جريدة الوطن:
2025-04-26@04:45:54 GMT

ثنائية التقصير والتضليل .. تمويل مستوى الخطأ

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

ثنائية التقصير والتضليل .. تمويل مستوى الخطأ

قيل الكثير عن الإدارة الحديثة، وعن إدارة الأزمات، وإدارات أخرى تتعلق بالعديد من المؤسَّسات والأعمال، ولكن لَمْ أجد ما يشير إلى التوسُّع في التصدِّي لإدارة التضليل.
لقَدْ أُتيح لي خلال نصف قرن من العمل في مجالات المعرفة، أن أمسكَ مَسْكَ اليد ظواهر عديدة من التضليل لتكريس التلكُّؤ، وتبرير المنهج السلبي، والتغطية على الإخفاقات الحاصلة بالمزيد من الالتفافات التي تزاحم المكاشفات، وما يترتب عليها من استحقاقات الشفافيَّة.

الشائع أنَّ (روَّاد) إدارة التضليل يستسهلون الذَّرائع بزعم تحدِّيات ليست تحت التغطية، أمَّا البجاحة الأخرى في ذلك، رمي اللوم على الآخرين وتحميلهم مسؤوليَّات الإخفاق من خلال الخلط بَيْنَ الكذب والتلفيق والتباكي، والاستكانة والتجنِّي على الحقائق. من متواليات إدارة التضليل الاحتيال على الوقائع الصَّادمة لتمويل مشروعيَّة زائفة للذي يجري. الحال أيضًا، هناك مَن يُدير التقصير بمفهوم أوطأ العطاءات بزعم أنَّها قمَّة الإنجاز، ويضع الأمور في دوَّامة استقتالٍ إعلاميٍ تحْكُمه الشوشرةُ للإفلات من الاعتراف، على غرار ما يفعل بعض التلاميذ في تحميل الأساتذة سبب تراجع مستوياتهم العلميَّة. من النماذج الأخرى للتضليل استكثار الإصغاء، خصوصًا حين يكُونُ التسديد بالحقائق.. روَّاد التضليل بنسخة التقصير يختلقون تخريجات مزوَّرة لتسويق البضاعة الفاسدة من خلال إظهار الأجزاء السليمة مِنْها للإيهام أنَّ تلك الواجهات تُمثِّل النموذج للأجزاء الأخرى. لقَدْ كثرت منصَّات التجميل، وبات الطلاء يتصدَّر الأهمِّية على حساب الجوهر، وانتظمت العديد من المصانع في الاهتمام بالأغلفة لاستجلاب المهتمِّين بالألوان والروائح فحسب. إنَّ إدارة التقصير عن جهل، أو لانحرافٍ بنيويٍّ ما، أو سوء تقدير، أمْرٌ شائعٌ يُمكِن التصدِّي له، لكنَّ التعقيدَ حين يكُونُ متعمدًا يستجلب منافع لآخرين ينتظرونها خارج الوسط المصاب به. لقَدْ كشفت إحاطات الخبير الأميركي جون بيركنز مؤلِّف كتاب (الاغتيال الاقتصادي للأُمم)، عن حجم المنهج الالتفافي، الذي لا أهداف له سوى توريط اقتصادات في الاستثمار المبطن من خلال خيوط متعدِّدة بذرائع الدَّمج، وزعم متطلبات الشراكة في الفرص، بَيْنَما الاشتغال الجاري ينصبُّ على تضييع العدالة، وتلك إحدى العقَد التنمويَّة التي ما زالت تطول الأفارقة. هناك (معالم) من التقصير المتعمَّد الذي ضرب قارة إفريقيا إلى جانب التصحُّر، والصراعات الحدوديَّة والقبليَّة، وأجواء التطرُّف الدِّيني والعنف العسكري. لقَدْ تاكلت ثروة إفريقيا عَبْرَ سلسلة من التعمية على الأولويَّات والإسراف في الانتظار، وتضعضعت أسبقيَّات التنمية المستدامة، وتلك أخطر مراحل إدارة التقصير. وحسبي، أنَّ ما يجري الآن على هامش الأحداث الأخيرة في النيجر والجابون، ودوَل إفريقيَّة أخرى يحتاج حاجة ماسَّة إلى ما يُعرف بالتطبيب الوظيفي الذي يقوم على أسبقيَّة معالجة الأسباب، وليس الانشغال بالتطبيب التقليدي التسكيني للمشاكل. إنَّ أفضل الخيارات لمعالجة ثنائيَّة التقصير والتضليل ينبغي أن تنصبَّ على تكوين المزيد من فرص المراجعة والتشخيص والمكاشفة، وتلك عمليَّة تحتاج إلى مواظبة جديَّة لا تنقطع مهامُّها. وحسبي أيضًا أنَّ ملايين الأفارقة الذين ضاعوا في البحار والمحيطات، أو صاروا وقودَ الحروبِ والنزاعات قضوا بفعل ثقافة التقصير والتضليل. وإذا كان الكثير مِنْهم قَدْ حشروا في زوارق الموت، فإنَّ آخرين ما زالوا تحت طائلة عبوديَّة النَّصب واستذكارات سفراء النيَّات الحسَنة.
عَلَيْكم أن تستحضروا معي حيْرة امرأة صوماليَّة ذهبَ زوجها لرعاية حقل زراعي على مشارف قريتهم فعاد إليها حاملًا بندقيَّة، لا شكَّ أنَّ شياطين الإقناع تعرَّضوا له في الطريق.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة التقصیر

إقرأ أيضاً:

الدفاع المدني بغزة: الاحتلال تعمد الكذب والتضليل بشأن استهداف طواقمنا الطبية

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الدفاع المدني بغزة، قال إن الاحتلال تعمد الكذب والتضليل في رواياته بشأن جريمة استهداف طواقمنا والكوادر الطبية في رفح الفلسطينية دون أي أدلة، والاحتـ.ـلال ارتكب جريمة إبادة بحق طواقمنا ولم نتمكن من الوصول إلى جثامينهم إلا بعد 8 أيام.

وزير الدفاع الإسرائيلي يتفق مع سموتريتش في تجويع أهالي غزةوزير المالية الإسرائيلي: لن أقبل إدخال مساعدات إلى قطاع غزةاليمين الإسرائيلي يحرض من أمريكا.. وبن جفير يدعو لتجويع غزة أمام مسؤولي ترامباستشهاد فلسطيني جراء قصف للاحتلال شرق خان يونس جنوب قطاع غزة


وكشف الدفاع المدني بغزة، أن وجدنا الجثـ.ـامين مدفونة على بعد نحو 200 متر من مركباتهم التي تم تدميرها، وأن حادثة استهداف طواقمنا في رفح الفلسطينية تؤكد للعالم بالأدلة أن الاحتـ.ـلال لم يلتزم بأي ضوابط قانونية، ونطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية لطواقمنا ومركباتنا وإجبار الاحتـ.ـلال على الالتزام بالقانون والمواثيق الدولية الإنسانية.  
 

مقالات مشابهة

  • وزير الحرس الوطني: رؤية 2030 أحدثت الكثير من التحولات الكبرى
  • إدارة المولودية تكشف مستجدات الوضع الصحي للاعبيها المصابين
  • الجلالة تطلق إدارة الرضا الطلابي الأولى من نوعها في الجامعات المصرية
  • هل تصلح عودة إيلون ماسك إلى تسلا الضرر الذي لحق بها جراء عمله في إدارة ترامب؟
  • محلل سياسي أردني: جماعة الإخوان مارست سياسة التضليل والتغرير بالشباب
  • مرقص: شابات وشباب لبنان ينتظرون منا الكثير لأنهم فعلاً يستحقون التميّز
  • كلباء يستعيد التوازن بـ «ثنائية» أمام الجزيرة
  • "سناب شات" في ورطة.. دعوى واتهام بـ"إدمان الأطفال والتضليل"
  • الدفاع المدني بغزة: الاحتلال تعمد الكذب والتضليل بشأن استهداف طواقمنا الطبية
  • الرئيس السيسي يتوجه لجيبوتي لعقد مباحثات ثنائية مع نظيره إسماعيل عمر جيله