جريدة الوطن:
2025-03-29@02:26:28 GMT

البحث فـي مواجهة الفجوة الغذائية

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

البحث فـي مواجهة الفجوة الغذائية

يعيش العالَم الآن صراعًا في العديد من أولويَّات الحياة، وتتصدَّر هذه الصراعات الغذاء، ممَّا يطرح أسئلة عديدة في البحث عن طُرق جديدة تعتمد على الهندسة الزراعيَّة لسدِّ احتياجات البَشَر ومواجهة الفجوة الغذائيَّة بإنتاجيَّة أكبر من المحاصيل الزراعيَّة في أقلِّ المساحات المزروعة بالمحاصيل والتي تستخدم كميَّة أقلَّ من المياه أثناء الري نتيجة التحدِّي المائي الذي يواجه العالَم، والتي أفردت بعض التقارير إلى أنَّه ربَّما يؤدِّي إلى نزاعات دوليَّة لأسباب جديدة لَمْ تكُنْ بعيدة عن أزمة المناخ والجفاف والتي تسبَّبت في ندرة مصادر المياه، وبالتَّالي تناقص المساحات الزراعيَّة ممَّا يُهدِّد بعدم توفير الطعام الكافي لتلبية احتياجات سكَّان العالَم الذين يتزايدون بلا انقطاع، ووصل عددهم حسب آخر تقرير للأُمم المُتَّحدة إلى (8) مليارات نسمة، ممَّا دفع الكثير من البلدان إلى فرض قيود على الموارد الأساسيَّة مِثل المياه والأرض الزراعيَّة.

فيما ذهبت بعض الدوَل إلى الاستثمار الزراعي بمليارات الدولارات خارج الحدود.
وللتغلُّب على هذه الأزمة العالَميَّة، خصوصًا في الدوَل الصناعيَّة، والدوَل، التي يغلب على أراضيها الصحراء وتفتقر إلى الاكتفاء الذَّاتي من المحاصيل الزراعيَّة، إلى فكرة توسيع الاعتماد على الهندسة الجينيَّة والمعالَجة الصناعيَّة التي تقوم على الإضافات والمواد الكيميائيَّة، بالإضافة إلى الزراعة الرأسيَّة التي تعتمد على الدفيئات الزجاجيَّة المتراصَّة التي تستخدم إضاءة اصطناعيَّة لزراعة المحاصيل، خصوصًا المحاصيل السلعيَّة، الأعشاب ذات القِيمة العالية، والخضراوات. وهذا لا يمنع من أنَّنا ما زلنا في حاجة إلى مهندسين متخصِّصين يطرحون لَنَا طُرقًا أفضل ودراسات أعمق لتطوير وصفات لكُلِّ نوعٍ من أنواع النباتات، مع وضع خطَّة أوَّليَّة للزراعات التي يُمكِنها توفير ظروف الزراعة المثاليَّة لهذه المحاصيل، خصوصًا وأنَّه يُمكِن زراعة أيِّ نَوْعٍ من الفواكه أو الخضراوات في أيِّ مكان وعلى مدار السنة وفي مدَّة زمنيَّة أقلَّ بكثير، تُزرع في طوابق مرتفعة ولا تحتاج مساحات شاسعة؛ إذ إنَّها تنتج نَفْسَ الكمِّ من المحاصيل العالية الجودة التي تنتجها مزرعة ضخمة، وباستهلاك مياه أقلَّ تصل إلى نَحْوِ 10% فقط من المياه التي تستهلكها المزارع التقليديَّة، فلا يوجد بخر إلى الهواء ولا تتسرب مياه إلى الأرض، ولا توجد أعشاب ضارَّة ولا حاجة لاستخدام المبيدات الحشريَّة.
هذه الأفكار قَدْ تساعد في مضاعفة الإمدادات العالَميَّة من الغذاء الطازج الصحِّي، وسوف يصبح أكثر توافرًا بأسعار أقلَّ إلى مختلف دوَل العالَم التي تعاني من نقصٍ في محاصيلها الزراعيَّة المنتجة محلِّيا لأسباب مختلفة تتمثل في نقص المياه، الطبيعة التي لا تسمح بزراعة بعض المحاصيل الزراعيَّة، المناخ الذي تأثر بتلوُّث الثورة الصناعيَّة، الزيادة السكَّانيَّة.
لقَدْ أصبح العالَم في مرحلة فارقة تتطلب إيجاد طُرق حديثة أكثر للزراعة، بعيدًا عن الطُّرق التقليديَّة المستخدمة في معظم الدوَل، وخصوصًا في إفريقيا والتي تتسبب في هدر وتبخُّر المياه والاعتماد على المساحات الواسعة بدلًا من اعتمادها على طريقة الزراعة الأكثر إنتاجيَّة المتمثلة في الزراعة في الطوابق المتعدِّدة المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة للهندسة الزراعيَّة، مع التوصية بتكثيف الأبحاث وزيادة ميزانيَّات البحث العلمي الخاصَّة بتطوير التربة والزراعة وابتكار طُرق حديثة تضع العالَم أمام حلول جذريَّة لمشاكل الغذاء قَبل أن تتفاقمَ المُشْكِلة ويتَّسع فتقها بزيادة عدد السكَّان لأكثر من (8) مليارات نسمة، وحينها ستكُونُ المُشْكِلة أكبَر والحلول أعقَد.

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م ة التی

إقرأ أيضاً:

الأسرة الزراعية بحمص تناقش تحديات الواقع الزراعي

حمص-سانا

ناقشت الأسرة الزراعية في محافظة حمص اليوم، الواقع الزراعي والتحديات والمعوقات والمتطلبات في مؤسسات القطاع الزراعي، والخطة الزراعية الإنتاجية، وفق الميزان المائي المتاح.

وأشار مدير زراعة حمص المهندس نزيه الرفاعي خلال الاجتماع الذي عقد بمديرية الزراعة إلى ضرورة العمل على تأمين أصناف محسنة من القمح، مع دراسة السياسة السعرية للمحصول، والاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم الثروة السمكية، وإعادة تأمين مادة النخالة لمؤسسة الأعلاف.

ولفت الرفاعي إلى ضرورة العمل أيضاً على تأمين مستودعات تخزين بظروف جيدة لتخزين الأعلاف، ودعم سكان البادية وتأمين المحروقات، لمنع الاحتطاب وإعادة توطينهم وحماية أملاك الدولة والحراج من القطع الجائر والرعي والتعدي، وضرورة الابتعاد عن الروتين في المراسلات.

وتعاني محافظة حمص عجزاً مائياً، بسبب انخفاض نسبة الهطل المطري لهذا العام، ما ينعكس سلباً على تنفيذ الخطة الزراعية، وفق المعنيين.

مقالات مشابهة

  • شراكة مصرية سعودية لإنتاج الُمحسنات والمخصبات الزراعية.. فاروق: مصر سوق مفتوح وجاهز للاستثمار الزراعي.. صيام: نحتاج تكنولوجيا حديثة تقاوم المناخ
  • برلماني: مصر تواصل مسيرتها بثبات رغم التحديات الكبيرة
  • مدير زراعة ريف دمشق: انحباس الأمطار أسهم في انخفاض نسب تنفيذ خطة ‏المحاصيل الشتوية
  • رضا عبد العال: الأهلي أهدى بيراميدز بطولة الدوري هذا العام
  • آمنة الضحاك تتفقد المشروع الزراعي لشرطة دبي
  • فلسفة العيد التي علينا البحث عنها
  • الأسرة الزراعية بحمص تناقش تحديات الواقع الزراعي
  • علماء روس يكتشفون بكتيريا تزيد إنتاجية المحاصيل بنسبة 20 بالمئة
  • بعثة تجارية أمريكية تزور المغرب في مايو لتعزيز شراكة الزراعة والتجارة الغذائية
  • "الشورى" يستعرض مع مختصي "الزراعة والثروة السمكية" واقع وآمال التسويق الزراعي