جريدة الوطن:
2025-04-02@20:52:32 GMT

رأي الوطن : تعزيز الثروة المائية عبر الاستمطار

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

يُعدُّ الاكتفاء المائيُّ إحدى أكبر المعضلات التي يواجهها العالَم في العصر الحديث، خصوصًا في البلاد الجافَّة وشِبْه الجافَّة مِثل سلطنة عُمان، حيث يبلغ العجز المائيُّ في البلاد بحوالي (316) مليون متر مكعَّب كُلَّ عامٍ، وهو رقم كبير يؤثِّر على الاحتياجات المائيَّة، لذا حرصت السَّلطنة على الاهتمام الكبير بقِطاع المياه منذ بداية مَسيرة النهضة العُمانيَّة المباركة، حيث وضعت الخطط والبرامج الكفيلة بسدِّ هذا العجز المائيِّ، واعتمدت ـ في سبيل ذلك ـ على عدَّة طُرق تعمل أوَّلًا على ترشيد المياه وعدم إهدارها، وتعتمد على تنفيذ مشروعات السدود بمختلف أنواعها نظرًا لأهمِّيتها في تغذية الخزَّان الجوفيِّ والحدِّ من تداخل مياه البحر بخزَّانات التغذية الجوفيَّة، إلى جانب دَوْرها في توفير مزيدٍ من المياه الجوفيَّة لضمان استمراريَّة المشروعات التنمويَّة المختلفة.


إنَّ الجهود التي تبذلها السَّلطنة لَمْ تتوقَّف عِنْد بناء السدود، لكنَّها سَعَتْ إلى استجلاب التقنيَّات المطلوبة التي تتواءم مع الطبيعة لزيادة الموارد المائيَّة، مِثل تحلية مياه البحر، ومياه الصَّرف المعالَجة، إلَّا أنَّ الاستمطار الاصطناعيَّ كان أحَدَ أهمِّ الحلول وأبرزها، حيث أقيمت )12) محطَّة استمطار اصطناعيٍّ تعمل بـ(تقنيَّة الأيُّونات)، حيث تُعدُّ الأمطار المصدر الرئيس لتغذية الموارد المائيَّة المُتجدِّدة، حيث تتكوَّن المياه الجوفيَّة من تخزين كميَّات من مياه الأمطار في مختلف الطبقات الصخريَّة الحاملة للمياه تحت سطح الأرض لِتستخرجَ لاحقًا عن طريق الآبار والأفلاج والعيون، وتُعدُّ تقنيَّة الاستمطار من التقنيَّات التي أثبتت نجاحها في تعزيز هطول الأمطار خلال السنوات الست الماضية بنسبة (من 15 إلى 18 بالمئة).
ومن هذا المنطلق، يعكف مركز الاستمطار الاصطناعيِّ بوزارة الثروة الزراعيَّة والسمكيَّة وموارد المياه على إعداد الدراسات والبحوث حَوْلَ التقنيَّات الجديدة والتي من شأنها تحديث وتطوير منظومة الاستمطار مِثل مشروع الاستمطار بالطائرات المُسيَّرة (الدرون) والتي يأمل أنْ تغطيَ المناطق التي يصعب استخدام المحطَّات الأيونيَّة الحاليَّة فيها، ويعمل المركز على تجربة مشروع مُجمَّعات الطَّاقة الشمسيَّة بمحافظة شمال الشرقيَّة لاستهداف مناطق أقلّ ارتفاعًا من مواقع المحطَّات الحاليَّة، وغيرها من الحلول التي تعتمد على تقنيَّات حديثة تتواكب مع البيئة العُمانيَّة؛ وذلك بحثًا عن حلول وبدائل لمواجهة العجز المائيِّ، وتوفير الكميَّات التي تحتاجها البلاد في مشاريعها الزراعيَّة.
ولعلَّ البحث عن تقنيَّات جديدة لتحقيق الاستمطار الاصطناعيِّ جهد محمود، خصوصًا إذا كان يعتمد على تقنيَّات آمنة للبيئة على غرار التقنيَّة الأيونيَّة، حيث تعمل المحطَّة بكامل أجزائها في التقنيَّة الأيونيَّة بالطَّاقة الشمسيَّة، حيث يتمُّ إنتاج الأيُّونات سالبة الشحنة من الباعث الأيُّونيِّ بواسطة مصدر جهد عالٍ فتحمل التيَّارات الهوائيَّة الصَّاعدة هذه الأيُّونات إلى طبقات الجوِّ العُليا عِنْد قاعدة السُّحب وعِنْد وصولها تتجمع قطرات الماء الموجودة في السُّحب حَوْلَ هذه الأيُّونات فيزداد حجم قطرات الماء لِتصبحَ قطرات ثقيلة ثمَّ تسقط من السُّحب وتُعزِّز كميَّة التساقط المطريِّ. ويبقى الطريق ممهَّدًا نَحْوَ استحداث طُرقٍ جديدة للاستمطار الاصطناعيِّ شريطة أنْ تكُونَ تلك الطُّرق آمنةً وصديقةً للبيئة، ولا تختلف عن الطُّرق الطبيعيَّة في المنتج النهائيِّ.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عقار ومناوي مفروض يتحركوا من خانة قادة حركات الهامش لي رموز وطنية لكل السودان

عقار ومناوي مفروض يتحركوا من خانة قادة حركات الهامش الساعية لاقتسام السلطة والثروة باسم أهلهم لي رموز وطنية لكل السودان ..

الفرصة قدامهم يكونوا من ضمن الآباء المؤسسين للدولة السودانية ،، و اظن انهم لا تنقصهم لا الكاريزما و لا سعة الأفق السياسي ،، حقو يدركوا انو الشمال و الوسط دا ما عنصري ابدا ،، و انهم حاليا عندهم رصيد سياسي و معنوي كبير جدا عند كثير من السودانيين في كل الأنحاء …

ما حقو يخلو مشاريعهم القديمة و عنصريي المركز يسوقوهم لي خيارات خاطئة ،، الأصوات العنصرية في كل الجهات عالية و لكنها لا تمثل الغالبية الراغبة في السلام و الاخاء و البناء .
و يبقى التحدي الحقيقي زيما قال Haliem Abbas هو تغيير الاطار السياسي من عقلية اقتسام الثروة و السلطة لعقلية بناء الدولة ،، لو تم بناء دولة كفؤة ستفيض الثروة و الوظائف أكثر من شح نفوس السياسيين ،، أما اذا واصلت النخب بنفس العقلية القديمة فلن يجدوا ما يقتسموه أو على أقل تقدير سيكون أقل كثيرا من إمكانيات السودان و موارده المتاحة للإستغلال ..

في النهاية بقول اللهم انا نعوذ بك من تجارب مريرة لا تورث حكمة ..

Omar Salam

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أغنياء العرب وحجم ثرواتهم في 2025
  • اتفاقية "مهمة" ضمنت حقوق العراق المائية لعشر سنوات
  • عقار ومناوي مفروض يتحركوا من خانة قادة حركات الهامش لي رموز وطنية لكل السودان
  • تحصين 151 ألف رأس ماشية ضد أمراض الحمي القلاعية والوادي المتصدع بالجيزة
  • وزير الري يتابع الموقف المائي خلال إجازة عيد الفطر
  • الثروة العالمية تقفز إلى 16 تريليون دولار.. من يهيمن على قائمة فوربس للمليارديرات؟
  • بعد اجتماع طارئ.. ذي قار تعلن زيادة حصصها المائية
  • بينها تحسين السلالات.. الزراعة: خطط واستراتيجيات لتطوير الثروة الحيوانية في البلاد
  • تقرير اكاديمي يقول إن المغرب أصبح "حديقة الخضروات لأوروبا" على حساب موارده المائية
  • تقرير: المغرب يقع فوق ثروة معدنية هائلة