الأسبوع:
2024-12-25@02:54:14 GMT

الذكاء الاصطناعي.. والانتخابات الرئاسية

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

الذكاء الاصطناعي.. والانتخابات الرئاسية

مع إجراء انتخابات في دول يبلغ عدد سكانها أكثر من 3 مليارات نسمة في عام 2024، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والهند وإندونيسيا والمكسيك، بالإضافة إلى حوالي 12 دولة في إفريقيا من بينها مصر، تظهر مخاوف جدية من إمكانية تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على آراء الناخبين ونزاهة العملية الانتخابية.

والحقيقة، أن الذكاء الاصطناعي كغيره من التقنيات الحديثة يعتبر سلاحًا ذو حدين، يقدم العديد من الفوائد والمخاطر في الوقت نفسه، وهذا الأمر ينطبق على جميع المجالات التي تم استخدامه فيها، مثل المجالات الطبية والتجارية والصناعية وغيرها.

والانتخابات ليست استثناءً، إذ يمكن أن يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات على تحسين دقة وشفافية العملية الانتخابية، من تسجيل الناخبين إلى فرز الأصوات، واكتشاف المخالفات، وصولًا إلى حماية الانتخابات من الهجمات السيبرانية.

وعلى الجانب الآخر، يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثيرات سلبية كبيرة على الانتخابات، وفي هذا السياق، أوضحت وكالة "أسوشيتد برس" أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء وسائط تركيبية لأغراض إرباك الناخبين أو التشهير بمرشح أو حتى التحريض على العنف، وذلك من خلال إرسال رسائل آلية بصوت المرشح لإرشاد الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم في التاريخ الخطأ، أو خروج تسجيلات صوتية لمرشح يفترض أنه اعترف بجريمة أو يعبر عن آراء عنصرية، أو فبركة لقطات فيديو تظهر شخصًا يلقي خطابًا أو مقابلة لم تحدث مطلقًا، كما يمكن بسهولة إنشاء صور مزيفة لتبدو وكأنها تقارير اخبارية محلية تدعى كذبًا انسحاب مرشح من السباق.

ولعل المثال الواضح على ذلك، انتشار صورة جنائية زائفة لوجه الرئيس السابق "ترامب" على وسائل التواصل الاجتماعي صاحبها وصف زائف بأنها لترامب بعدما سلم نفسه لسجن في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، تمهيدًا لمحاكمته بتهمة التلاعب بنتيجة انتخابات 2020.

وبالرغم من كل هذه المخاطر والآثار السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعي على الانتخابات، قد يقول البعض: إن هذه المخاطر تتعلق بالدول والحكومات التي يتم الاعتماد فيها على قياسات الرأي العام وما يحركها من إجراءات وتصريحات ومعلومات، وبالتالي فنحن بعيدون عن هذه المخاطر.. ولهؤلاء أقول، إننا في مصر والوطن العربي لا نعيش بمعزل عن الآخرين، وما يحدث في أي مكان بالعالم يؤثر علينا بالتبعية، ولهذا بدا التخوف العربي من هذا الأمر في يونيو الماضي، وذلك خلال الملتقى الرابع للإدارات الانتخابية العربية، حيث أكد الأمين العام المساعد بالجامعة العربية حسام زكي، أن بعض التجارب في السنوات الأخيرة تشير إلى أدوار غير حميدة يمكن أن توظف التكنولوجيا الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للقيام بها على نحو ينزع الصدقية عن العملية الانتخابية أو يقوض الثقة في نزاهتها وعدالتها.

كما أصدرت اللجنة الوطنية للانتخابات بدولة الإمارات في 5 سبتمبر الجاري، سياسة وضوابط استخدام المرشحين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي للذكاء الاصطناعي في حملاتهم الانتخابية، تلزم من خلالها المرشحين بالإفصاح عن طبيعة وأصل أية إعلانات أو حملات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وفي مصر، حيث يترقب الملايين من المصريين في الداخل والخارج، وكذا المهتمين بالشأن المصري، إجراء الانتخابات الرئاسية خلال الأشهر المقبلة، فإن الأمر يتطلب منا الوعي والإلمام الكامل بهذه المخاطر والتطورات والاستعداد لها بكل السبل، ووضع ضوابط وإجراءات تمنع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية.. وهذا ما نتوقع أن تقوم به الهيئة الوطنية للانتخابات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات الانتخابات الرئاسية الذكاء الاصطناعي الانتخابات الرئاسية المصرية العملیة الانتخابیة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟

 

مؤيد الزعبي

رغم أنَّ قطاع البنوك واحدٌ من أكثر القطاعات حساسية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لما يترتب على ذلك من مخاطر عديدة، إلّا أنه في الوقت نفسه، يُعد قطاع البنوك واحدًا من أكثر القطاعات استثمارًا في التكنولوجيا واستخداماتها لتطوير بيئة العمل داخل القطاع نفسه أو حتى فيما يتعلق بتحسين تجربة المستخدمين وتعاملاتهم وخدمتهم بشكل أفضل وأسرع.

ووفقًا لدراسة أجرتها شركة "ماكينزي" بعنوان "لماذا تفشل أغلب عمليات التحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، وكيفية قلب الاحتمالات"، فإنَّ إنتاجية البنوك الكبيرة كانت أقل بنسبة 40% من البنوك الرقمية. وهنا نتحدث عن البنوك الرقمية، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف يكون الحال مع البنوك الذكية أو بنوك الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل كيف سيؤثر هذا الأمر على موظفي قطاع البنوك؛ سواء من حيث طريقة عملهم أو حتى فرصهم المستقبلية والمخاطر التي تهدد وظائفهم، هذا هو ما سوف أتناوله معك ها هنا من خلال هذا الطرح.

تُشير الدراسات إلى أنه منذ عام 2013 وحتى عام 2022، زادت البنوك إنفاقها على التكنولوجيا بنسبة 38% لدعم الاحتياجات الرقمية المتطورة للعملاء، وفي بيئة حياة دخلها الذكاء الاصطناعي بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية فكان لا بُد للبنوك من إدخال هذه التقنيات في صلب عملياتها التشغيلية وأيضًا إدراجها في عمليات تحسين تجربة العملاء. وقد حدث بالفعل في أن شهدنا تطورًا كبيرًا في التطبيقات الرقمية الخاصة بالبنوك، من خلال تحسينات ملحوظة في واجهة المستخدم، وأيضًا من خلال الخدمات التي يمكن للعمل الوصول إليها من خلال هذه التطبيقات مباشرة دون تدخل موظفي البنوك إلا في بعض الحالات.

الذكاء الاصطناعي قادم لا محال في قطاع البنوك، أولًا: لأن البنوك تستهدف الربحية في المقام الأول؛ إذ يُشير تقرير منشور في موقع "Financial News London" إلى أن تبنِّي الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يضيف 170 مليار دولار إلى أرباح البنوك في السنوات الخمس المقبلة، مع توقعات بزيادة الأرباح إلى ما يقرب من 1.992 مليار دولار بحلول عام 2028، وعين البنوك جميعها على هذه الأرباح. وثانيًا: لأن البنوك لن تدخر أي فرصة من شأنها تحسين وتسريع تجربة العملاء. وثالثًا: لأن المخاطر التي سيخلقها دخول الذكاء الاصطناعي لحياتنا تحتاج لذكاء اصطناعي قادر على مواجهتها. ونتحدث هنا عن الأمن الإلكتروني والاحتيال وما شابه ذلك من مخاطر رقمية. ففي الوقت الذي تعمل فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي من محاكاة الأصوات وتقليدها وما سيُسببه ذلك من إرباك لمقدمي الخدمات المصرفية عبر الهاتف، إلّا أنه في الوقت نفسه، سيُقدِّم الذكاء الاصطناعي حلًا لمثل هذه المشاكل، كما إن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستُقلِّل من عمليات جرائم غسيل الأموال أو انتحال الهوية أو التحويلات المزيفة أو السرقة الإلكترونية.

ربما لاحظنا جميعًا السرعة الكبيرة التي حدثت في عمليات التحويلات المالية والتي باتت مؤتمتة بالكامل من خلال أنظمة تكنولوجية لا يمكننا القول إنها تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ لأن هذه العمليات يمكن إدراجها ضمن الأتمتة الإلكترونية المتطورة، وليس لها علاقة بالذكاء الاصطناعي. لكن سنجد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتسريع بعض العمليات المُعقَّدة في هذا الجانب، مثل التحويلات المالية بين الشركات أو حتى التحويلات الدولية، والتي كانت تحتاج لبعض الأيام لمعالجتها والتأكد منها إلى حين إتمامها. والذكاء الاصطناعي سيؤدي دورًا كبيرًا في تسريع هذه العملية لما له من قدرات فائقة في تحليل البيانات والتأكد من صحتها.

وتُعد خدمة العملاء أو الرد على استفسارات أو تنفيذ متطلباتهم المالية من أكثر المهام التي سيدخلها الذكاء الاصطناعي، وسيسطر عليها في السنوات المقبلة. فعلى سبيل المثال: رُوبوت الدردشة "Watsonx Assistant" الذي طورته شركة "IBM، وهو عبارة عن روبوت محادثة يقدم المساعدة للخدمات المصرفية مدعوم بالذكاء الاصطناعي، سنجده يلبي احتياجات المؤسسات المالية بشكل فعّال في الرد على استفسارات العملاء، وتسجيل شكاويهم وتنفيذ طلباتهم وتقديم المساعدة في الوصول لبياناتهم المصرفية. وكل هذا دون تدخل بشري، إلّا أن الشركة المُطوِّرة تقول إن نظامها يُشبه البشر في طريقة الرد والتحدث، ونحن ما زلنا في بداية الأمر؛ إذ ستشهد هذه الخدمات تطورًا كبيرًا قد يتسبب في إلغاء أي وظيفة متعلقة بخدمة العملاء في قطاع البنوك في السنواتر المقبلة.

وأحد أكبر فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، هو تحسين عملية اتخاذ القرار المتعلقة بتقييم الائتمان والإقراض والاستثمار، والذكاء الاصطناعي وقدراته في الاستفادة من الكم الهائل من البيانات التي تولدها المؤسسات المالية سيُعزز عمليات اتخاذ القرار؛ سواءً بالنسبة للموظفين العاملين في البنوك من عمليات الموافقة على القروض والائتمان، أو حتى تحسين اتخاذ القرار بالنسبة للخدمات المؤتمتة والرقمية؛ حيث سيُوفِّر الذكاء الاصطناعي القدرة على تقييم المخاطر الائتمانية وبنفس الوقت سيكون قادرًا بنفسه على اتخاذ القرار للموافقة أو الرفض لأي عملية ائتمانية دون الرجوع للبشر.

أيضًا الذكاء الاصطناعي قادرٌ على فتح وإغلاق الحسابات، وقد لاحظنا إدراج العديد من البنوك لمثل هذه الخدمات ضمن خدماتها المصرفية الرقمية. كما يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ ما إذا كان العملاء الأفراد أو الشركات على وشك إلغاء حساباتهم بناء على سجلاتهم البنكية، مثل عدد مرات تسجيل الدخول أو إيداع الأموال، وبالتالي يُمكن للبنوك تفادي هذا الأمر من خلال تقديم بعض العروض للعملاء، أو حتى تقديم بعض التحسينات في تجربتهم الشخصية. ومن هنا تأتي أهمية الذكاء الاصطناعي في أن يقدم للعملاء تجربة شخصية بناءً على متطلباته ومتغيراته الشخصية، ولهذا سنجد في قادم الوقت خدمات أكثر شخصية تقدمها البنوك لعملائها، مثل بطاقة ائتمانية تناسب العميل نفسه وحده، أو نوع حساب مناسب له بشكل أكبر، أو تسهيلات في عمليات الدفع تناسب ظروفه المالية أو حتى تناسب طبيعة عمله.

الخلاصة.. أن قطاع البنوك سيشهد طفرة كبيرة في عملية التحوُّل التشغيلي والخدمي مع دخول الذكاء الاصطناعي، وسنجد وظائفَ تنتهي مثل وظائف خدمة العملاء، ووظائف متعلقة بالتحليل الائتماني ومكافحة الاحتيال، أو حتى بعض وظائف المبيعات والتسويق، إلّا أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة في قطاع البنوك، مثل مُبرمِج ذكاء اصطناعي أو مُتخصص أمن سيبراني أو مدير أنظمة الذكاء الاصطناعي. وعلى جانب آخر، ستُوفِّر البنوك خدمات "أكثر ملاءمة شخصية" لعملائها، تتناسب معهم ومع طبيعة أعمالهم الشخصية أو التجارية، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنَّ الخطأ في برمجة الذكاء الاصطناعي قد يُسبب كارثة في المستقبل، ولهذا ما نُبرمِجه اليوم وما نُدخله في بيئة أعمالنا هو ما سيُحدد شكل تواجدنا المستقبلي كمؤسسات بنكية، وما نتعلمه اليوم ونُطوِّرُه من مهارات، سيُحدد ما إذا كُنا سنخسر وظائفنا أم سنُطوِّرُها كأفراد وعاملين في قطاع البنوك.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الشيف ChatGPT..وصفات من الذكاء الاصطناعي
  • د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟
  • إصدار دليل ممارسات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية
  • بنسبة تجاوزت 65%.. فوز دانيال شابو بالانتخابات الرئاسية في «موزمبيق»
  • الوطنية للانتخابات تبدأ برامج التوعية بأهمية المشاركة بالاستحقاقات الانتخابية بالمدارس.. صور
  • مفاجأة كبيرة في الاستطلاع الأخير حول الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة
  • بنغازي | مبادرة “الشباب يشارك”: خطوات نحو الحد من خطاب الكراهية وتعزيز العملية السياسية
  • معزب ينتقد مخرجات بوزنيقة: تجاوزت القضايا الأساسية للعملية الانتخابية
  • كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟