شهد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان جلسة حوارية بعنوان: "دبلوماسية الصحة في جميع الأوقات: في الاستقرار وفي حالة عدم اليقين"، على هامش المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية 2023، المنعقد في العاصمة الإدارية الجديدة.

شارك في الجلسة الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة والسكان لمبادرات الصحة العامة، والسيدة إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، والدكتورة رنا حجة مديرة قسم إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، والسيد شون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والدكتورة ماريا نيرا، مديرة إدارة الصحة العامة والبيئة والمحددات الاجتماعية بإدارة الصحة بالمقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان أن الجلسة تناولت مناقشة مفهوم الدبلوماسية الصحية وكيفية الاستفادة منها بما يخدم النظم الصحية المحلية، ومناقشة استغلال الفرص لتعزيز التعاون والتكاتف بين الدول فيما يتعلق بتبادل البيانات والمعلومات وخاصةً في وقت الجوائح، بما يدعم تقديم خدمات الرعاية الصحية، إضافةً إلى التعاون فيما يتعلق بوصول اللقاحات لكافة الدول.

وقال الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة لمبادرات الصحة العامة إن الدول يجب أن تعمل على بناء الثقة من أجل المستقبل، خاصةً في ظل وجود العديد من التحديات ومن أهمها الافتقار للأدلة الإرشادية والدعم ونقص مشاركة وتبادل المعلومات والبيانات، إضافةً إلى وجود تحديات خاصة بالافتقار للاستدامة المالية.

وأضاف حساني أنه يجب أن يكون هناك تعاون خاصةً عند تفشي الأوبئة، كما يجب أن يتم التعامل مع الدبلوماسية الصحية بصورة متجانسة، بحيث تكون هناك أولوية لكل دولة وكل منطقة ويتم تعزيز هذه الأولويات من خلال الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، إضافةً إلى الاستثمار في التدريب بالقطاع الصحي، وتوظيف المعلومات والبيانات خاصةً بين الدول المتجاورة، مع استغلال التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي لإنشاء قاعدة للبيانات والمعلومات تدعم القادة في اتخاذ القرار، كما يجب أن توضع التهديدات الصحية على قمة أجندة القادة

وأشار حساني إلى أن ما حققته مصر بمبادرة "١٠٠ مليون صحة" يعد مثالا واضحا للدبلوماسية الصحية وتحويل التحديات إلى فرص، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، واللوائح الصحية الدولية، فبعد نجاح المبادرة التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تم تقديم الدعم لنقل التجربة الناجحة إلى بعض الدول الشقيقة والصديقة وخاصةً في أفريقيا.

وقالت إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر إن عقد المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية يعد مثالاً على الدبلوماسية الصحية، التي تعد من منظور الأمم المتحدة هي الاستغلال الفعال للدبلوماسية لتنمية وتعزيز السياسات الصحية لمواجهة التحديات العالمية، مضيفةً أن جائحة كورونا كانت بمثابة جرس إنذار بشأن أهمية الدبلوماسية الصحية، حيث كشفت الجائحة عن عجز ونقص كبير ومؤسف في التكاتف والتضامن الدولي، وتعد الجائحة فرصةً للتعلم من أخطائنا، حيث تضمن الدبلوماسية الصحية عقد الشراكات لضمان الصحة للجميع، بما يساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأضافت بانوفا أنه يجب أن تتعاون الدول للحد من وفيات الأمهات والأطفال وأن تعمل على ضمان التغطية الصحية الشاملة وتسهيل الحصول على خدمات الرعاية الصحية الإنجابية، مشيرةً إلى أن تحالف الجافي يعد دليلا على نجاح وقوة الشراكات، فبالمساواة في الوصول للقاحات تم إنقاذ الملايين من الأرواح

ومن جهته قال السيد شون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن الولايات المتحدة تستثمر سنوياً مليارات الدولارات في الصحة والزراعة والغذاء وقضايا المناخ والمياه، من أجل دعم حكومات الدول كي تكون مستعدة للتحديات المستقبلية خلال الأعوام القادمة، مشيراً إلى أن العالم قد يشهد جائحة مستقبلية مثل جائحة كورونا مما يؤكد أهمية الاستثمار في الصحة والاستفادة من الشراكات، لأن الأمراض المعدية ليست لديها حدود، حيث يجب أن يكون لدينا تنسيق واستجابة أفضل من خلال استغلال كافة الفرص المتاحة.

وقالت الدكتورة رنا حجة، مديرة قسم إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية إن الدبلوماسية الصحية تركز على حماية صحة السكان بالتعاون بين الدول، وظهر جلياً بعد جائحة كورونا أن حماية صحة الدول لا تقتصر على ما تقوم به كل دولة بشكل منفرد، مؤكدةً أن هذا الدرس المستفاد كان ثمنه خسارة الملايين من الأرواح، مضيفةً أنه يجب الالتزام بمبادئ الدبلوماسية الفعالة من حيث التفاؤل وبناء العلاقات على الثقة والواقعية والتعاون بين الشركاء، موضحةً أن تقديم الخدمات الصحية للاجئين يعد من أمثلة الدبلوماسية الصحية.

وأضافت رنا حجة أنه من المشكلات التي واجهتها الدول أثناء جائحة كورونا مشكلة التوزيع غير العادل للقاحات، مما يستدعي تطبيق الدبلوماسية الصحية بشكل أفضل، لضمان حصول كل دولة سواء كانت غنية أو فقيرة على حقها في الحصول على اللقاحات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المؤتمر العالمي للسكان والصحة مبادرة 100 مليون صحة وزارة الصحة الصحة العالمیة جائحة کورونا یجب أن

إقرأ أيضاً:

بورسعيد.. "الرعاية الصحية" تخطو نحو العالمية ببعثة تاريخية إلى مستشفى زيورخ الجامعي

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية عن استقبال مستشفى زيورخ الجامعي المرموق في سويسرا لأول بعثة من أطباء الهيئة. تأتي هذه المبادرة ضمن برنامج "Health Universal Bridges (HUB)" الطموح، الذي يهدف إلى إقامة توأمة مع كبرى المستشفيات الدولية في التخصصات الصحية المتقدمة، وتعزيز الشراكات العالمية للهيئة.

أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن برنامج HUB للابتعاث الخارجي يمثل استثمارًا استراتيجيًا في الكوادر الطبية المصرية، حيث يسعى إلى تأهيل قادة إكلينيكيين قادرين على إحداث نقلة نوعية في الممارسات الطبية وتحقيق التطور المستمر. وشدد على أن الهيئة تعمل على إعادة صياغة مفهوم التعليم والتأهيل الإكلينيكي من خلال هذه البرامج الدولية المتميزة.

وكشف رئيس الهيئة عن أن بعثة زيورخ تضع حجر الأساس نحو إنشاء أول مركز وطني متكامل للتأهيل العصبي والحركي للأطفال داخل مستشفى النصر التخصصي للأطفال التابعة للهيئة في محافظة بورسعيد.وأوضح أن هذا المركز سيُقام وفقًا لأحدث النماذج السويسرية المتطورة، مما يمثل إضافة نوعية للخدمات الصحية المقدمة للأطفال في مصر.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن برنامج HUB يمثل قفزة هامة في تعزيز التعاون المؤسسي الفعّال، ويسهم في دمج مستشفيات الهيئة ضمن شبكات الابتكار العالمية. وأكد على التركيز على توطين الخبرات والتجارب العالمية بهدف تأسيس مراكز تميز تنافسية قادرة على الحصول على الاعتماد الدولي، بما يضمن تقديم أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية.

وعبر رئيس الهيئة عن خالص تقديره للدعم الكبير الذي قدمته مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في الصحة والتعليم في سويسرا، موجهًا الشكر الخاص لمؤسسة أبوزيد السويسرية للصحة والتعليم برئاسة المهندس حسام أبوزيد، لدورها المحوري في دعم وإنجاح زيارة هذه البعثة، في إطار جهود المؤسسة لتعزيز العلاقات الصحية بين مصر وسويسرا.

وأوضحت الهيئة أن بعثة أطبائها تضمنت زيارة تفصيلية لمستشفى زيورخ الجامعي للأطفال (Kinderspital Zürich)، الذي يُعد أكبر مركز متخصص في طب الأطفال في سويسرا. كما شملت الزيارة مركز كاريوم (Careum) السويسري الرائد في مجال التعليم الصحي متعدد التخصصات والتعليم بالمحاكاة، بالإضافة إلى مركز تحليل الحركة والتأهيل العصبي بمنطقة Affoltern am Albis، الذي يعتبر مرجعًا أوروبيًا في التعامل مع الحالات العصبية الحركية المعقدة لدى الأطفال.

وخلال الزيارات، تلقى وفد الأطباء تدريبات تطبيقية مباشرة على أحدث التقنيات المستخدمة في تحليل الحركة وتقييم الوظائف العصبية للأطفال. كما اطلعوا على نموذج التأهيل متعدد التخصصات (Interdisciplinary Pediatric Neuro-Ortho Rehabilitation) وخضعوا لتدريب عملي بالمحاكاة داخل مركز كاريوم، باستخدام سيناريوهات واقعية وأساليب تقييم جماعي متقدمة.

كما تضمنت الزيارة لقاءات مثمرة مع نخبة من كبار الخبراء العالميين، من بينهم البروفيسور فرانك روهلي، عميد كلية الطب بجامعة زيورخ ومدير معهد الطب التطوري بالجامعة وعالم المصريات الشهير، والبروفيسور أوسكار جيني، والبروفيسورة بيا لاتال، وهما من كبار المتخصصين في تقييم النمو العصبي للأطفال والتأهيل الوظيفي الدقيق.

وأشارت الهيئة إلى أن الوفد الطبي المصري المشارك في هذه البعثة المتميزة يمثل مستشفى النصر التخصصي للأطفال ببورسعيد، وضم نخبة من الكفاءات الطبية والتمريضية والإدارية، وهم: د.غادة محمد جمعة، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، د.نورهان أحمد عبد الله، نائب مدير المستشفى، د.ميرا عادل الجمل، صيدلي إكلينيكي، د.كريم مساعد السباعي، أخصائي العلاج الطبيعي، أ. إسراء الخضر بركات، مشرفة التمريض، ود.آلاء عبد السميع الدمرادش، مسئولة التعاون الدولي بالمقر الرئيسي للهيئة في القاهرة.

وأكدت الهيئة على أن هذه الزيارة حققت العديد من المخرجات الهامة والمحورية، حيث يجري حاليًا إعداد خطة تفصيلية لإنشاء أول مركز وطني متكامل للتأهيل العصبي والحركي للأطفال داخل مستشفى النصر التخصصي ببورسعيد، ليصبح أول نموذج مصري يحتذي بالنموذج السويسري المتقدم. بالإضافة إلى ذلك، يجري تصميم برنامج تدريبي داخلي بالمحاكاة بالتعاون مع مركز كاريوم، ليصبح جزءًا أساسيًا من مناهج إعداد القادة الإكلينيكيين (Clinical Leaders) في الهيئة. كما تم توثيق شامل لرحلة المريض داخل وحدات التأهيل السويسرية المتقدمة، بهدف استخدامها كمرجع أساسي في بناء النموذج المصري. وأخيرًا، تم تفعيل قنوات اتصال مستمرة ومباشرة مع جامعة زيورخ ومركز كاريوم، بهدف استكمال التعاون المثمر في مجالي التدريب والأبحاث التطبيقية، بما يعود بالنفع على تطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.

الكلمات المفتاحية: هيئة الرعاية الصحية، مستشفى زيورخ الجامعي، التوأمة الدولية، التأهيل العصبي للأطفال، مستشفى النصر التخصصي، برنامج HUB، التعليم الطبي المستمر، التعاون المصري السويسري.

مقالات مشابهة

  • اتفاق تاريخي في منظمة الصحة العالمية لمواجهة أيّ «وباء»
  • بورسعيد.. "الرعاية الصحية" تخطو نحو العالمية ببعثة تاريخية إلى مستشفى زيورخ الجامعي
  • تعرض على جمعيتها الـ78 مايو المقبل.. “الصحة العالمية” تختتم صياغة مسودة اتفاقية التأهب والاستجابة للجوائح المستقبلية
  • الصحة: فحص 11 مليون طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بالمدارس الابتدائية
  • الصحة: فحص 11 مليون طالب ابتدائي ضمن مبادرة الكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم»
  • اتفاق تاريخي في منظمة الصحة العالمية لمكافحة الجوائح المستقبلية
  • كيف يمكن لمنظمة الصحة العالمية مكافحة أوبئة قد تحدث مستقبلا؟
  • الصحة العالمية:أكثر من 10% من الأفغان قد لا يحصلون على الرعاية الصحية نهاية عام 2025
  • مسقط محور الدبلوماسية العالمية
  • ائتلاف مناصري الحد من المخاطر يدعو إلى مراجعة دور منظمة الصحة العالمية