عمار الحكيم : أربعينية الحسين درس في الصبر والتضحية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
سبتمبر 6, 2023آخر تحديث: سبتمبر 6, 2023
المستقلة /- قال رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد عمار الحكيم، إن ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) تستذكرها العالم أجمع، حيث يقف الناس معاً للاحتفال بهذه اللحظة التاريخية في كربلاء. وتجسد هذه اللحظة العظيمة رسالة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه، حيث رسموا طريقًا معبدًا بالنصر والصبر والتضحية والسعادة والخلود.
تجمع حشود مليونية من داخل وخارج العراق في هذا اليوم لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام). يتحدى الزوار المسافات الشاسعة والطقس الحار ليكونوا جزءًا من هذا الحدث المهم. يرددون نداء “ألا وإنّ الدّعيّ ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين؛ بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة!” كمظهر لا تقبله أنفسهم.
هذه الشعيرة الدينية الخالدة تظهر التمسك القوي للمسلمين بحب أهل البيت (عليهم السلام) ومودتهم، وتبرز سمة الكرم العراقي الاستثنائية من خلال مواكب الخدمة الحسينية التي تمتلئ بها شوارع العراق متوجهة نحو كربلاء.
نحن نقدر جهود قواتنا الأمنية البطلة ونثني على المؤسسات الإعلامية التي نقلت هذا الحدث العظيم. نسأل الله أن يتغمد الذين فارقوا الحياة في طريقهم إلى كربلاء برحمته، وأن يشفي المصابين، ويحمي الزوار ويعيدهم إلى أماكنهم بسلام. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وأصحابهم الأبرار. السلام على أبي الفضل العباس وزينب الكبرى، ورحمة الله وبركاته.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
إفطارهم فى الجنة.. عمر منازع شهيد خلد اسمه فى سماء الشجاعة والتضحية
في صباح كل يوم، كان يذهب أمين الشرطة عمر منازع إلى عمله كأنه يحمل على عاتقه أمل وطن بأسره، لم يكن مجرد رجل في زيه، بل كان أسطورةً تسير على قدميه في شوارع الوطن، يجسد المعنى الحقيقي للتضحية والشجاعة. عمر، ذلك الشاب الذي نشأ في قلب سوهاج، في قرية "شطورة"، كان محبوبًا من الجميع عاش ببساطة وهدوء لكنه حمل في قلبه عزيمة لا تعرف التراجع.
عمل عمر بقطاع الحماية المدنية في مديرية أمن سوهاج، وكانت محطات عمله شاهدة على تفانيه في تقديم الخدمة للوطن، ولكن عندما كان نداء الواجب يدعوه، لم يتردد في أن يخطو خطوة نحو التحدي الأكبر، انتدب إلى شمال سيناء، ليكون جزءًا من كتيبة الأبطال التي تصدّت بعزم لا يلين للإرهاب، تواجه الرصاص بشجاعة تساوي شرف الأرض.
"دماؤهم لن تذهب هدراً" كان يردد عمر دائمًا عن زملائه الذين سبقوه إلى الشهادة، وفي حديثه كان يربط بين التضحيات وبين الأمل في غدٍ أفضل، لكن القدر كان له موعد مع عمر، ليتحقق شرف الشهادة في لحظة من لحظات الحياة الحاسمة، لتصعد روحه إلى بارئها، وتظلّ ذكراه خالدة في ذاكرة الوطن.
في يوم وداعه، ودعته قريته "شطورة" بحزن، لكنهم كانوا يعلمون أن هذا البطل سيظل حيًا في قلوبهم، وأن تاريخه لن يتبدد مع مرور الزمن.
وكانت جنازته مهيبة، مليئة بالفخر والاعتزاز، ودموع أهالي قريته الذين فقدوا واحدًا من أخلص أبناءهم، ولكنهم في نفس الوقت فخورون بما قدمه للوطن. كان عمر منازع لا يبحث عن المجد، بل كان رجلًا من رجال الواجب الذين لا يطلبون جزاءً ولا شكورًا.
اليوم، وعلى الرغم من رحيله، تظل روح عمر منازع ترفرف في سماء الوطن، بطلًا في الذاكرة، واسمًا لا يغيب عن الأذهان، ففي كل زاوية من زوايا هذا الوطن، هناك شهيد مثل عمر، يروي قصة التضحية والعطاء، ويظل شعاع الأمل في قلب كل من يؤمن أن الوفاء للوطن لا ينتهي، حتى وإن غابت الأجساد.
في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
ومع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
مشاركة