يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:

خلص تحليل حديث نشره منتدى الخليج الدولي، إلى أن بإمكان وجود وساطة عراقية في الملف اليمني أن تكمل الوساطة العُمانية لإنهاء الحرب في اليمن.

ويستكشف التحليل للباحثين “إميلي ميليكين وجورجيو كافيرو‏” إمكانية بغداد للتوسط بارتباط علاقتها بإيران التي تدعم الحوثيين، رغم تشكيك بعض المراقبين في دوافع العراق وحيادها في عملية السلام مع تأثير الميليشيات الشيعية التابعة لإيران في الحكومة.

نص تحليل منتدى الخليج الدولي (Gulf International Forum) الذي ترجمه وأعاد تحريره “يمن مونيتور“:

‏على الرغم من ‏‏انتهاء‏‏ الهدنة الرسمية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلا أن وقف إطلاق النار بحكم الأمر الواقع لا يزال ساريا في معظم أنحاء البلاد. وفي حين أن العنف لم يتوقف تماما، إلا أن مستوياته ظلت منخفضة للغاية مقارنة بذروة الحرب، وسمح انخفاض الأضرار الجانبية للمدنيين وغير المقاتلين باستئناف بعض برامج المساعدات الإنسانية.

ومع ذلك، في حين أن هذا الهدوء النسبي مناسب للأطراف المتحاربة، إلا أنه لا يضمن عدم عودة القتال في المستقبل. مع الأخذ في الاعتبار عدم إحراز تقدم في مفاوضات السلام هذا الصيف، إلى جانب ‏‏تحذير‏‏ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي مؤخرا من أن الهدنة الحالية في اليمن لن تصمد إذا لم تستجب السعودية لمطالب الحوثيين، هناك مخاوف مشروعة بشأن الاتجاه الذي يتجه إليه وضع اللاحرب واللاسلم في اليمن.‏

‏على هذه الخلفية، ظهر وسيط جديد محتمل في المناقشات بين الحكومة اليمنية والحوثيين والقوى الخارجية: العراق. في 23 تموز/يوليو، ‏‏عرض‏‏ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين التوسط في محادثات وقف إطلاق النار الجارية في اليمن بينما كان نظيره اليمني أحمد بن مبارك يزور بغداد. قال حسين في مؤتمر صحفي “العراق مستعد للمساعدة في هذا الأمر”. مضيفاً: “لدينا علاقات جيدة مع جميع الأطراف. يمكننا استخدام نفوذنا من أجل الاستقرار والأمن في اليمن، ويمكننا العمل على المستوى الإقليمي”.‏

اقرأ/ي أيضاً..  د.عبد العزيز العويشق يكتب.. كيف يمكن وقف حلقة العنف والبؤس المفرغة في اليمن (انفراد) صراع الحلفاء المتشاكسين… هل يسقط مؤتمر صنعاء “مهدي المشاط” من رئاسة المجلس الأعلى؟ (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ ‏مقاربة بغداد الدبلوماسية تجاه المنطقة‏

‏في السنوات الأخيرة، صعد العراق كوسيط إقليمي، وساعد دول المنطقة على رأب الصدع كجزء من التقارب الإقليمي الأوسع في حقبة ما بعد عام 2021. وإلى جانب الصين وسلطنة عمان، اضطلع العراق بدور بالغ الأهمية في جلب المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران إلى اتفاقهما الدبلوماسي الأخير. بدأت هذه العملية في نيسان/أبريل 2021، مع استضافة بغداد جولات من المحادثات الثنائية السعودية الإيرانية. في ذلك الوقت، استفاد رئيس الوزراء العراقي آنذاك مصطفى الكاظمي من علاقته الوثيقة مع الرياض وطهران للعمل ليكون بلاده بمثابة مكان للمحادثات بين القوتين الإقليميتين. كما لعب العراق دورا في تسهيل استعادة النظام السوري للعلاقات مع الدول العربية وإعادة الاندماج العام في الحظيرة الدبلوماسية في الشرق الأوسط.‏

‏مع أخذ ذلك في الاعتبار، إلى أي مدى يمكن للعراق البناء على مناوراته وإنجازاته الدبلوماسية السابقة للعب دور وسيط بناء في اليمن؟ ومن الإنصاف النظر في كيفية تأثير قرب بغداد النسبي من طهران على المعادلة. منذ أن خلف رئيس الوزراء محمد شايع السوداني الكاظمي في العام الماضي، أصبحت الحكومة العراقية بلا شك أكثر ولاء للجمهورية الإيرانية. يمكن أن يخلق التوافق الوثيق بين بغداد وطهران انطباعا داخل المعسكر الموالي للحكومة بأن العراق غير مناسب للتوسط الفعال في اليمن، نظرا لرعاية إيران للحوثيين. يمكن أن تساهم ‏‏علاقة‏‏ الحوثيين ‏‏الحميمة ‏‏مع بعض الجهات الفاعلة الموالية لإيران في العراق – لا سيما داخل وحدات الحشد الشعبي، وهي مجموعة منظمة بشكل فضفاض من الميليشيات الموالية لإيران التي ‏‏دعمت المتمردين اليمنيين علنا‏‏ في بعض الأحيان – في التصورات بأن الحكومة العراقية ليست محايدة بما فيه الكفاية للتوسط بين الفصائل المختلفة في اليمن.‏

‏من ناحية أخرى، يمكن أن يكون للنظام السياسي الموالي لإيران في بغداد عواقب إيجابية على آفاق الوساطة الناجحة بين الحوثيين وخصومهم اليمنيين. “القيمة الحقيقية لعرض بغداد للتوسط تكمن بالضبط في علاقاتها الوثيقة مع إيران”، قالت إليزابيث كيندال، الباحثة في جامعة كامبريدج، لمنتدى الخليج الدولي.

وأضافت كيندال “واحدة من أضعف النقاط في الجهود المبذولة للتفاوض على السلام في اليمن هي افتقار المجتمع الدولي للنفوذ على الحوثيين. إذا تمكن العراق من استخدام نفوذه مع إيران، فقد يكون لذلك آثار غير مباشرة لجلب الحوثيين إلى حل وسط”.‏

‏وبغض النظر عن كيفية تأثير علاقة العراق مع إيران على المعادلة، يشير بعض الخبراء إلى قضايا أخرى يمكن أن تحد من وسائل بغداد لمساعدة الفصائل اليمنية على التحرك نحو سلام دائم. الأول هو مستوى نفوذ العراق المنخفض نسبيا في اليمن. وقالت فينا علي خان، باحثة اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، في مقابلة مع المنتدى.‏ “بينما يطمح العراق إلى أن يكون [وسيطا] إقليميا، يبدو بصراحة أنه يفتقر إلى القدرة والنفوذ اللازمين”،

‏حتى الآن، كانت سلطنة عمان أكبر لاعب أجنبي منفرد في الدبلوماسية اليمنية، التي تحظى بثقة نسبية من قبل مختلف الأطراف وكرست طاقة دبلوماسية كبيرة لإنهاء الصراع. رفضت مسقط الانضمام إلى التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين في عام 2015، واختارت الحفاظ على موقفها التقليدي المحايد تجاه الصراع. في المراحل الأولى من الحرب، بدأت عمان باستضافة محادثات بين مختلف الجهات الفاعلة اليمنية والأجنبية. وقد أدى هذا النهج المتطور للغاية والمتعدد الجوانب إلى نجاحات مدهشة؛ وقد ساعدت الوساطة العمانية بشكل واضح على خفض مستوى العنف في اليمن.

‏سيكون من الصعب تخيل أن يحل العراق محل عمان كوسيط دبلوماسي أجنبي رئيسي في الصراع. إن مخاطر السلطنة القادمة من اليمن أعلى بكثير من العراق، نظرا لاحتمال امتدادها عبر حدود عمان. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع مسقط بسجل حافل من الدبلوماسية في اليمن واكتسبت مستويات عالية من الثقة من جميع أطراف النزاع تقريبا. والأهم من ذلك، وبكل الوضوح، أن الوسطاء العمانيين لا يزالون ملتزمين بحل الأزمة، مما يلغي الحاجة إلى قوة بديلة. لكن لا العمانيين ولا العراقيون ينظرون إلى التحديات الدبلوماسية في اليمن على أنها لعبة محصلتها صفر، ولن تكون مسقط وبغداد متنافستين في الساحات السياسية اليمنية. وبدلا من ذلك، يمكن لجهودهم أن تكمل بعضها البعض بسهولة – وإذا تمكنوا من تحقيق سلام دائم في اليمن، فإن منطقة الخليج الأوسع ستكون أفضل حالا بالنسبة لها.‏

الكاتبان:

إميلي ميليكين هي نائب الرئيس الأول والمحلل الرئيسي في (Askari Defense and Intelligence)، وهي شركة لإدارة البرامج والاستشارات مقرها أرلينغتون بولاية فرجينيا.

جورجيو كافيرو هو الرئيس التنفيذي لشركة(Gulf State Analytics) للاستشارات.

المصدر الرئيس

Can Iraq Mediate in Yemen

اقرأ/ي أيضاً..  القطاع المصرفي يستغيث.. لماذا يختفي “النقد” في صنعاء؟ وكيف أصبحت ودائع اليمنيين في خطر؟ (تحقيق خاص) تحقيق حصري- كفاح رجال الأعمال من أجل البقاء.. كيف يغيّر الحوثيون القطاع الخاص لصالحهم؟ (تحقيق خاص) التهريب ومراكز مالية جديدة.. كيف أثّرت تجارة الأدوية قادة الحوثيين وسحبت باقي اليمنيين نحو الموت؟ يمن مونيتور6 سبتمبر، 2023 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الأرصاد اليمني يحذر المواطنين من التواجد في بطون الأودية وممرات السيول مقالات ذات صلة الأرصاد اليمني يحذر المواطنين من التواجد في بطون الأودية وممرات السيول 6 سبتمبر، 2023 مسؤول أمريكي: واشنطن تسعى إلى تعميق الهدنة القائمة في اليمن 6 سبتمبر، 2023 الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي – الياباني يؤكد الالتزام بوحدة اليمن وسيادته واستقراره 6 سبتمبر، 2023 طارق الحميد يكتب.. هل نُسي السودان؟ 6 سبتمبر، 2023 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية مسؤول بمجلس التعاون الخليجي: جهود في أربع جهات يحرك السلام في اليمن 6 سبتمبر، 2023 الأخبار الرئيسية ‏‏هل يستطيع العراق التوسط في اليمن؟‏.. مركز دراسات يجيب 6 سبتمبر، 2023 مسؤول أمريكي: واشنطن تسعى إلى تعميق الهدنة القائمة في اليمن 6 سبتمبر، 2023 الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي – الياباني يؤكد الالتزام بوحدة اليمن وسيادته واستقراره 6 سبتمبر، 2023 مسؤول بمجلس التعاون الخليجي: جهود في أربع جهات يحرك السلام في اليمن 6 سبتمبر، 2023 شركة هولندية تنهي خطة استحواذ على (OMV) النفطية في اليمن 6 سبتمبر، 2023 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم الأرصاد اليمني يحذر المواطنين من التواجد في بطون الأودية وممرات السيول 6 سبتمبر، 2023 مسؤول أمريكي: واشنطن تسعى إلى تعميق الهدنة القائمة في اليمن 6 سبتمبر، 2023 الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي – الياباني يؤكد الالتزام بوحدة اليمن وسيادته واستقراره 6 سبتمبر، 2023 مسؤول بمجلس التعاون الخليجي: جهود في أربع جهات يحرك السلام في اليمن 6 سبتمبر، 2023 د.عبد العزيز العويشق يكتب.. كيف يمكن وقف حلقة العنف والبؤس المفرغة في اليمن؟ 6 سبتمبر، 2023 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 27 ℃ 27º - 22º 20% 8.02 كيلومتر/ساعة 27℃ الأربعاء 27℃ الخميس 27℃ الجمعة 27℃ السبت 28℃ الأحد تصفح إيضاً ‏‏هل يستطيع العراق التوسط في اليمن؟‏.. مركز دراسات يجيب 6 سبتمبر، 2023 الأرصاد اليمني يحذر المواطنين من التواجد في بطون الأودية وممرات السيول 6 سبتمبر، 2023 الأقسام أخبار محلية 24٬245 غير مصنف 24٬146 الأخبار الرئيسية 11٬663 اخترنا لكم 6٬298 عربي ودولي 5٬497 رياضة 1٬977 كأس العالم 2022 71 كتابات خاصة 1٬975 اقتصاد 1٬893 منوعات 1٬755 مجتمع 1٬711 صحافة 1٬432 تراجم وتحليلات 1٬409 آراء ومواقف 1٬387 تقارير 1٬375 حقوق وحريات 1٬162 ميديا 1٬156 فكر وثقافة 812 تفاعل 738 فنون 442 الأرصاد 138 بورتريه 60 صورة وخبر 20 كاريكاتير 15 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2023، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا 2 سبتمبر، 2023 عزوف الطلاب عن الدراسة الجامعية في تعز.. ما الأسباب والتداعيات؟ 20 ديسمبر، 2020 الحوثيون يرفضون عرضاً لنقل “توأم سيامي” إلى خارج اليمن 30 مايو، 2023 الأرصاد اليمني يدعو المواطنين إلى عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء العواصف الرعدية  أخر التعليقات ماجد عبد الله

الله لا فتح على الحرب ومن كان السبب ...... وا نشكر الكتب وا...

diva

مقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...

عبدالله منير التميمي

مش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...

Tarek El Noamany

تحليل رائع موقع ديفا اكسبرت الطبي...

عاصم أبو الخير

[أذلة البترول العربى] . . المملكة العربية السعودية قوة عربية...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: فی الیمن 6 سبتمبر الحکومة الیمنیة السلام فی الیمن یمکن أن

إقرأ أيضاً:

منظمة «اليونيسف» ترد على اتهامات الحوثيين بتدمير التعليم في اليمن

 

رفض ممثل منظمة «اليونيسف» في اليمن، بيتر هوكينز، الاتهامات التي وجهها الحوثيون للمنظمة وشركائها بالتواطؤ لتدمير التعليم في مناطق سيطرة الجماعة، وزعم بأن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى إعادة المنظمة تأهيل أكثر من ألف مدرسة، وتعمل على مواجهة كارثة بقاء 4.5 مليون طالب خارج التعليم.

ومع تأكيده الاستمرار بالعمل مع سلطات الحوثيين في صنعاء، رأى هوكينز رد «اليونيسف» «واضحاً» على الادعاءات بتدمير التعليم، وقال إنها ليست صحيحة، معللاً بأن البرنامج الذي تتبناه المنظمة، وهو برنامج التعليم الأساسي، يعتمد إلى حد كبير على محاولة إعادة تأهيل المدارس.


ولطالما تواجه الوكالات الأممية انتقادات يمنية من طريقة تعاملها مع الحوثيين منذ بداية الأزمة، وسبق أن شهدت العلاقة بين المنظمة والحوثيين الكثير من الأحداث التي أثارت الرأي العام اليمني، مثل اتهامات استمرار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في «حوثنة» المناهج الدراسية وتحويلها إلى وسائل لاستقطاب الطلبة وغسل أدمغتهم تمهيداً لتجنيدهم

ووفق المسؤول الأممي، فإن المنظمة تواصل العمل مع الحوثيين، ومستمرة في محاولة التعامل مع وضع كارثي في ظل وجود 4.5 مليون طفل خارج المدارس، وفي سبيل السماح لهؤلاء بالوصول إلى التعليم وإتاحة نوع من التعليم الجيد.

ووصف هوكينز وجود هذا العدد خارج التعليم بأنه قنبلة موقوتة؛ لأنه يعني أن اليمن في غضون خمس سنوات أو عشر، سيكون لديه جيل قادم ربما يكون أمياً، وربما لا يعرف الحساب، ولديه القليل جداً من المهارات الحياتية، وهذا سيكون أمراً إشكالياً أكثر مع انتقال البلاد إلى المرحلة التالية مع جيل جديد.

وأعاد ممثل «اليونيسف» في اليمن التأكيد على أنهم في المنظمة يحاولون ضمان وجود المدارس، وأنها تعمل، وإعادة تأهيل المدارس التي تضررت نتيجة للصراع، وضمان قدرة المعلمين - وخاصة المعلمات - على الحضور إلى المدرسة، وتشجيع الأطفال على العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية، وخاصة الفتيات اللاتي يتركن المدرسة بشكل متقطع لا سيما عند الانتقال من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي.

تسرب كبير
بحسب المسؤول الأممي، يتسرب الفتيات اليمنيات بين مرحلتي المدرسة الإعدادية والثانوية، بشكل كبير عندما يتزوجن أو عندما يكون لديهن واجبات أخرى في المنزل، ووصف ذلك بأنه «أمر مثير للقلق بشكل كبير».

وأكد هوكينز الحاجة إلى ضمان قدرة الفتيات على إنهاء الصف الثاني عشر؛ لأن هذا يمنحهن خيارات بشأن مستقبلهن. كما أنه يؤخر أموراً مثل الزواج، وقضايا متعلقة بالانقطاع عن الدراسة، وبالتالي عدم القدرة على تحقيق الحد الأقصى الذي يُردن تحقيقه.


ورأى المسؤول الأممي أن المشكلة الرئيسية وراء وجود أكثر من 4 ملايين طفل خارج التعليم هي الصراع الذي ألحق الضرر بالمدارس، وأدى إلى تقسيم البلاد، وأوجد انقساماً اجتماعياً، وجعل سبل العيش مشكلة حقيقية. ونبه إلى أن الأطفال يتركون الدراسة حتماً، ولديهم مشاكل أخرى يجب التعامل معها في بيوتهم أو في المزارع أو أماكن أخرى.

ورغم التحديات، أثنى هوكينز على «القدرة التي لا تصدق على الصمود» لأطفال اليمن، وما أبدته الأسر من تكريس للتعليم. وقال: «رأيت أطفالاً في مدارس ليس لها جدران، ومدارس بها مياه على الأرض، ومع ذلك يجلس الأطفال على الأرض في تلك الحالة الرطبة، لأنهم يريدون الدراسة والتعلم».

وذكر مسؤول الأمم المتحدة أنه رأى 12 فتاة في الصف الحادي عشر يجلسن على الأرض في العراء أسفل شجرة، ويتعلمن قدر ما يستطعن ويحاولن إنجاز شيء. وجزم بأن هناك مشكلة حقيقية تتعلق بالفقر والمرافق والمعلمين. ولكن من ناحية أخرى، قال: «هناك تفانٍ في الرغبة في الذهاب إلى المدرسة بالفعل. وإيجاد التوازن بين الأمرين بالغ الأهمية لمستقبل اليمن».

دعم غير كاف
عن الدعم الذي تقدمه «اليونيسف» وشركاؤها لنظام التعليم في اليمن، أكد هوكينز أن هذا الدعم ليس كافياً؛ لأن ما تحاول المنظمة القيام به هو إعادة تأهيل المدارس، لتكون لديها البنية الأساسية، وضمان تحفيز المعلمين على الذهاب إلى المدرسة والتدريس، وبالأخص المعلمات أو المعلمون المتطوعون بشكل أساسي؛ لأنه لا يوجد هيكل للرواتب، ولا يوجد هيكل للإدارة والتطوير.


وطبقاً لما ذكره المسؤول الأممي، فإنهم يعملون مع المجتمعات المحلية وخاصة الفقيرة أو المجتمعات التي تضم الكثير من النازحين، والتي يقطنها سكان شبه مهاجرين، وقال: «نقدم تعليماً غير رسمي لمنحهم جسراً إلى التعليم الرسمي. فيحصلون على تعليم غير رسمي لمدة عام أو تسعة أشهر، ثم ينتقلون في العام التالي إلى التعليم الرسمي».

وبشأن الأمر الأكثر إلحاحاً لإعادة الأطفال اليمنيين إلى المدارس واستعادة حقهم في التعليم، يرى هوكينز أن مؤسسات وزارة التعليم في الحكومة المعترف بها دولياً والسلطات التعليمية لدى سلطات الأمر الواقع في صنعاء وفي محيطها، تحتاج حقاً إلى إعادة النظر في استراتيجية تسمح بضمان وتعزيز التعليم على المستوى الابتدائي والثانوي؛ حتى يتمكن الأطفال والفتيات والفتيان من الذهاب إلى المدرسة، ويتسنى لهم الانتقال إلى التعليم الثانوي.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن تفجير الهواتف المحمولة مثل “البيجر”؟.. خبير “تكنولوجيا” يجيب
  • منظمة «اليونيسف» ترد على اتهامات الحوثيين بتدمير التعليم في اليمن
  • المبعوث الأممي إلى اليمن يحرج الحوثيين من طهران بهذه الدعوة
  • بعد تفجير أجهزة ”البيجر” .. هل يمكن تفجير الهواتف المحمولة؟.. خبير ”تكنولوجيا” يجيب
  • رسميًا.. الاتصالات اليمنية تعلن إطلاق خدمة ‘‘ستارلينك’’ في اليمن
  • كيف امتلك الحوثيين صواريخ ”فرط صوتية”..باحث استراتيجي قطري يجيب ؟
  • NYT: كيف تلقى الحوثيين وحماس ترحيبا دافئا في العراق؟
  • الحوثيون يعمقون الانقسام في اليمن بقطع مرتبات موظفي الخطوط الجوية اليمنية بالجنوب
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 2.474 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع
  • الرئيس الإيراني ينفي تزويد الحوثيين في اليمن بصواريخ فرط صوتية