(عدن الغد)خاص:

إعداد/ د. الخضر عبدالله:

الأستاذ (حسين لعور) من مواليد مدينة لودر عام 1952م، ينتمي إلى أسرة فاضلة ومعروفة في الوسط الأبيني، درس الابتدائية والمتوسط ونشأ في (لودر) وترعرع في أحضان مزارعها وجبالها ووديانها، هذه المنطقة المتواضعة التي أنجبت الكثير من الفرسان في سائر المضامير.

وبعد أن أنهى دراسته المتوسطة، أكمل تعليمه الجامعي بكلية الاتحاد سابقا وتخرج منها عام 1966م.

. عين الأستاذ (حسين) معلما بالمدارس الابتدائية ليبدأ رحلته مع التدريس متنقلا بين أغلب مناطق وقرى (لودر). 

وعند تأسيس ثانوية الشهيد (راجح سيف) كأول ثانوية بـ(لودر) حوالي عام 1975م، بتمويل من دولة الكويت الشقيقة، عين (لعور) مديرا لها، وأطلق عليه الرئيس علي ناصر محمد لقب (العميد) حسين لعور.. وتعد الثانوية من أقدم المراكز التعليمية بهذه المدينة ومن بين ثناياها تخرج الكثير من أبناء المديرية الذين يشغلون اليوم الكثير من المناصب هنا وهناك، وكان يؤمها الطلاب من مختلف القرى المجاورة حتى اللحظة، بل إنها كانت في أوقات سابقة الثانوية التي يؤمها الكثير من أبناء مديريات مكيراس والوضيع وجيشان وغيرها من المناطق التي أجبرتها مشاكل الثأر وشحة المياه على النزوح إلى هذه المدينة.

 العمدة الجسور

وكان (لعور) يتجشم الجهود الكبيرة المباركة في التعليم والإشراف على ذلك الصرح العلمي الذي استمر مشعل نور وهداية للأجيال حتى يومنا هذا.

لقد لاحت في مخيلتنا صورة ذلك العميد الهمام الأستاذ (حسين لعور)، وهو يتفقد الطابور الصباحي ببنطال أسود وقميص طقطق، يقف أمام الطابور ويتفقد الصفوف ويسأل عن الغائبين، وكأنه أحد القيادات العسكرية التي تقف في ذلك الموقف المهيب. كانت أياما صباحية لا تتكرر فيها نعد العدة لاستقبال يوم دراسي جديد. وفي كل مرة نراه يصول، ويجول في باحة الثانوية الفخمة يتفحص جدرانها وأركانها ويلتمس بعصاه بعض الطلاب المشاغبين وهم قلة إن لم نقل أقل القليل، وفي سويعات ما بعد الأصيل كان يفاجئنا بزيارة غير متوقعة إلى القسم الداخلي المتاخم للثانوية وتسمع الطلاب وهم يتقافزون.. لعور جاء لعور موجود.. كانت تعلن حالة الاستنفار بين الطلاب والكل يقف مذعورًا خشية المواجهة مع ذلك العمدة الجسور.

 لعور والواقع التعليمي

أثناء إدارة (لعور) لهذا الصرح التربوي عمل على إيجاد واقع تعليمي يتناسب مع مخرجات الجامعات التي تفتقر إليه اليوم، فخريج ثانوية الأمس ما يعادل اليوم ماجستير اليوم.

ولا يعلم كثير من أبناء هذا الجيل ما كان يبذله (العميد لعور) من جهد جهيد في مصالات الطلاب وتوجيههم وإرشادهم، وحفظ النظام والانضباط في ثانوية (لودر)، حتى تخرج منها الطلاب وغادروها جسدنا فظلت في قلوبهم محفورة إلى ما شاء الله.

 مدير كهرباء لودر

عقب إكمال خدمته التعليمية وحالته إلى التقاعد، ظل الأستاذ (حسين لعور) ملازما منزله على مرتب تقاعدي زهيد، وهنا توالت عليه المناصب والتعيينات وكان يرفضها جملة وتفصيلا، وبعد إلحاح من قبل بعض الشخصيات الاجتماعية بلودر، على أن يقوم بخدمة أبناء منطقته، صدر قرار التعيين من قبل السلطة المحلية بأبين، ليكون مديرا لإدارة كهرباء (لودر- مودية)، وفي فترة إدارته قدم خدمة كاملة للمناطق الوسطى بـ(أبين) في مجال الكهرباء حيث ظل المواطنون ينعمون بخدمة التيار الكهربائي، الرغم الظروف والعراقيل التي كان يواجهها في عمله.

ورغم سرطان (اللوبي) الذي كان ينخر بالمصالح الحكومية (بلودر) استمر يجتهد في خدمة الأهالي، وفي نفس الوقت محاولا إيجاد إصلاحات تقدمية ومستقبلية في تحسين مؤسسة الكهرباء بلودر.. إلا أن هذه المحاولات أضحت في خبر كان! بسبب جهات عليا تدخلت في عمله، ما اضطر إلى تقديم استقالته من منصب مدير الكهرباء نزيها عفيفا.. وأصبح معتكفا في منزله معتمدا على راتبه التقاعدي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

 تحية وتقدير

ما نقدمه اليوم في هذه السطور المتواضعة، إلا لفتة كريمة لهذه الهامة التربوية.. فألف تحية لهذا العملاق الذي بقيت ذكراه خالدة في أذهاننا.. والتحية لكل التربويين العظام من ذلك الرعيل المخلص الذي أفنوا حياتهم في خدمة تعليم الأجيال.


 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

وزارة التعليم العالي: تعليم مرن استثمار في العقول يقود إلى التقدم والريادة



التعليم العالي… تعليم مرن، استثمار في العقول، يقود إلى التقدم والريادة

الإطار المرجعي الإسترشادي للتعليم العالي في جمهورية مصر العربية

يواكب التعليم العالي في جمهورية مصر العربية التحولات السريعة في سوق العمل، التي تُعززها الطفرات التكنولوجية والتغيرات الاقتصادية العالمية. وتشير التقارير الحديثة، مثل "استطلاع مستقبل الوظائف 2023" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أهمية "تطوير المهارات التقنية والحياتية" لمواكبة المتطلبات الجديدة، لا سيما في ظل تزايد الاعتماد على "الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات". كما تفرض الأتمتة تحديات وفرصًا تتطلب "استراتيجيات مرنة" لإدارة التغيرات المستقبلية.  

شهد التعليم العالي تطورًا عبر أجياله المختلفة، وصولًا إلى "جامعات الجيل الرابع" التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، والتعلم المرن، والابتكار، بما يتلاءم مع طبيعة الأجيال الحالية والمستقبلية، مثل "الجيل زد وجيل ألفا"، اللذين زامنا بيئة رقمية متسارعة. ويبرز في هذا السياق "دور المناهج التعليمية المتطورة" في تحقيق التوازن بين "التطور التقني والجوانب الاجتماعية/الإنسانية"، مع التركيز على التعلم النشط، والتفكير النقدي، وريادة الأعمال.

يهدف هذا "الإطار المرجعي الاسترشادي" إلى وضع "معايير حديثة" تدعم جودة التعليم العالي في مصر، من خلال محتوى أكاديمي مرن، وبيئة تعليمية متكاملة، ودور فعّال لأعضاء هيئة التدريس" كموجهين" لتعزيز "الإبداع والتفاعل الفعّال" بين الطلاب، بما يضمن قدرتهم على مواكبة متطلبات سوق العمل والمساهمة في تنمية المجتمع.

مقالات مشابهة

  • طلاب اليمن في الهند ومصر يحتجون للمطالبة بحقوقهم
  • وزارة التعليم العالي: تعليم مرن استثمار في العقول يقود إلى التقدم والريادة
  • درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء في اليمن
  • استراتيجيات غسل العقول بالمتناقضات
  • سعر الذهب في اليمن اليوم.. الأربعاء 5-2-2025
  • اليمن.. يوسفُ العرب الذي سيُعيد المجد من رُكام الخيانة
  • خروج عبدالله حسين ضربة موجعة ضد المليشيا التي وجدت نفسها محاصرة من كل النواحي
  • بمناسبة اليوم العالمي للتعليم محافظة مأرب تحيي ملتقا تربويا لحماية الأجيال من خرافات السلالة
  • تاريخ اليوم القبطي.. النهاردة كام طوبة 2025؟
  • تقرير حقوقي يكشف جرائم الحملة العسكرية الحوثية في حنكة آل مسعود تعد من أسوأ الجرائم في تاريخ اليمن