صحيفة أثير:
2025-03-18@04:24:30 GMT

قراءة في “تعال ننزع وجهك” لـ “طلال الصلتي”

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

قراءة في “تعال ننزع وجهك” لـ “طلال الصلتي”

أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري

عن طريق كبار الحومة، وصلت إلى طلال الصلتي، فرحّب بي ومدّني بكتابيه مشكورا وإنّي سأختار مجموعته الأولى الصادرة سنة 2018 وسأعود إلى الثانية الصادرة سنة 2020 مرّة أخرى، واخترت أن أبدأ تعريفي به وقراءة شعره بأوّل قصيدة نشرها في كتابه “تعال ننزع وجهك” تحت عنوان “تمهيد”، إيمانا بأنّ الشاعر يستظهر ببطاقة تعريفه أمام القارئ في أوّل مصافحة، ففيها بصمته وهويّته وبعض من نفسه، لذا اقتطفت هذه المقاطع القصيرة من القصيدة لنفهم بعض الشيء، هذا الشاعر العُماني الشاب الطافح بالكلمة والصورة والمعنى:

“لا تهرب من وجهك.

.
أمعن في المرآة إليه النظرا
سترى فوق جبينك قمرا
وترى تحت جبينك قمرا
وترى غابة وجدكَ..
وترى ريحا
تُحني الغابة وترا
وترى ولدا أسمر يمشي
فوق شفاه الضفّة حذرا
يحمل في يده صحراءً
يعصرها في فمه مطرا
لا تهرب من وجهك..
مهما أبداك منكسرا”

بهذا المقطع الافتتاحي، وضعنا الشاعر في سكة العناد الجميل؛ وهل ينفع مع الشعراء العناد، أعتقد أنّنا ظفرنا بمبدع متحدّ واثق من نفسه ومن موهبته وقلمه، ثمّ إنّي أعرف الشاعر من جملة وحيدة يقولها، وقد قال جملا تنزّ بشعرية وإن كانت في بدايتها ككلّ مولود يحتاج الوقت والعناية والجهد لكي يصير فحلا.

في القصائد الأولى ثمّة نبرة هجائية وإن ما زلت في بدايتها كقصيدة (غرفتي) فهي أيّ الغرفة تصير مأوى غريب وستره تخفيه عن المغرضين، تحجب عنهم فجر ميلاده، وتعلو النبرة قليلا في قصيدة (تدحرج) إذ يقول الشاعر:
“عندما كنّا في السهل..
كانوا يدحرجون الحجارة علينا كي لا نصعدْ
أمّا وقد صعدنا..
هاهم يدحرجون أنفسهم واحدا واحدا”

في كلامه تحضير لصراع مع السابقين أو الفاعلين في مشهد ما، على كلّ أنا شخصيا أميل لمثل هذه النفوس التي يخلق حربا أو منافسة، إن فُقدت فلا حياة بدون تزاحم بالمناكب والعزائم والقصائد.

ثمّة قصيدة بعنوان “موت” نقرأ فيها علاقة الشاعر بهادم اللذات ومفرّق الجماعات بطريقة محبّبة للنفس، فالموت يصبح حركة من الحركات فيقول: (طار) ويصبح فعل من أفعال الحياة فيقول الشاعر المخفّف على نفسه (نام)، أعتقد أنّه نجح في استيعاب الموت والتقليل منه وتهميشه إن جاز القول، لقد ارتاح وأراح إذ تخلّص منه بهذه الطريقة الشعرية الرهيفة الجميلة:

“نزحف من تحت سياج الشوك وأعيننا للأسفلْ
كيف سنعرف أنّ نهاية هذا الدرب بياض مقفلْ؟
……
جدّي كان ضحوك السنّ
وكان الآخر صارمْ
حين صحوتُ علمتُ بأنّ الأوّل طارَ
وأنّ الآخر نامْ”

توقّفت عند هذا المقطع المأخوذ من قصيدة (أسماء) الموجودة وسط المجموعة، توقّفت لأتمعن في المعنى الطافح منه، فالشاعر الحقّ من يكون مثل طلال الصلتي وإن كان في بداية مسيرته، يكون خائفا من ظلم يسلّطه عليه الناقد أو قارئ نصّه، لذا بيّن منذ مستهل الكتابة الابداعية أنّه لا يخشى شيئا إلا قلم يتعهد بالوضوح والتفسير لكنه قد يخطأ غالبا في ما يسعى إليه، لذا وجب التذكير بصعوبة الجملة الشعرية على الناقد، إلا من رحم ربي، قال الشاعر:

“الضوء عدّوي
لست سوى الظلّ
عدّوي الضوء يفصلّنا
أنا متن النصّ ويظلمني..
الناقد حين يؤولنا”

وفي هذه الإطلالة السريعة على بذرته الشعرية الأولى، “تعال ننزع وجهك” نترككم مع هذا الانتقاء الأخير، ريثما نولي الاهتمام بمجموعته الثانية “وكنت أحفر في صدري”، يقول الشاعر في قصيدة بعنوان (حفرْ) وهي منحوتة لعشق ربّاني إنساني:

“منحوتة ما أبدع النّاحتا
شفاهها، والمشمشَ النابتا
تمتدّ عيناي إلى وجهها
نورا، فيغدو غيره باهتا
حيّية لولا تقاسيمها
تصرخ بي صراخها الصامتا
لولا تجنّيها على أضلعي
تنبش فيها الزمن الفائتا
لساعة غرقت في سُبحتي
أحفر في المنحوتة الناحتا”

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟ الإفتاء تجيب

هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية. 

وقالت دار الإفتاء المصرية فى إجابتها عن السؤال عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، إن قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح جائزة. 

واستدلت بأنه ثبت أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كان يَؤُمها غلام لها صغير يقرأ من المصحف.

هل ثواب قراءة القرآن من الهاتف أقل من المصحف الورقي؟.. الإفتاء تجيبدعاء ختم القرآن مكتوب كامل .. ردده وتضرع إلى الله بههل يشترط ختم القرآن في رمضان؟.. تعليق الفقهاءحكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن قراءةَ بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سُنَّة في الركعتين الأُولَيَيْن من الصلاة، وذلك للإمام، قال الله تعالىٰ: {... فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ... } [المزمل:20]، ولو تُرِكَتِ القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة.

وأضاف أن الأصل في الصَّلاةِ أن تكون قراءةُ القرآن فيها عن ظَهْرِ قَلبٍ وليست من المصحف؛ لذا جعل النَّبِيُّ ﷺ معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن؛ لظاهر قوله ﷺ: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» رواه البخاري.

أما قراءةُ المُصَلِّي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلة - في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا.

وقد استدلُّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: «كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ» رواه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغة الجَزم.

وتابع: “فرَّق المالكية بين الفرض والنفل، فَرَأَوا كراهةَ قراءة المصلِّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقًا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها؛ لاشتغاله غالبًا، ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهةٍ؛ لأنه يُغتفَرُ فيها ما لا يُغتفَرُ في الفرض”.

بينما يرى الحنفية أنَّ القراءةَ من المصحف في الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية؛ لأنَّ حمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق، عملٌ كثير.

وقال المركز إنه بناءً على ما سبق فإنَّ الأفضلَ والأَولَىٰ للمصلِّي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله ﷻ المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ... } [العنكبوت:49]، ولأن السُّنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب.

فإن عجز عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام؛ فعندئذٍ يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.

حكم القراءة من المصحف في صلاة الفرض 

قالت دار الإفتاء، إن القراءة من المصحف في صلاة الفرض جائزة، ولا مانع للمصلي من القراءة من المصحف سواء يصلي الفرض أو السنة.

مقالات مشابهة

  • قراءة في كتاب: “الطريق التجاري من حَجر اليمامة إلى البصرة”
  • القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة
  • الاتحاد يشترط عرضًا مناسبًا لاحتراف نجمه
  • ‏قراءة في خطاب “حميدتي”
  • هل تخضع اليمن؟ قراءة في وهم التحالف الصهيوأمريكي
  • هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟ الإفتاء تجيب
  • هل ثواب قراءة القرآن من الهاتف أقل من المصحف الورقي؟.. الإفتاء تجيب
  • نجوم النعائم
  • ترامب يؤكد مقتل زعيم “داعش” في العراق
  • الحرب ستشتعل في الضعين؛ قراءة في المشهد القادم!