موقع 24:
2025-01-05@19:27:24 GMT

مشروع الفضاء الإماراتي.. التاريخ بمداد من ذهب

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

مشروع الفضاء الإماراتي.. التاريخ بمداد من ذهب

مَن ينسى أن العرب هم مَن فتحوا آفاقاً غير مسبوقة في علوم الفلك والفضاء، ومن ينكر أن للعلوم عامة، ولعلوم الفلك معنى دينياً عميقاً، وأن مبدأها الأول هو إعمار الأرض بما يرضي الله، والتأصيل إلى معرفة عظمة الله وكمال صنعه وبديع خلقه.

الفضل في أي نهضة علمية إماراتية ينبع من حكومة المستقبل في الإمارات

لذا يأتي المشروع الوطني الإماراتي النهضوي الحضاري، ليمثّل رفضاً صارماً للانطباع الذي ساد بأن العرب انسحبوا من معركة التقدم والتطور، وعادوا إلى حياة التناحر والقتل والرجعية المادية والفكرية، وليرد رداً عملياً رادعاً على كل من تسوِّل له نفسه التطاول على العقلية العربية، أو اتهامها بالرجعية أو التخلف.

فها هو رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي يعود بسلامة الله من مهمة فضائية غاية في الأهمية، إذ كان ضمن طاقم فضائي من علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بعد أن أصبح أول رائد فضاء عربي- بلا منازع- يقضي ستة أشهر في الفضاء.

هل أتجاوز الحقيقة إن قلت إن الفضل في أي نهضة علمية إماراتية ينبع من حكومة المستقبل في الإمارات، وأنه يتعلق برؤية متكاملة ترسمها القيادة الحكيمة للعبور إلى المستقبل، حيث تأتي الأحلام والآمال مسلحة بالإنجاز الضخم والإعمار المدروس وبالأرقام التي لا تكذب؟. 

لا عجب أن نرى مشروع الفضاء الإماراتي بوصفه فرصة فريدة للإمارات كدولة رائدة للمساهمة في صياغة مجتمع الفضاء الدولي، وتعزيز فهمنا للكون من حولنا، فليس من اللائق أن تخرج الإمارات -مع كل ما وهبها الله من إمكانات مادية وبشرية- من المحفل العلمي العالمي، ومن سباق التقدم في مجالات علوم الفضاء، فكان أن حققت دولة الإمارات إنجازاً تاريخياً غير مسبوق، ليس مرة واحدة، بل مرات ومرات، بما يمثل رسالة أمل للشباب في الوطن، بل في العالم العربي بأسره، كما يمثل محاولة خلق نموذج عربي ملهم، وتحفيز الشعوب العربية نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتألقاً، كما يمثل خطوة نحو تحقيق طموح الشعوب العربية في الازدهار والتقدم التنموي، وهو الأمر الذي تناغم مع حالـة الفخر والزهو التي يسـتشعـرها الأخوة في الأقطار العربية، لأننا أمام إنجاز إماراتي وعربي استطاع بمهارة أن يصبح بكل فخر واحداً من إنجازات الحضارة المعاصرة.

ما زلت أشيد في كل مناسبة بالسياسة الدبلوماسية الإماراتية التي أراها أكثر انفتاحاً مع كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن، ما يجعلها دائماً أمام جملة من التحديات تستدعي منها العمل المكثف والسريع وانتهاز الفرص، من أجل قيادة المسيرة العلمية الزاهرة نحو العبور إلى المستقبل، وتحقيق المزيد من الصدارة والإنجازات.

أؤكد أن هناك الكثير من المشاريع التاريخية التي يقف خلفها شعب الامارات حكومة وشعباً، وتترقبها عن كثب المراكز العالمية التنافسية، وأن معدلات التقدم على كافة الأصعدة، تبشِّر باستعادة الأمة العربية عموماً -والإمارات على وجه الخصوص- تقدُّمها وازدهارها وتنميتها، كما أنها تحمل معها مؤشرات إيجابية متعاظمة على تسريع وتيرة النمو في أهم قطاعات الحياة، وفي اقتصاد الفضاء بشكل خاص.

كل ذلك يضيء شعلة التفاؤل في أن الإمارات ستصنع، بنموذجها التنموي الريادي وتجاربها الناجحة محركاً لاقتصاد الفضاء، بما يضع منطقتنا على مسارات مختلفة تماماً عما هي عليه الآن، مسارات عنوانها الاستقرار الاقتصادي بالازدهار والتنمية المستدامة، والتكاتف لإيجاد مستقبل أفضل للجميع.

إن المتغيرات في عالمنا تتسارع، وتفرض علينا ثقافة الابتكار والريادة، والتميز العلمي، والارتقاء بجهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، علاوة على ترسيخ مكانة الإمارات، باعتبارها الدولة الأكثر تقدماً وتطوراً في المنطقة في قطاع الصناعات الفضائية، وبناء شراكات دولية في قطاع الفضاء، بما يُسهم في تحقيق الفائدة للبشرية، والتصدي لأبرز التحديات التي يواجهها العالم، سواء في عالم الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، والإدارة الحكومية والطاقة المتجددة والخدمات الذكية والتعليم والخدمات الحكومية المستقبلية.

ولن تتوقف الإمارات العربية عن تسطير التاريخ بمداد من ذهب، ولهذا فهي تستعد لإطلاق مركبة فضائية إماراتية إلى القمر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بما يمثل استمرارية الريادة الإماراتية في قطاع الفضاء، ويحقق لها قصب السبق في هذا المضمار الحيوي الذي تشرئب له أعناق العالم.

ودعوني أختم بالوصفة الإماراتية الناجعة نحو نهضة عربية بما علّق به الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ قال على حسابه في تويتر: "يقولون إن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماء عربية.. العرب قادرون.. العرب قادمون.. العرب مبدعون إذا قررنا التركيز على العلم.. والاستثمار في الشباب.. والابتعاد عن الخلافات".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

عن تعطيل القدرات الفكرية العربية

 

 

علينا أن ندرك أن المجتمعات الغربية في القرن الخامس عشر، والسادس عشر، والسابع عشر الميلادي، كانت تعاني من أزمات وجودية، ومن حروب وصراعات مدمرة، وقاتلة, تماماً كالذي يحدث عندنا اليوم، ومثل هذه المقارنة الذهنية تقول أن العرب والمسلمين يعيشون أزمنة تجاوزها المجتمع الإنساني منذ قرون، واستطاع من خلال مفكريه الكبار أن يبدعو واقعاً جديداً لينعموا بقدر من الهدوء والاستقرار من خلال التأكيد على الاحتياجات البيولوجية والسيكولوجية للإنسان، وتحقيق القدر اللازم من الأمن النفسي والاجتماعي، وهي حاجات لم يكن القرآن بغافل عنها ولا المنهج المحمدي من خلال تأكيدهما على خاصية الأمن من الخوف, والأمن من الجوع .
فما الذي يحدث في المجتمعات العربية ؟
الذي يحدث في المجتمعات العربية كما هو معلوم لكل ذي لب أو بصيرة هو الامتثال للنص، وتعطيل خاصية التفكير والابتكار، وبسبب ذلك شاعت الاشتراكية في المجتمعات العربية كقيمة كلية نصية غير قابلة للتجزئة، وفي مقابلها شاعت الحركات الدينية كاجترار تاريخي نصي غير قابل للحوار مع المستويات الحضارية الجديدة، ونشأت فكرة القومية العربية رفضاً لثنائية الهيمنة والخضوع للمستعمر، وعلى وفق ذلك دارت حركة المجتمع وتوازنه في حالة اغتراب زماني ومكاني وثقافي وحضاري، فهي لم تلب الاحتياجات الأساسية للإنسان، فالعدالة الاجتماعية عند قوى اليسار الاشتراكي كانت شعاراً لم يتجاوز شكليته بهدف الوصول إلى السلطة وليس أكثر من ذلك، والقومية العربية لم تتجاوز مفرداتها، ومثل ذلك ينزاح إلى حركة «الإخوان المسلمون « الذين دارت شعاراتهم في مربعات حاكمية الله في الأرض، ولم يصلوا إليها، وكانت فلسفتهم ترى أن صلاح الأمة في هذا الزمان لا يتحقق إلا وفق المقاسات الأولى للدعوة الإسلامية في زمنها القديم كما ورد في أدبياتهم، وتبعاً لذلك كان الصراع هو ديدن المجتمع العربي الإسلامي الذي لم يبتكر جديداً، واستسلم للفوارق الحضارية في مستوياتها المتعددة، وهو يستجر النظريات اللغوية، والثقافية، والاجتماعية، والعلمية، بعد أن كان مصدراً لها ومبتكراً لكل تموجاتها، وكل الدراسات الحديثة تؤكد أن ملهم الغرب في الوصول إلى المستويات الحضارية كان ابن رشد وغيره من العلماء الذين أخذوا العلوم من اليونان والاغريق ثم أضافوا وابتكروا وساهموا في صناعة واقع جديد في حياة البشرية جمعاء.
وبالقفز على كل الأزمنة والتطورات التي حدثت في المجتمعات وصولاً إلى الحالة اليمنية التي لم تك بمنأى عن ظلال ما سلف بيانه، فالاشتراكية التي حكمت في الجنوب (23 ) عاما من (67_90 م) عملت على تعطيل القدرات، والإمكانات، وساهمت في ترميد حركة المجتمع، وكانت تخوض صراعاً مع الجماعات الدينية بشقيها السلفي و الإخواني، والصراع بين تلك القوى لم يتجاوز الشعارات، ولذلك رأينا كيف تلاشت الحركة الاشتراكية إلى درجة فقدان التأثير، والفاعلية، الذي كانت عليه في النصف الثاني من القرن العشرين، ومثلها الحركة القومية، ولم يعد لهما من وجود يذكر حين القياس على الواقع اليوم, وها هي حركة الإخوان تعلن عن غروبها بعد أن أصبح شعارها شعاراً قاتلاً لا يحمل الخيرية للبشرية وقد وصلت ذروة نكوصها باشتغالها على التفجيرات وممارسة الإرهاب الذي يهدد الإنسانية جمعاء بالفناء والعدمية، ولم تكن هذه النتيجة بدون مقدمات منطقية بل ساهمت الأجهزة الاستخبارية العالمية في صياغتها بطريقتها حتى تستمر مصالحها في المجتمعات التي كانت تخضع لسلطتها الاستعمارية في القرن الواحد العشرين وما قبله .
وبالتأسيس على ما سبق بيانه, وفقا لحركة التاريخ، نرى أن المجتمعات الحية والفاعلة في حركة المجتمع التاريخية تفرز واقعاً جديداً كما تقتضيه حركة التدافع بين الخير والشر والفساد والإصلاح وفق التعبير القرآني والإسلامي, وقد جاءت حركة أنصار الله كنتيجة منطقية و طبيعية لمقدماتها التي بدأت عند مطلع الألفية وبالتحديد منذ الحرب الأولى على صعدة عام2004م وصولاً إلى حالة تفجر الحدث في عام 2011م وحركة أنصار الله كانت هي التعبير الأمثل عن القوى الإسلامية الجديدة، والقوى المستضعفة التي جاءت وفق سنن الله في كونه من حيث المظلومية والاستضعاف ومن حيث تحقيق وعد الله بنصرة وتأييده وبالتمكين لهم في الأرض, وهذه الحركة ترى في القرآن الكريم منهجاً ونظرية …. يمكن السير في طريقها للخروج من المسالك المظلمة وهي محقة في ذلك, فقد كانت سورة الأعراف تحمل مقاصد الله من خلال سرد متواليات الحدث وبيان انحرافه عن مقاصد الله ووجوب عقوبته، ولذلك قالت سورة الأعراف بشكل مجمل بحاجات الإنسان ومقاصد الله وتحدثت عن العقوبات التي إنزالها على الأمم، بسبب فقدان المعيارية الأخلاقية من الحق والعدل والوجود والحرية وبيان ذلك في سياق السورة ليس خافياً على كل ذي لب ومن خلال البعد النظري لمقاصد الله .
ووفق الحالات التاريخية المماثلة فكل مشروع ثقافي حين يحتك بقضايا الواقع وإشكالاته يحتاج إلى رعاية وتشذيب ويحتاج وقوفاً ونظراً في أثره ودراسات عميقة حتى يجتاز العثرات، فالثبات في الفكرة ضررها أكبر من العناية والتشذيب والبتر حتى تؤتي أكلها ولذلك يقال «أن التفكير السليم هو الذي يتناقض مع نفسه لا الذي يمتاز بالثبات» لأن الفكرة في حالة تحول دائم بسبب الضرورات التي يفرضها الواقع، فالظروف التي تنشأ فيها الفكرة تتغير وتتبدل وكل مرحلة تاريخية تفرض شروطها التاريخية، والقرآن الكريم حين وقف أمام تغيرات المجتمع المسلم في مراحل التبدل والتغيير عالجها وفق مقتضيات الحال، لذلك نشأ مبدأ عند مفكري الفقه الإسلامي يرى ما هو عام يراد به العموم وعام يراد به الخصوص وعام مخصوص ومبدأ قطعي الدلالة أو ظني الدلالة وما سوى ذلك من القواعد عند أرباب العلوم الاسلامية .
وأمام هذا الواقع الذي وصلنا إليه اليوم يتطلب منا تنشيطاً للقدرات الذهنية والفكرية كي تبدع واقعاً جديداً ومستوى حضارياً ملائماً ومتناغماً مع إرثنا الثقافي وبما يحفظ وجودنا وقدراتنا واسهامنا الفاعل في عالم اليوم .

مقالات مشابهة

  • التوت الأزرق الإماراتي.. من مزرعة الفوعة في العين إلى مائدة الأسواق العالمية
  • متحف زايد الوطني.. هنا يتحدث التاريـخ
  • «الركن التراثي» الإماراتي يستقبل 2000 زائر في كأس الخليج
  • عبدالله آل حامد: "الثريا 4" يكتب فصلاً جديداً من إنجازات الإمارات
  • حكم بيع الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بالآخرين
  • ننشر المشروعات التي تشهدها الدقهلية المؤسسات الدولية في 2025
  • “الركن التراثي” الإماراتي يستقبل 2000 زائر في كأس الخليج
  • بالفيديو| الإمارات تُعزّز ريادتها الفضائية بإطلاق القمر الصناعي «الثريا 4».. وماسك يحتفي
  • في حضرة محمد بن راشد.. يا كاتب التاريخ مهلاً
  • عن تعطيل القدرات الفكرية العربية