حذرت لجنة متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة اليوم الأربعاء 06 سبتمبر 2023، من تداعيات كارثية لقرار إسرائيلي يتعلق بغزة ، كما واتخذت عدة قرارات جديدة خلال اجتماعها الأسبوعي .

عقدت لجنة متابعة العمل الحكومي اجتماعها الأسبوعي رقم (239) اليوم الأربعاء، بمقر رئاسة العمل الحكومي، وأدانت اللجنة تصاعد اعتداءات الاحتلال بحق الأسرى، محذرة من خطورة الإجراءات التعسفية التي أعلنها ما يسمى وزير الأمن الداخلي بن غفير ضد أسرانا داخل المعتقلات.

وأكدت اللجنة مساندتها ودعمها الكامل لأسرانا في خطواتهم الاحتجاجية، مطالبة المنظمات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بالعمل الجاد لتحسين ظروف احتجازهم وضمان عدم الاعتداء عليهم أو المس بكرامتهم وخصوصياتهم وقيمتهم الرمزية، كأبسط حق إنساني لهم، إن لم تتمكن من فرض إطلاق سراحهم على الاحتلال.

وحذرت اللجنة من التداعيات الكارثية لقرار الاحتلال الجائر والمخالف للقانون الدولي الإنساني بمنع التصدير من قطاع غزة، موضحة أن هذا القرار يهدد بصورة مباشرة فرص عمل وتشغيل قرابة 30 ألف عامل، ويشكل أداة جديدة من أدوات تشديد الحصار الإنساني والاقتصادي غير القانوني المفروض منذ العام 2006م، ودعت اللجنة جميع الأطراف الإقليمية والدولية للتدخل وإلغاء القرار الذي لا يستند لأية مبررات حقيقية، سيما في ظل ما تقدمه القطاعات المتضررة من مؤشرات وأرقام مخيفة جراء الحصار  وتداعياته وآخرهم ما أعلنه المزارعون والاتحادات والجمعيات الزراعية في وقفتهم المنددة باستمرار الحصار الأسبوع الماضي.

واستنكرت اللجنة إعتداءات الاحتلال بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، التي كان آخرها اليوم بهدم عدد من المحال والمنشات التجارية ببلدة عناتا شرق القدس، مشيرة إلى تزامنها مع تشديد حصار غزة، وتصعيد جرائمها بمدن الضفة؛ ما يؤكد وجود مخطط إجرامي واضح ضد شعبنا وقضيتنا تعمل عليه حكومة الاحتلال الحالية؛ وهو ما يستدعي وقوف الجميع عند مسئولياتهم ووضع حد لهذه الاعتداءات.
   
وناقشت اللجنة عددًا من المذكرات والتقارير المقدمة من الوزارات والمؤسسات الحكومية، وأقرت محاضر اجتماعات لجان؛ الشؤون الإدارية، الشؤون الاقتصادية، الأمن الغذائي، فيما أحالت عدداً من المقترحات المقدمة للوزارات المعنية للدراسة والإفادة بالرأي.

وقررت اللجنة ما يلي:

توفير الاحتياجات البشرية والمالية لتفعيل برنامج الريادة الوطنية للصفين العاشر والحادي عشر.

تكليف وزارة المالية بصرف كافة الطلبات المعتمدة للصرف من المستحقات لمرضى السرطان، وصرف كافة الطلبات المعتمدة في العام 2021م لأغراض زراعة أطفال الأنابيب، والطلبات المعتمدة لأغراض الزواج خلال الفترة من 01/01 حتى 30/04 للعام 2021م.

إبرام عقود كفاءات لعدد من أطباء الاختصاص العائدين لقطاع غزة، لتعزيز التخصصات بوزارة الصحة.

تخصيص مبلغ مالي لصالح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لتنفيذ خطة الالتزام بسياسة أمن المعلومات الحكومية.

تكليف سلطة الطاقة بتوصيل جميع خزانات المياه التابعة للبلديات، بخطوط كهرباء دائمة لتحسين وصول المياه لمنازل المواطنين.

ابتعاث مجموعة من الأطباء وموظفي اختصاص بعدد من الوزارات للخارج في سياق تطوير القدرات وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين.

تشكيل لجنة حكومية لإعداد لائحة ناظمة حول (العمل عن بعد ) لعدد من الوظائف الحكومية، التي يمكن التعامل معها بنظام الإنجاز.

اعتماد توصيات تقرير كفاءة توزيع الكادر البشري في قطاع تكنولوجيا المعلومات الحكومي.

إقرار توصيات التقرير نصف السنوي للجنة المرورية لضبط مركبات الحركة في المؤسسات الحكومية.

المصادقة على توصيات لجنة توحيد استفادة الوزارات من المختبرات الحكومية.

اعتماد توصيات تقرير فعالية المواقع والصفحات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية.

المكتب الإعلامي الحكومي
6 سبتمبر 2023م

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: العمل الحکومی

إقرأ أيضاً:

الذاكرة العراقية على حافة النسيان!

الذاكرة الإنسانيّة العالميّة زاخرة بمئات المواقف النبيلة والمشينة، والورديّة والدمويّة، ومنذ الجريمة الأولى على الأرض بقتل قابيل لأخيه هابيل سجّلت كتب التاريخ ملايين الجرائم الوحشيّة التي ارتكبها الإنسان ضدّ أخيه الإنسان!

والتاريخ الأسود لجرائم الحروب متواصل منذ مئات السنين، وتمثّل بمئات المجازر ومنها: الغزو المغوليّ للعراق في العام 1258م، والمجازر الفرنسيّة بحقّ الجزائريّين لأكثر من مئة عام وبقيت لغاية العام 1962م، ومجازر الحربين العالميتين الأولى والثانية، والمذابح الصهيونيّة في فلسطين بعد العام 1937م وصولا لمذابح غزّة الأخيرة، ومذبحة هيروشيما في العام 1945م، والابادة الجماعية في البوسة والهرسك بين عاميّ 1992 و1995م، والمجازر الأمريكيّة في العراق قبل وبعد العام 2003م، وغيرها!

ومرّت يوم 13 شباط/ فبراير الذكرى السنويّة لجريمة ملجأ العامرية ببغداد في العام 1991، والتي نُفّذت بطائرتين أمريكيّتين (أف 117) تحمل قنابل ذكيّة وأهلكت 400 مواطن!

بمراجعة سريعة للمجازر الأمريكيّة في العراق وأولها دعم الحصار الدوليّ في 6 آب/أغسطس 1990 بعد غزوّ الكويت، والذي تتابع حتّى الغزوّ الأمريكيّ في العام 2003، سنجد أنّ آثارها متواصلة حتّى الساعة
وبمراجعة سريعة للمجازر الأمريكيّة في العراق وأولها دعم الحصار الدوليّ في 6 آب/أغسطس 1990 بعد غزوّ الكويت، والذي تتابع حتّى الغزوّ الأمريكيّ في العام 2003، سنجد أنّ آثارها متواصلة حتّى الساعة!

وطحن "الحصار الدوليّ" الفقراء وعموم الناس، ولم يؤثّر على الطبقات العليا، وهذا دليل على الحقد الأمريكيّ على العراقيّين بعيدا عن سياسات "كسر إرادة الدولة" حينها!

وضرب الحصار الجوانب الصحّيّة بالصميم، وحَطَّم القطاعات الصناعيّة والخدميّة، وضرب جوهر الاقتصاد وبلغ التضخّم لمستويات جنونيّة، وتسبّب بهجرة آلاف العلماء والأطباء وغيرهم. ويمكن القول إنّ آثار الحصار القاسية مهّدت للاحتلال في العام 2003!

ولا ننسى الدور الغامض لفرق التفتيش الدوليّة التي ساهمت في تأجيج الموقف الدوليّ ضدّ العراق رغم تفتيشهم لكافّة المواقع المشكوك بها، بما فيها القصور الرئاسيّة، ومع ذلك كانت تقاريرهم سلبيّة ومسيّسة!

وبدأت لاحقا بوادر الغزو الأمريكيّ، الذي شنّ دون تفويض أمميّ، بقيادة الرئيس جورج بوش الابن! وحاول العراق، في الوقت الضائع، تجنّب العدوان بالطرق الدبلوماسيّة والعمليّة، ومنها تدمير صواريخ "صمود" بداية آذار/ مارس 2003، وبعد أسبوعين أمهل الرئيس بوش (سدى) الرئيس العراقيّ 48 ساعة لمغادرة البلاد، ويوم 19 آذار/ مارس أعلنت واشنطن بداية غزوها للعراق!

وبعد شهرين من المعارك الشرسة أعلنت واشنطن بداية أيّار/ مايو انتهاء العمليّات القتاليّة الكبرى، وعيّنت بول بريمر حاكما مدنيّا على العراق! ورتّبت واشنطن، لاحقا، عمليّة سياسيّة طائفيّة وتقسيميّة، تتواصل آثارها السلبيّة حتّى اللحظة، وهذا دليل على خططها الموضوعة مسبقا لتقزيم العراق!

وكانت فضيحة سجن "أبو غريب"، نهاية نيسان/ أبريل 2004، الدليل الأبرز على همجيّة القوّات المحتلّة، وأظهرت انتهاكات نقشت في الذاكرة الإنسانيّة لبشاعتها، واستخفافها بالإنسان والقيم النبيلة والقوانين الدوليّة!

وكشفت لجنة التحقيقات الأمريكيّة منتصف حزيران/ يونيو 2004 "عدم وجود أدلة دقيقة على ضلوع العراق في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001"!

ومع ذلك استمرّ الاحتلال، وارتكب جريمته البشعة بمدينة الفلوجة في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، واستخدم في تدمير المدينة القنابل الفسفوريّة واليورانيوم المنضّب!

ووقعت الجريمة الأكبر بعد التفجير المدروس لمرقد الإمامين العسكريّين بمدينة سامرّاء يوم 22 شباط/ فبراير 2006، وتسبّبت بفتنة طائفية أبادت عشرات آلاف الأبرياء وهجّرت الملايين! وانطلقت بعد تفجير سامرّاء مرحلة جرائم السيّارات والدّرّاجات الملغمة التي أفنت عشرات آلاف الأبرياء بمختلف المدن!

ورغم إعلان واشنطن انسحابها الرسميّ يوم 18 كانون الأوّل/ ديسمبر 2011، إلا أنّ قوّاتها تتمركز اليوم في عدّة قواعد عسكريّة، أبرزها "عين الأسد" في محافظة الأنبار الغربيّة!

والاحتلال الأمريكيّ، المستمرّ بشكل متستّر، سحق العراق والعراقيّين بشتّى الطرق المعلنة والخفيّة، ومع ذلك لا توجد إحصائيات دقيقة حول أعداد القتلى نتيجة الاحتلال، وهنالك دراسات ذكرت أرقاما مخجلة لا تتجاوز السبعين ألف قتيل، بينما هنالك دراسات ومنها، دراسة البروفيسور الأمريكيّ جوزيف سيتجليز نهاية شباط/ فبراير من العام 2008، أكّدت بأنّ عدد القتلى حتّى نهاية العام 2006، وصل لأكثر من 700 ألف، وبلغ عدد اللاجئين أكثر من ثلاثة ملايين و800 ألف لاجئ!

مجزرة الاحتلال الأمريكيّ الأخطر تمثّلت بضياع هيبة الدولة، والإنسان وضياع طعم الحياة واستمرار التناحر الساسيّ والفساد الماليّ الذي سحق ألف مليار دولار، وأيضا انتشار المخدّرات والجريمة المنظّمة والاتّجار بالبشر، وآلاف الصور السلبيّة المؤلمة والقاتلة للوطن والناس وللماضي والحاضر والمستقبل!
ولاحقا كشف مركز صقر للدراسات في 2009 أنّ الاحتلال تسبب بمقتل مليوني عراقيّ، وخلف أكثر من مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم حتى نهاية 2008!

وكان من أبرز آثار الاحتلال انهيار المؤسّسات الصحّيّة والخدميّة وعشرات آلاف الإصابات بالسرطانات المتنوّعة، وانتشار المخلّفات العسكريّة ومنها أكثر من 20 مليون لغم أرضيّ، وتسرّب عشرات آلاف الطلبة من المدارس، وغيرها!

وكذلك جرائم النهب لأكثر من 126 طنّا من الذهب ومليار الدولارات والعملات الصعبة، وأكثر من مليون ونصف قطعة أثريّة، فضلا عن الخسائر الفادحة في القطاعات التجاريّة العامّة والخاصّة!

والكارثة الأشدّ ظهرت بفوضى السلاح، وانتشار عشرات الجماعات المسلّحة الرسميّة وشبه الرسميّة، وهي اليوم من أكبر أسباب احتماليّة تعرّض العراق لعقوبات أمريكيّة عسكريّة واقتصاديّة ومصرفيّة!

مجزرة الاحتلال الأمريكيّ الأخطر تمثّلت بضياع هيبة الدولة، والإنسان وضياع طعم الحياة واستمرار التناحر الساسيّ والفساد الماليّ الذي سحق ألف مليار دولار، وأيضا انتشار المخدّرات والجريمة المنظّمة والاتّجار بالبشر، وآلاف الصور السلبيّة المؤلمة والقاتلة للوطن والناس وللماضي والحاضر والمستقبل!

فهل ستُمحى هذه الكوارث من الذاكرة العراقيّة؟

x.com/dr_jasemj67

مقالات مشابهة

  • تعليق المساعدات: تداعيات كارثية تهدد حياة ملايين اليمنيين
  • تداعيات واسعة لقرار تعليق المساعدات الأمريكية على اليمن.. هذه ملامحها
  • الإعلام الحكومي بغزة: 365 طفلاً يقبعون في سجون الاحتلال
  • الذاكرة العراقية على حافة النسيان!
  • لجنة الخارجية بمجلس النواب: ترحيل أهل غزة إلى ليبـيا “ادعاءات إعلامية مرفوضة”
  • في ظل تفاقم معاناة الأهالي.. الإعلام الحكومي بغزة ينفي إدخال بيوت متنقلة للإيواء مطلقا
  • بعد اجتماعها بالخبراء والمتخصصين..ننشر توصيات لجنة السياحة بالحوار الوطني
  • توصيات جلسة لجنة السياحة بالحوار الوطني.. بينها التوسع في منح التراخيص
  • جمال عبدالرحيم: النقابة لن تكون طرفا في أي قرار يتعلق بتأجيل انتخابات «الصحفيين»
  • صحة غزة تحذر من تداعيات نقص الأكسجين في مستشفيات قطاع غزة