استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اليوم الأربعاء، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله ، وزير خارجية ودفاع إيرلندا مايكل مارتن والوفد المرافق.

وأطلع الرئيس عباس، الوزير الضيف، على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وعدوان سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

وأكد الرئيس أن استمرار الأعمال أحادية الجانب من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى استمرار إرهاب المستوطنين، يسهم في توتير الأجواء وجر المنطقة إلى مربع التصعيد والعنف الذي لا يمكن لأحد توقع نتائجه، الأمر الذي يتطلب تدخلاً دوليا فاعلاً لوقف التدهور وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

وأشاد عباس، بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً تطلع دولة فلسطين إلى تعزيز هذه العلاقات وتطويرها بما يصب في مصلحة الشعبين الفلسطيني والأيرلندي الصديقين، مثمناً الدعم الذي تقدمه إيرلندا في مجال المنح الدراسية إلى الطلبة الفلسطينيين.

وأكد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه إيرلندا من خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي، لتقديم الدعم إلى العملية السياسية وفق الشرعية الدولية، وحث أوروبا على دعم المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وذلك لتهيئة الأجواء لأفق سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

بدوره، أكد الوزير الأيرلندي، موقف بلاده الثابت الداعم لتحقيق التسوية السياسية على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين.

وأشار إلى أن إيرلندا ستواصل تقديم الدعم إلى الشعب الفلسطيني، وخاصة في مجال المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين.

وحضر اللقاء، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زياد أبو عمرو، وقاضي قضاة فلسطين الشرعيين محمود الهباش، ورئيس ديوان الرئاسة انتصار أبو عمارة.

المصدر : وكالة سوا- وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين

محمد الجوهري

تصريحات الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس (أبو مازن) عن مجاهدي حماس في غزة، وألفاظه النابية بحقهم، لا تقدم جديداً سوى المزيد من السقوط الأخلاقي للسلطات العميلة التي تستمد شرعيتها من البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي عُرف سياسي متفشٍّ في أغلب الجمهوريات العربية، حيث تبقى تلك الأنظمة خانعة كماً وكيفاً، مقابل بقائها في السلطة الوهمية، واستفادة أصحابها من بعض الامتيازات الخاصة، كالأرصدة الضخمة وممارسة الفساد بحق الشعوب دون حسيب أو رقيب.

ولم يعد خافياً أن عباس وأفراد عائلته يملكون مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبسببها لا يزال في السلطة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث ترتبط هذه المصالح باستمرار خدماته للكيان الصهيوني. وينطبق هذا الوضع على أعضاء حكومته العميلة، المشاركين في قمع الشعب الفلسطيني، وتبرير كل إجرام إسرائيلي بحقه، كما هو الحال في غزة والضفة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قتل وخطف علني، بتواطؤ عباس وأزلامه.

في اليمن، كما في فلسطين، توجد حكومتان: إحداهما مرضيٌّ عنها دولياً وتحظى بدعم أمريكي، وأخرى منبوذة دولياً لكنها تستمد قوتها من الشارع اليمني. ومن البدهي أن تقف الأخيرة مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى، حيث لا ضغوطات غربية تمنعها من ذلك، بخلاف الأخرى التي يتمنى أعضاؤها أن يكون لهم موقف مشرف من غزة، لكن ذلك يتعارض مع مصدر شرعيتهم في البيت الأبيض، ما يفقدهم إياها بمجرد إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وعلى هذا القياس تتشكل أغلب الحكومات العربية؛ فإذا أراد شعبٌ ما أن يسترد حريته، صُدم بالهيمنة الأمريكية التي بدورها تفرض عليه حكومة شكلية لا شرعية لها سوى من المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه الغطرسة الأمريكية. ولهذا، فإن ظاهرة “الدنابيع” هي الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.

وكلمة “دنبوع” -في الأصل- تشير إلى الفار عبد ربه منصور هادي، فهذا لقبه، وهو ليس أول رئيس شكلي في المنطقة، لكن غباءه الشديد فضح عمالته وتبعيته للسعودية وأسيادها الغربيين في أكثر من موقف، وأهمها تصريحه العفوي بشأن تفاجئه بالعدوان السعودي على بلاده، رغم أن الأخيرة زعمت أن عاصفة الحزم كانت بطلب منه. وله أيضاً تصريح سابق يكشف عبوديته لنظام عفاش، حين أكد أنه لم يستلم أي سلطة من سلفه سوى العلم الجمهوري.

مطلع العام 2022، اضطرت السعودية إلى استبدال الدنبوع بآخر لا يقل عنه عمالة للغرب، وهو المرتزق رشاد العليمي الذي لا يقل عنه ولاءً للخارج، إذ يطالب منذ عام ونصف بتدخل أمريكي لاحتلال بلاده بحجة حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، في سقوطٍ أخلاقي لا نظير له في التاريخ اليمني الحديث أو القديم. فالعليمي لا يبالي بأي معايير أخلاقية، ولا يكترث لأي دوافع سوى عبوديته للمال، كما لا يحرص على تقديم أي صورة مشرفة له أمام المجتمع اليمني، إذ إن الشرف ليس من دوافعه هو وأمثاله في مجلس الثامنة الخونة الموالي للغرب والصهاينة.

وهكذا يتجلى المشهد العربي في صورته القاتمة: زعامات مستوردة، أنظمة مصطنعة، لا شرعية لها إلا بقدر خدمتها لمصالح الاستعمار الغربي، ولا قيمة لها لدى شعوبها إلا بمقدار ما تُمعن في قهرهم ونهبهم. وما محمود عباس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من دنابيع السياسة العربية الذين ما إن تهب عليهم رياح التحرر حتى ينكشف عوارهم، ويسقط قناع الزيف عن وجوههم الباهتة.

ولم يكن عباس حالة شاذة؛ فقد سبقه ولحقه كثيرون، كأنور السادات، الذي رهن القرار المصري لواشنطن، ووقع اتفاقيات الاستسلام مع الصهاينة، ثم سُمّي عهده “عصر الانفتاح على الغرب” ولو على حساب كرامة مصر، وكذلك خلفه حسني مبارك، الذي جعل من مصر مخفراً كبيراً لحماية حدود الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية، وبارك حصار غزة لسنوات طويلة.

وكذلك حال ملوك الخليج والأردن، فالشرعية هناك مطلقة للطغاة، وليس للشعب أي حق في الحديث عن حقوقه المصادرة، وأولها حق التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هؤلاء، وأمثالهم، يثبتون حقيقة أن الاحتلال العسكري ليس الشكل الوحيد للاستعمار، بل إن أخطر أشكاله هو الاحتلال السياسي الداخلي، عبر وكلاء صغار بلباس الزعماء.

مقالات مشابهة

  • عبدالمحسن سلامة يكشف تفاصيل لقائه بوزير المالية لبحث أوضاع الصحفيين الاقتصادية
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم في رام الله والخليل
  • وزير الخارجية والهجرة يجري اتصالًا هاتفيًا بوزير خارجية الصومال الجديد
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل لقاء رئيس المخابرات المصرية بـ طاقم التفاوض الإسرائيلي بالقاهرة
  • الرئيس الإسرائيلي يقترح عزل نتنياهو بدلا من سجنه
  • أمير مكة: الدعم السخي الذي يلقاه القطاع غير الربحي من القيادة يؤكد حرصها على تلمّس حاجات المواطن وتوفير متطلباته
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • تفاصيل لقاء حسين الشيخ مع القنصل العام الفرنسي بالقدس
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة رام الله وبلدة زعترة ومخيم شعفاط