الأسبوع:
2025-02-23@17:30:59 GMT

الذكاء الاصطناعي.. والانتخابات الرئاسية

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

الذكاء الاصطناعي.. والانتخابات الرئاسية

مع إجراء انتخابات في دول يبلغ عدد سكانها أكثر من 3 مليارات نسمة في عام 2024، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والهند وإندونيسيا والمكسيك، بالإضافة إلى حوالي 12 دولة في إفريقيا من بينها مصر، تظهر مخاوف جدية من إمكانية تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على آراء الناخبين ونزاهة العملية الانتخابية.

والحقيقة، أن الذكاء الاصطناعي كغيره من التقنيات الحديثة يعتبر سلاحًا ذو حدين، يقدم العديد من الفوائد والمخاطر في الوقت نفسه، وهذا الأمر ينطبق على جميع المجالات التي تم استخدامه فيها، مثل المجالات الطبية والتجارية والصناعية وغيرها.

والانتخابات ليست استثناءً، إذ يمكن أن يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات على تحسين دقة وشفافية العملية الانتخابية، من تسجيل الناخبين إلى فرز الأصوات، واكتشاف المخالفات، وصولًا إلى حماية الانتخابات من الهجمات السيبرانية.

وعلى الجانب الآخر، يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثيرات سلبية كبيرة على الانتخابات، وفي هذا السياق، أوضحت وكالة "أسوشيتد برس" أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء وسائط تركيبية لأغراض إرباك الناخبين أو التشهير بمرشح أو حتى التحريض على العنف، وذلك من خلال إرسال رسائل آلية بصوت المرشح لإرشاد الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم في التاريخ الخطأ، أو خروج تسجيلات صوتية لمرشح يفترض أنه اعترف بجريمة أو يعبر عن آراء عنصرية، أو فبركة لقطات فيديو تظهر شخصًا يلقي خطابًا أو مقابلة لم تحدث مطلقًا، كما يمكن بسهولة إنشاء صور مزيفة لتبدو وكأنها تقارير اخبارية محلية تدعى كذبًا انسحاب مرشح من السباق.

ولعل المثال الواضح على ذلك، انتشار صورة جنائية زائفة لوجه الرئيس السابق "ترامب" على وسائل التواصل الاجتماعي صاحبها وصف زائف بأنها لترامب بعدما سلم نفسه لسجن في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، تمهيدًا لمحاكمته بتهمة التلاعب بنتيجة انتخابات 2020.

وبالرغم من كل هذه المخاطر والآثار السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعي على الانتخابات، قد يقول البعض: إن هذه المخاطر تتعلق بالدول والحكومات التي يتم الاعتماد فيها على قياسات الرأي العام وما يحركها من إجراءات وتصريحات ومعلومات، وبالتالي فنحن بعيدون عن هذه المخاطر.. ولهؤلاء أقول، إننا في مصر والوطن العربي لا نعيش بمعزل عن الآخرين، وما يحدث في أي مكان بالعالم يؤثر علينا بالتبعية، ولهذا بدا التخوف العربي من هذا الأمر في يونيو الماضي، وذلك خلال الملتقى الرابع للإدارات الانتخابية العربية، حيث أكد الأمين العام المساعد بالجامعة العربية حسام زكي، أن بعض التجارب في السنوات الأخيرة تشير إلى أدوار غير حميدة يمكن أن توظف التكنولوجيا الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للقيام بها على نحو ينزع الصدقية عن العملية الانتخابية أو يقوض الثقة في نزاهتها وعدالتها.

كما أصدرت اللجنة الوطنية للانتخابات بدولة الإمارات في 5 سبتمبر الجاري، سياسة وضوابط استخدام المرشحين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي للذكاء الاصطناعي في حملاتهم الانتخابية، تلزم من خلالها المرشحين بالإفصاح عن طبيعة وأصل أية إعلانات أو حملات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وفي مصر، حيث يترقب الملايين من المصريين في الداخل والخارج، وكذا المهتمين بالشأن المصري، إجراء الانتخابات الرئاسية خلال الأشهر المقبلة، فإن الأمر يتطلب منا الوعي والإلمام الكامل بهذه المخاطر والتطورات والاستعداد لها بكل السبل، ووضع ضوابط وإجراءات تمنع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية.. وهذا ما نتوقع أن تقوم به الهيئة الوطنية للانتخابات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات الانتخابات الرئاسية الذكاء الاصطناعي الانتخابات الرئاسية المصرية العملیة الانتخابیة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية

يوسف العربي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات: الهدنة الإنسانية في السودان فرصة لتحقيق السلام خلال 4 أيام.. 23.72 مليار درهم صفقات «آيدكس» و«نافدكس» 2025 آيدكس ونافدكس تابع التغطية كاملة

أظهرت فعاليات معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2025» ريادة الإمارات في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية تلك التقنيات في تحقيق قفزة تقنية للعمليات الدفاعية، حيث يتم تسخير هذه التقنيات في مختلف المنتجات والأقسام الدفاعية، وفي مقدمتها أنظمة الرادار والقيادة والتحكم، لتعزز هذه التقنيات المتقدمة عمليات اتخاذ القرار، والخدمات اللوجستية.
ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التنبؤ بأفعال الخصم، وتحسين تخصيص الموارد، واختصار أوقات تحليل البيانات، كما سيتم فحص إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحويل الحرب في المجالات التكتيكية والاستراتيجية بشكل شامل.
ومع التهديدات المتزايدة للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرة حول العالم (CBRNE)، خصص معرض «آيدكس» هذا العام، جلسة يومياً لاستكشاف طرق عمل الذكاء الاصطناعي والرجال الآليين في التخفيف من أخطار هذه التهديدات، كما تمت مناقشة أنظمة الرصد والنمذجة التنبؤية ودعم القرار، إلى جانب التحديات في موثوقية الذكاء الاصطناعي، والمخاوف الأخلاقية، والحاجة إلى التعاون العالمي لتعزيز الدفاع ضد تهديدات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، والإشعاعية، والنووية، والمتفجرة. 

دمج الذكاء الاصطناعي  
قال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لـ«بيانات للحلول الذكية» التابعة لشركة «سبيس 42»: «إن (سبيس 42) تكشف خلال مشاركتها في معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2025) عن الحلول التي تدمج بين الاتصال الفضائي والذكاء الاصطناعي والأنظمة الجيومكانية، كحل متكامل يعرض للمرة الأولى».
وقال: «إن الأنظمة الجيومكانية والذكاء الاصطناعي وأنظمة الفضاء لها استخدامات متعددة مثل الاتصال الفضائي، ورصد الأرض من الفضاء، وهذا الأمر يحتاج إلى دمج القدرات بشكل متناسق لإتاحتها لتقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على استخلاص مجموعة من البيانات التي تدعم متخذي القرار في العديد من المجالات».
ونوّه بأن الذكاء الاصطناعي يستخدم في مجالات الأمن الوطني، وإدارة الأزمات والكوارث، مثل رصد الكرة الأرضية من الفضاء، عبر مجموعة من المستشعرات تشمل التصوير الضوئي والراداري والحراري، ويتم استقطاب هذه البيانات تحت مظلة واحدة، ومن ثم استخدام الذكاء الاصطناعي لربط هذه البيانات وتحليلها لتعطي بيانات تنبؤية تدعم صانعي القرار.
وأوضح أنه في مثال لذلك، تشارك «سبيس 42» في منظومة إدارة الأزمات والكوارث قبل وأثناء وبعد الحدث، حيث تقوم أنظمة الرصد بالحصول على صورة كاملة للمنطقة المنكوبة ليبدأ الذكاء الاصطناعي استخلاص هذه البيانات لتحديد سياق تحركات الأشخاص والطاقم الطبي، ومن ثم أثناء الحدث تقدم صور المراقبة الفضائية صورة بانورامية لصانع القرار من الحدث، وأخيراً يتم تحليل تأثير الحدث على المديين القصير والطويل.

الممارسات الأخلاقية
قال باتريس كين، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تاليس»: «علينا أن نفرق بين استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، والتطبيقات الصناعية، ومن جانبنا نهتم بالجزء الثاني الخاص بالأنظمة الصناعية والدفاعية».
وأضاف: «الشركة طرحت مبادرة CortAIx والتي تضم 600 مهندس وأكثر من 100 طالب»، لافتاً إلى أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في أكثر من 100 منتج دفاعي.
وأشار إلى أنه يمكن تقسيم هذه المنتجات على أربع فئات، أولها الرادارات، حيث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقوية الأداء، حيث يستطيع الرادار التركيز على اتجاه قدوم الطائرة، كما تستخدم في أنظمة القيادة والتحكم لحماية أرواح العسكريين والمدنيين.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في أبراج المراقبة، حيث يمكن تحديد مسارات معينة للطائرة لتقليص الانبعاثات البيئية، وأخيراً يتم تسخيره في التحكم بسرب الطائرات من دون طيار، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي في التحكم في نمط سير هذه المسيّرات.
وقال: «إننا نحرص على ترسيخ الذكاء الاصطناعي الأخلاقي في قطاع الدفاع، بحيث يكون الإنسان هو المتحكم في الذكاء الاصطناعي وليس العكس».

طبقات جديدة
قال آميت كالياني، نائب رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب المشارك لمجموعة «بهارات فورج»: «إن الإمارات اتخذت خطوات مهمة في مجال الدفاع، حيث تقود العديد من الشركات الإماراتية التقدم في هذه الصناعة، لا سيما في مجال التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي». 
وأضاف أن جودة وتقدم المنتجات المعروضة في «آيدكس 2025» تعكس تركيز الإمارات القوي على نمو قطاع الدفاع، كاشفاً عن أن الشركة تخطط إلى تأسيس منشأة صيانة في دولة الإمارات لدعم إمداداتها من المعدات الدفاعية بشكل أفضل إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال: «إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في إضافة طبقات جديدة من الذكاء، وجعل المنتجات العسكرية أكثر قدرة، مما سيؤدي إلى تقليل الأضرار الجانبية، وتعزيز الفعالية والكفاءة، وربما في نهاية المطاف تقليل الحاجة للقتال الجسدي».  
وذكر أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تستخدم عبر منصات مختلفة في القطاع الدفاعي، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين سهولة التنقل عبر ميدان المعركة والكفاءة التشغيلية، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية تتضمن ترجمة اللغات، وتحويل لغات متعددة إلى اللغة المطلوبة، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيساً في تعزيز فاعلية أنظمة القيادة والتحكم العسكرية. ويؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً فعالاً في أنظمة التحكم في الحرائق للمركبات القتالية مثل الدبابات وبشكل عام، يوفر الذكاء الاصطناعي ميزة إضافية على الصعيد العسكري، مما يساعد على تطوير حلول دفاعية أكثر ذكاء وفعالية.

مقالات مشابهة

  • السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي (1- 3)
  • الشعاب: سنرى خلال رمضان مستوى تسجيل الناخبين في ثاني مراحل الانتخابات البلدية
  • وداعًا للمصورين: الذكاء الاصطناعي يهدد الملايين من الوظائف
  • 4961 مترشحًا يتنافسون على 62 مجلسًا بلديًا والمفوضية تؤكد نزاهة العملية الانتخابية
  • المستشار الألماني يعرب عن ثقته في الفوز بدائرته الانتخابية
  • إيران تتجه نحو إلغاء الانتخابات الرئاسية.. مقترح برلماني في طهران يسلط الضوء على مفهوم الديمقراطية الدينية
  • انطلاق مرحلة تسجيل الناخبين بالمجموعة الثانية للانتخابات البلدية
  • آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس
  • عبدالمحسن سلامة: أنأى بنفسى عن أى تلاسنات فى العملية الانتخابية
  • الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية