صحيفة أثير:
2024-11-14@03:01:48 GMT

قراءة في “تعال ننزع وجهك” لـ “طلال الصلتي”

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

قراءة في “تعال ننزع وجهك” لـ “طلال الصلتي”

أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري

عن طريق كبار الحومة، وصلت إلى طلال الصلتي، فرحّب بي ومدّني بكتابيه مشكورا وإنّي سأختار مجموعته الأولى الصادرة سنة 2018 وسأعود إلى الثانية الصادرة سنة 2020 مرّة أخرى، واخترت أن أبدأ تعريفي به وقراءة شعره بأوّل قصيدة نشرها في كتابه “تعال ننزع وجهك” تحت عنوان “تمهيد”، إيمانا بأنّ الشاعر يستظهر ببطاقة تعريفه أمام القارئ في أوّل مصافحة، ففيها بصمته وهويّته وبعض من نفسه، لذا اقتطفت هذه المقاطع القصيرة من القصيدة لنفهم بعض الشيء، هذا الشاعر العُماني الشاب الطافح بالكلمة والصورة والمعنى:

“لا تهرب من وجهك.

.
أمعن في المرآة إليه النظرا
سترى فوق جبينك قمرا
وترى تحت جبينك قمرا
وترى غابة وجدكَ..
وترى ريحا
تُحني الغابة وترا
وترى ولدا أسمر يمشي
فوق شفاه الضفّة حذرا
يحمل في يده صحراءً
يعصرها في فمه مطرا
لا تهرب من وجهك..
مهما أبداك منكسرا”

بهذا المقطع الافتتاحي، وضعنا الشاعر في سكة العناد الجميل؛ وهل ينفع مع الشعراء العناد، أعتقد أنّنا ظفرنا بمبدع متحدّ واثق من نفسه ومن موهبته وقلمه، ثمّ إنّي أعرف الشاعر من جملة وحيدة يقولها، وقد قال جملا تنزّ بشعرية وإن كانت في بدايتها ككلّ مولود يحتاج الوقت والعناية والجهد لكي يصير فحلا.

في القصائد الأولى ثمّة نبرة هجائية وإن ما زلت في بدايتها كقصيدة (غرفتي) فهي أيّ الغرفة تصير مأوى غريب وستره تخفيه عن المغرضين، تحجب عنهم فجر ميلاده، وتعلو النبرة قليلا في قصيدة (تدحرج) إذ يقول الشاعر:
“عندما كنّا في السهل..
كانوا يدحرجون الحجارة علينا كي لا نصعدْ
أمّا وقد صعدنا..
هاهم يدحرجون أنفسهم واحدا واحدا”

في كلامه تحضير لصراع مع السابقين أو الفاعلين في مشهد ما، على كلّ أنا شخصيا أميل لمثل هذه النفوس التي يخلق حربا أو منافسة، إن فُقدت فلا حياة بدون تزاحم بالمناكب والعزائم والقصائد.

ثمّة قصيدة بعنوان “موت” نقرأ فيها علاقة الشاعر بهادم اللذات ومفرّق الجماعات بطريقة محبّبة للنفس، فالموت يصبح حركة من الحركات فيقول: (طار) ويصبح فعل من أفعال الحياة فيقول الشاعر المخفّف على نفسه (نام)، أعتقد أنّه نجح في استيعاب الموت والتقليل منه وتهميشه إن جاز القول، لقد ارتاح وأراح إذ تخلّص منه بهذه الطريقة الشعرية الرهيفة الجميلة:

“نزحف من تحت سياج الشوك وأعيننا للأسفلْ
كيف سنعرف أنّ نهاية هذا الدرب بياض مقفلْ؟
……
جدّي كان ضحوك السنّ
وكان الآخر صارمْ
حين صحوتُ علمتُ بأنّ الأوّل طارَ
وأنّ الآخر نامْ”

توقّفت عند هذا المقطع المأخوذ من قصيدة (أسماء) الموجودة وسط المجموعة، توقّفت لأتمعن في المعنى الطافح منه، فالشاعر الحقّ من يكون مثل طلال الصلتي وإن كان في بداية مسيرته، يكون خائفا من ظلم يسلّطه عليه الناقد أو قارئ نصّه، لذا بيّن منذ مستهل الكتابة الابداعية أنّه لا يخشى شيئا إلا قلم يتعهد بالوضوح والتفسير لكنه قد يخطأ غالبا في ما يسعى إليه، لذا وجب التذكير بصعوبة الجملة الشعرية على الناقد، إلا من رحم ربي، قال الشاعر:

“الضوء عدّوي
لست سوى الظلّ
عدّوي الضوء يفصلّنا
أنا متن النصّ ويظلمني..
الناقد حين يؤولنا”

وفي هذه الإطلالة السريعة على بذرته الشعرية الأولى، “تعال ننزع وجهك” نترككم مع هذا الانتقاء الأخير، ريثما نولي الاهتمام بمجموعته الثانية “وكنت أحفر في صدري”، يقول الشاعر في قصيدة بعنوان (حفرْ) وهي منحوتة لعشق ربّاني إنساني:

“منحوتة ما أبدع النّاحتا
شفاهها، والمشمشَ النابتا
تمتدّ عيناي إلى وجهها
نورا، فيغدو غيره باهتا
حيّية لولا تقاسيمها
تصرخ بي صراخها الصامتا
لولا تجنّيها على أضلعي
تنبش فيها الزمن الفائتا
لساعة غرقت في سُبحتي
أحفر في المنحوتة الناحتا”

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

“على بلاطة”

 

 

‏فلسطين مجرد البداية، المخطط الحقيقي يسعى خلف مكة المكرمة والمدينة المنورة.
قد يطول شرح هذا الأمر، لذا أتمنى أن تصبروا عليّ في هذه الرحلة وألا تغادروا في منتصف الطريق .
احزموا امتعتكم .. اربطوا احزمتكم ..
اقرأوا دعاء السفر .. توكلوا على الله ولا تنسوا البسملة !
بسم الله الرحمن الرحيم .. فلنبدأ ..
حسناً .. لفهم هذه المسألة علينا معرفة الحقيقة المجردة لهذا الصراع .
ولمعرفة ذلك يتوجب علينا العودة إلى أولى صفحات التاريخ، إلى تلك اللحظة بالتحديد!
لحظة إعلان العداء المطلق من قبل إبليس وقوله تعالى موضحاً ما جاء على لسان الرجيم :
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}
ثم قوله تعالى مخاطباً أبانا آدم وإبليس:
{قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}
هنا بدأ كل شيء .. دُشّن الصراع .. أقيمت ركائزه
ارتسمت ملامحه .. حُددت أطرافه .. أُعلنت أهدافه .
هذه حرب أعلنها إبليس على الآدمية بُغية إغوائهم .. نقطة على السطر!
ما يعني أن حقيقة وأصل وعمق الصراع الدائر
على هذه الأرض «ديني – عقائدي»، ديني عقائدي …
لا «ديانات ومعتقدات» عليكم التفريق بين ذلك وتلك!
يسعى إبليس لتحريف وتهجين الفكر والعقيدة التي جبلنا الله عليها ومحو كل
(( أثر وسبيل ومعلم مادي يقودنا إليها ))
«ما بين القوسين ركيزة موضوعنا، احفظوه جيدًاً»
واستبدالها بواحدة من صنيعته، وتحقيق غايته .
هذا ما عنيته بالصراع «الديني العقائدي» بالطبع نتج عنه تفرعات عديدة «اقتصادية – شخصية – توسعية – طموحات – سلطة – ثروات – مصالح وما شابه» لكنها كلها امتدادات لأصل عتيق وغطاءات لهدف وحيد ووسائل عدة بررتها غاية واحدة، تم توضيحها أعلاه .
الآن بعد معرفتنا بأن حقيقة الصراع «ديني – عقائدي»
لنأخذ جولة سريعة في المكان!!
لنذهب إلى بيت المقدس تحديداً !
«القدس – أورشليم – أرض الميعاد – سموها ما شئتم»
لنلقِ نظرة على تاريخها الحافل!!
قد يفاجئكم هذا الأمر .. أو ربما لن يفعل!
لقد تعرضت هذه المدينة للاحتلال 44 مرة!!
هوجمت 52 مرة ودُمرت مرتين!!
هذا ما حملته كتب التاريخ ناهيكم عما سقط عنها!!
نحن أمام رقم قياسي لن تحطمه أية مدينة أخرى!
السؤال هنا .. ما المميز في القدس ؟!
لِمَ يسعى الجميع للاستحواذ عليها ؟!
لِمَ لم تمر إمبراطورية من كتب التاريخ والجغرافيا إلا واحتلت القدس، بدءاً ببابل وانتهاءً بالتاج البريطاني والولايات المتحدة الأمريكية!!
ما السبب ؟!
سيقول البعض بسبب موقعها الجغرافي ..
خط التجارة .. الأهمية الاستراتيجية!!
ترهات .. ولو حملت بعض الصحة إلا أنها لا تتعدى حقيقة كونها مجرد ترهات!
السبب الحقيقي وراء ذلك أنها لطالما شكلت عاصمة العقيدة وقبلة الدين وموطن الأنبياء ومستقر آثارهم وبقية ميراثهم وكثير مما تركوه وخلفوه!
ولأن الصراع «ديني – عقائدي»
فعلى المستوى التاريخي :
يجب عليك احتلالها .. تدميرها .. طمس معالمها ..
محو كل دليل يثبت بأن دين الله ليس بخرافة!
أما على المستوى الجغرافي :
إذا أردت هزيمة عدوك فعليك أخذ عاصمته!
إذاً ما الذي تغير اليوم ولمِ هي مجرد «بداية»،
ثم ما علاقة كل هذا بمكة والمدينة ؟!
ألم يخبروكم أن كل ما كان في القدس قد انتقل إليهما !
أثناء البعثة المحمدية أصبحت مكة المكرمة عاصمة العقيدة وقبلة الدين!
أما المدينة فكانت مستقر الأثر وبقية الميراث وكثير مما ترك وخلف!
لذا باتتا هما الهدف القادم!
وبالطبع إبليس ليس أحمق ليدفع أحداً للقيام باحتلالهما بشكل مباشر!
لذا سيأخذ فلسطين أولاً بذريعة إرث اليهود التاريخي!
ومنها سيشق طريقه إليهما!
بعد تدجين مجتمعاتها وغزوهم فكرياً وثقافياً وسياسياً معتمداً على كيانه الذي بات أمراً واقعاً لايمكن تجاهله!
الأن … ألا تجدون هذا مثيراً للريبة ؟!
إن كلاً من الفكر الصهيوني والوهابي قد نشآ في القرن السابع عشر !!
كذلك هو حال الانتداب البريطاني لفلسطين وتأسيس النظام السعودي في شبه الجزيرة .. حدث ذلك في العقد نفسه!
محاولات هدم مرقد النبي .. هدم منازله .. فتاوى هدم الكعبة باعتبارها صنماً .. محاولات محو كل أثر مادي .. زرع العداوة بين المسلمين .. حالة الانفلات والانحلال التي يعيشها المجتمع السعودي اليوم!
ألا ترون أوجه التشابه وما الذي يجري التحضير له ؟!
سيقومون بتهويد مقدساتنا في مكة والمدينة كما قاموا بتهويدها في بيت المقدس!
لا أستبعد أنهم باتوا يملكون أراضي واسعة تحيط بمقدساتنا في المدينتين!
لذا نعم .. فلسطين مجرد البداية، والعين على المكرمة والمنورة .. وسيفعلونها، لا اعني باستخدام عملائهم!
بل بأنفسهم وبشكل مباشر، وما سياسات المملكة الرعناء التي تسببت بنبذها من قبل محيطها العربي والإسلامي إلا لضمان تركها وحيدة عند وقوع الكارثة!
هذه حرب على دين الله ومقدساته، وآيات الله بالقتال والدفاع عن دينه لم تأتِ من عبث!

مقالات مشابهة

  • “على بلاطة”
  • شاهد| فلاش.. “هذا الجمع سيبدده الله”
  • وهران.. حجز 5800 قرص مهلوس وحوالي 3 كلغ “كيف”
  • الأمير سعود بن طلال يستعرض جهود تطوير الأحساء في معرض سيتي سكيب العالمي
  • طلال آل الشيخ: هذا الرجل هو من يتحكم في الأهلي!.. فيديو
  • “لقاء الأربعاء”
  • إحالة 3 ألوية و 20 عميدًا و 26 عقيدًا في الجيش إلى التقاعد – أسماء
  • فيلم "غنينا قصيدة" بالمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي
  • “حزب الله” يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
  • الساعدي: المتهكمون على “الطرابلسي” يجب أن يصمتوا