موقع 24:
2025-03-18@15:15:21 GMT

دبي.. نموذج عالمي للمدن الذكية

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

دبي.. نموذج عالمي للمدن الذكية

تواصل هيئة دبي الرقمية جهودها لإقامة منظومة ذكية رقمية تدعم الاقتصاد الرقمي، بما يسهم في توفير بيئة محفزة للابتكار، في كافة المجالات، وتعزيز الخدمات الذكية التي تشمل مختلف مرافق الإمارة وقطاعاتها الحيوية، وفق منظومة استثنائية شاملة لتعزيز مكانتها عاصمة رقمية عالمية بارزة، وبما يسهم في تحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33.

وقال مدير عام هيئة دبي الرقمية حمد عبيد المنصوري: "دبي تسابق الزمن لصنع مستقبلها الرقمي الرائد، وترسيخ مكانتها نموذجاً ملهماً في الحياة الرقمية، بتوفير منظومة ذكية متطورة محفزة لكل من يسعى للاستثمار في بيئة اقتصادية رقمية مبتكرة تتسم بالمرونة، والتطور، والاستخدام الذكي للتقنيات الرقمية، بما يجسد تطلعات قيادتنا الرشيدة، ونحن اليوم من خلال النسخة الأخيرة من استراتيجية دبي الرقمية نقدم نموذجاً متكاملاً لمدن المستقبل من حيث الحكومة الرقمية والمجتمع والاقتصاد الرقمي والحياة الرقمية الشاملة".

D33

وأوضح أن المشاريع والمبادرات المنضوية ضمن استراتيجية دبي الرقمية، تسهم في تحقيق مستهدفات أجندة دبي، الاقتصادية D33، ورؤية "نحن الإمارات 2031" لإنشاء المنظومة الأكثر ريادة وتفوقاً.
وقال : "لضمان تحقيق هذه الأهداف، طورنا منظومة شاملة تضم مؤشرات أداء طموحة، منها مضاعفة حجم الاقتصاد الرقمي 200%، وتعزيز جودة الحياة الرقمية بما لا يقل عن 90%، وضمان أن تكون دبي واحدة من أوائل المدن في مؤشر الأمم المتحدة للحكومات الإلكترونية LOSI، وإنجاز 50 تجربة من تجارب المدينة الرقمية التي تتسم بالسلاسة والاستباقية والترابط في الكفاءات الرقمية".
وأضاف "في دبي الرقمية، الجهود التي تُبذل لتطوير كوادرنا وكفاءاتنا الرقمية لا تتوقف ونلمس في ذلك تعاوناً وتفاعلاً متميزاً من الجهات الحكومية.وتتضمن استراتيجية دبي الرقمية بنوداً وأهدافاً محددة في هذا الشأن إذ نسعى لتأهيل أكثر من 50 ألفاً من الكوادر بمؤهلات رقمية متقدمة".

مراحل التحول الرقمي

ومرّت مسيرة التحول الرقمي في الإمارة بثلاث مراحل تجلت فيها دبي عاصمة رقمية عالمية، فقد أطلقت دبي أول حكومة إلكترونية في المنطقة في 2001، ثم الحكومة الذكية في 2013، وبعدها الحكومة الرقمية التي تكللت بإنجاز استراتيجية الحكومة اللاورقية مع نهاية 2021.
ويرتكز هذا التحول الرقمي لدبي الآن على الاستراتيجية الجديدة لهيئة دبي الرقمية، التي أطلقها ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في يونيو (حزيران) الماضي، وتترجم رؤية القيادة لإقامة منظومة رقمية موثوقة وقوية تدعم الاقتصاد الرقمي وتمكن المجتمع الرقمي، وتقوم على سبعة محاور مركزية هي المدينة الرقمية، والبيانات والإحصاء، والأمن السيبراني، والتنافسية الرقمية، والاقتصاد الرقمي، والمواهب الرقمية، والبنية التحتية الرقمية.. وتم تصميم هذه المحاور وفق رؤية مستقبلية هدفها خلق أثر اقتصادي واجتماعي وبيئي ملموس من خلال منظومة مؤشرات استراتيجية وآلية قياس تضمن متابعة الأداء وضمان تحقيق الأولويات.

مبادرات رقمية مبتكرة

وفي إطار أهدافها الطموحة لجعل دبي المدينة الأذكى عالمياً، انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة لتطوير منظومة ذكية متكاملة ومترابطة في الإمارة، تطلق هيئة دبي الرقمية مبادرات وخططاً رقمية مبتكرة وفق منظومة شاملة بمشاركة جميع القطاعات الحيوية لتحقيق نقلة نوعية تستفيد من التطورات التكنولوجية الهائلة التي غيرت وتغير أنماط العمل والإنتاج في عالم اليوم، وتنعكس بالتالي على مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الحكومي.
فقد أطلقت هيئة دبي الرقمية، "سياسة النضج الرقمي" لتعزيز النضج الرقمي للجهات الحكومية مع ضمان أعلى درجات الأمن السيبراني، وحوكمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتقدم هذه السياسة توجيهات وإرشادات متكاملة للجهات الحكومية في دبي حول كيفية إدارة وتعزيز تجارب المدن الرقمية، وتضع نموذجاً واضح المعالم لمساعدتها على تطوير خارطة طريق للوصول إلى مستوى متقدم من توظيف التقنيات الرقمية لتعزيز سعادة المتعاملين وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة وإحداث نقلة نوعية في جودة وسرعة الإنتاج.
وفي هذا السياق، أنجزت مؤسسة بيانات دبي مشروع "اللوحة القيادية لدبي" التي تمكن أصحاب القرار من الاطلاع على مؤشرات المدينة بشكل لحظي ومحدث وموثوق.
وتشمل هذه اللوحة مؤشرات المدينة الحيوية مثل مؤشر السكان، ومؤشر منصة 04، ومؤشر السعادة، والرخص التجارية، والسياح، وحجم التجارة الخارجية، وحجم التداولات العقارية، ومؤشر دبي للأمن الإلكتروني، وغيرها من المؤشرات التي تسهل  اتخاذ القرار بشكل أمثل.
وتعد البنية التحتية الرقمية أحد عوامل قوة مسيرة التحول الرقمي في دبي، ويأتي مشروع "سُحُب دبي الرقمية" بمثابة قفزة نوعية في هذا السياق، إذ يمهّد الطريق للقطاعات الحكومية في الإمارة لتعمل من خلال منظومة ذكية متكاملة ومترابطة، والإسهام في ترسيخ مبدأ الحكومة الرقمية الواحدة والشاملة.
و يجسد هذا المشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص وصممته "دبي الرقمية" بالتعاون مع جهات حكومية وشركات متخصصة.
وفي مقدمة هذه الشركات من القطاع الخاص، مورو، التي تقدم الخدمات السحابية من خلال منصتها moro cloud والتي تتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، ما يسهم في تقليل التكلفة الإجمالية للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في دبي، وتوفير منظومة من التقنيات الناشئة والخدمات السحابية لدعم عملية التحول الرقمي بشكل أسرع وأسهل.
وتدعم مايكروسوفت من جهتها، المشروع  بإتاحة منصة Microsoft Azure للحوسبة السحابية ومنصات خاصة للجهات الحكومية لضمان أعلى مستويات الأمان والحوكمة والامتثال للوائح وسياسات دبي الرقمية، بالإضافة إلى الشراكة بين الجانبين في برنامج المهارات الرقمية.
ويتكون المشروع عموماً من سحابات رقمية متعددة تتكامل لتوفير مستوى رفيع من المرونة، والكفاءة التشغيلية العالية، واختيار أفضل الحلول ما بين السحابة الخاصة والعامة، كما يضم المشروع مزودي خدمات متعددين يعملون على رفع مستوى الخدمة والتنافسية، وتوفير أكثر من خيار للجهات الحكومية لمزودي الخدمة.
ويجسّد هذا المشروع مفهوم السحابة السيادية، إذ يتسم بأعلى معايير الأمن السيبراني فضلاً عن الكفاءة والثقة والمرونة وتوظيف أحدث التقنيات السحابية، ويساعد في تقديم خدمات متكاملة وسريعة واستباقية على مدار الساعة مع مراعاة خفض التكاليف وخلق بيئة داعمة للاقتصاد الرقمي في  دبي، ودعم صناع القرار في اختيار أفضل الحلول.
تأسست هيئة دبي الرقمية في يونيو (حزيران) 2021 بمهام وتكليفات واضحة وضعتها القيادة الرشيدة، لجعل دبي المدينة الرائدة عالمياً في الاقتصاد الرقمي، وضمان شمولية التحول الرقمي لتصبح عاصمة رقمية عالمية.


وتعمل الهيئة لتحقيق هذا الهدف عبر مسارات عدة تتجسد في ثلاث مؤسسات حكومية تعمل تحت مظلة دبي الرقمية  هي مركز دبي للأمن الإلكتروني، ومركز بيانات وإحصاء دبي، ومؤسسة حكومة دبي الرقمية.

التطبيقات الرقمية

وفي مجال أسلوب الحياة الرقمي، أصبح اعتماد مجتمع دبي اليوم على التطبيقات الرقمية جزءاً من الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين والزوار، بما يعكس مدى التقدم الذي أحرزته دبي في نشر ثقافة التحوّل الرقمي، وثقة الجميع في تلك التطبيقات التي تقدم خدمات نوعية سهلة وسريعة وعالية الجودة.
ويعد تطبيق "دبي الآن" الذي أطلقته هيئة دبي الرقمية، من أكثر التطبيقات استخداماً في دبي، لما يتمتع به من استخدام فائق الجودة، فضلاً عن الثقة العالية، كما أنه يتماشى مع التوجه الرقمي لحكومة دبي لتوفير قناة رقمية موحدة تختصر على المستخدمين عشرات التطبيقات الضرورية، إذ يوفر "دبي الآن" ما يزيد على 170 خدمة من أكثر من 35 جهة من القطاعين الحكومي والخاص.
وبلغ عدد معاملات الدفع عبر "دبي الآن" منذ إطلاقه أكثر من 23 مليون معاملة رقمية بأكثر من 12 مليار درهم منها 4.5 ملايين معاملة دفع رقمية بـ 2.5 مليار درهم في سنة 2022 وحدها.
وبلغ مجموع المعاملات عبر تطبيق "دبي الآن" نحو2.6 مليون معاملة خلال النصف الأول من 2023، مقارنة مع 2.1 مليون خلال الفترة نفسها من 2022، بنمو بلغ 24 %.
وتحرص الهيئة على ابتكار أساليب لرصد سعادة المتعاملين وتطويرها. وفي هذا المجال طورت بالتعاون مع مؤسسة تنظيم الصناعة الأمنية نظام اكتشاف السعادة بالبيانات البيومترية الذي يستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لقراءة تعابير الوجه في المنشآت الحكومية و غيرها، ويعطي مؤشراً عاماً عن سعادة الجمهور في مكان ووقت محددين.
وطور فريق دبي الرقمية نظام مستشعرات جودة الحياة لقياس جودة البيئة في مكان ما، ويعتمد  على إضافة حساسات داخل المنشآت أو خارجها لإظهار مؤشرات حيوية مهمة مثل درجة الحرارة، ومستوى الرطوبة، وجودة الهواء، ومستوى الضوضاء، ومستوى ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تركيز المركبات العضوية القابلة للتطاير TVOC، كل هذه الجهود تندرج ضمن توجهات القيادة لجعل دبي المدينة الأكثر جاذبية واستقطاباً للعيش والعمل والإنتاج.
ويُعد مشروع مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، بمثابة خطوة استراتيجية نوعية، إذ يهدف لدعم الجهات الحكومية في توظيف تكنولوجيا المستقبل بشكل عملي وفعّال استعداداً للتحولات الجذرية المقبلة في مختلف القطاعات الحيوية.
ويُعنى هذا المركز بثلاثة محاور أساسية هي تحديد القوانين والسياسات والتشريعات الضرورية، وتمكين المهارات والخبرات، وتبني التقنيات الحديثة وتعزيز الابتكار.
وانسجاماً مع توجيهات القيادة الرشيدة لتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI في تطوير أداء العمل الحكومي وتقديم أفضل الخدمات الحكومية بالاعتماد على تقنيات المستقبل، طورت النسخة الجديدة من "بوابة دبي"، المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تمثل البوابة الرسمية لمدينة دبي، والمنصة الرقمية الموحدة والموثوقة التي تقود المتعاملين إلى آلاف الخدمات الرقمية بكل سهولة من أي مكان في العالم وفي كل الأوقات، ليكتشفوا نطاقاً واسعاً من المعلومات والخدمات الرقمية تشمل كل القطاعات مثل الصحة، والتعليم، والفعاليات، والسياحة، والعمل، والاستثمار، والإقامة، وشؤون العائلة، والمواصلات والاتصالات، والعقارات وغيرها الكثير من قطاعات المدينة.
وتتضمن البوابة ركناً خاصاً بالمشاركة الرقمية في دبي، بما يعكس مدى التفاعل بين مجتمعها وحكومة الإمارة التي تهتم بالمشاركة الرقمية انطلاقاً من حرصها على إشراك المجتمع في تطوير خدمات المدينة وسياساتها، فيما توفر البوابة مساحة مخصصة لمشاركة الأفكار وطرح مواضيع للنقاش، وتقديم المقترحات بما يهدف إلى تعزيز جودة الحياة لسكان المدينة.
ووظّفت دبي الرقمية تقنية "تشات جي بي تي" في البوابة الرسمية لحكومة دبي ليتمكن المتعامل من الوصول لكافة المعلومات عن المدينة بأسهل وأدق الطرق، إذ توفر الخدمة معلومات دقيقة وموثوقة ومحدثة عن الخدمات التي يحتاجها المستخدم خلال لحظات.
ومن المبادرات الرائدة للهيئة، مبادرة "التوازن الرقمي" التي تتضمن منظومة متكاملة وشاملة لتحقيق التوازن والتناغم لدى الأفراد في تفاعلهم مع المؤثرات الرقمية في إمارة دبي، لتعزيز جودة الحياة الرقمية، وتُعد من المبادرات الفريدة من نوعها على مستوى المدن في العالم.
أما مبادرة "مؤشر معاملات دبي" فتقيس أداء المعاملات الحكومية لحظة بلحظة، وتعطي القيادة العليا صورة شاملة عن أداء كل الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومة في دبي، عبر كل القنوات المتاحة، وهي متوفرة أيضاً للمتعامل الذي أصبح بمقدوره الاطلاع على الخدمات التي تقدم له أو متابعة حالة طلباته عبر تطبيق "دبي الآن".
كما طورت "دبي الرقمية" مبادرة مهمة تتمثل في "تجارب المدينة الرقمية" بالتعاون مع المجلس التنفيذي للإمارة، ودائرة الموارد البشرية، واللجنة العليا للتشريعات، ودائرة المالية، لتطوير مدينة متكاملة ومتصلة ومتسقة في تجاربها وخدماتها التي تقدمها للمواطنين والمقيمين والزوار ورواد الأعمال، بربط الخدمات الرقمية المجزأة في دبي، لتُصبح منظومة متكاملة تتمتع بالخصوصية واللامركزية وتُركز على المتعاملين وتوفر الخيارات أمامهم.

دبي اللاورقية

وشكلت سنة 2021 علامة فارقة في مسيرة التحول الرقمي في دبي حيث نجحت دبي الرقمية بجهود كافة الجهات الحكومية وشركائها في القطاع الخاص في تحقيق مستهدفات استراتيجية دبي اللاورقية بشكل كامل 100%، في خطوة مهمة ضمن المسيرة نحو تنفيذ الخطة الاستراتيجية لدبي 2030، والتي أطلقتها قيادتنا الرشيدة لتكون عنواناً للشراكة بين 44 جهة حكومية وشبه حكومية تعمل لبناء المستقبل المشترك.
ويأتي توفير خدمات الانترنت اللاسلكي السريع "WiFi " بمجانا في الأماكن والمرافق العامة الرئيسية في الإمارة مثل مطار دبي، ومراكز التسوق الكبرى، وغيرها، انسجاما مع رؤية دبي لتعزيز مكانتها مدينة ذكية ووجهة عالمية بارزة لتوفير الخدمات الذكية ولتسريع التحول الرقمي بتمكين المستخدمين من الوصول السلس والآمن إلى شبكة الإنترنت عالية السرعة والكفاءة بالاعتماد على أحدث التقنيات المتطورة، حيث بلغ عدد المواقع العامة الرئيسية التي تشملها هذه الخدمة في دبي أكثر من 23600 موقع تتيح خدمة "واي فاي" بالمجان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني دبي أجندة دبي الاقتصادية الذکاء الاصطناعی الاقتصاد الرقمی للجهات الحکومیة استراتیجیة دبی التحول الرقمی الحیاة الرقمی جودة الحیاة فی الإمارة الرقمی فی دبی الآن من خلال أکثر من فی هذا فی دبی

إقرأ أيضاً:

لولاها لسقطت في أسبوعين.. أسلحة أميركا التي يهدد ترامب بمنعها عن أوكرانيا

ترامب: لم تكونوا وحدكم. لقد منحناكم -عبر رئيسنا الأحمق- 350 مليار دولار، نحن زودناكم بالمعدات العسكرية… لولا دعمنا العسكري، لكانت الحرب قد حُسمت في غضون أسبوعين.

زيلينسكي: خلال ثلاثة أيام… سمعت ذلك من بوتين، خلال ثلاثة أيام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاستقلال أو الفناء.. هل يمكن لأوروبا مواجهة التحولات الأميريكية الجديدة؟list 2 of 2شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروباend of list

ترامب: وربما أقل.

قد يصلح الحوار السابق لمقدمة خيالية نبدأ بها هذا التقرير، لكن -كما شاهد العالم أجمع- هذا الحوار السابق حدث فعلًا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، داخل البيت الأبيض في اليوم الأخير من شهر فبراير/شباط الماضي.

لا يخفى على أحد حجم المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

لكن، ما مدى ونوعية تلك المساعدات الأميركية العسكرية فعلًا؟ وما الذي يقصده ترامب حينما يتحدث بثقة شديدة عن أن أوكرانيا لم تكن لتصمد أسبوعين؟ ما أنواع الأسلحة الأميركية التي صنعت الفَرْق وحافظت على بقاء أوكرانيا على قيد الحياة في الحرب بعد مرور ثلاث سنوات كاملة؟ وهل يمكن لأوروبا تعويض تلك الأسلحة بعد أن قرر دونالد ترامب إيقاف المساعدات العسكرية عن أوكرانيا؟

صواريخ جافلين المضادة للدبابات

في الأيام الأولى للحرب، اندفعت الأرتال المدرعة الروسية إلى داخل أوكرانيا، لكنها واجهت فِرَقًا من المشاة الأوكرانيين المسلّحين بصواريخ موجَّهة مضادة للدبابات محمولة على الكتف، وكان أبرزها صاروخ "جافلين" (FGM-148) الأميركي الصنع، الذي سرعان ما اكتسب سمعته المرعبة في أرض المعركة.

إعلان

يمتاز صاروخ "جافلين" بمسار هجوم من الأعلى وبباحث تصويري متطور يسمح له بضرب الدبابات في أضعف مواضع دروعها. وأظهرت مقاطع مصوّرة من أرض المعركة جنودًا أوكرانيين يستخدمون صواريخ "جافلين" لنصب كمائن للدبابات والآليات المدرّعة، مما خلّف أثرًا مدمرًا على الأرتال الروسية.

يبلغ وزن صاروخ "جافلين" 22 كيلوغرامًا تقريبًا، وقد زُوّد على مر السنين بإلكترونيات متطورة عززت دقته وكفاءته. يعتمد الصاروخ على وحدة إطلاق القيادة، إذ يحدد المشغّل الهدف ويوجه الصاروخ قبل إطلاقه.

وبعد الإطلاق، يُقذف الصاروخ بآلية زنبركية إلى الأعلى، ثم يشتعل محركه لينطلق نحو هدفه بسرعة تصل إلى 140 مترًا في الثانية، معتمدا على باحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء لتوجيهه بدقة نحو نقطة إصابة الهدف. ويملك الصاروخ نظام التوجيه "أطلق وانسَ" (Fire&Forget)، الذي يتيح للجنود إطلاقه ثم تغيير موقعهم فورًا لتفادي أي ردّ.

الصاروخ مجهز بشحنتين متفجرتين، تنفجر الشحنة الأولى عند الاصطدام، بعد أن يتفاعل معها الدرع المتفجر للدبابة، فتفتح المجال أمام الشحنة الثانية لاختراق الدرع الرئيسي للدبابة.

وتتمتع رؤوسه الحربية بقدرة اختراق تتراوح بين 60 و80 سنتيمترا من الفولاذ؛ مما يجعله سلاحا مدمرًا للدروع الثقيلة. يمتلك الصاروخ مدى فعالًا يتجاوز 2.4 كيلومتر، لكنه يحتاج إلى مسافة 65 مترا للتسلح بعد الإطلاق.

حصلت أوكرانيا على صواريخ "جافلين" الأميركية بأعداد كبيرة، إذ تشير التقديرات إلى نقل نحو ثلث المخزون الأميركي من هذه الصواريخ -أي ما يعادل 5000 صاروخ- إلى أوكرانيا خلال الأشهر الأولى من الحرب. سمح التدفق الكبير من هذه الأسلحة المضادة للدبابات بعرقلة وإبطاء الهجمات المدرعة الروسية الأولى حول كييف ومدن أوكرانيا الأخرى.

صورة نشرتها صفحة القيادة العامة لهيئة الأركان الأوكرانية على فيسبوك لعمليات تدريب على إطلاق صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدروع. (مواقع التواصل) صواريخ ستينغر للدفاع الجوي

منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط عام 2022، هدد تفوّق موسكو في سلاح الطيران والصواريخ المتطورة بإنهاء الحرب فعلًا في غضون أسبوعين.

إعلان

ومع ذلك، حاولت أوكرانيا منع روسيا من تحقيق التفوق الجوي، ويرجع الفضل في ذلك غالبا إلى الدفاعات الجوية الأرضية القوية والفعّالة، التي وصلت إلى الجيش الأوكراني عبر المساعدات العسكرية الأميركية.

وربما كانت أبرزها صواريخ ستينغر (FIM-92) الأميركية، وهي منظومات دفاع جوي مضادة للطائرات محمولة على الكتف، كانت أساسية في منظومات الدفاع الجوي الأوكراني القصير المدى. بحلول مايو/أيار عام 2022، كانت الولايات المتحدة والناتو قد زوّدا أوكرانيا بأكثر من 1400 صاروخ ستينغر، وقد أثبتت تلك الصواريخ سريعًا قيمتها في ساحة المعركة.

صُمّمت منظومة "ستينغر" ليُطلق الصاروخ من الكتف؛ مما يتيح للجنود التعامل مع التهديدات الجوية القصيرة المدى دون الحاجة إلى معدات ثقيلة. وهو يزن نحو 15 كيلوغرامًا، ويصل مداه إلى 4.8 كيلومترات، وارتفاعه إلى 3.8 كيلومترات.

يستخدم الصاروخ نظام توجيه يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ليتمكن من تتبع حرارة عوادم محركات الطائرات المستهدفة، وتوجد نسخة متطورة منه توجّه بالليزر.

استهدفت الفرق الأوكرانية، مستخدمة صواريخ ستينغر، إسقاط المروحيات الهجومية والطائرات الروسية التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة خلال الأسابيع الافتتاحية للحرب.

وبحسب بعض التحليلات لخسائر القوات الروسية، فإن جزءًا كبيرًا من الطائرات القتالية الروسية التي أُسقطت كان بسبب منظومات صواريخ سام للدفاع الجوي ومنظومات الصواريخ المحمولة على الكتف ومنها صواريخ ستينغر.

منحت هذه الصواريخ أوكرانيا قدرة فعّالة على حرمان الروس من السيطرة الجوية على الارتفاعات المنخفضة؛ مما أجبر الطيارين الروس على التحليق على ارتفاعات أعلى، وهو ما يقلّل من الفعالية الجوية، والمخاطرة بالتعرض للاستهداف.

منظومات الدفاع الصاروخي

مع انتقال روسيا إلى القصف البعيد المدى، عبر إطلاق صواريخ كروز وصواريخ باليستية والمسيّرات الهجومية على المدن الأوكرانية، ردّت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي أكثر تطورًا للتهديدات على الارتفاعات المتوسطة والعالية.

إعلان

كان من أبرزها منظومة صواريخ سام النرويجية المتقدمة (NASAMS)، وهي منظومة تُطور بصورة مشتركة بين الولايات المتحدة والنرويج. وصلت بطاريات منظومة الدفاع الصاروخي إلى أوكرانيا في أواخر عام 2022، ونُشرت للدفاع عن كييف وغيرها من الأهداف الحيوية في البلاد.

وخلال الأسابيع الأولى من تشغيلها، حققت المنظومة نسبة نجاح وصلت إلى 100% في اعتراض الصواريخ الروسية، وفقًا لوزير الدفاع الأميركي السابق لويد أوستن.

تتميز منظومة صواريخ سام النرويجية المتقدمة بقدرتها على الاستجابة السريعة والقدرة على الاشتباك مع تهديدات متعددة في الوقت نفسه. تحتوي كل منصة إطلاق على ستة صواريخ جاهزة، ويمكن دمج ما يصل إلى 12 منصة إطلاق؛ مما يتيح للمنظومة إمكانية إطلاق 72 صاروخًا.

الصاروخ الأساسي للمنظومة هو "إيه آي إم-120 أمرام" (AIM-120 AMRAAM)، ويتراوح مداه عندما يُطلق من الأرض بين 15 و25 كيلومترًا حسب نوع النسخة.

وفّرت هذه المنظومة درع حماية ضد التهديدات الجوية الروسية التي استهدفت البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، وقد استخدمها الجيش الأوكراني لإسقاط صواريخ كروز مثل صاروخ "خا-101" (KH-101) والطائرات المسيّرة؛ مما حدّ بصورة واضحة من أضرار حملة القصف الاستراتيجي الروسية.

منظومة صواريخ سام النرويجية (مواقع التواصل)

وفي أبريل/نيسان عام 2023، سلّمت الولايات المتحدة لأوكرانيا منظومة الدفاع الصاروخي "باتريوت"، التي تُعدّ من أشهر منظومات الدفاع الجوي في العالم، وطُوِّرت بالأصل بهدف إسقاط الطائرات ثم جرى تعديلها لاحقا لتشمل التصدي للصواريخ الباليستية التكتيكية.

تُستخدم المنظومة لمواجهة التهديدات الجوية القصيرة والمتوسطة المدى، وتُعد عنصرا أساسيا في منظومات الدفاع الصاروخي لعدة دول من حلفاء الولايات المتحدة، وتشتهر بأنها جزء أساسي من شبكة الدفاع الجوي لحلف الناتو، وتوفر الحماية للمنشآت العسكرية والمدنية على حد سواء.

إعلان

اشتهرت أيضا منظومة "باتريوت" بدورها في حرب الخليج عام 1991، إذ برزت فعاليتها في اعتراض صواريخ "سكود" الباليستية التكتيكية. ومنذ ذلك الحين خضعت المنظومة لتحديثات عديدة لمواكبة التهديدات الجوية الأخطر، وشملت تحديثات في اكتشاف الأهداف بالرادار، ويَستخدم الإصدار الأحدث، المعروف باسم "باك-3 (PAC-3)"، نهج "الاصطدام للتدمير"، كما هو الحال في منظومة "ثاد" الأميركية الأكثر تطورًا.

بعد فترة وجيزة من نشرها، حققت أوكرانيا إنجازًا لافتًا تمثل في استخدام بطارية باتريوت لإسقاط صاروخ روسي فرط صوتي من طراز "كنجال"، وهو صاروخ لم يسبق للمنظومة اعتراضه.

ففي مايو/أيار عام 2023، أطلقت القوات الروسية صاروخ "كنجال" الباليستي باتجاه كييف. رصدت رادارات منظومة باتريوت ذلك الصاروخ، ثم اعترضته صواريخها؛ مما أثبت قدرتها في مواجهة أحد أكثر الأسلحة الروسية تطورًا وسرعة.

وفي إحدى الحالات، اشتبكت بطارية باتريوت يديرها الأوكرانيون مع مقاتلة روسية من طراز "سوخوي سو-34" ودمرتها من مسافة تقارب 160 كيلومترًا. وسرعان ما أصبحت منظومة باتريوت محورًا رئيسيًّا في شبكة الدفاع الجوي المتعدد الطبقات لأوكرانيا.

ومع أن المدن الأوكرانية لا تزال تتعرض لضربات صاروخية روسية قاتلة، فإن معدلات الاعتراض تحسّنت بصورة ملحوظة. والأهم أن الإمدادات النوعية الأميركية للدفاع الجوي الأوكراني صعّبت من مهمة الجيش الروسي؛ مما أجبر موسكو على اعتماد ضربات بعيدة المدى مكلفة ويمكن اعتراضها غالبًا.

المدفعية وأنظمة الصواريخ

في مواجهة روسيا التي تمتلك بطاريات مدفعية ضخمة، كانت أوكرانيا بحاجة ماسّة إلى قوة نارية بعيدة المدى. زوّدت الولايات المتحدة أوكرانيا بأنظمة مدفعية وصواريخ ثقيلة أصبحت من أكثر الأسلحة تأثيرًا في ساحة المعركة.

في أبريل/نيسان عام 2022، بدأت واشنطن تسليم مدافع الهاوتزر "إم 777" المقطورة من عيار 155 ملم، التي أضافت تطورًا نوعيًّا مقارنة بالمدافع السوفياتية القديمة التي اعتمد عليها الجيش الأوكراني.

إعلان

وقدمت واشنطن أكثر من 100 مدفع هاوتزر "إم 777″، إلى جانب كميات قذائف ضخمة من العيار ذاته. ووفقًا للبنتاغون، أحدثت تلك المدافع البعيدة المدى أثرًا ملموسًا في ساحة المعركة فور دخولها الخدمة.

بفضل مدى تلك المدافع، الذي يصل إلى نحو 25 كيلومترًا، مع الذخيرة القياسية ودقتها العالية، تمكّن سلاح المدفعية الأوكراني من ضرب المواقع الروسية مع البقاء خارج نطاق معظم مدفعية الجيش الروسي.

وبحلول مايو/أيار عام 2022، بدأت القوات الأوكرانية، المسلّحة بتلك المدافع، تنفيذ هجمات مضادة في بعض المناطق؛ مما ساهم في دفع القوات الروسية إلى التراجع في دونباس وشمال خاركيف.

لكن ظهر التأثير الأقوى مع إدخال راجمة الصواريخ "هيمارس إم 142" (HIMARS M142)؛ في يونيو/حزيران عام 2022، حين وصلت أول دفعة من صواريخ "هيمارس" إلى أوكرانيا لاستخدامها في الجبهة بمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا.

ومع وصولها إلى البلاد، بدأت القوات الأوكرانية فورًا استخدامها لتدمير أهداف روسية عالية القيمة خلف الخطوط الأمامية، مثل مخازن الذخيرة ومستودعات الوقود ومراكز القيادة ومحاور السكك الحديدية والجسور الحيوية.

مثلا، خلال صيف عام 2022، استخدمت أوكرانيا منظومة "هيمارس" لتدمير عشرات مخازن الذخيرة الروسية في دونباس والمناطق الجنوبية المحتلة. وخلّفت هذه الضربات انفجارات هائلة دمرت الإمدادات الحيوية للقوات الروسية؛ مما أجبرها على نقل مخازن الذخيرة إلى مواقع أبعد عن الجبهة، وبالتالي تقليل كثافة نيران المدفعية الروسية.

تُصنّف منظومة "هيمارس" على أنها وحدة سلاح متنقلة يمكنها إطلاق عدّة صواريخ دقيقة التوجيه في وقت واحد. تحمل الراجمة الواحدة 6 صواريخ موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" بمدى يقارب ضعف مدافع الهاوتزر "إم 777″، ويمكن إعادة تحميلها في غضون دقيقة بطاقم صغير فقط.

إعلان

النسخة الجديدة للمنظومة الصاروخية "هيمارس 60" (HIMARS 60) المُرسلة إلى كييف تتميز بأنها أخف وزنا وأكثر رشاقة، ومثبتة على عجلات ليسهل نقلها دون عناء.

صورة التُقطت لمنظومة هيمارس الصاروخية الأميركية في أوكرانيا عام 2023 (غيتي)

كما أنها مزودة بجراب كبير قادر على حمل صاروخ تكتيكي من نوع "أتاكمز" (ATACMS) الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر.

صواريخ أتاكمز الباليستية

في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" الباليستية التكتيكية البعيدة المدى. أطلقت أوكرانيا هذه الصواريخ على أهداف في العمق الروسي؛ مما أدى إلى تدمير أسطول من المروحيات القتالية الروسية، ومستودعات ذخيرة في عمق المناطق المحتلة.

إذ أفادت التقارير الأوكرانية بأن الضربة التي استهدفت مطاري لوهانسك وبريانسك دمرت تسع مروحيات روسية ومستودع ذخيرة وبطارية دفاع جوي.

وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 نقلت وكالات أنباء روسية، عن وزارة الدفاع في موسكو، أن أوكرانيا شنّت هجوما على منطقة بريانسك الحدودية بستة صواريخ بعيدة المدى من طراز أتاكمز أميركية الصنع.

وأضافت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت خمسة من الصواريخ ودمرت السادس، مؤكدة أن حطام أحد الصواريخ سقط على منشأة عسكرية في المنطقة؛ مما تسبب في اندلاع حريق. واتهمت الولايات المتحدة بالمشاركة في هذا الهجوم وتوعدت "برد مناسب وملموس".

يبلغ طول صاروخ "أتاكمز" 3.98 أمتار، وقطره 61 سنتيمترا، ويتراوح وزن رأسه الحربي بين 160 و560 كيلوغراما، وتقارب تكلفته 1.5 مليون دولار أميركي. وهو مُصمم لمهاجمة الأهداف القيّمة لقوات الصف الخلفي، مثل المطارات ومواقع صواريخ أرض-جو، وقوات المدفعية ومناطق الإمداد ومجموعات القيادة.

وتزوّد صواريخ "أتاكمز" بعدد كبير من ذخائر "إم 74″، وهي كرة تُلفّ بجدار مجزأ ومحاط بغلاف فولاذي. وتعد الذخائر المستخدمة في "أتاكمز" فعالة في تدمير المنشآت مثل المطارات ومنشآت الدعم، وبعض معدات الاتصال ومعدات الإطلاق.

إعلان

وتستخدم أنظمة "أتاكمز" الوقود الصلب أو الجاف مصدرا للطاقة، ويمكن إطلاقها من مصادر متحركة، مثل راجمات الصواريخ من طراز "هيمارس".

حرب دون واشنطن

بعد التحركات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمشادة الكلامية التي جرت بينه وبين الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لأوكرانيا.

وبرغم أن غياب الدعم الأميركي سيشكل ضربة موجعة للأوكرانيين، خاصة مع توقف وصول الأسلحة النوعية، فإن الرئيس الأوكراني زيلينسكي وخبراء عسكريين يرون أن أوكرانيا، مدعومة بحلفائها الأوروبيين، ستتمكن من الصمود والقتال لأشهر قادمة، كما أشارت إليه صحيفة بوليتيكو الأميركية.

وقال دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني السابق، للصحيفة: "أقوى سلاح يمتلكه ترامب ضد أوكرانيا هو التهديد بقطع الإمدادات العسكرية. في رأيي، لدينا ستة أشهر قبل أن نشعر فعليًّا بتداعيات هذا القرار على الخطوط الأمامية".

عمومًا، لولا المساعدات العسكرية الضخمة من الحلفاء، لكانت أوكرانيا قد انهارت فعلًا منذ فترة طويلة في مواجهة الجيش الروسي.

تظهر بيانات معهد كيل الألماني أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 64 مليار يورو على المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ فبراير/شباط عام 2022 وحتى نهاية عام 2024، في حين بلغ إجمالي مساهمات أوروبا العسكرية -بما في ذلك المملكة المتحدة والنرويج- نحو 62 مليار يورو.

وقد خُصصت غالبية هذه الأموال لتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة من المخزونات الغربية المتاحة، بجانب الإنتاج الجديد لهذه الأسلحة. كما يظهر توجه متزايد من بعض الدول لعقد صفقات مباشرة مع شركات السلاح الأوكرانية، كما تشير إليه صحيفة بوليتيكو.

وفي عام 2023، زودت أوروبا أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية، برغم أن العملية شهدت تأخيرات استمرت لأشهر. أما هذا العام، فالهدف هو إرسال 1.5 مليون قذيفة إضافية. من جانبها، أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 3 ملايين قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب.

إذن يطرح هذا السؤال نفسه بقوة: ماذا سيحدث لأوكرانيا إذا توقفت المساعدات العسكرية الأميركية؟

إعلان

غياب الدعم الأميركي لن يعني خسارة كييف لنصف ترسانتها العسكرية فحسب، بل سيجردها أيضًا من أكثر أسلحتها فاعلية، وفقًا لبعض الخبراء العسكريين.

بالطبع، يمكن أن تستبدل ببعض المعدات العسكرية الأميركية أخرى أوروبية، كما أن أوكرانيا تحصل على مقاتلات "إف-16" من الدول الأوروبية، إلا أن منظومات الدفاع الجوي المتطورة مثل منظومة "باتريوت" لا تزال دون بديل أوروبي مكافئ، برغم امتلاك أوروبا لمنظومات قوية مثل "أستر 30 سامب/تي" ومنظومة صواريخ سام النرويجية المتقدمة.

يرى وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس أن بعض المعدات العسكرية لا يمكن لأوروبا تعويضها، مشيرًا إلى منظومات الدفاع الجوي وبعض الذخائر البعيدة المدى، موضحًا أن الدول الأوروبية تعمل على إيجاد الحلول، لكن لا توجد بدائل مباشرة أو حلول سريعة.

أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن بلاده زادت إنتاجها المحلي من الأسلحة، إذ تصنع حاليا 30% من احتياجاتها، لكن هذا لا يكفي. كما أن الشراكات مع الدول الأوروبية لتطوير الإنتاج المحلي ستستغرق سنوات قبل أن تؤتي ثمارها.

على الجانب الآخر، يرى فرانسوا هيسبورغ، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، أن أوروبا قادرة ماليًّا على تعويض الدعم الأميركي، لكنها قد لا تملك الإرادة السياسية لتنفيذ هذا الأمر، لافتًا النظر إلى أن الدعم المالي الأميركي لأوكرانيا أقل بكثير من الأصول الروسية المجمدة، التي تبلغ 183 مليار يورو، والمحتجزة لدى شركة "يوروكلير" في بلجيكا.

فهل نشهد قريبًا تحوّلًا جذريًّا في الموقف الأوروبي؟ وهل تستطيع القارة العجوز سد الفجوة التي ستخلفها واشنطن؟ الأيام المقبلة وحدها قد تحمل لنا الإجابة.

مقالات مشابهة

  • استعراض تأثيرات التحول الرقمي على الإيرادات الحكومية ضمن دراسة "آلية تنويع مصادر الدخل"
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • المشاط: التحول الرقمي عامل رئيسي لتطوير منظومة التخطيط المصرية
  • التجارة الأميركية تحظر ديب سيك على الأجهزة الحكومية
  • وزارة التجارة الأميركية تحظر "ديب سيك" على الأجهزة الحكومية
  • نائبة شباب الأحزاب: التحول الرقمي يعزز عدالة وشفافية وفعالية منظومة الحماية الاجتماعية
  • الحكومة الرقمية تُطلق قياس التحول الرقمي 2025
  • هل تصبح الهواتف المحمولة شيئا من الماضي؟.. زوكربيرغ يتوقع هيمنة النظارات الذكية على العالم الرقمي
  • لولاها لسقطت في أسبوعين.. أسلحة أميركا التي يهدد ترامب بمنعها عن أوكرانيا
  • صندوق مكافحة الإدمان: مصر أصبحت نموذجًا عالميًا في التوعية والعلاج