهم هنا على التوالي، أبوذر الغفاري ومحمد الخاتم موسى يعقوب بالاضافة للبروف عمر هارون.. ففي مساء كالح من مساءات (إنقاذ) مطلع التسعينيات وكانت حينها (الإنقاذ) كالكلب العقور والثور الهائج في مستودع الخزف، تطأ أي شيء وتعض أي شيء من أجل تأمين الانقلاب وتمكين الانقلابيين، توقفت في ذاك المساء سيارة بوكس على متنها عدد من الأشخاص أمام منزل أبوذر بالحاج يوسف، حيث كان يقيم مع والدته، طرقوا الباب وعندما خرج أبوذر يستطلع الطارق، طلبوا منه أن يصطحبهم في مشوار قصير، ركب معهم أبوذر الشاعر الشاب المبدع صاحب اليدين القصيرتين والطبع الهادئ الرزين، وصاحب رائعة الفذ مصطفى سيدأحمد (في عيونك ضجة الشوق والهواجس.. ريحة الموج البنحلم فوقو بي جية النوارس)، ولم يعد حتى الآن، ولم يعرف له خبر ولا أثر ولا مكان كل هذه السنوات الطوال، ومثله وبعده كان قد اختفى فجأة وبغتة وبطريقة غريبة ومريبة وظروف غامضة ومحيرة، كل من محمد الخاتم ابن زميلنا الكاتب الصحافي المخضرم موسى يعقوب (رحمه الله)، الذي خرج من داره بشكل طبيعي ومألوف في الخامسة من مساء الثالث من مارس عام ( 2006 ) ولم يعد إلى يوم الناس هذا، والبروفسور عمر هارون أستاذ علم النفس بجامعة الخرطوم، الذي اختفى منذ ذاك الأصيل الذي خرج فيه من منزله لممارسة رياضة المشي التي دأب عليها وواظب، لدرجة أضحت من يومياته المعلومة والمعتادة وبرامجه الثابتة، ولكنه لم يعد إلى داره وأهله حتى اللحظة.. ولكم أن تتصوروا حال كل أسر المفقودين المكلومة، وهي تكابد عناء حل هذا اللغز وفك شفرة هذا الاختفاء المحير، هذه حالة تخر من هولها الجبال الراسيات، حالة (تمخول) وتجنن وتطير الصواب، وإننا إذ نجتر هذه الذكرى الأليمة والأسيفة التي أعادها لنا خبر لجنة الصليب الاحمر، لا نملك إلا أن نسأل الله أن يسخِّر لهذه الأسر من يريحها من عذابات هذا الطلسم، وينتشلها من غيهب الحزن والوجع والظنون، بإفادة شافية وقاطعة عن مصير مفقوديها، وما إذا كانوا أحياء فيرجون أو موتى فينعون، فمما لا شك فيه أن وراء اختفائهم الغامض والمريب، إما جهة ما أو مجموعة ما أو حتى فرد ما، وبالقطع لن يكونوا قد اختطفوا بواسطة (الدودو) كما في اللعبة الصبيانية المعروفة. تلك هي بعض قضايا الاختفاءات الغريبة والاخفاءات القسرية المريبة التي لن تغلق ولن تسقط بالتقادم أبداً إلى أن يبين الحق أمام الحق جلّ وعلا..
الوسومالأحياء الأموات المفقودين حيدر المكاشفي نعي