جريدة الوطن:
2025-03-15@23:41:04 GMT

البحث فـي مواجهة الفجوة الغذائية

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

البحث فـي مواجهة الفجوة الغذائية

يعيش العالَم الآن صراعًا في العديد من أولويَّات الحياة، وتتصدَّر هذه الصراعات الغذاء، ممَّا يطرح أسئلة عديدة في البحث عن طُرق جديدة تعتمد على الهندسة الزراعيَّة لسدِّ احتياجات البَشَر ومواجهة الفجوة الغذائيَّة بإنتاجيَّة أكبر من المحاصيل الزراعيَّة في أقلِّ المساحات المزروعة بالمحاصيل والتي تستخدم كميَّة أقلَّ من المياه أثناء الري نتيجة التحدِّي المائي الذي يواجه العالَم، والتي أفردت بعض التقارير إلى أنَّه ربَّما يؤدِّي إلى نزاعات دوليَّة لأسباب جديدة لَمْ تكُنْ بعيدة عن أزمة المناخ والجفاف والتي تسبَّبت في ندرة مصادر المياه، وبالتَّالي تناقص المساحات الزراعيَّة ممَّا يُهدِّد بعدم توفير الطعام الكافي لتلبية احتياجات سكَّان العالَم الذين يتزايدون بلا انقطاع، ووصل عددهم حسب آخر تقرير للأُمم المُتَّحدة إلى (8) مليارات نسمة، ممَّا دفع الكثير من البلدان إلى فرض قيود على الموارد الأساسيَّة مِثل المياه والأرض الزراعيَّة.

فيما ذهبت بعض الدوَل إلى الاستثمار الزراعي بمليارات الدولارات خارج الحدود.
وللتغلُّب على هذه الأزمة العالَميَّة، خصوصًا في الدوَل الصناعيَّة، والدوَل، التي يغلب على أراضيها الصحراء وتفتقر إلى الاكتفاء الذَّاتي من المحاصيل الزراعيَّة، إلى فكرة توسيع الاعتماد على الهندسة الجينيَّة والمعالَجة الصناعيَّة التي تقوم على الإضافات والمواد الكيميائيَّة، بالإضافة إلى الزراعة الرأسيَّة التي تعتمد على الدفيئات الزجاجيَّة المتراصَّة التي تستخدم إضاءة اصطناعيَّة لزراعة المحاصيل، خصوصًا المحاصيل السلعيَّة، الأعشاب ذات القِيمة العالية، والخضراوات. وهذا لا يمنع من أنَّنا ما زلنا في حاجة إلى مهندسين متخصِّصين يطرحون لَنَا طُرقًا أفضل ودراسات أعمق لتطوير وصفات لكُلِّ نوعٍ من أنواع النباتات، مع وضع خطَّة أوَّليَّة للزراعات التي يُمكِنها توفير ظروف الزراعة المثاليَّة لهذه المحاصيل، خصوصًا وأنَّه يُمكِن زراعة أيِّ نَوْعٍ من الفواكه أو الخضراوات في أيِّ مكان وعلى مدار السنة وفي مدَّة زمنيَّة أقلَّ بكثير، تُزرع في طوابق مرتفعة ولا تحتاج مساحات شاسعة؛ إذ إنَّها تنتج نَفْسَ الكمِّ من المحاصيل العالية الجودة التي تنتجها مزرعة ضخمة، وباستهلاك مياه أقلَّ تصل إلى نَحْوِ 10% فقط من المياه التي تستهلكها المزارع التقليديَّة، فلا يوجد بخر إلى الهواء ولا تتسرب مياه إلى الأرض، ولا توجد أعشاب ضارَّة ولا حاجة لاستخدام المبيدات الحشريَّة.
هذه الأفكار قَدْ تساعد في مضاعفة الإمدادات العالَميَّة من الغذاء الطازج الصحِّي، وسوف يصبح أكثر توافرًا بأسعار أقلَّ إلى مختلف دوَل العالَم التي تعاني من نقصٍ في محاصيلها الزراعيَّة المنتجة محلِّيا لأسباب مختلفة تتمثل في نقص المياه، الطبيعة التي لا تسمح بزراعة بعض المحاصيل الزراعيَّة، المناخ الذي تأثر بتلوُّث الثورة الصناعيَّة، الزيادة السكَّانيَّة.
لقَدْ أصبح العالَم في مرحلة فارقة تتطلب إيجاد طُرق حديثة أكثر للزراعة، بعيدًا عن الطُّرق التقليديَّة المستخدمة في معظم الدوَل، وخصوصًا في إفريقيا والتي تتسبب في هدر وتبخُّر المياه والاعتماد على المساحات الواسعة بدلًا من اعتمادها على طريقة الزراعة الأكثر إنتاجيَّة المتمثلة في الزراعة في الطوابق المتعدِّدة المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة للهندسة الزراعيَّة، مع التوصية بتكثيف الأبحاث وزيادة ميزانيَّات البحث العلمي الخاصَّة بتطوير التربة والزراعة وابتكار طُرق حديثة تضع العالَم أمام حلول جذريَّة لمشاكل الغذاء قَبل أن تتفاقمَ المُشْكِلة ويتَّسع فتقها بزيادة عدد السكَّان لأكثر من (8) مليارات نسمة، وحينها ستكُونُ المُشْكِلة أكبَر والحلول أعقَد.

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م ة التی

إقرأ أيضاً:

بسبب «الفجوة».. هل يتحول «البريميرليج» إلى دوري لـ«النخبة» فقط؟


معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «المقاعد الأوروبية» تشعل المنافسة في «البريميرليج» خطوة تفصل صلاح عن «الجائزة القياسية»!


في مايو الماضي، وللمرة الأولى منذ عام 1998 في الدوري الإنجليزي، هبطت جميع الفرق الثلاثة التي صعدت من دوري الدرجة الأولى في الموسم السابق، حيث هبط الثلاثة الموسم برصيد 16 و24 و26 نقطة على التوالي، وودعت جميعها رغم خصم نقاط من إيفرتون ونوتنجهام فورست، وكانت المرة الثانية فقط التي يحدث فيها هذا الحدث في الدوري الإنجليزي، بعد هبوط كريستال بالاس وبارنسلي وبولتون مباشرة في موسم 1997-1998.
وبعد 28 مباراة من الموسم الجديد، أصبحت إمكانية تكرار هذا الأمر تبدو محتملة بشكل متزايد، ويحتل ساوثهامبتون المركز العشرين، متذيلاً الجدول بـ9 نقاط فقط، بينما يحتل ليستر سيتي وإيبسويتش المركزين التاسع عشر والثامن عشر في الجدول، ولكل منهما 17 نقطة من 28 مباراة، وكلاهما حالياً متأخر بـ6 نقاط عن ولفرهامبتون صاحب المركز السابع عشر.
وحال هبطت الفرق الثلاثة الصاعدة إلى دوري الدرجة الأولى مرة أخرى، فما هي الصورة التي ترسمها هذه النتيجة للدوري الإنجليزي؟، وهل أصبحت الفجوة في الجودة بين الدوري الإنجليزي ودوري الدرجة الأولى أكبر من أي وقت مضى؟، وهل أصبح «البريميرليج» مكاناً مغلقاً للنخبة فقط؟ وهل من الممكن أن تهبط الفرق الثلاثة الصاعدة للموسم الثاني على التوالي؟، تلك الأسئلة طرحتها صحيفة «ذا أتليتك» في متابعتها لملف هبوط أندية الدوري الإنجليزي، لاسيما في ظل وجود فجوة متسعة ومتكررة بين قدرات الفرق التي تصعد من دوري الدرجة الأولى، وتلك التي تواصل التألق في «البريميرليج»، وطالبت الصحيفة بضرورة السعي لتقديم الحلول قادرة على «ردم» تلك الفجوة المتكررة.
وفي بداية الموسم، كانت الفرق الثلاثة الصاعدة هي الثلاثة المرشحة للهبوط، وظل الأمر على هذا النحو، حتى بعد مرور 28 مباراة من الموسم، وصعد إيبسويتش بعد صعودين متتاليين من دوري الدرجة الأولى، وخسر ليستر المدرب الذي ساعده في الصعود، حيث رحل إنزو ماريسكا إلى تشيلسي، ومنذ ذلك الحين استبدل بديله ستيف كوبر بروود فان نيستلروي، بينما صعد ساوثهامبتون عبر التصفيات، بعد أن احتل المركز الرابع واستقبل 63 هدفاً.
وبعد خوض 28 مباراة، لا يزال الأمر يبدو كما هو، حيث حقق ليستر سيتي 4 انتصارات فقط، وحقق إيبسويتش 3 انتصارات، واستقبل 4 أهداف في 6 مناسبات.
في حين يبدو ساوثهامبتون محكوماً عليه بالفشل تماماً، حيث يتأخر بفارق 14 نقطة عن المركز السابع عشر، ومن المتوقع أن ينهي ساوثهامبتون الموسم بـ10 نقاط فقط، بناءً على إجمالي نقاطه الحالية، ما يجعله أسوأ فريق في الدوري على الإطلاق.
ومن المتوقع أن يحصل ليستر على 23 نقطة، ما يجعله أسوأ فريق في المركز الـ19، ومن المتوقع أيضاً أن يحصل إيبسويتش على 23 نقطة، ما يجعله أسوأ فريق في المركز الـ18.

مقالات مشابهة

  • بسبب «الفجوة».. هل يتحول «البريميرليج» إلى دوري لـ«النخبة» فقط؟
  • المحاصيل الزراعية في العُلا.. تنوّع يثري موائد شهر رمضان
  • لتعزيز القطاع الزراعي.. جولة ميدانية لوزير الزراعة في البقاع الغربي
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي
  • المنصة الوطنية لبرنامج "نوفى".. 5 مشروعات لـ" التكيف والمرونة وسياسات دعم المناطق الهشة".. فاروق: نهضة غير مسبوقة بالزراعة وإضافة 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية .. صيام: تحديث الري والتصنيع الزراعي
  • حصاد الزراعة.. تعزيز الاستثمار الزراعي الصيني في مصر
  • شراكة مغربية-روسية استراتيجية لتعزيز الابتكار الزراعي ومواجهة التحديات المناخية
  • سويلم: قطاع المياه في مصر يواجه تحديات ناتجة عن محدودية الموارد المائية
  • فاروق : القطاع الزراعي شهد نهضة غير مسبوقة خلال الـ 10 سنوات الماضية