نفى المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر السورية، الشيخ مضر الأسعد، صحة وجود أي مفاوضات في الوقت الحالي بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مُشدّدا على ثبات موقفهم من استمرار المعارك ضد "قسد"، حتى تتحقق مطالبهم أولا.

وقال الأسعد،  في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، الأربعاء، إن "وجهاء العشائر الذين وافقوا على الاجتماع مع قسد بصورة أو بأخرى هم الذين كانوا يتبعون لـ (قسد) بالأساس، وهم الذين كانوا يعملون معها منذ سنوات ماضية".



وتابع: "قسد هي التي صنعت هؤلاء وظلت تدعمهم خلال الفترة الماضية، بينما هؤلاء لا يُمثلون سوى نسبة ضئيلة جدا من أبناء القبائل العربية في محافظة دير الزور، وبالتالي فهؤلاء ليسوا منا ولا يُعبّرون بأي حال من الأحوال عن العشائر العربية".

وكانت مصادر أكدت لـ"عربي21" في دير الزور، الثلاثاء، أن التحالف الدولي دعا شيخ قبيلة "العكيدات" إبراهيم الهفل وممثلين عن العشائر العربية، لعقد اجتماع مع "قسد" تحت إشراف القوات الأمريكية في سوريا داخل قاعدة حقل العمر النفطي.

وأوضحت المصادر أن العشائر العربية وافقت على دعوة التحالف بينما لا يزال موقف "قسد" غير واضح، سيما أنها تفضل الحل العسكري بعد التقدم الذي حققته في دير الزور خلال الساعات الأخيرة.

اقرأ أيضا: خاص: "التحالف" يدعو العشائر العربية و"قسد" لاجتماع برعاية القوات الأمريكية

الموقف الأمريكي
وفي وقت سابق، تواصلت "عربي21" مع الخارجية الأمريكية للحصول على تعليق بشأن توتر الأوضاع شرق سوريا، لكنها رفضت التعليق عن الأمر، واكتفت بالإشارة إلى دعوة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، إيثان غولدريتش، قبل يومين جميع الأطراف بالمنطقة للتوصل إلى اتفاق ينهي التوتر.

وللأسبوع الثاني على التوالي، تواصلت المعارك بين قوات "قسد" والعشائر العربية في محافظة دير الزور شرقي سوريا. وفشلت قوات "قسد" للمرة الثانية باقتحام بلدة ذيبان بريف دير الزور، الثلاثاء، معقل شيخ عشيرة العكيدات "إبراهيم الهفل"، حيث تصدى مقاتلو العشائر العربية للهجوم الذي شنته قسد منذ أمس الاثنين.

وفي المقابل، قصفت قوات العشائر مواقع قسد في عدة قرى قرب بلدة تل تمر شمال الحسكة، كما صدت المعارضة المسلحة محاولة تسلل لعناصر قسد على جبهة ليلان جنوب رأس العين شمال الحسكة.  



المخولون في المفاوضات
وخلال حديثه لـ"عربي21"، أوضح الأسعد، أنه في حال وجود مفاوضات جادة في هذا الإطار سيعلنون عن ذلك على الفور، ولن يخفوا شيئا"، مؤكدا أن "مقاتلي العشائر يواصلون كفاحهم وحربهم ضد ميليشيات قسد، ولن تتوقف تلك الحرب إلا بعد تحقيق مطالبنا قبل أي شيء".

أكد المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر السورية، أن "المخولين في المفاوضات هم فقط شيوخ قبيلة العكيدات الشيخ إبراهيم الهفل، والشيخ مصعب الهفل أو مَن ينوب عنهما رسميا، لأنهم هم مَن يمثلون العشائر العربية".

وأشار الأسعد إلى أن "الشيوخ والوجهاء الذين يعارضون ويرفضون بشدة وجود (قسد) في منطقة الجزيرة والفرات، رفضوا تماما الاجتماع مع (قسد)، حتى تتحقق مطالب العرب في منطقة الجزيرة والفرات، وأول هذه المطالب هي وقف إطلاق النار من جانب (قسد)".

وشدّد المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر السورية، على "ضرورة خروج (قسد) من كامل المناطق ذات الأكثرية العربية، وخاصة من دير الزور ووادي الفرات ووادي الخابور"، مطالبا بـ "محاسبة الذين أجرموا بحق أبناء العشائر العربية".

كما طالب بأهمية "إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين العرب، والذين جرى اعتقالهم على مدى السنوات الست الماضية في سجون ميليشيات (قسد)، كما يجب إطلاق سراح جميع مَن هم في المخيمات، ومنها مخيم الهول، والذين جرى احتجازهم بزعم أنهم ينتمون لتنظيم الدولة، بينما فرّ هؤلاء من المعارك التي كانت تجري بين القبائل العربية و(داعش) أو بين المعارك بين (قسد) و (داعش) طيلة السنوات الماضية".

ونوّه الأسعد إلى أن "المناطق العربية يجب أن تُدار سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا وتربويا وتنظيميا من قِبل أبناء القبائل والعشائر، وعلى ألا تكون لهم أي علاقة بأي صورة من الصور مع (قسد)، ويكون تواصلهم بشكل مباشر مع التحالف الدولي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مفاوضات سوريا قسد العشائر العربية سوريا امريكا مفاوضات العشائر العربية قسد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العشائر العربیة دیر الزور

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.

وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.

وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.

وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.

وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.

وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.

مقالات مشابهة

  • مقتل وإصابة 23 في انفجار بدير الزور السورية
  • سوريا.. انفجار ضخم يهز مدينة طرطوس وقتلى في دير الزور
  • إنفجار سيارة تحمل ذخيرة على الحدود السورية - العراقية
  • قتلى وجرحى جراء انفجار بدير الزور في سوريا
  • مقتل وإصابة أشخاص في انفجار بدير الزور في سوريا
  • مسؤول أمريكي: الدولة المركزية بسوريا ستدفع واشنطن لدعم قسد
  • تكريم رجال الإطفاء الذين حاربوا حرائق لوس أنجلوس‬ في أوسكار 97
  • مسؤول أوكراني يتحدث لـعربي21 عن الدعم الأوروبي والتوتر مع أمريكا
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • انخفاض عدد الأتراك الذين يطلبون اللجوء في ألمانيا