هبة أمين تكتب: فتنة «اللائحة المجهولة» وعاصفة «تصنيف أهل الفن»!
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
بسرعة البرق تحولت صفحات مواقع التواصل إلى ساحة معركة يدعي أصحابها غيرتهم على الفن المصري ونجومه، وسرت في الفضاء الإلكتروني عاصفة تروج للائحة مجهولة يدعون أنها تصنف الفنانين إلى فئات أو درجات على طريقة الفنادق.
في يوم وليلة ظهرت «زوبعة» السوشيال ميديا، وفتحت شهية كل من يريد أن يُدلي بدلوه لـ«يُفتي» حتى وإن كان عن غير علم ومعرفة من الأساس، والأصعب تورط بعضهم في الاعتراض والرفض وإلقاء الاتهامات دون التيقن من صحة ما يروج له.
وفي ساعات قليلة تم تداول هذه القائمة المجهولة، وتصاعدت حدة التساؤلات.. كيف يكون الفن ساحة إبداع وموهبة بينما نتعامل مع أصحابهما وفق تصنيف فئوي أسوة بالفنادق؟
كيف يمنح فنان أو مخرج أو مصور نجمة واحدة أو خمس نجوم؟ ويُصنف على أي أساس؟ خصوصًا وأن السوق في النهاية قائم على العرض والطلب..
كثير من التساؤلات طرحت.. وهذا طبيعي ومنطقي، وحق مشروع، فلا أحد يقبل أن يتم تصنيف الفنان والمبدع بهذه الطريقة، لكن كان يجب على الغاضبين من أبناء هذه الصناعة أن يتيقنوا، وأن يسعوا إلى معرفة حقيقة ما يُثار قبل أن يعلنون عن غضبهم، وحسنًا فعلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية حين بادرت بنفي الشائعة السخيفة، لإبعاد ساحة الإبداع المصري عن أي حروب كلامية تعطل مشروعاتهم، خاصة أن تصنيف أهل الفن عبر هذه اللائحة المجهولة يمثل ضررا يطول الجميع دون تفرقة.
ليس غريبًا أن يتم الحديث عن «تسريب» لائحة للأجور، وتصنيف العاملين في ساحة الفن، عقب وقت قصير من الاحتفاء الذي نعيش أصداءه لمهرجان العلمين الذي حمل شعار «العالم عالمين» وكان بمثابة ملتقى فني ورياضي وترفيهي لحدث وُلد كبيرًا على أرض السحر والأحلام، كذلك ما نعيشه الآن من فعاليات مهرجان القلعة الدولي الذي أصبح ملاذًا للجمهور بمختلف الفئات والأعمار، وأملًا لكل الموسيقيين والمطربين الذين يترقبهم محبيهم بكل شغف في حفلات كاملة العدد.
وفي خضم كل ذلك يجب ألا ننسى إعلان تدشين اتحاد منتجي مصر، الذي يضم عددًا كبيرًا من شركات الإنتاج، والتي قررت أن تضع على عاتقها النهوض بهذه الصناعة وتنظيم العملية الإنتاجية برمتها في الوقت الذي حظيت فيه الدراما المصرية بمكتسبات كثيرة، وأمامهم مشوار طويل واجتماعات متتالية للنقاش ووضع الأسس والمعايير والضوابط التي تصب في صالح كل العاملين في هذا المجال بلا تفرقة..
أتفهم أن ذلك قد يُغضب بعض الكارهين للفن وأبناءه، ومن ثم محاولاتهم للوقيعة وإحداث حالة من البلبلة، وهو أمرًا طبيعيًا لأنه في عِز النجاح ومحاولة أن يكون الجميع يدًا واحدة ستجد الحاقد الذي يعمل على نشر الشائعات، ولكن في المقابل يجب علينا الحذر حتى لا تكون طيبتنا سببا في خداعنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هبة أمين أهل الفن السوشيال ميديا مجال الفن تصنيف الفنانين
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب: الملك سيتي الأول
تتعالى الأصوات وتمتزج العبارات وتتحرك الأنامل لتخطّ كلمات فرحة العودة لسرد السيرة الذاتية لملوك مصر الفرعونية القديمة من جديد وكما اعتدنا واعتاد القارئ أيضا قديما إنها ليست قاعدة ولا بالترتيب وإنما وقع الاختيار علي ملك لا أدري كيف لم نتحدث عنه من قبل وهو من أهم ملوك مصر الفرعونية القديمة حبيب دورثي التي تشبهني كثيراً وهي من تركت بلادها وجاءت هنا بجانب حبيبها ووالد حبيبي ورفيق أحلامي رمسيس الثاني هو قائد العائلة المقاربة لقلبي هو الملك سيتي الأول هيا بنا نتعرف علي ملك من أعظم ملوك مصر الفرعونية القديمة.
الملك سيتي الأول هو الفرعون الثاني من الأسرة التاسعة عشر ابن الملك رمسيس الأولى والملكة سات رع ، وُلد 1303 قبل الميلاد. وحسب بعض المؤرخين فقد حكم الملك سيتي الأول الفترة من 1294 قبل الميلاد. أو 1302 قبل الميلاد. تزوج من الملكة تويا وانجب كل من الملك رمسيس الثاني والأميرة تيا وحنوت مي رع .
ولم يكن الملك سيتي بطبيعة الحال من دم ملكي مثل والده الملك رمسيس الأول، و تدل الآثار حتى الآن على أنه لم ينجب غيره، وتدل الأحوال على أن والده كان قد أنجبه وهو في ريعان الشباب ومقتبل العمر، وتاريخ حياته يشعرنا بأنه كان قد ترسم خطَى والده في مجال حياته؛ فقد انخرط في سلك الجندية، وبلغ فيها درجة عالية، كما تحدثنا بذلك لوحة أربعمائة السنة، و قد حاز على العديد من الألقاب منها الأمير الوراثي، وعمدة المدينة، وحامل المروحة على يمين الفرعون، ورئيس الرماة، والمشرف على البلاد الأجنبية، والمشرف على حصن ثارو (تل أبو صيفة الحالي)، ورئيس المازوي (الشرطة في الصحراء)، والكاتب الملكي، والمشرف على الخيالة، ومدير عيد كبش منديس (تل الربع الحالي)، والكاهن الأول للإله ست، والكاهن المرتل للإلهة بوتو ، والمشرف على كل كهنة الآلهة «سيتي» المرحوم. ولا نزاع في أن لقب الكاهن الأول للإله «ست» يعد برهانًا على أن الأسرة التاسعة عشرة المالكة لعرش الفراعنة كان موطنها مقاطعة «ستوريت» من أعمال الدلتا كما سبق شرح ذلك. ولما كان الإله «ست» لا ينظر إليه بعين الرضى في مصر كلها لم يحاول «سيتي الأول» أن يجبر رعاياه على عبادة إلهه المحلي، ومن أجل ذلك اختار الإله «بتاح» من بين الآلهة الشماليين، وضمه لاسمه؛ فأصبح يدعى «سيتي مرنبتاح» (أي سيتي محبوب بتاح) أما اسم هذا الملك العلم المركب من لفظة «ست» وياء النسب «سيتي»، ومعناه: المنسوب للإله «ست» إله الشر كما ذكرنا من قبل فقد غيَّره في كثير من الأحيان، وبخاصة في «العرابة المدفونة» إلى اسم «أوزيري»، ورسمه بكلمة تدل على «أوزير»، وبعلامة؟ تنطق «ثث» بدلًا من صورة الإله «ست»، غير أن «سيتي» لم يقم بأي تغيير رسمي في كتابة اسمه كما فعل «إخناتون»، بل اكتفى برسم اسمه بإحدى الطريقتين السابقتين على حسب ما تتطلبه الأحوال، وحسن الذوق، وبخاصة عندما لا يستحب كتابة صورة الإله «ست» على آثار مهداة للإله «أوزير»
وتعددت ألقاب الملك سيتي الأول واتخذ اسم "من معت رع" وتعني: "خالدٌ هو عدل رع"، واسمه الأكثر شيوعاً والأصلي كان: "سيتي مري ن پتاح" ويعني: رَجُل ست، محبوب بتاح"، وسماه الإغريق سِثوسيس.
و كان سيتي الأول شريكًا لوالده في الملك، وكان في هذه الفترة يناهز الأربعين من عمره، وتدل ألقابه على أنه كان جنديًّا مجرَّبًا، وإداريًّا حازمًا؛ ولذلك كان الرجل الذي تتطلبه مصر في تلك الفترة من تاريخها.
حكم الملك سيتي الأول مصر لمدة 21 عاماً على أقل تقدير، حيث كان خلال الفترة السابقة على الحكم ضابطاً في الجيش مثل والده، وبعد أن أصبح ملكاً قاد عدة حملات عديدة في ليبيا والشام؛ لإعادة فرض السيطرة المصرية في الخارج.
كان الملك سيتي الأول أول ملك مصري يخوض معركة ضد الحيثيين الذين حكموا أسيا الصغرى، وعقد معهم معاهــــــدة سلام بعدم الاعتداء عليهم. سجلت هذه الأنشطة والانتصارات العسكرية ببراعة شديدة في معبد آمون بالكرنك قام بتوطيد السلطة المصرية في فلسطين والشام، وقاوم الحيثيين.
و أقام سيتي الأول العديد من الآثار منها الممنوميوم في أبيدوس وخصص لعبادة عدد من الآلهة كما يوجد بالمعبد قاعة الأجداد بها أسماء الملوك من تأسيس أول الأسرات إلى سيتي الأول و قائمة ملوك مصر في أبيدوس، ومعبد القرنة الجنائزي في طيبة، وبهو الأعمدة المسقوف بالكرنك. وكان قد بدأ في تشييده قبل ذلك ثم زخرف في عصر سيتي الأول بمناظر طقسية وصور على الحوائط الخارجية التي تبين انتصارات الملك سيتي على البدو والليبيين والأموريين في قادش والحيثيين.
و أمر الملك سيتي بإقامة مسلة تعرف باسم فلامنيوس ولكنه توفى قبل إتمام نقشها والذي أكمله ابنه رمسيس الثاني وهي الآن موجودة في ميدان الشعب بروما.
أما عن مقبرته فقد عثر على مقبرة الملك سيتي الأول في عام 1817م بواسطة جوفاني باتيستا بلزوني وهي المقبرة رقم 17 في وادي الملوك وهي من أجمل المقابر بوادي الملوك، يبلغ عمق المقبرة حوالي 30 مترا ويصل طولها إلى 136 متر، ومقبرة سيتي الأول منحوتة في الصخر وبها رسوم لسيتي وهو يتعبد للآلهة وبها أيضا نقوش للعديد من الكتب منها كتابي البوابات وما يوجد في العالم السفلي.
كما تم العثور أيضاً على مومياء سيتي الأول عام 1886م في خبيئة في الدير البحري، ويعتقد أن سيتي الأول الذي توفي ولم يتم الأربعين من العمر على عكس رمسيس الأول ورمسيس الثاني اللذان توفيا في أعمار متقدمة وغير معروف سبب وفاة سيتي الأول على الرغم من أن موميائه وجدت مقطوعة الرأس ولكن حدث ذلك بعد الوفاة بفعل لصوص المقابر ويرجح انه كان يعاني مرضا في القلب، وقد نقلت المومياء إلى المتحف المصري بالقاهرة أما التابوت فقد نحت من قطعة واحدة من الألبستر وعليه نقوش رائعة وهو موجود بمتحف في لندن.