سام برس:
2024-11-16@21:53:39 GMT

من منكم بلا خطيئة؟

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

من منكم بلا خطيئة؟

بقلم/ احمد الشاوش
كثير من الناس ملوك ورؤساء وقادة ومسؤولين ، وفقراء واغنيا ، اذكياء اغبياء ، لاسيما عند وصول بعضهم الى كراسي السلطة ومسؤولية رقاب الناس يأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا ، فتكتشف انه مريض بـ " الاناء" ، حيث يعتقد انه الافضل والاجدر والاقدر وانه فارس زمانه وكامل الاوصاف ، بلا ذنب أو خطيئة رغم ان ابن آدم خطا وخير الخطائين التوابين.



وفي لحظة غرور وخروج عن الواقع والمألوف والفطرة السليمة يرى البعض انه أقرب الى ملائكة السماء وحكماء الارض بكلامه المعسول ووقاره المزيف ، لكن في حقيقة الامر أن تلك النرجسية والمرض تختفي خلفها الكثير من الخطايا والعيوب والزلات والاعمال التي تتجاوز في الكثير من الاحيان شياطين الجن.

وأسواء مافي الانسان الذي خلقه الله من طين ثم نُطفة وعَلقَة ومُضغة وعظام ولحم ثم في أحسن تقويم بالعقل والحكمة والجمال والمشاعر الانسانية أن يتحول فجأة وبدون مقدمات ومن اول نخس الى آلة دمار للتلذذ بمعاناة الناس في حالة مرضية خطيرة دون أن يدرك خطورة ذلك المزاج السيء والنفس الاماراة بالسوء والعقاب الالهي مايؤكد على خلل في التربية وشلل في الجينات وسقوط اخلاقي وانساني بلاحدود.

كما ان حالات " الشك " ، تُعد من الامراض المستعصية والقاتلة والفتاكة والمدمرة للنفس البشرية والفطرة السليمة والاسرة والمجتمع والدولة ، لاسيما في ظل ثقافة الفضول والنميمة وقذف الناس بالباطل وملاحقة وتتبع عورات الناس دون مسوغ شرعي او قانوني.

فالمطابخ القذرة والحملات المسعورة والمليارات مالهدورة التي تُنفق على بعض الجماعات والزُمر والشخصيات ووسائل الاعلام والفضائيات والتواصل الاجتماعي المدعمة بالكذب كامل الدسم وتسويق والتضليل ونشر الاشاعات والدعايات المغرضة والمديح والتطبيل والتزييف والاستدراج والانتقام واحاديث الافك وأفتعال الازمات والصراعات هي خطايا كبيرة تمُثل قمة السقوط وتعكس ثقافة الحقد والفجور والكراهية والتحريض وتدميرالاخلاق دون أي ضمير أو قيم توقف ذلك الجنون.

وشاهد الحال ان الكثير من مجالس الدولة ومؤسساتها والبيوت الاسرية ومقايل القات وقاعات الافراح وصالات العزاء والمقاهي حتى تفاريط النساء ، لا تخلو من التدخل في أعراض الناس ولغة الهمز واللمز وتسويق احاديث الافك واكل لحوم الناس بقصد وبدون قصد والكارثة ان الكثير ممن نعتبرهم العقلاء والحكماء والقدوة والنُخب السياسية والمثقفين والاعلاميين ورجال الدولة هم آفة ذلك المرض الخطير الذي يؤسس لصناعة الحقد وثقافة الفجور والتضليل المدمر للاسرة والمجتمع والدولة.

والتاريخ الاسلامي يذكرنا بما تعرضت له زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمّ المؤمنين" عائشة " عليها السلام ، عند خروجها مع حبيب الله المصطفى في غزوة بني المصطلق وكيف تأخرت عن اللحاق بالجيش برهة عندما فقدت عقدها وسبق الجيش ووجدها صفوان بن المعطل السلمي ، فأخذها على راحلت للحاق بجيش المسلمين وهنا وجد المنافقون وفي طليعتهم عبدالله بن سلول ، الفرصة في بث سمومهم والتشهير بعرض رسول الله ص وعرض زوجته عائشة وضرب صف المسلمين بنشر حديث الافك في المدينة ، وكيف تحولت تلك الاشاعة الى مأساة والم عندما عرفت عائشة بالشائعة وكيف تألم الرسول ص وتغيرت معاملته كونه بشر بسبب هذه الحادثة والفتنة والخطب الجلل حتى نزلت سورة وشهادة تبرأها من سابع في حادثة الافك بقوله تعالى :

"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ). آية 1- 2

كما ان قصص التاريخ تروي لنا أن امرأة من بنى إسرائيل ارتكبت معصية وانتشر الخبر وعلم الناس بذلك ، ونصبوا انفسهم حكاماً دون وعي واتجهوا نحو بيتها وامطروها بالسب والشتم والاحتقار والاهانة والاذى.

ورغم ذلك الاعتداء والتهديد والوعيد وتلك الوحشية والشتائم ذهبوا بها إلى المسيح عليه السلام ، لكي يقيم عليها الحد والرجم بحسب الشرع ، فنظر عيسى إلى رئيس قوم أولئك الجبابرة وهم في طريقهم لتنفيذ حكم الرجم في المرأة قائلاً وهو يخاطبهم :

"من لم يُذنِب مِنكُم قَطُّ في حياتِه فَليَرمِهَا بِأَول حَجَر".. فصُعق القوم وخيم الصمت ، وخفتت الأصوات وبدأت الحجارة تتساقط من أيديهم واحدة تلو الاخرى بعد أن حكموا عقولهم وضمائرهم وأدركوا الخطأ الفادح وأيقنوا أن كل واحد منهم تجرد من سمو اخلاقه وانسانيته وظلم نفسه بذلك الاسلوب المريع والخاطئ الذي بهت المرأة كون أعراض الناس ليست لعبة والحد له شروط .

اليوم الكثير من الرؤساء والقادة والسياسيين والحزبين والعلماء والمعلمين والاعلاميين والناشطين والمثقفين والمحششين والرقاصات والمواطنين والمخبرين والعملاء والمرتزقة بأجماع الفقهاء يرمون الناس الشرفاء والنساء العفيفات والشباب الطاهر بألوان من التهم لدوافع سياسية وغير سياسية رغم ان بيوتهم من زجاج .

يتحدث البعض عن الفساد وهو فاسد حتى أخمص قدميه .. ويتحدث عن الدين وهو أبعد شخص عن تطبيقه قولاً وعملاً .. يراوغ .. يضحك على البسطاء والجهلة .. يتكلم عن الوطنية والقومية والعروبة والتقوى والتنمية والوحدة الوطنية والامانة والوفاء والعدالة والمساواة وهو أبعد من ذلك .. بينما الواقع كل واحد من هؤلاء يوظف تلك المُثل والقيم العلياء في سبيل تحقيق غاية لاشباع نزواته وشهواته من اجل الوصول الى السلطة أو التشبث بكرسي الملك تحت أي عنوان او يافطة أو فضيلة.

وخير شاهد الوسط الاعلامي .. الوسط الصحفي .. الفني .. السياسي .. الديني .. القبلي كل واحد يتهم الاخر .. يخون الاخلر .. كل يشكك في الاخر لدوافع معينه ..

لسنا ملائكة ولا انبياء ولا رسل وانما نحن بشر نصيب ونخطى والعقل والمعرفة ودرجة الايمان هي السياج الآمن من الوقوع في الاخطاء والتجاوزات والمحرمات فالكمال لله .. لاسيما عندما تتغلب خصائص وسمات الخير على بواطن الشر والنفس الاماراة بالسؤ.

كما ان هناك ققص كثيرة توضح الصراع بين الخير والشر وأخطرها الحسد ، وما قصة النبي يوسف عليه السلام الا واحدة من قصص الكيد والحقد والشر والحسد وخطيئة الاخوة.. وقصة امراة فرعون.. وامراة لوط..

إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.. آية 8
قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ97
بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ81

أخيراً.. نحن بشر لايمكن ان نصل الى مرحلة الكمال كون الكمال لله عز وجل لذلك نسأل الله تعالى ان يطهر قلوبنا من الغل والحسد والحقد والفجور والكراهية ، والنصيحة لها شروط وآداب ، لقول الرسول ص : " الدين النصيحة"..وباب التوبة مفتوح لقوله صلى الله عليه وسلم" التائب من الذنب كمن لاذنب له.

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

كيف تصبح متواضعًا؟ 7 خطوات من وصايا الرسول

التواضع هو من أسمى الأخلاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وقد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من النصوص التي تدعو المسلم للتحلي بهذه الفضيلة، لما لها من تأثير إيجابي على الفرد والمجتمع. 

في السطور التالية نستعرض بعض الخطوات العملية التي تساعد المسلم على أن يصبح متواضعًا، استنادًا إلى وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وتعاليم الكتاب والسنة.

1. الاعتراف بنعمة الله

أول خطوة نحو التواضع هي أن يتذكر المسلم دائمًا أن كل شيء في حياته هو بفضل الله عز وجل. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ" (سورة النحل: 53). وبناءً على ذلك، يجب على المسلم أن يكون شاكراً لنعمة الله عليه، وألا يظن أن نجاحه أو مكانته في المجتمع هي نتيجة اجتهاده فقط، بل هي بفضل الله ورحمته.

2. الاعتراف بعجز الإنسان

من أهم خطوات التواضع هو أن يدرك الإنسان محدودية قدراته وعجزه أمام الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "مَن تواضَعَ للهِ رفعَه اللهُ"، وهذا الحديث رواه الإمام مسلم. يشير الحديث إلى أن التواضع يعكس فهم المسلم لحقيقة ذاته، ويجعله يعي أن كل ما يحققه هو بفضل الله، مما يعزز تواضعه ويمنعه من الغرور.

3. معاملة الآخرين بلطف

التواضع لا يقتصر على التفاعل مع الله فقط، بل يمتد ليشمل معاملة الناس بلطف واحترام. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يُؤثِر الناس لا يُؤثِره الله" (رواه أحمد). يشمل هذا التعامل مع الناس جميعًا، سواء كانوا من أعلى أو أدنى منك في المكانة الاجتماعية. التواضع في التعامل مع الآخرين يظهر في تبادل التحية بلطف، والاستماع لهم بعناية، والابتسامة في وجوههم، وإظهار الاحترام لجميع البشر.

4. عدم التفاخر والغرور

من أهم مكملات التواضع هو تجنب التفاخر أو التباهي بما أنعم الله به على المسلم. وقد حذرنا القرآن الكريم من التفاخر في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُختَالًا فَخُورًا" (سورة الحديد: 23). وهذه الآية الكريمة تدعو المسلم إلى الحذر من الغرور والتفاخر بالنعم التي منحها الله له، وتعزيز التواضع في حياته اليومية.

5. التواضع في القول والفعل

التواضع لا يتوقف على المشاعر الداخلية فقط، بل يجب أن يظهر في الأفعال والقول. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُحِبُّوا أن يقال لكم: يا أبا فلان، ولا يا أبا علان، إِذَا كَانَتِ الرَّجُلُ" (رواه أبو داود). يشير الحديث إلى أن الإنسان المتواضع لا يحب أن يُرفع له شأنه بين الناس بالكلام المعسول أو الألقاب، بل يفضل أن يُعامل معاملة متساوية كبقية الناس.

6. الاستفادة من صحبة المتواضعين

من الخطوات التي يوصي بها الإسلام لتحقيق التواضع هو صحبة المتواضعين الذين يذكرونك بالله ويُرشدونك إلى الفضائل. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الرجلُ على دينِ خليلهِ" (رواه الترمذي)، وهذا يعني أن الشخص الذي يحيط نفسه بالمتواضعين سيكتسب منهم أخلاقهم. لذا، يجب على المسلم أن يحرص على التواصل مع الأشخاص الذين يمثلون نموذجًا للتواضع والخلق الكريم.

7. التواضع مع الأقارب

التواضع يجب أن يظهر أيضًا في التعامل مع الأسرة والأقارب. فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعهم للناسِ"، مما يشير إلى أن الأفعال الطيبة يجب أن تبدأ من الأقارب أولًا، لأنهم أقرب الناس إلى الإنسان.

 

في النهاية، التواضع ليس مجرد خصلة خلقية، بل هو سلوك حياة يجب أن يلتزم به المسلم في كل جوانب حياته اليومية. فقد حثنا الإسلام على هذه الفضيلة من خلال الكتاب والسنة، وتأكدت دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف في فتاويهما من أهمية التواضع في بناء المجتمعات الصالحة والموحدة. يجب أن يسعى كل مسلم لتحقيق هذه الفضيلة في حياته، وأن يكون مثالاً يحتذى به في التعامل مع الله ومع الناس.

مقالات مشابهة

  • ردًا على "حواس"… خبير: دخول يوسف عليه السلام مصر واقع يؤكده التاريخ
  • آمين الفتوى يوضح حكم البكاء على الميت والحزن عليه
  • كيف تصبح متواضعًا؟ 7 خطوات من وصايا الرسول
  • سامحنى
  • الشيخ خميس الخنجر.. للمقربين منكم ضلع فيما وصلت اليه الاحوال
  • هل ذهب الزينة المكسور عليه زكاة؟ دار الإفتاء تجيب
  • أحمد عمر هاشم خطيبا لخطبة الجمعة بعنوان المال الحرام وحرمة التعدي عليه.. غداً
  • أن تخالط الناس وتصبر على أذاهم
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • «المال العام وحرمة التعدي عليه».. موضوع خطبة الجمعة المقبلة