أخبارنا:
2024-11-22@06:03:47 GMT

هل يستحق الشعب الجزائري أن يحكمه نظام الكابرانات؟

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

هل يستحق الشعب الجزائري أن يحكمه نظام الكابرانات؟

بقلم: إسماعيل الحلوتي

يحز في النفس كثيرا أن يستمر الشعب الجزائري الشقيق في التعرض إلى الاعتداء الشنيع من قبل النظام العسكري الفاسد، الذي لا يستهدف فقط تهميشه وتجويعه، بل يسعى أيضا إلى تطويعه عبر غسل أدمغة أبنائه وإفراغها من كل منطق وتمييز. في محاولات تفوق بكثير ما كان يقوم به الزعيم النازي أدولف هتلر تجاه الشعب الألماني، حيث أنه رغم خطورة وبشاعة دعاية وزيره "بول جوزيف غوبلز" المرتكزة على إدمان الكذب، فإنها لم تكن تستهدف سوى عواطف وأحاسيس الألمانيين وليس عقولهم.

ذلك أن الآلة الإعلامية المهترئة وأبواق العسكر الصدئة في الجزائر تكاد لا تتوقف عن محاولة التغطية عن فشل حكام قصر المرادية في تحسين ظروف عيش المواطنات والمواطنين والنهوض بأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، من خلال خلق عدو تقليدي يهدد أمن واستقرار البلاد والعباد، والذي ليس سوى من ساهم يوما في تحرير الجزائر من قبضة المحتل الفرنسي الغاشم، وهو المغرب، محملين إياه كل الهزائم والانتكاسات، الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وحتى الرياضية وغيرها.

فبعد سلسلة من الادعاءات الكاذبة والاتهامات الباطلة للمغرب تارة بإضرام الحرائق في الغابات بمنطقة القبايل صيف عام 2021، علما أنه عرض على السلطات الجزائرية مساعدته لإطفائها، وأخرى بإغراق البلاد في المخدرات والأوراق النقدية المزورة والتآمر مع إسرائيل وغيرها لضرب مصالح الجزائر وزعزعة استقرارها، من أجل لفت انتباه الجزائريين عن أزماتهم ومشاكلهم الداخلية وتكريس عقيدة العداء ضد أشقائهم المغاربة وكل ما هو مغربي أصيل، دون أن تستطيع تلك اليد البيضاء الممدودة في أكثر من مناسبة من طرف العاهل المغربي محمد الساس ولا الوساطات العربية والغربية إعادة الحكام الجزائريين إلى جادة الصواب، التخلي عن عنادهم وعجرفتهم المقيتين والعمل سويا على خدمة مصالح الشعبين وبناء المستقبل المشترك، بعيدا عن المكائد والأحقاد...

وبعد هذه الصفعة القوية لمجموعة "بريكس" الاقتصادية، المتمثلة في رفض طلب انضمام الجزائر إليها في القمة الخامسة عشرة المنعقدة يومي 22 و23 غشت في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، الحليف الكبير لها، في ذات الوقت الذي وافق أعضاؤها الخمسة روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا على طلبات ست دول أخرى منها ثلاث دول عربية وهي السعودية والإمارات ومصر، بالإضافة إلى كل من إيران والأرجنتين وإثيوبيا.

عادت السلطات الجزائرية إلى ديدنها الدائم باتهام المغرب مرة أخرى ليس بالوقوف ضد التحاقها بالتكتل الاستراتيجي العالمي "بريكس"، ولكن بإرسال أسراب من "الحشرة القرمزية" إلى ولاية تلمسان الجزائرية، بهدف إفساد نبات الصبار والتين الشوكي. إذ أن هذه الحشرة السامة تلحق أضرارا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة، فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع تدريجيا، لتؤدي في الأخير إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع عند اشتداد الإصابة، حيث تناقلت وسائل إعلام جزائرية وفي مقدمتها صحيفة "الشرور" الناطقة بلسان العسكر، أن مصدر هذا الوباء الإيكولوجي يعود إلى أحد المستثمرين المغاربة في صناعة المواد التجميلية.

فهذا الاتهام الجديد الذي لن يكون بلا أدنى شك الأخير، مادامت الآلة الإعلامية لا تكف عن نشر الخزعبلات، وأبت السلطات الجزائرية إلا أن تحمل من خلاله للمغرب مسؤولية غزو "الحشرة القرمزية" لولاية تلمسان، هو ادعاء باطل لن نجد له من عنوان مناسب سوى أنه يجسد قمة الإفلاس الفكري والأخلاقي التي بلغها الكابرانات، ودعاية مغرضة تنبني على مزاعم واهية موجهة أساسا نحو الاستهلاك الداخلي، في محاولة يائسة لإلهاء المواطنين الجزائريين والتعتيم المكشوف عن الفشل الذريع للسياسات المنتهجة من طرف العصابة الحاكمة في الجزائر.

وحول هذا الاتهام المثير للسخرية والذي ينم عن غباء "شنقريحة" وفريقه العسكري من العجزة، يرى بعض الباحثين والخبراء المغاربة أن هؤلاء الحكام لا يستقيم لهم العيش والاستمرار في الحكم إلا بالتمادي في كيل التهم الباطلة للملكة المغربية الشريفة، ويؤكدون على أنهم يختلقون الأكاذيب كلما اشتد عليهم الخناق أثناء الهزائم السياسية والدبلوماسية المتوالية ويصدقونها، ثم سرعان ما تتحول بعد ذلك إلى مواد دسمة لأبواقهم التي لا تخجل من التعامل بكثير من التهكم والتعالي على الشعب الجزائري والتعامل معه كقطيع من الأغنام أو غيرها. فهل يمكن في ظل الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر وعدم السماح بتنقل الأشخاص والبضائع، التحكم في الحشرات أو ما تفرزه الطبيعة من ظواهر؟

إنه مهما حاول "الكابرانات" اختلاق الأكاذيب وحجب الحقائق، فإن الشعب الجزائري الحر أكبر من ترهاتهم، إذ ليس هو تلك الفئة المغرر بها التي لا تحسن من شيء سوى ترديد ما يملى عليها من أفكار سوداء وشعارات جوفاء ضد المغرب وأبنائه على منصات التواصل الاجتماعي، بل هي تلك الجماهير العريضة من المواطنين الذين بلغوا من الوعي والنضج درجات رفيعة لا تسمح لأي كان بتدجينهم والتلاعب بعواطفهم تجاه أشقائهم المغاربة. وهم أولئك الشرفاء الذين خرجوا للشارع في أكثر من مناسبة للمطالبة برحيل العصابة الحاكمة وإرساء أسس دولة مدنية حرة، وسيواصلون النضال من أجل تحقيق ذلك.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الشعب الجزائری

إقرأ أيضاً:

الجزائر تدعو لتنفيذ مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت

رحبت الجزائر بإصدار المحكمة الجنائية الدولية لمذكرتي اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

 

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان، اليوم الخميس، إن هذا الإجراء، الذي ما فتئت تطالب به الجزائر على لسان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يمثل خطوة مهمة وتقدما ملموسا نحو إنهاء عقود من الحصانة وإفلات المحتل الإسرائيلي من المساءلة والمحاسبة والمعاقبة وهو يعيث إجراما في الشعب الفلسطيني وفي دول وشعوب المنطقة كافة.

 

وأضاف البيان: "تكريسا لحتمية إنصاف وحماية الشعب الفلسطيني، فإن الجزائر تهيب بأعضاء المجموعة الدولية، لاسيما الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، اتخاذ التدابير المطلوبة والضرورية بغرض تنفيذ مذكرتي الاعتقال وتمكين العدالة الدولية من أخذ مجراها".

 

مقالات مشابهة

  • الجزائر تدعو لتنفيذ مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت
  • إلباييس: فرق الإغاثة المغاربة “جنود الصحراء” يعملون بدون توقف لإزالة أوحال الفيضانات
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داوود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • مانع: المباراة مع المغرب كانت على طراز عال والأمل موجود
  • المغرب يتعادل إيجابيا مع الجزائر في تصفيات كأس أمم إفريقيا
  • أشهر المعارضين الجزائريين من الناظور: النظام العسكري يتنكر لدور المغرب في تحرير الجزائر
  • موعد مباراة المغرب ضد الجزائر في تصفيات أمم إفريقيا تحت 20 عامًا والقنوات الناقلة
  • عطاف: الإرتقاء بأداء الدبلوماسية الجزائرية إلى مستوى الأهداف الإستراتيجية
  • تعيين رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وزيراً للرياضة