مشروع الفضاء الإماراتي.. التاريخ بمداد من ذهب
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
مَن ينسى أن العرب هم مَن فتحوا آفاقاً غير مسبوقة في علوم الفلك والفضاء، ومن ينكر أن للعلوم عامة، ولعلوم الفلك معنى دينياً عميقاً، وأن مبدأها الأول هو إعمار الأرض بما يرضي الله، والتأصيل إلى معرفة عظمة الله وكمال صنعه وبديع خلقه.
الفضل في أي نهضة علمية إماراتية ينبع من حكومة المستقبل في الإمارات
لذا يأتي المشروع الوطني الإماراتي النهضوي الحضاري، ليمثّل رفضاً صارماً للانطباع الذي ساد بأن العرب انسحبوا من معركة التقدم والتطور، وعادوا إلى حياة التناحر والقتل والرجعية المادية والفكرية، وليرد رداً عملياً رادعاً على كل من تسوِّل له نفسه التطاول على العقلية العربية، أو اتهامها بالرجعية أو التخلف.
فها هو رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي يعود بسلامة الله من مهمة فضائية غاية في الأهمية، إذ كان ضمن طاقم فضائي من علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بعد أن أصبح أول رائد فضاء عربي- بلا منازع- يقضي ستة أشهر في الفضاء.
هل أتجاوز الحقيقة إن قلت إن الفضل في أي نهضة علمية إماراتية ينبع من حكومة المستقبل في الإمارات، وأنه يتعلق برؤية متكاملة ترسمها القيادة الحكيمة للعبور إلى المستقبل، حيث تأتي الأحلام والآمال مسلحة بالإنجاز الضخم والإعمار المدروس وبالأرقام التي لا تكذب؟.
لا عجب أن نرى مشروع الفضاء الإماراتي بوصفه فرصة فريدة للإمارات كدولة رائدة للمساهمة في صياغة مجتمع الفضاء الدولي، وتعزيز فهمنا للكون من حولنا، فليس من اللائق أن تخرج الإمارات -مع كل ما وهبها الله من إمكانات مادية وبشرية- من المحفل العلمي العالمي، ومن سباق التقدم في مجالات علوم الفضاء، فكان أن حققت دولة الإمارات إنجازاً تاريخياً غير مسبوق، ليس مرة واحدة، بل مرات ومرات، بما يمثل رسالة أمل للشباب في الوطن، بل في العالم العربي بأسره، كما يمثل محاولة خلق نموذج عربي ملهم، وتحفيز الشعوب العربية نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتألقاً، كما يمثل خطوة نحو تحقيق طموح الشعوب العربية في الازدهار والتقدم التنموي، وهو الأمر الذي تناغم مع حالـة الفخر والزهو التي يسـتشعـرها الأخوة في الأقطار العربية، لأننا أمام إنجاز إماراتي وعربي استطاع بمهارة أن يصبح بكل فخر واحداً من إنجازات الحضارة المعاصرة.
ما زلت أشيد في كل مناسبة بالسياسة الدبلوماسية الإماراتية التي أراها أكثر انفتاحاً مع كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن، ما يجعلها دائماً أمام جملة من التحديات تستدعي منها العمل المكثف والسريع وانتهاز الفرص، من أجل قيادة المسيرة العلمية الزاهرة نحو العبور إلى المستقبل، وتحقيق المزيد من الصدارة والإنجازات.
أؤكد أن هناك الكثير من المشاريع التاريخية التي يقف خلفها شعب الامارات حكومة وشعباً، وتترقبها عن كثب المراكز العالمية التنافسية، وأن معدلات التقدم على كافة الأصعدة، تبشِّر باستعادة الأمة العربية عموماً -والإمارات على وجه الخصوص- تقدُّمها وازدهارها وتنميتها، كما أنها تحمل معها مؤشرات إيجابية متعاظمة على تسريع وتيرة النمو في أهم قطاعات الحياة، وفي اقتصاد الفضاء بشكل خاص.
كل ذلك يضيء شعلة التفاؤل في أن الإمارات ستصنع، بنموذجها التنموي الريادي وتجاربها الناجحة محركاً لاقتصاد الفضاء، بما يضع منطقتنا على مسارات مختلفة تماماً عما هي عليه الآن، مسارات عنوانها الاستقرار الاقتصادي بالازدهار والتنمية المستدامة، والتكاتف لإيجاد مستقبل أفضل للجميع.
إن المتغيرات في عالمنا تتسارع، وتفرض علينا ثقافة الابتكار والريادة، والتميز العلمي، والارتقاء بجهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، علاوة على ترسيخ مكانة الإمارات، باعتبارها الدولة الأكثر تقدماً وتطوراً في المنطقة في قطاع الصناعات الفضائية، وبناء شراكات دولية في قطاع الفضاء، بما يُسهم في تحقيق الفائدة للبشرية، والتصدي لأبرز التحديات التي يواجهها العالم، سواء في عالم الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، والإدارة الحكومية والطاقة المتجددة والخدمات الذكية والتعليم والخدمات الحكومية المستقبلية.
ولن تتوقف الإمارات العربية عن تسطير التاريخ بمداد من ذهب، ولهذا فهي تستعد لإطلاق مركبة فضائية إماراتية إلى القمر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بما يمثل استمرارية الريادة الإماراتية في قطاع الفضاء، ويحقق لها قصب السبق في هذا المضمار الحيوي الذي تشرئب له أعناق العالم.
ودعوني أختم بالوصفة الإماراتية الناجعة نحو نهضة عربية بما علّق به الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ قال على حسابه في تويتر: "يقولون إن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماء عربية.. العرب قادرون.. العرب قادمون.. العرب مبدعون إذا قررنا التركيز على العلم.. والاستثمار في الشباب.. والابتعاد عن الخلافات".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 15 دولة.. "المرشدين العرب" يعقد مؤتمره السنوي "الوعي والهوية العربية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعقد اتحاد المرشدين السياحيين العرب برئاسة محمد غريب، يوم 8 فبراير الجاري، بأحد فنادق القاهرة مؤتمره السنوي حول السياحة العربية والشراكة الاقتصادية تحت عنوان "الوعي والهوية العربية"، وذلك بمشاركة 15 دولة عربية وبحضور شريف فتحي وزير السياحة والاثار، ومحمدي أحمد الني الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية، وأساتذة بكليات السياحة والفنادق وقيادات بوزارة السياحة.
وقال محمد غريب رئيس اتحاد المرشدين العرب ان المؤتمر يهدف الى تنمية السياحة العربية والشراكة الاقتصادية والاستثمار السياحي وتعزيز الهوية والأمن القومي لافتا الى ان الاتحاد يضم في عضويته نحو 40 الف مرشد سياحي يتحدثون 31 لغة مختلفة، وهى قوة قد تؤثر على اتجاهان الرأي العام العالمي بمختلف توجهاته واتجاهاته ويقومون بإظهار الوجه الحقيقي والحضارة لمصر والأمة العربية، وكذلك تصحيح المفاهيم الخاطئة لدي بعض السائحين فضلا عن محاولة البحث لإيجاد حلول لمشاكل ومعوقات السياحة والتنمية المستدامة بين الدول العربية والتركيز عن أهم المعالم السياحية بها وكذلك وضع برامج مشتركة للارتقاء بمنظومة السياحة البينية ودعم بعض الأنماط المختلفة بها مثل العلاجية والبيئية (السياحة الخضراء ) وغيرها .
طالب غريب بتوحيد الفكر والرؤى بين الاتحادات العربية كل في تخصصه من أجل دعم منظومة العمل العربي المشترك وإنشاء تكتلات اقتصادية تخدم الاستثمار في العالم العربي مشيرا الى ان حجم إيرادات السياحة البينية تمثل ثلثي السياحة العالمية وتحظى الدول العربية مجتمعة بنصيب 10% فقط التدريب للعنصر البشرى العالم في ميدان السياحة، وكذا تدريب المرشدين السياحيين باعتبار المرشد يحمل رسالة دولته وتوصيلها إلى العالم الخارجي، حيث يمتلك الاتحاد مائة مدرب متخصص في تدريب العاملين بالمنشآت السياحية على مستوى الدول العربية للوصول إلى الأسلوب الأمثل في كيفية التعامل مع السائح واكتساب ثقته.