البحث فـي مواجهة الفجوة الغذائية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
يعيش العالَم الآن صراعًا في العديد من أولويَّات الحياة، وتتصدَّر هذه الصراعات الغذاء، ممَّا يطرح أسئلة عديدة في البحث عن طُرق جديدة تعتمد على الهندسة الزراعيَّة لسدِّ احتياجات البَشَر ومواجهة الفجوة الغذائيَّة بإنتاجيَّة أكبر من المحاصيل الزراعيَّة في أقلِّ المساحات المزروعة بالمحاصيل والتي تستخدم كميَّة أقلَّ من المياه أثناء الري نتيجة التحدِّي المائي الذي يواجه العالَم، والتي أفردت بعض التقارير إلى أنَّه ربَّما يؤدِّي إلى نزاعات دوليَّة لأسباب جديدة لَمْ تكُنْ بعيدة عن أزمة المناخ والجفاف والتي تسبَّبت في ندرة مصادر المياه، وبالتَّالي تناقص المساحات الزراعيَّة ممَّا يُهدِّد بعدم توفير الطعام الكافي لتلبية احتياجات سكَّان العالَم الذين يتزايدون بلا انقطاع، ووصل عددهم حسب آخر تقرير للأُمم المُتَّحدة إلى (8) مليارات نسمة، ممَّا دفع الكثير من البلدان إلى فرض قيود على الموارد الأساسيَّة مِثل المياه والأرض الزراعيَّة.
وللتغلُّب على هذه الأزمة العالَميَّة، خصوصًا في الدوَل الصناعيَّة، والدوَل، التي يغلب على أراضيها الصحراء وتفتقر إلى الاكتفاء الذَّاتي من المحاصيل الزراعيَّة، إلى فكرة توسيع الاعتماد على الهندسة الجينيَّة والمعالَجة الصناعيَّة التي تقوم على الإضافات والمواد الكيميائيَّة، بالإضافة إلى الزراعة الرأسيَّة التي تعتمد على الدفيئات الزجاجيَّة المتراصَّة التي تستخدم إضاءة اصطناعيَّة لزراعة المحاصيل، خصوصًا المحاصيل السلعيَّة، الأعشاب ذات القِيمة العالية، والخضراوات. وهذا لا يمنع من أنَّنا ما زلنا في حاجة إلى مهندسين متخصِّصين يطرحون لَنَا طُرقًا أفضل ودراسات أعمق لتطوير وصفات لكُلِّ نوعٍ من أنواع النباتات، مع وضع خطَّة أوَّليَّة للزراعات التي يُمكِنها توفير ظروف الزراعة المثاليَّة لهذه المحاصيل، خصوصًا وأنَّه يُمكِن زراعة أيِّ نَوْعٍ من الفواكه أو الخضراوات في أيِّ مكان وعلى مدار السنة وفي مدَّة زمنيَّة أقلَّ بكثير، تُزرع في طوابق مرتفعة ولا تحتاج مساحات شاسعة؛ إذ إنَّها تنتج نَفْسَ الكمِّ من المحاصيل العالية الجودة التي تنتجها مزرعة ضخمة، وباستهلاك مياه أقلَّ تصل إلى نَحْوِ 10% فقط من المياه التي تستهلكها المزارع التقليديَّة، فلا يوجد بخر إلى الهواء ولا تتسرب مياه إلى الأرض، ولا توجد أعشاب ضارَّة ولا حاجة لاستخدام المبيدات الحشريَّة.
هذه الأفكار قَدْ تساعد في مضاعفة الإمدادات العالَميَّة من الغذاء الطازج الصحِّي، وسوف يصبح أكثر توافرًا بأسعار أقلَّ إلى مختلف دوَل العالَم التي تعاني من نقصٍ في محاصيلها الزراعيَّة المنتجة محلِّيا لأسباب مختلفة تتمثل في نقص المياه، الطبيعة التي لا تسمح بزراعة بعض المحاصيل الزراعيَّة، المناخ الذي تأثر بتلوُّث الثورة الصناعيَّة، الزيادة السكَّانيَّة.
لقَدْ أصبح العالَم في مرحلة فارقة تتطلب إيجاد طُرق حديثة أكثر للزراعة، بعيدًا عن الطُّرق التقليديَّة المستخدمة في معظم الدوَل، وخصوصًا في إفريقيا والتي تتسبب في هدر وتبخُّر المياه والاعتماد على المساحات الواسعة بدلًا من اعتمادها على طريقة الزراعة الأكثر إنتاجيَّة المتمثلة في الزراعة في الطوابق المتعدِّدة المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة للهندسة الزراعيَّة، مع التوصية بتكثيف الأبحاث وزيادة ميزانيَّات البحث العلمي الخاصَّة بتطوير التربة والزراعة وابتكار طُرق حديثة تضع العالَم أمام حلول جذريَّة لمشاكل الغذاء قَبل أن تتفاقمَ المُشْكِلة ويتَّسع فتقها بزيادة عدد السكَّان لأكثر من (8) مليارات نسمة، وحينها ستكُونُ المُشْكِلة أكبَر والحلول أعقَد.
جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
فاروق والأشموني يناقشان كيفية الارتقاء بالقطاع الزراعي والخدمات المقدمة للفلاحين
عقد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي اجتماعا مع المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية وذلك لبحث ومناقشه سبل الارتقاء بالقطاع الزراعي والخدمات المقدمة المزارعين بالمحافظة.
جاء ذلك في ختام الزيارة التي قام بها وزير الزراعة صباح اليوم لمحافظة الشرقية لافتتاح موسم حصاد القمح وتفقد عدد من مشروعات التعاون والاصلاح الزراعي بمركزي بلبيس والزقازيق.
وخلال الاجتماع أشاد وزير الزراعة بالجهد المبذول والأداء المتميز للجهاز التنفيذي بمحافظة الشرقية، والتعاون المثمر مع وزارة الزراعة، في سبيل تنمية القطاع الزراعي ودعم المزارعين وتقديم كافة الخدمات لهم، فضلا عن تصدر المحافظة خلال السنوات السابقة المركز الأول علي مستوي محافظات الجمهورية في انتاج وتوريد القمح باعتباره محصول استراتيجي هام يمثل أمن قومي وغذائي للمواطنين.
ومن ناحيته اوضح محافظ الشرقية ان المساحة المنزرعة لهذا العام قمح بالمحافظة بلغت 370183 فدان موزعين علي مراكز ومدن المحافظة وتم الانتهاء من تجهيز 55 موقع لاستقبال الاقماح الموردة لهذا العام ما بين 13 صومعة و 42 شونه بمختلف مراكز ومدن المحافظة بسعة تخزينية تصل الي 759376 طن
وفي نهايه الاجتماع أهدي محافظ الشرقية لوزير الزراعة شعار المحافظة تقديراً لمجهوداته الدائمة في دعم القطاع الزراعي علي أرض المحافظة وتوفير كافة احتياجات المزراعين من البذور والأسمدة لتحقيق انتاجيات زراعية عالية
حضر الاجتماع الدكتور أحمد عبدالمعطي نائب محافظ الشرقية، المهندس مجدي عبدالله المشرف على مكتب وزير الزراعة، الدكتور حسن الفولي رئيس الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، المهندس عماد جنجن مدير مديرية الزراعة بالشرقية.