مواضع الألف الفارقة فـي الرسم الإملائي «3»
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
لا، بقيتْ سُنَّة الهرولة بين الميلَيْن ماضية، وباقية إلى يوم الدين؛ استنانًا بما فعلتْه أمُّنا هاجرُ مع ابنها إسماعيل (عليهما السلام)، فبقيت السنة، وحوفظ عليها، فكذلك هنا بقيتِ السُّنَّة في رسم ألف (مائة) رغم وجود النقط، والضبط، ولم تَعُدْ هناك مشكلة، ولكنْ، حرصًا على بيان جهود السلف، وتطوُّر رسم الكلمة بقيتِ الألف؛ تنبيهًا على ما كان من جهود كريمة لسلفنا الصالح من علماء الرسم، والأداء، فأهلُ الشام يرسمونها من غير ألف:(مئة)، وأهل مصر، ومَنْ لفَّ لَفَّهم يرسمونها بالألف:(مائة)؛ مراعاةً لتاريخ كتابتِها، وإظهارًا للجهود المبذولة من علمائنا الأبرار ـ رحمهم الله ـ وحفاظًا على تراث السلفِ المباركِ.
تلك كلمة عن طبيعة رسم لفظ (مائة) بألف، وبغير ألف، وقصَّتها، والرسمان صحيحان، والأصح منهما وضعُ الألف بعد الميم: إفرادًا، وتثنية (مائة ـ مائتان)، وحذفها في الجمع(مئات).
هذا للعلم، ولكيْ يمكنَكم أن تجيبوا إذا سئلتم عن الكلمة، وعن تاريخها، والأدق في رسمها، والأوفق، وإلا فرسماهما صحيحان، والله الموفق.
ألف كلمة (عمرو) عند النصب: حيث إنَّ كلمة (عمرو) قد زيد في آخرها الواو؛ تمييزًا لها عن الكلمة القسيم لها(عمر)؛ فإنّ بين(عُمَر) الممنوعة من الصرف، و(عَمْر) المصروفة، وتعمدتُ ـ كذلك ـ ترك رسم الواو هنا؛ لتعرفوا كم سيكونُ اللبس بينهما لو لم يضع الكرامُ من علمائنا تلك الألفَ عند النصب، أو لم يضعوا تلك الواو (رفعًا وجرًّا)، فمن المؤكد أنهم إن لم يضعوا تلك الواو (رفعًا وجرًّا) أو الألف (نصبًا) لالتبس الأمر بين العَلَمَيْنِ، ولحدث اضطرابٌ بينهما في الفهم، ولضاعت حقوقٌ كثيرة جراءَ عدمِ وضوح اللفظ رسمًا، ولتشابهه معه أخيه كتابةً، ولكنَّ أهل الأداء وضعوا الواو (رفعًا وجرًّا)، وأما عند النصب فجاءوا بالألف؛ حيث قلبوا الواو ألفًا نصبًا فقط؛ تمييزًا لها بين الممنوع من الصرف(عُمَر) الذي لا ينوَّن، ولا توضع بعد رائه ألف، و(عَمْرًا عند النصب) الذي توضع بعد رائه ألفًا؛ لأنه مصروف منون، فوضعت الألف لبيان الفارق الدلالي والمعنوي بين العلمين من جانب، ومن جانبٍ آخر لتفرِّق بين شريحتَيِ الممنوع من الصرف، والمصروف، وتكون مثل ألف:(خالد، ومحمد، ومحمود) في نحو:(كرمتُ خالدًا، وقابلتُ محمدًا، وزرتُ محمودًا)؛ وذلك لأنها تمتاز عن شريحة الممنوع الذي لا ينون، ويجر بالفتحة، بينما الممنوع هو ما لم يُنَوَّن، ويُجَر بالفتحة.
ولمزيد من التوضيح، نقول: تحذف الواو من كلمة (عمرو) إذا أضيفت إلى الضمير، لا إلى الاسم الظاهر، نحو:(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون)، وكقول عنترة بن شداد لعبلة:
لَعَمْرِي وَمَا عَمْرِي عَلَيَّ بِهَيِّنٍ
فَشُقِّي عَلَيَّ الْجَيْبَ يَابْنَةَ مَعْبَدِ
أما إذا أضيف إليها اسمٌ ظاهر بقيتِ الواوُ كما هي، نحو:(لعمرو الحق، إني لصادق)، و(لعمرو الله، إني لأقول الحقَّ، ولا أميل عنه قِيدَ أنملة).
ولعلك تتساءل: لم جاءت الواو رفعًا، وجرًّا، وجاءتِ الألف نصبًا؟، لِمَ لم تنقلب الواو ياءً جرًّا؟، وهو سؤال منطقيٌّ مشروع، فيجيب أهلُ الأداء: لأنها لو قُلِبَتْ ياءً لالتبست (عمري) بالقسم العربي المعروف: (لعمري)، فجاءت (لعمري) الأولى للقسم، وانقلبت الثانية ياء؛ لإضافتها إلى الضمير.
د.جمال عبدالعزيز أحمد
كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة – جمهورية مصر العربية
Drgamal2020@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
استولت على 290 مليون جنيه من 100 شركة.. سيدة أعمال تواجه هذه العقوبة
ضبطت أجهزة الأمن في مصر سيدة أعمال ، تمتلك شركة "وهمية" للخدمات البترولية، واثنين آخرين من شركائها، لاتهامهم بالاستيلاء على أموال من 100 شركة شهيرة.
وجاء القبض على المتهمين بعد تحقيقات في القضية والتي كشفت استيلاء المتهمين على مبالغ تتجاوز 290 مليون جنيه من 100 شركة.
تفاصيل نصب سيدة أعمالوقال المستشار منتصر هريدي، محام دفاع بعض الضحايا، إن تحريات إدارة مكافحة جرائم التزييف والتزوير بوزارة الداخلية، أوضحت أن مالكة الشركة واثنين من الموظفين لديها، ومتهم رابع هارب، كونوا تشكيلا عصابيا تخصص في النصب والاحتيال على أصحاب الشركات والمواطنين، من خلال إيهامهم والنصب عليهم ،بتوريد مواد تجارية وغذائية لشركات البترول.
وأكد هريدي، أن المتهمين أسسوا شركة وهمية للخدمات البترولية، واتخذوها مقرا للإيقاع بضحاياهم، والترويج لنشاطهم الوهمي، ما مكنهم من الاستيلاء على مبالغ مالية ضخمة، قبل أن يتم القبض عليهم.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالة المتهمين إلى جهات التحقيق لمباشرة أعمالها، فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم الهارب واستعادة الأموال المنهوبة.
واختتم بالتأكيد على أنه يسعي جاهدا مع المجني عليهم بإضافة أقوالهم وإثبات المبالغ المالية التي تحصل عليها المتهمين من المجني عليهم، موضحا أنه يوجد آخرين متورطين وجارٍ معرفة الكثير وإثبات حقوق الضحايا وإرجاع أموال الضحايا بالطرق القانونية أمام جهات التحقيق.
ويستعرض “صدى البلد” من خلال هذا التقرير عقوبة النصب فى قانون العقوبات.
عقوبة النصبتضمن قانون العقوبات فى المادة رقم 336 عقوبات رادعة لمرتكب جرائم النصب والاحتيال على المواطنين، على أن يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكًا له ولا له حق التصرف فيه وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة.
أما من شرع في النصب ولم يتممه فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة ويجوز جعل الجاني في حالة العود تحت ملاحظة البوليس مدة سنة على الأقل وسنتين على الأكثر".
فيما تنص المادة 338 على أن كل من انتهز فرصة احتياج أو ضعف أو هوى نفس شخص لم يبلغ سنه الحادية والعشرين سنة كاملة أو حكم بامتداد الوصاية عليه من الجهة ذات الاختصاص وتحصل منه إضرارا به على كتابة أو ختم سندات تمسك أو مخالصة متعلقة بإقراض أو اقتراض مبلغ من النقود أو شيء من المنقولات أو على تنازل عن أوراق تجارية أو غيرها من السندات الملزمة التمسكية يعاقب أيا كانت طريقة الاحتيال التي استعملها بالحبس مدة لا تزيد على سنتين، ويجوز أن يزاد عليه غرامة لا تتجاوز مائة جنيه مصري، وإذا كان الخائن مأمورا بالولاية أو بالوصاية على الشخص المغدور فتكون العقوبة السجن من ثلاث سنين إلى سبع".
ونصت المادة 339 على أن "كل من انتهز فرصة ضعف أو هوى نفس شخص وأقرضه نقودًا بأي طريقة كانت بفائدة تزيد عن الحد الأقصى المقرر للفوائد الممكن الاتفاق عليها قانونًا يعاقب بغرامة لا تزيد على مائتي جنيه، فإذا ارتكب المقرض جريمة مماثلة للجريمة الأولى في الخمس السنوات التالية للحكم الأول تكون العقوبة الحبس لمدة لا تتجاوز سنتين وغرامة لا تتجاوز خمسمائة جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين فقط، وكل من اعتاد على إقراض نقود بأي طريقة كانت بفائدة تزيد عن الحد الأقصى للفائدة الممكن الاتفاق عليها قانونًا يعاقب بالعقوبات المقررة بالفقرة السابقة".