الجدعان: الاقتصاد السعودي قادر على مواجهة التحديات وتعزيز الاستدامة المالية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
الرياض - مباشر: رحب وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان بإشادة صندوق النقد الدولي بالإصلاحات التي يشهدها الاقتصاد السعودي وجهود المملكة المتواصلة لإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية.
ونوه الجدعان، في تعليقه على نتائج مشاورات المادة الرابعة لصندوق النقد الدولي مع حكومة المملكة، بشكل خاص بإشارة الصندوق إلى موقف المملكة المالي المتين وما حققته من تقدم في شفافية المالية العامة، إضافة إلى ما اتخذته من سياسات وإصلاحات مالية أدت إلى دعم السياسة المالية وتخفيف المخاطر، وفقا لبيان من الوزارة.
كما لفت الوزير إلى أن التقرير سلط الضوء على المؤشرات الحالية والآفاق المستقبلية الإيجابية للاقتصاد السعودي، والتقدم المستمر في تنفيذ أجندة رؤية السعودية 2030 والتحول الاقتصادي.
وأكد وزير المالية نجاح اقتصاد المملكة في مواجهة التحديات والمحافظة على الاستدامة المالية التي ساهمت في التعزيز من متانته وقوته، ومنوهاً بالدور البارز للإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي أجرتها الحكومة وحققت نموا اقتصاديا مستداما وشاملا.
وأصدر صندوق النقد الدولي تقريراً إيجابياً عن المملكة العربية السعودية عقب اختتام مناقشات مشاورات المادة الرابعة مع المملكة، أكد خلاله أن الاقتصاد السعودي يشهد حالة ازدهار ونمو، وأن موقف المملكة المالي يتسم بالقوة، مشيداً بالتقدم الذي أحرزته في تنفيذ الأجندة الإصلاحية لرؤية السعودية 2030.
كما أشاد الصندوق بتسارع وتيرة التحول الرقمي في المملكة وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وبالإصلاحات في البيئة التنظيمية وبيئة الأعمال، والجهود الجارية بالاستثمار في رأس المال البشري، والنمو المستمر للناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.
وأثنى التقرير على جهود المملكة المتواصلة لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية والمالية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، منوهًا إلى أن المملكة كانت أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نمواً في عام 2022م بمعدل بلغ 8.7%، مع نمو الناتج المحلي غير النفطي بنحو 4.8%، وتراجع معدلات البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي لها؛ حيث انخفضت إلى 8%.
كما نوه ببلوغ مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل مستوى قياسيا وصل إلى نحو 37% (من 18% في 2017م)، متجاوزة نسبة 30% المستهدفة ضمن رؤية السعودية 2030، كما رحب التقرير بالجهود الوطنية المستمرة لتعزيز مساهمة المرأة في دعم الاقتصاد الوطني.
وأشاد التقرير بجهود المملكة لاحتواء التضخم الذي ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي، موضحاً أنه تم احتواؤه عبر الدعم المحلي ووضع سقف لأسعار عدد من المنتجات، وقوة الدولار الأمريكي، حيث بلغ متوسط مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي 2.5% في عام 2022م، لافتاً إلى أنه على الرغم من ارتفاع متوسط المؤشر في أوائل عام 2023م إلى 3.4%، إلا أنه انخفض مرة أخرى إلى 2.8% في مايو 2023م.
وأكّد أن استمرار إصلاحات رؤية السعودية 2030 يمثل تقدماً في دفع برامج التنوع الاقتصادي للبلاد لتقليل اعتمادها على النفط، متوقعاً استمرار الزخم القوي لنمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وأن يصل متوسط نموه إلى 4.9% في عام 2023م، مدفوعاً بالإنفاق الاستهلاكي القوي، وزيادة الاستثمار الخاص من خلال المشاريع والبرامج المعززة لنمو القطاع الخاص، بالإضافة إلى الوتيرة المتسارعة في تنفيذ المشاريع، مما سينعكس إيجابياً على نمو الناتج المحلي غير النفطي.
كما رحّب التقرير بالجهود الإصلاحية الجارية في إطار برنامج الاستدامة المالية، بما في ذلك تعزيز الإيرادات غير النفطية وترشيد الإنفاق وتقوية إطار المالية العامة، منوهاً بمستويات الدين المنخفضة والمستدامة وتوفر الحيز المالي القوي، ومشيداً بالتقدم الملحوظ في شفافية المالية العامة من خلال بيان الميزانية الموسع والتقارير التفصيلية الأخرى.
وأكد أن السياسة النقدية المتبعة (سعر صرف ثابت) ملاءمة وتخدم اقتصاد المملكة، وأن أداء القطاع المصرفي لا يزال قوياً خلال العام الحالي بفضل جهود البنك المركزي السعودي (ساما) المستمرة لتحديث الأطر التنظيمية والرقابية؛ مما أسهم في تحقيق نسب ربحية عالية (أعلى من مستويات ما قبل الجائحة)، إضافةً إلى ارتفاع نسب كفاية رأس المال، وانخفاض نسب القروض المتعثرة، كما رحب التقرير بجهود البنك في تعزيز مكانة المملكة كمركز للتقنية المالية.
وأشاد تقرير صندوق النقد الدولي، بالإجراءات والجهود المتواصلة التي تبذلها حكومة المملكة لتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد، ومواجهة تحديات التغير المناخي، كما أشاد بالخطط الجاري تنفيذها لزيادة الطاقة المتجددة، وهدف المملكة بأن تصبح أكبر منتج للهيدروجين النظيف في العالم، والدور الملموس لمبادرة السعودية الخضراء في خفض الانبعاثات الكربونية، متوقعاً أن تُسهم هذه الجهود في خفض الانبعاثات إلى المستوى المستهدف لعام 2030م، مشيراً إلى أن المملكة سجلت ثاني أقل انبعاثات لكل وحدة مُنتجة على مستوى العالم.
وتطرّق التقرير إلى التحوّل الإيجابي في قطاع الإسكان السعودي، عبر عدد من البرامج التي أسهمت في رفع نسبة ملكية المنازل إلى 60.6% في عام 2022م، سعياً لتحقيق هدف الرؤية المتمثل في الوصول إلى 70% بحلول عام 2030م. كما نوّه إلى أهمية السياسات الصناعية في نجاح مساعي المملكة للتحول والتنويع الهيكلي ضمن رؤية السعودية 2030.
وفيما يتعلق بالتحول الرقمي، أشار التقرير إلى أن المملكة تحتل مرتبة عالية في عدد من تصنيفات الرقمنة العالمية كالبنية التحتية الرقمية ونضج التحول الحكومي الرقمي. كما أن التطور الرقمي في المملكة أدى إلى تحسين الشمول المالي، ومرونة القطاع المالي، وتعزيز فعالية القطاع الحكومي، لافتا إلى أن رؤية السعودية 2030 لعبت دوراً محورياً في تسريع وتيرة التحول الرقمي.
يشار إلى أنه سبق أن صدر بيان ختامي عن بعثة خبراء صندوق النقد الدولي إثر اختتام مشاورات المادة الرابعة مع حكومة المملكة لعام 2023م، ويأتي هذا التقرير تأكيداً للنتائج التي توصّل إليها البيان السابق.
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی رؤیة السعودیة 2030 غیر النفطی فی عام إلى أن
إقرأ أيضاً:
ندوة موسعة بمقر هيئة الشبان العالمية بالفيوم لمواجهة الشائعات وتعزيز الوعي المجتمعي
استضاف المركز الإعلامي بمحافظة الفيوم، بالتعاون مع مديرية الأوقاف، ندوة توعوية تحت عنوان: "إتحقق قبل ما تصدق.. للتوعية بأهمية التصدي للشائعات".
عُقدت الندوة بمقر هيئة الشبان العالمية بحضور نخبة من القيادات الفكرية والدينية والأمنية، من بينهم الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، اللواء أسامة أبو الليل، مساعد مدير أمن الفيوم سابقًا، والدكتور عرفة صبري، نائب رئيس جامعة الفيوم، بالإضافة إلى قيادات مديرية الأوقاف وأئمة المساجد بالمحافظة.
مركز إعلام الفيوم يطلق حملة "اتحقق قبل ما تصدق" لمواجهة الشائعات والتحديات الراهنة أوقاف الفيوم تنظم أمسية علمية عن أثر اللغة العربية في فهم القرآن الكريم
استهل الدكتور محمود الشيمي كلمته بالتأكيد على أهمية التثبت قبل نقل أو تداول أي معلومة، مشيرًا إلى أن ديننا الإسلامي يدعو للتروي والتفكير قبل الكلام. وأضاف: "العاقل يفكر قبل أن يتكلم، أما الأحمق فيتكلم دون تفكير". وشدد على ضرورة تعزيز دور المؤسسات الفكرية في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تستغل التكنولوجيا لنشر مخططاتها الهدامة.
وأوضح الشيمي أن المؤسسات الفكرية والدينية تتحمل العبء الأكبر في المعركة الفكرية ضد التطرف، مؤكدًا أن المواجهة يجب أن تكون مدروسة ومنظمة، مع تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة لتخفيف العبء عن الأجهزة الأمنية.
مواجهة الإرهاب والتطرف الفكري
بدوره، أشار اللواء أسامة أبو الليل إلى أن الإرهاب والتطرف هما ظواهر عابرة للأديان والثقافات، وأن الحرب الفكرية ضد هذه الظواهر تتطلب جهودًا كبيرة لحماية المجتمع. وأضاف: "السوشيال ميديا تمثل ساحة خطرة يتم استغلالها من قبل كتائب إلكترونية مغرضة لبث الشائعات وزعزعة الثقة في مؤسسات الدولة".
كما شدد أبو الليل على ضرورة تجديد الخطاب الديني لتعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، مع التركيز على الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية في مواجهة محاولات التشويه المستمرة.
دعوة لمواجهة الشائعات بالسلوك القويم
من جانبه، حذر الدكتور عرفة صبري من خطورة الغيبة والنميمة والسخرية في الحديث عن الشأن العام، مستشهدًا بقول سيدنا عمر بن عبدالعزيز في مواجهة من نقلوا أخبارًا كاذبة: "إن كنت كاذبًا، فأنت من أهل الآية {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}، وإن كنت صادقًا، فأنت من أهل {هماز مشاء بنميم}".
وأشار صبري إلى أهمية العمل الجماعي لبناء مجتمع واعٍ، يدرك خطورة الشائعات ويحاربها بالوعي والتثبت من المعلومات قبل تداولها.
اختُتمت الندوة بدعوة الحضور إلى تكثيف الجهود التوعوية لمواجهة الشائعات، مع التأكيد على دور الأئمة والدعاة في التصدي للأفكار المغلوطة ونشر قيم التسامح وال