أبو الغيط: السودان يقترب أكثر من حالة الحرب الأهلية الشاملة
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
القاهرة: أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء 6 سبتمبر 2023، عن أسفه من استمرار القتال في السودان.
وقال أبو الغيط، خلال أعمال الدورة الـ160 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، إن "الأزمة في السودان لا تزال تتوالى فصولها، مخلفة كلفة هائلة بما يفوق الاحتمال على أبناء الشعب السوداني".
وأضاف أنه "مع استمرار القتال في المدن السودانية تتزايد أعداد الذين يفرون ويتركون بيوتهم، وتصير الحياة مستحيلة للسكان المدنيين، وتتداعى مؤسسات الدولة ومرافقها التي تقدم الخدمات الأساسية"، مشيرا إلى أن السودان يقترب أكثر من حالة الحرب الأهلية الشاملة.
وأكد أبو الغيط أن "المطلوب حاليا هو التحرك بشكل عاجل لتحقيق الحل الشامل للأزمة"، مشددا على ضرورة البدء بوقف مستدام لإطلاق النار في كل المدن السودانية، بما يهيئ السبيل للعودة للمسار السياسي الذي يضمن وحدة الدولة ومؤسساتها وقواتها المسلحة.
وتستمر منذ أكثر من 4 أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وحاولت أطراف عربية وأفريقية ودولية القيام بدور الوسيط لوقف إطلاق النار، لكن أي منها لم ينجح في التوصل إلى وقف القتال بشكل دائم حتى الآن.
وأعلن رئيس "الحركة الشعبية - أصحاب القضية الحقيقيين" في السودان، عبد الباقي قرفة، يوم أمس الثلاثاء، انضمامه ومعه مجموعاته المسلحة إلى قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي".
يأتي ذلك بعدما أكد قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الاثنين الماضي، أن قواته لا تسعى للاستيلاء على السلطة في السودان.
وقال حميدتي، في تسجيل صوتي منسوب إليه، إنه "ليس ضد الجيش ولا يوجد إنسان وطني يعمل ضد الجيش"، متهما قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بأنه هو من بدأ الحرب بمهاجمة مقرات الدعم السريع".
وأضاف: "نحن لم نخن والبرهان هو من خان الاتفاقات ورفض التوأمة بين الجيش والدعم السريع"، متابعا: "البرهان اتهمنا بالخيانة لكن الجيش بادر بمهاجمتنا وفرض علينا الحربعدد قوات الدعم السريع يزداد باستمرار".
بدوره، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، السبت الماضي، رفض بلاده لما وصفها "الإملاءات"، مرحبا بأي دعم يخدم إعادة الإعمار.
ونقلت وسائل إعلام سودانية عن البرهان قوله، خلال زيارته مناطق سنكات وجبيت بولاية البحر الأحمر، إن "الجيش السوداني والشعب متفقان على دحر التمرد".
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
السودان.. حرب بلا معنى
تحدثنا سابقا في هذا المكان عن السر الذي يكمن خلف غياب الأخبار التي تتناول أسماء أدبية من السودان رغم وجود أسماء أدبية لامعة مثل الطيب صالح ومحمد الفيتوري وإبراهيم إسحق وغيرهم، وتوقعت أن يكون هذا الغياب الإعلامي محصوراً فقط في الجانب الثقافي، لكن الذي يظهر جليا الآن هو أن هذا الغياب يشمل جانباً آخر لا يمكن تجاهله وخاصة في العصر التقني المجنون الذي نعيشه ونقصد بذلك الحرب المدنية الشرسة التي تدور رحاها في السودان الآن والذي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة أكثر من 150000 شخص وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص والمشكلة أن القادم أسوأ من ذلك بكثير إذا لم يتحرك العالم لإيقاف هذه الحرب المدمرة.
لا يبدو أن السودان يحمل أهمية كبيرة للغرب الأبيض حيث لم تتحرّك الأمم المتحدة لإيقاف هذه الحرب ولم نر منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى تتمركز في الخرطوم لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة التي يحتاجها المكلومين هناك. من الجوانب المظلمة في هذه الحرب جرائم الاعتداء الجنسي التي أصبحت بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة “منتشرة” في هذه الحرب رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. التعذيب والتجويع والسرقة جرائم أخرى ترتكب يوميا.
وربما يكون هذا الغياب بسبب صعوبة فهم الطبيعة الديموغرافية للسودان؛ حيث يجد البعض صعوبة في التفريق بين الطرفين بنفس الطريقة التي يميزون بها الصراع في غزة، على سبيل المثال، بين قوات الاحتلال الصهيوني الذين يمثّلون الجانب الشرير والفلسطينيين أصحاب الأرض الذين يدافعون عن أرضهم ويقاومون من احتلّها ويمثّلون الجانب المظلوم في هذه الحرب. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يجد المتابع انقساما بين السودانيين أنفسهم إلى الدرجة التي يحملون فيها السلاح ضد بعضهم البعض. هذا بالإضافة إلى إشكالات قبلية لا تنتهي بين طرفي الصراع الذي بدأ في 2023 بين قوات الجيش السوداني النظامية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي بعد اختلاف على مقاسمة السلطة بينهما. خرجت ميليشيا الدعم السريع من رحم قوات الجانجويد التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور إبان حكم عمر البشير.
كل حزب يعتقد أنه سيكسب الحرب التي يبدو أنها ستطول. أصابع الاتهام تتجه إلى قوات الدعم السريع في ارتكاب جرائم الاغتصاب الجنسي والتعذيب والتجويع والسرقة في هذه الحرب الأمر الذي يجعل من هذه القوات الطرف الشرّير الظالم أمام العالم لأن الذي يرتكب هذه الجرائم والحماقات ضد مواطنيه لا يستحق أن يحكم أو يشارك في حكم هذا الوطن. وتتضح الأمور أكثر لدى المتابع البعيد من خارج السودان عندما يعرف حقيقة الدعم الذي يأتي من جهات خارجية تسعى لتحقيق مآربها التجارية الخاصة التي لا علاقة لها بالسودان. أما قادة الجيش النظامي فهم في ورطة لأنهم إن قدّموا التنازلات للميليشيا خسروا الوطن، وإن قاتلوها فستستمر هذه الحرب التي تؤدي إلى ذات النتيجة.
khaledalawadh @