جريدة الوطن:
2024-11-16@17:46:28 GMT

مواضع الألف الفارقة فـي الرسم الإملائي «3»

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

لا، بقيتْ سُنَّة الهرولة بين الميلَيْن ماضية، وباقية إلى يوم الدين؛ استنانًا بما فعلتْه أمُّنا هاجرُ مع ابنها إسماعيل (عليهما السلام)، فبقيت السنة، وحوفظ عليها، فكذلك هنا بقيتِ السُّنَّة في رسم ألف (مائة) رغم وجود النقط، والضبط، ولم تَعُدْ هناك مشكلة، ولكنْ، حرصًا على بيان جهود السلف، وتطوُّر رسم الكلمة بقيتِ الألف؛ تنبيهًا على ما كان من جهود كريمة لسلفنا الصالح من علماء الرسم، والأداء، فأهلُ الشام يرسمونها من غير ألف:(مئة)، وأهل مصر، ومَنْ لفَّ لَفَّهم يرسمونها بالألف:(مائة)؛ مراعاةً لتاريخ كتابتِها، وإظهارًا للجهود المبذولة من علمائنا الأبرار ـ رحمهم الله ـ وحفاظًا على تراث السلفِ المباركِ.


تلك كلمة عن طبيعة رسم لفظ (مائة) بألف، وبغير ألف، وقصَّتها، والرسمان صحيحان، والأصح منهما وضعُ الألف بعد الميم: إفرادًا، وتثنية (مائة ـ مائتان)، وحذفها في الجمع(مئات).
هذا للعلم، ولكيْ يمكنَكم أن تجيبوا إذا سئلتم عن الكلمة، وعن تاريخها، والأدق في رسمها، والأوفق، وإلا فرسماهما صحيحان، والله الموفق.
ألف كلمة (عمرو) عند النصب: حيث إنَّ كلمة (عمرو) قد زيد في آخرها الواو؛ تمييزًا لها عن الكلمة القسيم لها(عمر)؛ فإنّ بين(عُمَر) الممنوعة من الصرف، و(عَمْر) المصروفة، وتعمدتُ ـ كذلك ـ ترك رسم الواو هنا؛ لتعرفوا كم سيكونُ اللبس بينهما لو لم يضع الكرامُ من علمائنا تلك الألفَ عند النصب، أو لم يضعوا تلك الواو (رفعًا وجرًّا)، فمن المؤكد أنهم إن لم يضعوا تلك الواو (رفعًا وجرًّا) أو الألف (نصبًا) لالتبس الأمر بين العَلَمَيْنِ، ولحدث اضطرابٌ بينهما في الفهم، ولضاعت حقوقٌ كثيرة جراءَ عدمِ وضوح اللفظ رسمًا، ولتشابهه معه أخيه كتابةً، ولكنَّ أهل الأداء وضعوا الواو (رفعًا وجرًّا)، وأما عند النصب فجاءوا بالألف؛ حيث قلبوا الواو ألفًا نصبًا فقط؛ تمييزًا لها بين الممنوع من الصرف(عُمَر) الذي لا ينوَّن، ولا توضع بعد رائه ألف، و(عَمْرًا عند النصب) الذي توضع بعد رائه ألفًا؛ لأنه مصروف منون، فوضعت الألف لبيان الفارق الدلالي والمعنوي بين العلمين من جانب، ومن جانبٍ آخر لتفرِّق بين شريحتَيِ الممنوع من الصرف، والمصروف، وتكون مثل ألف:(خالد، ومحمد، ومحمود) في نحو:(كرمتُ خالدًا، وقابلتُ محمدًا، وزرتُ محمودًا)؛ وذلك لأنها تمتاز عن شريحة الممنوع الذي لا ينون، ويجر بالفتحة، بينما الممنوع هو ما لم يُنَوَّن، ويُجَر بالفتحة.
ولمزيد من التوضيح، نقول: تحذف الواو من كلمة (عمرو) إذا أضيفت إلى الضمير، لا إلى الاسم الظاهر، نحو:(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون)، وكقول عنترة بن شداد لعبلة:
لَعَمْرِي وَمَا عَمْرِي عَلَيَّ بِهَيِّنٍ
فَشُقِّي عَلَيَّ الْجَيْبَ يَابْنَةَ مَعْبَدِ
أما إذا أضيف إليها اسمٌ ظاهر بقيتِ الواوُ كما هي، نحو:(لعمرو الحق، إني لصادق)، و(لعمرو الله، إني لأقول الحقَّ، ولا أميل عنه قِيدَ أنملة).
ولعلك تتساءل: لم جاءت الواو رفعًا، وجرًّا، وجاءتِ الألف نصبًا؟، لِمَ لم تنقلب الواو ياءً جرًّا؟، وهو سؤال منطقيٌّ مشروع، فيجيب أهلُ الأداء: لأنها لو قُلِبَتْ ياءً لالتبست (عمري) بالقسم العربي المعروف: (لعمري)، فجاءت (لعمري) الأولى للقسم، وانقلبت الثانية ياء؛ لإضافتها إلى الضمير.

د.جمال عبدالعزيز أحمد
كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة – جمهورية مصر العربية
Drgamal2020@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إحالة عاطل وسيدة إلى المحاكمة بتهمة النصب على المواطنين بالقاهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أمرت جهات التحقيق، بإحالة  عاطل وسيدة بتهمة النصب على المواطنين بالقاهرة للمحاكمة، فيما هو منسوب إليهما من اتهامات.

أكدت معلومات وتحريات الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، قيام (عاطل ، وسيدة "لأحدهما معلومات جنائية") بتكوين تشكيل عصابى تخصص فى النصب والاحتيال على المواطنين، من خلال انتحال صفة موظفين وإيهام المواطنين بقدرتهما على إنهاء الإجراءات بالأجهزة الحكومية، والاستيلاء منهم على مبالغ مالية مقابل ذلك.

عقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا بنشاطهما الإجرامى، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.

مقالات مشابهة

  • الموافقة على دواء ألزهايمر "الممنوع" لعلاج حالات معينة من المرضى (تفاصيل)
  • الإفتاء توضح مواضع سكتات الصلاة الجهرية
  • «رسم وهاندميد».. مواهب الأطفال تتألق في قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية
  • وكالة الأدوية الأوروبية توافق على دواء الزهايمر الممنوع
  • أمال قرطام .. أصغر فنانة تشكيلية بدأت موهبتها فى "كى جى تو"
  • فوائده تفوق مخاطره.. أوروبا تقر علاج ألزهايمر "الممنوع"
  • إحالة عاطل وسيدة إلى المحاكمة بتهمة النصب على المواطنين بالقاهرة
  • مختص: اكتشافات “العلا وخيبر” الأثرية غير مسبوقة عالميا.. وتاريخها يعود إلى الألف السادس قبل الميلاد
  • إستمرار فعاليات البرنامج التدريبي للمشورة الأسرية بالمنيا
  • 15 يناير.. محاكمة «على غزال» في قضايا النصب