مكي المغربي: قطر دائما في الموعد!
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
على الطائر الميمون يغادر رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى الدوحة ليلتقي شقيقه وشقيق كل السودانيين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر أرض العطاء والوفاء.
تأتي الزيارة والسودان في كرب عظيم وشر مستطير، ولكن إن كان في هذه المحنة فضيلة واحدة فقد أعلمت الشعب السوداني من هو صديقه من عدوه؟ من هو الذي يزيد النار حطبا ومن هو الذي يبسط يده بالخير والعون والسند بضمير نقي وقلب كبير؟
مواقف قطر مع السودان أكثر من أن تحصى، ولو توقفنا في محطة سلام دارفور وحدها لاحتجنا إلى مجلدات تحصي جهود السلام وما بعد السلام من تنمية وتعمير وبنيان.
ولو دلفنا إلى الواقع الآن لوجدنا الهلال الأحمر القطري والإنسان القطري الذي يتبرع جنبا إلى جنب مع حكومة قطر حفظها الله.
لو نظرنا للواقع كرة أخرى لوجدنا الآن أعدادا كبيرة من السودانيين يمموا وجه قطر من أجل البحث عن العمل الشريف في ظل هذه الضائقة، وهم محترفون ومهنيون رائعون سيشرفون السودان بإتقانهم وأمانتهم و وفائهم وينتظمون في ذات العقد الفريد المميز من أبناء السودان في قطر حيث يعملون في شتى المجالات، الطب والصيدلة والهندسة و البيطرة والإدارة والتعليم والأمن والعمل الحكومي والخاص وكل شيء، أما مجال الإعلام فحدث بنعمة الله، زملائي أفخر بهم شموسا مضيئة ونجوما ساطعة في سماء الإعلام الدولي الذي ينطلق من قطر.
وإن كانت لي مناشدة والتماس إلى سمو الأمير تميم حفظه الله وأيده فهي تتعلق ببعض الذين طرقوا أبواب الوظائف من أبناء السودان ولكن هنالك معيقات إجرائية تتعلق بأن ظروف الحرب أفقدت السودانيين بعض الوثائق مؤقتا وإلى حين استعادة المرافق الحيوية في السودان، على سبيل المثال تجد المتقدم للوظيفة لديه الشهادة الجامعية المعتمدة الموثقة ولكنه لا يستطيع استجلاب شهادة التفاصيل.
وها هنا دور السفارة السودانية كان حاضرا، بالإشارة والمخاطبة بوجود الوثائق مع بروز ظروف الحرب التي تستدعي زمنا إضافيا.
ألتمس المرونة والمهلة وأشفع لأبناء بلدي لأنهم يستحقون الشفاعة.
قطر شاركت في رفع البلاء عن السودانيين في مثل هذه الأمور، فقد استدعى استرداد قاعدة بيانات السجل المدني السوداني وبيانات الجوازات والهجرة والتي لا تقدر بثمن إلى شهرين ولكن ما أن تيسرت الأمور إلا وكانت قطر حاضرة بالخير وقامت بترحيل مصنع الجوازات الذي يعمل الآن في بورتسودان.
هذه الأزمة حفرت عميقا اسم قطر في الوجدان السوداني بالخير، و”فرزت الكيمان” أي ميزت الصفوف كما نقول في السودان.
هذه الأزمة التي نشطت فيها سفارة قطر وقامت بواجبها في أحلك الظروف، والسفير محمد إبراهيم السادة الذي تراه في لحظات الإجلاء العصيبة والفزع الذي ضرب الجميع يقوم بواجبه بثبات نادر، ولا تكاد تميزه من طاقم العمل في بعثة قطر، وقد حضر للسودان قبل أشهر فاستقبله السودان بهذا الابتلاء، ولله حكمة، فكأن الله ادخره لهذا الأمر الكبير لتبقى قطر دوما قدر التحدي والثقة.
نحن الآن في لحظة أخوية ذهبية مع قطر، هي ذات اللحظة التي أحرز فيها “المعز” ابن النيل وابن قطر هدفه الذهبي في مرمى اليابان في كأس آسيا فجعلنا نفخر بقطر ونفخر بالقدم السودانية التي ركضت وركلت من أجل بطولة قطر التي تستحقها، وتستحق أكثر منها.
وكأس العالم .. تلك قصة أخرى في ازدهار قطر وعجائبها في عهد تميم المجد والعطاء نأتيها في وقتها.
مكي المغربي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مؤتمر لندن.. ما هي مجموعة الاتصال الدولية التي أراد تشكيلها
مؤتمر لندن بالأمس كان هدفه النهائي هو تشكيل مجموعة اتصال دولية لإدارة الأزمة في السودان للوصول لوقف إطلاق نار وإيصال المساعدات والدفع نحو المفاوضات (تقرأ أيضا، لتجميد انتصارات الجيش وإدخال أسلحة للمليشيا ومحاولة إعادة شرعنتها وحليفتها تقدم بالمفاوضات)، ولمن لا يعرف ماذا تعني مجموعة اتصال دولية فهي مجموعة تتكون من دول عدة تشكل هيئة دولية غير رسمية ومؤقتة لإدارة ازمة سلام او أزمة أمنية لإحدي الدول، بالدارجي الواضح هي دول تتفق على الوصاية على دولة ما وإدارة ازمتها دون تفويض منها او طلب، كأمر واقع استغلالا لظروف هذه الدولة، الغرض الظاهر على الورق هو كلام الخير والإيمان لكن في الغالب الأعم يكون هدف هذه المجموعة هو استغلال الأزمة الجارية لتحقيق مصالحها داخل الدولة المعنية ولتمرير أجندتها بغلاف شرعي وبصورة ملعوبة وفنية،
مثال على هذه المجموعة، الآلية الرباعية التي شكلها الايقاد عقب اندلاع الحرب في يونيو 2023 من 4 دول هي كينيا إثيوبيا وجنوب السودان والصومال (كينيا واثيوبيا اتضح فيما بعد أنهما موظفتان من الدويلة والبقية تمومة جرتك) وحينها رفض السودان مخرجات هذه الآلية واعترض بصورة خاصة على ترأس كينيا لها وكانت هذه الآلية قد حاولت حينئذ فرض أجندات أجنبية ولم تعترف بالحكومة السودانية، ومثال إضافي قريب من ذلك في الآلية والأهداف، هي الرباعية الدولية والترويكا، وهي مجموعة اتصال مشكلة من أمريكا بريطانيا والسعودية والإمارات وتضاف إليهم النرويج، وهي آلية تبنت توجيه التغيير في السودان عقب ثورة ديسمبر وهي مسؤولة عن كل العك الذي لازم تلك الفترة ويشمل ذلك التلاعب بالفترة الانتقالية لتمكين قحت وتحويل هذه الفترة لمرحلة تغيير للهُوية وللهيكلة الاقتصادية حسب اشتراطات البنك الدولي وغيرها من الأجندة الخارجية التي لا تمت لأهداف الثورة بصلة، ثم أشرفت على الإطاري وتبنته وهو اتفاق ساهم في إشعال الحرب بمحاولته إعادة هيكلة الجيش وتطويل فترة دمج الدعم السريع او عمليا محاولة دمج الجيش في الدعم السريع.
خلاصة الأمر وبالرجوع لمؤتمر لندن أمس فإن بريطانيا حاولت بمؤتمر أمس تحقيق ما فشلت فيه عبر مجلس الأمن في جلسته الشهيرة التي دعت لها في نوفمبر الماضي والتي اعقبت لقاء التشاتام هاوس واجهضت بالفيتو الروسي ولكن هذه المرة بطريقة مجموعات الاتصال وهي الطريقة التي يتحايل بها الغرب دوماً على بيروقراطية الأمم المتحدة وتوافق عليها الأمم المتحدة ضمناً ويحاول بها فرض وصاية خفية وهندسة الأزمات وتوجيه دفتها لصالحه ولكن أراد الله ان يفشلوا هذه المرة أيضا ولله الحمد والمنة أولا وأخيرا..
Osman Abdelhalem
إنضم لقناة النيلين على واتساب