جريدة الوطن:
2024-09-17@11:09:55 GMT

ثنائية التقصير والتضليل .. تمويل مستوى الخطأ

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

ثنائية التقصير والتضليل .. تمويل مستوى الخطأ

قيل الكثير عن الإدارة الحديثة، وعن إدارة الأزمات، وإدارات أخرى تتعلق بالعديد من المؤسَّسات والأعمال، ولكن لَمْ أجد ما يشير إلى التوسُّع في التصدِّي لإدارة التضليل.
لقَدْ أُتيح لي خلال نصف قرن من العمل في مجالات المعرفة، أن أمسكَ مَسْكَ اليد ظواهر عديدة من التضليل لتكريس التلكُّؤ، وتبرير المنهج السلبي، والتغطية على الإخفاقات الحاصلة بالمزيد من الالتفافات التي تزاحم المكاشفات، وما يترتب عليها من استحقاقات الشفافيَّة.

الشائع أنَّ (روَّاد) إدارة التضليل يستسهلون الذَّرائع بزعم تحدِّيات ليست تحت التغطية، أمَّا البجاحة الأخرى في ذلك، رمي اللوم على الآخرين وتحميلهم مسؤوليَّات الإخفاق من خلال الخلط بَيْنَ الكذب والتلفيق والتباكي، والاستكانة والتجنِّي على الحقائق. من متواليات إدارة التضليل الاحتيال على الوقائع الصَّادمة لتمويل مشروعيَّة زائفة للذي يجري. الحال أيضًا، هناك مَن يُدير التقصير بمفهوم أوطأ العطاءات بزعم أنَّها قمَّة الإنجاز، ويضع الأمور في دوَّامة استقتالٍ إعلاميٍ تحْكُمه الشوشرةُ للإفلات من الاعتراف، على غرار ما يفعل بعض التلاميذ في تحميل الأساتذة سبب تراجع مستوياتهم العلميَّة. من النماذج الأخرى للتضليل استكثار الإصغاء، خصوصًا حين يكُونُ التسديد بالحقائق.. روَّاد التضليل بنسخة التقصير يختلقون تخريجات مزوَّرة لتسويق البضاعة الفاسدة من خلال إظهار الأجزاء السليمة مِنْها للإيهام أنَّ تلك الواجهات تُمثِّل النموذج للأجزاء الأخرى. لقَدْ كثرت منصَّات التجميل، وبات الطلاء يتصدَّر الأهمِّية على حساب الجوهر، وانتظمت العديد من المصانع في الاهتمام بالأغلفة لاستجلاب المهتمِّين بالألوان والروائح فحسب. إنَّ إدارة التقصير عن جهل، أو لانحرافٍ بنيويٍّ ما، أو سوء تقدير، أمْرٌ شائعٌ يُمكِن التصدِّي له، لكنَّ التعقيدَ حين يكُونُ متعمدًا يستجلب منافع لآخرين ينتظرونها خارج الوسط المصاب به. لقَدْ كشفت إحاطات الخبير الأميركي جون بيركنز مؤلِّف كتاب (الاغتيال الاقتصادي للأُمم)، عن حجم المنهج الالتفافي، الذي لا أهداف له سوى توريط اقتصادات في الاستثمار المبطن من خلال خيوط متعدِّدة بذرائع الدَّمج، وزعم متطلبات الشراكة في الفرص، بَيْنَما الاشتغال الجاري ينصبُّ على تضييع العدالة، وتلك إحدى العقَد التنمويَّة التي ما زالت تطول الأفارقة. هناك (معالم) من التقصير المتعمَّد الذي ضرب قارة إفريقيا إلى جانب التصحُّر، والصراعات الحدوديَّة والقبليَّة، وأجواء التطرُّف الدِّيني والعنف العسكري. لقَدْ تاكلت ثروة إفريقيا عَبْرَ سلسلة من التعمية على الأولويَّات والإسراف في الانتظار، وتضعضعت أسبقيَّات التنمية المستدامة، وتلك أخطر مراحل إدارة التقصير. وحسبي، أنَّ ما يجري الآن على هامش الأحداث الأخيرة في النيجر والجابون، ودوَل إفريقيَّة أخرى يحتاج حاجة ماسَّة إلى ما يُعرف بالتطبيب الوظيفي الذي يقوم على أسبقيَّة معالجة الأسباب، وليس الانشغال بالتطبيب التقليدي التسكيني للمشاكل. إنَّ أفضل الخيارات لمعالجة ثنائيَّة التقصير والتضليل ينبغي أن تنصبَّ على تكوين المزيد من فرص المراجعة والتشخيص والمكاشفة، وتلك عمليَّة تحتاج إلى مواظبة جديَّة لا تنقطع مهامُّها. وحسبي أيضًا أنَّ ملايين الأفارقة الذين ضاعوا في البحار والمحيطات، أو صاروا وقودَ الحروبِ والنزاعات قضوا بفعل ثقافة التقصير والتضليل. وإذا كان الكثير مِنْهم قَدْ حشروا في زوارق الموت، فإنَّ آخرين ما زالوا تحت طائلة عبوديَّة النَّصب واستذكارات سفراء النيَّات الحسَنة.
عَلَيْكم أن تستحضروا معي حيْرة امرأة صوماليَّة ذهبَ زوجها لرعاية حقل زراعي على مشارف قريتهم فعاد إليها حاملًا بندقيَّة، لا شكَّ أنَّ شياطين الإقناع تعرَّضوا له في الطريق.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة التقصیر

إقرأ أيضاً:

تراجع الدولار وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية

تداول اليوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر الدولار قرب أدنى مستوياته هذا العام، وذلك عشية البداية المتوقعة لدورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تتوقع الأسواق على أنها قد تبدأ بخفض كبير في أسعار الفائدة.


ارتفاع اليورو والين 

ووفق لوكالة رويترز، ارتفع اليورو خلال الليل إلى 1.1138 دولار وتم تداوله حول هذا المستوى في وقت مبكر من جلسة آسيا، وهو ليس بعيدًا عن أعلى مستوى له خلال العام مقابل الدولار عند 1.1201 دولار.
ارتفع الين إلى مستوى 140 خلال تعاملات ضعيفة بسبب العطلة أمس، ثم تراجع إلى 140.96 مع عودة المتعاملين إلى مكاتبهم في طوكيو
وهبطت العملة اليابانية (الدولار مقابل الين) أكثر من غيرها هذا العام، ولذلك لديها أكبر فرصة للارتفاع إذا اتخذ البنك المركزي الأمريكي موقفًا أكثر ليونة.

فيما ارتفعت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي أمس الاثنين لتدفع احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 67%، مقابل 30% قبل أسبوع، وقد تقلصت الاحتمالات بشكل حاد بعد أن أحيت التقارير الإعلامية احتمالات تخفيف أكثر صرامة.
وقال استراتيجي ماكواري في مذكرة للعملاء "بغض النظر عن أي من -25 نقطة أساس أو -50 نقطة أساس سيتخذه البنك المركزي الأمريكي غدا الأربعاء، فإننا نعتقد أن رسالة البنك ستكون واضحة بشأن خفض أسعار الفائدة.
وقالوا "قد يضعف الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، حتى مع خفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، ومن المرجح أن وقعت خسائر فيشهدها  الين الياباني".
“ويرجع ذلك إلى أن التباين بين توقعات البنوك المركزية سوف يظل الأكثر وضوحا بين بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان، في الوقت الراهن” .
من المتوقع أن يبقي بنك اليابان ثابتا على سياسته يوم الجمعة لكنه يشير إلى مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة.
ويعتبر الجنيه الإسترليني، أفضل عملات مجموعة العشرة في الأداء هذا العام بارتفاعه 3.9% أمام الدولار، كما قاد الهجوم ضد الدولار بفضل علامات المرونة في الاقتصاد البريطاني واستقرار التضخم.

وقد تجاوز الجنيه الاسترليني مستوى 1.32 دولار يوم الاثنين واشترى الجنيه الاسترليني عند مستوى 1.3209 دولار في وقت مبكر من جلسة آسيا، ومن المتوقع عمومًا أن يبقي بنك إنجلترا أسعار الفائدة ثابتة عند 5% عندما يجتمع يوم الخميس، على الرغم من أن الأسواق قد حددت احتمالات بنسبة 36% لخفض آخر.
وارتفع الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي أيضا خلال أمس واشترى الدولار الأمريكي 0.6750 دولار و0.6192 دولار على التوالي اليوم الثلاثاء، حيث ركز المتعاملون على بنك الاحتياطي الفيدرالي بدلا من علامات نهاية الأسبوع على تفاقم المشاكل في الاقتصاد الصيني المتباطئ.
أما الأسواق الصينية أغلقت أبوابها بمناسبة عطلة منتصف الخريف حتى يوم الأربعاء، على الرغم من استقرار اليوان عند 7.1000 في التعاملات الخارجية.
وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% خلال الليل إلى 100.7، وهو ليس بعيدًا عن أدنى مستوى له في عام 2024 والذي سجله الشهر الماضي عند 100.51.
 

مقالات مشابهة

  • اقتصاد الدبيبة تشهد توقيع اتفاق على مستوى القطاع الخاص الليبي مع شركة CAMCE الصينية
  • العراق يوقع اتفاقية تمويل قرض مشاريع تنشيط القطاع الزراعي مع مصرف نمساوي
  • وزير الخارجية: مصر والمجر تربطهما علاقات ثنائية متميزة وهناك حرص على تطويرها
  • الطاقة المتجددة في الهند تؤمّن تمويلًا بـ386 مليار دولار
  • تراجع الدولار وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية
  • تمويل 355 مشروع صغير فى قنا خلال 9 شهور
  • تحتوي على الكثير من الماء.. فوائد الكوسة الصغيرة لجسم الإنسان
  • برو: المقاومة جاهزة للمواجهة وفي جعبتها الكثير لردع العدو
  • وزير العدل يعفي مسؤولين اثنين بسبب التقصير في أداء واجباتهم
  • الحوثيون: صاروخنا وصل إلى إسرائيل والمستقبل يخفي الكثير