جريدة الوطن:
2025-01-27@04:41:29 GMT

ثنائية التقصير والتضليل .. تمويل مستوى الخطأ

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

ثنائية التقصير والتضليل .. تمويل مستوى الخطأ

قيل الكثير عن الإدارة الحديثة، وعن إدارة الأزمات، وإدارات أخرى تتعلق بالعديد من المؤسَّسات والأعمال، ولكن لَمْ أجد ما يشير إلى التوسُّع في التصدِّي لإدارة التضليل.
لقَدْ أُتيح لي خلال نصف قرن من العمل في مجالات المعرفة، أن أمسكَ مَسْكَ اليد ظواهر عديدة من التضليل لتكريس التلكُّؤ، وتبرير المنهج السلبي، والتغطية على الإخفاقات الحاصلة بالمزيد من الالتفافات التي تزاحم المكاشفات، وما يترتب عليها من استحقاقات الشفافيَّة.

الشائع أنَّ (روَّاد) إدارة التضليل يستسهلون الذَّرائع بزعم تحدِّيات ليست تحت التغطية، أمَّا البجاحة الأخرى في ذلك، رمي اللوم على الآخرين وتحميلهم مسؤوليَّات الإخفاق من خلال الخلط بَيْنَ الكذب والتلفيق والتباكي، والاستكانة والتجنِّي على الحقائق. من متواليات إدارة التضليل الاحتيال على الوقائع الصَّادمة لتمويل مشروعيَّة زائفة للذي يجري. الحال أيضًا، هناك مَن يُدير التقصير بمفهوم أوطأ العطاءات بزعم أنَّها قمَّة الإنجاز، ويضع الأمور في دوَّامة استقتالٍ إعلاميٍ تحْكُمه الشوشرةُ للإفلات من الاعتراف، على غرار ما يفعل بعض التلاميذ في تحميل الأساتذة سبب تراجع مستوياتهم العلميَّة. من النماذج الأخرى للتضليل استكثار الإصغاء، خصوصًا حين يكُونُ التسديد بالحقائق.. روَّاد التضليل بنسخة التقصير يختلقون تخريجات مزوَّرة لتسويق البضاعة الفاسدة من خلال إظهار الأجزاء السليمة مِنْها للإيهام أنَّ تلك الواجهات تُمثِّل النموذج للأجزاء الأخرى. لقَدْ كثرت منصَّات التجميل، وبات الطلاء يتصدَّر الأهمِّية على حساب الجوهر، وانتظمت العديد من المصانع في الاهتمام بالأغلفة لاستجلاب المهتمِّين بالألوان والروائح فحسب. إنَّ إدارة التقصير عن جهل، أو لانحرافٍ بنيويٍّ ما، أو سوء تقدير، أمْرٌ شائعٌ يُمكِن التصدِّي له، لكنَّ التعقيدَ حين يكُونُ متعمدًا يستجلب منافع لآخرين ينتظرونها خارج الوسط المصاب به. لقَدْ كشفت إحاطات الخبير الأميركي جون بيركنز مؤلِّف كتاب (الاغتيال الاقتصادي للأُمم)، عن حجم المنهج الالتفافي، الذي لا أهداف له سوى توريط اقتصادات في الاستثمار المبطن من خلال خيوط متعدِّدة بذرائع الدَّمج، وزعم متطلبات الشراكة في الفرص، بَيْنَما الاشتغال الجاري ينصبُّ على تضييع العدالة، وتلك إحدى العقَد التنمويَّة التي ما زالت تطول الأفارقة. هناك (معالم) من التقصير المتعمَّد الذي ضرب قارة إفريقيا إلى جانب التصحُّر، والصراعات الحدوديَّة والقبليَّة، وأجواء التطرُّف الدِّيني والعنف العسكري. لقَدْ تاكلت ثروة إفريقيا عَبْرَ سلسلة من التعمية على الأولويَّات والإسراف في الانتظار، وتضعضعت أسبقيَّات التنمية المستدامة، وتلك أخطر مراحل إدارة التقصير. وحسبي، أنَّ ما يجري الآن على هامش الأحداث الأخيرة في النيجر والجابون، ودوَل إفريقيَّة أخرى يحتاج حاجة ماسَّة إلى ما يُعرف بالتطبيب الوظيفي الذي يقوم على أسبقيَّة معالجة الأسباب، وليس الانشغال بالتطبيب التقليدي التسكيني للمشاكل. إنَّ أفضل الخيارات لمعالجة ثنائيَّة التقصير والتضليل ينبغي أن تنصبَّ على تكوين المزيد من فرص المراجعة والتشخيص والمكاشفة، وتلك عمليَّة تحتاج إلى مواظبة جديَّة لا تنقطع مهامُّها. وحسبي أيضًا أنَّ ملايين الأفارقة الذين ضاعوا في البحار والمحيطات، أو صاروا وقودَ الحروبِ والنزاعات قضوا بفعل ثقافة التقصير والتضليل. وإذا كان الكثير مِنْهم قَدْ حشروا في زوارق الموت، فإنَّ آخرين ما زالوا تحت طائلة عبوديَّة النَّصب واستذكارات سفراء النيَّات الحسَنة.
عَلَيْكم أن تستحضروا معي حيْرة امرأة صوماليَّة ذهبَ زوجها لرعاية حقل زراعي على مشارف قريتهم فعاد إليها حاملًا بندقيَّة، لا شكَّ أنَّ شياطين الإقناع تعرَّضوا له في الطريق.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة التقصیر

إقرأ أيضاً:

مسؤول بالبنك المركزي يحذر بشأن تمويل موازنة واحتياجات عام 2025

شمسان بوست / متابعات:

أكد الوكيل المساعد للبحوث والإحصاء في البنك المركزي اليمني بسام عثمان ناجي على اهمية اعطاء الأولوية لمعالجة التحديات الراهنة والمتعلقة بتمويل موازنة واحتياجات 2025 فيما يخص دفع الرواتب وتمويل الخدمات الأساسية.

واوضح ناجي ان مؤشرات الاقتصاد الكلي الخاصة بالتضخم وانهيار معدلات اسعار صرف المحلية ومعدلات الفقر قد وصلت إلى مستويات كارثيه لايمكن تجاوزها، الأمر الذي ينبئ ببيئة حاضنه للجريمة والارهاب لن تلقي بظلالها فقط على اليمن ولكن على كافة الإقليم والمنطقة.


وفي ذات الصدد طالب الوكيل المساعد بعثة الصندوق الدولي التي عقدت اجتماعاتها حول اليمن في العاصمة الاردنية عمان خلال الفترة. ١٩-٢٣ يناير 2025 بإعطاء أهمية مطلقة للتواصل مع المانحين لدعم الاحتياجات الأساسية الراهنة والعمل مع الشركاء الدوليين على سرعة احتواء الأزمة السياسية بما يضمن بيئة مناسبة لتسريع برامج التعافي الاقتصادي.

واختمت اليوم بعمّان، المملكة الأردنية الهاشمية المشاورات الثنائية بين الجمهورية اليمنية وصندوق النقد الدولي، والذي ترأسها من الجانب اليمني أ. احمد احمد غالب محافظ البنك المركزي اليمني محافظ الصندوق عن الجمهورية اليمنية، ومن جانب الصندوق السيدة استر بيريز، بحضور الدكتور محمد جابر الممثل المقيم للصندوق لدى الجمهورية اليمنية.


في هذا اللقاء الختامي تم استعراض نتائج المناقشات التي تمت على مدى أسبوعين كاملين عبر اللقاءات الافتراضية مع مختلف الجهات والتي تلتها المباحثات الثنائية بحضور الجانبين، حيث تم استعراض التطورات الاقتصادية ومؤشرات الاقتصاد الكلي، وتضمن النقاش التطورات في الجانب المالي والنقدي والتطورات في القطاع الحقيقي وأداء القطاع الخارجي خلال عام 2024 وآفاق تطوراتها المستقبلية خاصه في العام المالي الحالي 2025.

أوضحت البعثة أهمية الاعتماد أولاً على الموارد الذاتية والمستدامة من خلال بذل مزيد من الجهود لتنمية الإيرادات وإدارتها وتحصيلها الكفؤ واحتواء الإنفاق وترشيده لتجنب التمويل التضخمي ومعالجة الاختلالات في القطاعات المختلفة للاقتصاد وخاصة القطاعات الخدمية وفي مقدمتها قطاع الكهرباء.

وشددت البعثة على الحاجة للدعم الخارجي خاصة في هذه المرحلة وتوفير الظروف الموائمة لإعادة تصدير النفط والغاز لمساعدة السلطات اليمنية للتغلب على الصعوبات والاختناقات القائمة وفي مقدمتها احتواء معدلات التضخم وتحقيق الاستقرار المناسب في معدلات الأمن الغذائي لتجنب المزيد من التدهور في مؤشرات الجانب الإنساني وكذلك مساعدة الحكومة في تنفيذ خطط التعافي الاقتصادي.


وفي هذا السياق ستصدر البعثة بياناً رسمياً يوضح النتائج والتوصيات التي تمخضت عن هذه الاجتماعات.


حضر من الجانب الحكومي نائب وزير المالية وعدد من وكلاء قطاعات البنك المركزي والمالية، وبعض المختصين من الجهات ذات العلاقة

مقالات مشابهة

  • انطلاق تصفيات مسابقة «نحلة التهجي» على مستوى منطقة كفر الشيخ الأزهرية
  • بالصور.. نجم مقرة يوقع على عقد تمويل مع “كوسيدار”
  • وزير العمل يترأس اجتماع مجلس إدارة صندوقي" تمويل التدريب" و"الخدمات الاجتماعية "
  • تنظيم مسابقة لاختيار الأم المثالية على مستوى الديوان العام والوحدات المحلية بالمنيا
  • صحة المنوفية : تفتيش مفاجئ على مستشفيات المحافظة للوقوف على مستوى الخدمات
  • «صحة المنوفية»: إحالة 4 ممرضات للتحقيق بسبب التقصير في العمل
  • رقم ضخم.. الكشف عن حجم تمويل الناتو لأوكرانيا خلال 3 سنوات
  • «أمين الفتوى» عن حكم مراقبة الزوجين لبعضهما عبر الكاميرات: لن تمنع الخطأ من كليهما «فيديو»
  • مسؤول بالبنك المركزي يحذر بشأن تمويل موازنة واحتياجات عام 2025
  • العلمانية والتضليل بإسم الدين