رأي الوطن : تعزيز الثروة المائية عبر الاستمطار
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
يُعدُّ الاكتفاء المائيُّ إحدى أكبر المعضلات التي يواجهها العالَم في العصر الحديث، خصوصًا في البلاد الجافَّة وشِبْه الجافَّة مِثل سلطنة عُمان، حيث يبلغ العجز المائيُّ في البلاد بحوالي (316) مليون متر مكعَّب كُلَّ عامٍ، وهو رقم كبير يؤثِّر على الاحتياجات المائيَّة، لذا حرصت السَّلطنة على الاهتمام الكبير بقِطاع المياه منذ بداية مَسيرة النهضة العُمانيَّة المباركة، حيث وضعت الخطط والبرامج الكفيلة بسدِّ هذا العجز المائيِّ، واعتمدت ـ في سبيل ذلك ـ على عدَّة طُرق تعمل أوَّلًا على ترشيد المياه وعدم إهدارها، وتعتمد على تنفيذ مشروعات السدود بمختلف أنواعها نظرًا لأهمِّيتها في تغذية الخزَّان الجوفيِّ والحدِّ من تداخل مياه البحر بخزَّانات التغذية الجوفيَّة، إلى جانب دَوْرها في توفير مزيدٍ من المياه الجوفيَّة لضمان استمراريَّة المشروعات التنمويَّة المختلفة.
إنَّ الجهود التي تبذلها السَّلطنة لَمْ تتوقَّف عِنْد بناء السدود، لكنَّها سَعَتْ إلى استجلاب التقنيَّات المطلوبة التي تتواءم مع الطبيعة لزيادة الموارد المائيَّة، مِثل تحلية مياه البحر، ومياه الصَّرف المعالَجة، إلَّا أنَّ الاستمطار الاصطناعيَّ كان أحَدَ أهمِّ الحلول وأبرزها، حيث أقيمت )12) محطَّة استمطار اصطناعيٍّ تعمل بـ(تقنيَّة الأيُّونات)، حيث تُعدُّ الأمطار المصدر الرئيس لتغذية الموارد المائيَّة المُتجدِّدة، حيث تتكوَّن المياه الجوفيَّة من تخزين كميَّات من مياه الأمطار في مختلف الطبقات الصخريَّة الحاملة للمياه تحت سطح الأرض لِتستخرجَ لاحقًا عن طريق الآبار والأفلاج والعيون، وتُعدُّ تقنيَّة الاستمطار من التقنيَّات التي أثبتت نجاحها في تعزيز هطول الأمطار خلال السنوات الست الماضية بنسبة (من 15 إلى 18 بالمئة).
ومن هذا المنطلق، يعكف مركز الاستمطار الاصطناعيِّ بوزارة الثروة الزراعيَّة والسمكيَّة وموارد المياه على إعداد الدراسات والبحوث حَوْلَ التقنيَّات الجديدة والتي من شأنها تحديث وتطوير منظومة الاستمطار مِثل مشروع الاستمطار بالطائرات المُسيَّرة (الدرون) والتي يأمل أنْ تغطيَ المناطق التي يصعب استخدام المحطَّات الأيونيَّة الحاليَّة فيها، ويعمل المركز على تجربة مشروع مُجمَّعات الطَّاقة الشمسيَّة بمحافظة شمال الشرقيَّة لاستهداف مناطق أقلّ ارتفاعًا من مواقع المحطَّات الحاليَّة، وغيرها من الحلول التي تعتمد على تقنيَّات حديثة تتواكب مع البيئة العُمانيَّة؛ وذلك بحثًا عن حلول وبدائل لمواجهة العجز المائيِّ، وتوفير الكميَّات التي تحتاجها البلاد في مشاريعها الزراعيَّة.
ولعلَّ البحث عن تقنيَّات جديدة لتحقيق الاستمطار الاصطناعيِّ جهد محمود، خصوصًا إذا كان يعتمد على تقنيَّات آمنة للبيئة على غرار التقنيَّة الأيونيَّة، حيث تعمل المحطَّة بكامل أجزائها في التقنيَّة الأيونيَّة بالطَّاقة الشمسيَّة، حيث يتمُّ إنتاج الأيُّونات سالبة الشحنة من الباعث الأيُّونيِّ بواسطة مصدر جهد عالٍ فتحمل التيَّارات الهوائيَّة الصَّاعدة هذه الأيُّونات إلى طبقات الجوِّ العُليا عِنْد قاعدة السُّحب وعِنْد وصولها تتجمع قطرات الماء الموجودة في السُّحب حَوْلَ هذه الأيُّونات فيزداد حجم قطرات الماء لِتصبحَ قطرات ثقيلة ثمَّ تسقط من السُّحب وتُعزِّز كميَّة التساقط المطريِّ. ويبقى الطريق ممهَّدًا نَحْوَ استحداث طُرقٍ جديدة للاستمطار الاصطناعيِّ شريطة أنْ تكُونَ تلك الطُّرق آمنةً وصديقةً للبيئة، ولا تختلف عن الطُّرق الطبيعيَّة في المنتج النهائيِّ.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي: هناك اتفاق أوروبي على ضرورة حماية الأمن المصري المائي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، أن المباحثات مع الاتحاد الأوروبي تركزت على أهمية التشاور بين مصر ودول الاتحاد بشأن "ميثاق المتوسط" المزمع إطلاقه.
وأوضح خلال مؤتمر صحفي جمعه مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الشرق الأوسط، الذي نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا الميثاق يمثل خطوة هامة في تعزيز التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط في مجالات متعددة، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والأمنية والبيئية.
وأكد عبد العاطي، أن هناك توافقًا أوروبيًا على ضرورة حماية الأمن المائي المصري، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها مصر في هذا المجال.
وأشار إلى أن هذا التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي سيعزز سبل التعامل مع قضايا المياه، خصوصًا في إطار التهديدات المتعلقة بالموارد المائية.