بينما تطور قطر علاقاتها في أمريكا اللاتينية، من الممكن أن تستفيد أيضًا من الاضطلاع بدور الوسيط الموثوق في الخصومات الدبلوماسية، وعلى رأسها في المفاوضات الأمريكية الفنزويلية.

هكذا يتحدث تقرير لمركز "كارنيجي"، مشيرا إلى أنه في ضوء علاقات قطر مع إيران، والدور الذي اضطلعت به تاريخيًا في الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، فإن ذلك يمنحها خصوصية في التعامل مع بلدان أمريكا اللاتينية التي تزداد تقاربًا مع طهران.

وينطبق هذا بصورة خاصة على فنزويلا في أعقاب زيارة رئيسها نيكولاس مادورو إلى إيران في عام 2022، حيث وقّع خطة تعاون لمدة 20 عامًا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

واستضافت قطر، في يونيو/حزيران الماضي، محادثات سرّية بين فنزويلا والولايات المتحدة، وذلك امتدادا لسجل حافل في مساعدة الولايات المتحدة في المفاوضات الحسّاسة، بما في ذلك عملية تبادل السجناء الأخيرة مع إيران والقنوات الخلفية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

ووفق التقرير، ملأ صعود قطر في دور الوسيط في فنزويلا فراغًا خلّفه اتحاد أمم أمريكا الجنوبية وجهات فاعلة إقليمية أخرى تنشغل على نحو متزايد بالأزمات الاقتصادية والسياسية المحلية أو يُنظَر إليها بأنها تسعى إلى تنفيذ جداول أعمال منحازة.

قدّمت قطر نفسها في موقع الوسيط المحايد في فنزويلا مع حد أدنى من التشنّج مع جميع الأفرقاء المعنيين.

اقرأ أيضاً

بمكاسب عالية ومخاطر منخفضة.. قطر تبرز كوسيط بالأزمة الأمريكية الفنزويلية

ولم تصطف قطر إلى جانب الولايات المتحدة في دعمها لمرشح المعارضة المتصدّر خوان جوايدو لمنصب الرئيس الانتقالي في فنزويلا، ولا إلى جانب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حين فرضت عقوبات على مادورو، بموجب سياسة "الضغوط القصوى".

وقد ساهم هذا الحياد الاستراتيجي، مقرونًا بالموارد المالية الطائلة التي تمتلكها قطر وتاريخها في استضافة المفاوضات الأمريكية مع إيران وحركة طالبان، على التوالي، في تعزيز أوراق اعتمادها في مجال الوساطة.

ووفق التقرير، يتيح الاضطلاع بدور الوسيط في المحادثات الأمريكية الفنزويلية لقطر، حلًّا منخفض المخاطر للاستمرار في رأب سمعتها الدولية القائمة على الوساطة الحيادية، والتي أضعفتها سياستها التدخلية أثناء الربيع العربي.

ويسمح أيضًا للبلاد بالتحوّط في رهاناتها الأمنية من خلال إثبات أنها ذات فائدة للولايات المتحدة، وضامنة أساسية للأمن، في حين أنها حافظت على علاقاتها مع إيران التي تُعَدّ من أقرب الشركاء الاقتصاديين والعسكريين لفنزويلا في الأعوام الأخيرة.

ويتبدّل المشهد الجيوسياسي العالمي فيما تُقدِم البلدان، لا سيما تلك الشبيهة بفنزويلا التي تواجه تداعيات العقوبات الغربية، على تنويع علاقاتها الاقتصادية والسياسية بصورة متزايدة.

اقرأ أيضاً

أمير قطر يلتقي الرئيس الفنزويلي ويبحثان تطوير العلاقات

وقد سلّط صعود مجموعة "بريكس" المؤلّفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، والتي يبدي أكثر من 40 بلدًا رغبته في الانضمام إليها، الضوء على هذا الابتعاد عن أحادية القطب.

في قمة مجموعة بريكس في أغسطس/آب الماضي، تلقّت السعودية ومصر والإمارات، ودول أخرى من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دعوة للانضمام إلى المجموعة.

ويشكّل ذلك، مقرونًا بتحوّل العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو الصين للاضطلاع بدور الوساطة، على النحو الذي أظهره الاتفاق السعودي-الإيراني الأخير، جزءًا من انعطافة إقليمية أوسع نحو شركاء غير غربيين.

وتناقش قطر "التخلّي عن الدولار" في تبادلاتها التجارية مع روسيا، ولكنها لم تُظهر اهتمامًا بالانضمام إلى مجموعة "بريكس"، وأحد الأسباب هو أنها قد لا تكون مستعدة بقدر القوى الإقليمية الأخرى لتعريض ترتيباتها الأمنية مع الولايات المتحدة للخطر.

ويلفت التقرير إلى أنه "ربما تعتقد قطر أن بإمكانها الاستفادة من العلاقات مع بلدان أمريكا اللاتينية من دون الانضمام إلى مجموعة بريكس".

اقرأ أيضاً

أمير قطر يغادر المكسيك ويصل إلى فنزويلا في ختام جولته اللاتينية

ويضيف: "وقّعت قطر اتفاقات اقتصادية مع البرازيل وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، ولا تصبّ هذه العلاقات في مصلحة الطرف الآخر فقط، بل من شأن الدوحة أن تستفيد أيضًا من تطوير علاقاتها مع فنزويلا في مجال الطاقة، فالأخيرة تملك أكبر حقول مثبَتة للنفط في العالم ويمكن أن تستفيد من الاستثمارات وتبادل المعرفة".

ولكن فيما تبدي طهران اهتمامًا متزايدًا بالتعاون الاقتصادي والعسكري مع أميركا اللاتينية، وفقًا لما كشفته تسريبات البنتاغون في أبريل/نيسان الماضي، قد تصبح قطر أيضًا وسيطًا بالغ الأهمية لها.

وحافظت الدوحة على علاقات مع طهران، وساهمت في تيسير المحادثات لتجديد الاتفاق النووي، والتقى مسؤولون قطريون كبار وزير الخارجية الإيراني هذا العام لتوطيد الروابط.

وساهمت أزمة الخليج في عام 2017 أيضًا في زيادة الانخراط بين البلدَين.

ويختتم التقرير: "في ضوء علاقات قطر مع إيران والدور الذي اضطلعت به تاريخيًا في الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، فإن ذلك يمنحها خصوصية في التعامل مع بلدان أمريكا اللاتينية التي تزداد تقاربًا مع طهران".

اقرأ أيضاً

رئيس فنزويلا: أمير قطر أبدى موافقته على عقد قمة لزعماء «أوبك»

المصدر | الخليح الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فنزويلا قطر وساطة أمريكا أمريكا اللاتينية إيران أمریکا اللاتینیة الولایات المتحدة فنزویلا فی اقرأ أیضا مع إیران التی ت

إقرأ أيضاً:

تطبيق «تيك توك» يعلن وقف خدماته في الولايات المتحدة

أعلن تطبيق "تيك توك" توقفه عن العمل في الولايات المتحدة اعتباراً من اليوم الأحد 19 يناير، نتيجة لدخول قانون أمريكي يحظر المنصة حيز التنفيذ.

وأعربت الشركة، في بيان، عن أسفها لهذه الخطوة، ووصفت التعليق بأنه "مؤقت"، مؤكدة التزامها بالعمل على استعادة الخدمات في أقرب وقت ممكن، مؤكدة  أنها "تبذل جهوداً نشطة لإيجاد حلول، ووجهت شكرها لدعمهم المستمر خلال هذه الفترة الصعبة".

كما أبلغت الشركة، المستخدمين في الولايات المتحدة أن تطبيقها للتواصل الاجتماعي "لن يكون متاحاً مؤقتاً" اعتباراً من الأحد عندما، يبدأ سريان القانون الذي يحظر التطبيق في البلاد.

وقالت في رسالة: إذا حاول المستخدمون الولوج إلى التطبيق، فسوف يجدون رسالة تقول إن القانون "أجبرنا على تعليق خدماتنا مؤقتاً.. نعمل على استعادة الخدمة في الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن".

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، السبت، إنه سيمنح "على الأرجح" تطبيق "تيك توك" مهلة لمدة 90 يوماً من "الحظر المحتمل" بعد توليه منصبه يوم الاثنين، وذلك وسط ترقب لمصير التطبيق الذي يضم 170 مليون مستخدم أميركي قبل الحظر المقرر سريانه الأحد.

وفي مقابلة أجراها عبر الهاتف مع شبكة "إن.بي.سي"، أوضح ترمب أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن المسألة، مشيراً إلى أنه يفكر في منح تمديد لمدة 90 يوماً للموعد النهائي المقرر الأحد، والذي يلزم الشركة الأم لـ"تيك توك"، "بايت دانس" التي تتخذ من الصين مقراً لها، ببيع حصتها في إدارة العمليات داخل أمريكا لمشترٍ غير صيني، أو مواجهة  الإغلاق القسري للتطبيق بحلول 19 يناير.

وأضاف: "أعتقد أن هذا سيكون بالتأكيد خياراً ننظر فيه، التمديد لمدة 90 يوماً هو شيء من المرجح أن نقوم به‎، وذلك لأنه مناسب، لكن علينا أن ننظر فيه بعناية، الموقف كبير للغاية، إذا قررت القيام بذلك، فمن المحتمل أن أعلن عن الأمر الاثنين".

وكانت الشركة المالكة للتطبيق أعلنت، الجمعة، أنها ستوقف إمكانية الوصول إلى خدماتها لأكثر من 170 مليون أمريكي بحلول الأحد، ما لم تتخذ إدارة الرئيس جو بايدن إجراءات عاجلة لضمان عدم معاقبة الشركة بسبب انتهاك شروط الحظر الوشيك، بعد تأييد المحكمة العليا لقانون يحظر تيك توك في الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي إذا لم تبعه الشركة المالكة.

ويأتي هذا القرار بعد توقيع بايدن على قانون مدعوم من الحزبين في أبريل الماضي، يلزم تيك توك ببيع عملياتها لمشترين أمريكيين قبل حلول الأحد، وإلا ستواجه حظراً كاملاً في الولايات المتحدة. وأيدت المحكمة العليا، الجمعة، هذا الحظر.

بدورها، أكدت إدارة بايدن أنها ستترك مسألة تطبيق الحظر للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتم تنصيبه الاثنين. وأكد مسؤول في البيت الأبيض، مساء الجمعة، أن موقف الإدارة من القضية "كان واضحاً بما فيه الكفاية".

مقالات مشابهة

  • تطبيق «تيك توك» يعلن وقف خدماته في الولايات المتحدة
  • حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة
  • "تيك توك" يتوقف عن العمل في الولايات المتحدة
  • العراق يبلغ الولايات المتحدة بتطلعه لتعزيز التعاون مع أمريكا في عهد ترامب
  • مناوشات مع ترامب.. هل تغلق تيك توك تطبيقها في الولايات المتحدة غدا؟
  • تيك توك: التطبيق سيتوقف في الولايات المتحدة غداً
  • سيناتور أميركي : الولايات المتحدة ساعدت في ارتكاب الجرائم الجماعية في غزة
  • اغلاق تيك توك في الولايات المتحدة
  • ما هو RedNote؟ بديل تيك توك في الولايات المتحدة
  • قيمة تيك توك في الولايات المتحدة تصل إلى 50 مليار دولار