نيروبي في 6 سبتمبر / وام/ أكدت سعادة رزان خليفة المبارك رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف COP28 ورئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، على أهمية تسريع وتيرة العمل في الحفاظ على النظم البيئية المتنوعة في القارة الإفريقية، بدءًا من المناطق البحرية والساحلية إلى البيئات البرية الشاسعة، ولا سيما مع تحول العالم إلى حلول الطاقة المتجددة.

جاء ذلك خلال مشاركة سعادتها في أسبوع المناخ الإفريقي الذي تقيمه اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بالتزامن مع قمة المناخ الإفريقية في العاصمة الكينية، نيروبي، تحت رعاية الحكومة الكينية وفخامة الرئيس ويليام روتو، ويعد هذا الأسبوع أحد الأسابيع الإقليمية الأربعة المقرر تنظيمها لبناء الزخم المطلوب تمهيدًا لانعقاد COP28 في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في شهر نوفمبر المقبل.

وتسعى سعادتها خلال هذه المشاركة إلى تأكيد التزامها بتعزيز مستوى النقاشات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية الحيوية في إفريقيا والارتقاء بها، وإعطاء الأولوية للحلول القائمة على الطبيعة في خطط العمل المناخي العالمية وتعزيز رفاهية المجتمعات المحلية في إفريقيا. حيث قالت: "يدل التنوع البيولوجي المذهل في إفريقيا على الثروة الطبيعية التي تتمتع بها القارة، ودور المجتمعات المحلية الرائد بحمايته ورعايته. وستسمح الشراكات العالمية بتكثيف الجهود المحلية وتوسيع نطاقها لحماية هذه النظم البيئية الحيوية واستفادة جميع الأطراف من ذلك".

كما أعلنت سعادة رزان المبارك عن تلقي مبادرة "الجدار الأزرق العظيم"، لتمويلٍ بقيمة 100 مليون دولار دعماً لهدفها بإنشاء شبكة من المناطق المحمية البحرية والساحلية، وقالت: "إن محيطاتنا لديها القدرة على أن تكون أعظم حليف لنا في التصدي لتغير المناخ، فخفض الانبعاثات بنسبة 21% يمثل طوق نجاة لملايين البشر وعدد لا يحصى من الأنواع والكائنات الحية؛ ولهذا السبب يدعو مؤتمر الأطراف COP28 جميع الدول إلى الاستثمار في خطط المحيطات المستدامة".

وتضم المبادرة دولاً من منطقة غرب المحيط الهندي والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وشركاء أخرين.

وضمن تعليقها على قرب إعلان نتائج الحصيلة العالمية الأولى لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس قالت: "إن نتائج الحصيلة العالمية لا تمثل تقريراً إحصائياً، بل هي تنبيه هام بشأن مسار العمل المنجز. ونحن مدينون للأجيال القادمة بالاستفادة منها وتصحيح الوضع من خلال اتخاذ خطوات جذرية للحفاظ على إمكانية الحد من الارتفاع في درجة حرارة الأرض عن مستوى 1.5 درجة مئوية.

وأشارت سعادتها إلى الحاجة لزيادة الدعم للحلول القائمة على الطبيعة، واتخاذ خطوات مثل وقف أعمال إزالة الغابات، واستعادة النظم البيئية، وتحسين إدارة المزارع. وتتمتع هذه المبادرات المرتبطة بالحلول القائمة على الطبيعة بالقدرة على الحفاظ على الموائل المهمة، إضافة إلى قدرتها على دعم سبل العيش وزيادة مرونة المجتمعات في مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ.

وتكتسب هذه الرسالة أهمية ولا سيما في قارة إفريقيا حيث من المتأمل أن تساعد التنمية الاقتصادية في انتشال الملايين من الفقر؛ وذلك نظرًا لتمتع القارة بمعادن أرضية نادرة تعتبر ضرورية للسيارات الكهربائية وغيرها من التقنيات الخضراء، ومع سعي العالم إلى الابتعاد عن توليد الطاقة القائمة على الوقود الأحفوري، تتزايد أهمية هذه المعادن وما يصاحب ذلك من ضغوط ناجمة عن الصناعات الاستخراجية.

ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في شهر نوفمبر، تواصل سعادتها العمل على حشد الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل الشركات الخاصة والمؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف اتفاق باريس والتواصل مع الأطراف لسد الفجوات وتعزيز مشاركتهم في النقاشات والحوارات الخاصة بالعمل المناخي الذي يُعد أمراً أساسياً للتصدي لتغير المناخ.

وتضمنت مشاركة سعادة رزان المبارك بأسبوع المناخ الأفريقي إلقاءها كلمة أمام الزعماء الحاضرين خلال الفعالية التي أقيمت أمس حول الاقتصاد الأزرق والأنشطة الاقتصادية المستدامة المرتبطة بالمحيطات والبحار فيما تنضم غدا إلى أنصار المحافظة على البيئة المحليين والدوليين في ورشة العمل الحوارية الإفريقية بشأن تنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة، وهي إحدى سلاسل الحوارات الإقليمية المقرر انعقادها في أسابيع المناخ الإقليمية.

ويُمثل التقرير المقدم إلى رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بهذه الورش المنعقدة دليلاً إرشادياً هاماً قبل محادثات المناخ السنوية في دولة الإمارات العربية المتحدة بوقت طويل، وستتم مناقشة نتائج هذا التقرير وتوصياته بشأن تسريع وتيرة تنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة في حلقات نقاشية على المستوى الوزاري.

وتعد البلدان الإفريقية من بين البلدان الأكثر تضررًا من تغير المناخ. حيث تشير تقديرات "مؤشر مبادرة نوتردام العالمية للتكيف مع المناخ" إلى أنه من بين البلدان العشرة الأكثر عرضة لمخاطر الضغوطات المناخية والأقل قدرة على التعامل معها، تسعة منها تقع في قارة إفريقيا: وهي تشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وإريتريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا بيساو، والسودان، والصومال، وليبيريا، ومالي. وينطبق ذلك على الرغم من عدم مساهمة القارة الإفريقية إلا بنسبة لا تتجاوز ثلاثة بالمائة من انبعاثات غازات الدفيئة على مر التاريخ.

وكذلك يتضمن جدول أعمال سعادة رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف COP28 اجتماعات ثنائية مع ممثلي المؤسسات الخيرية وعدد من المنتديات حول آليات جذب المزيد من التمويل للمساهمة بجهود الحفاظ على الطبيعة في إفريقيا ضمن كثير من القضايا، فعلى سبيل المثال، أحد أهم الأسباب التي تعيق مشاريع استعادة الغابات والأراضي "الخثية" هو انخفاض سعر انبعاثات الكربون وعدم استقراره في أسواق الكربون الطوعية؛ وذلك لأهمية هذه الأسواق في تمكين المتسببين في التلوث من التخفيف من الآثار التي يحدثونها من خلال دعم مشاريع الطبيعة بشكل طوعي.

وتحرص رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 على تعزيز ودعم مبادرتين رئيسيتين لاستعادة موائل أشجار القرم والشعاب المرجانية، تم الإعلان عنهما في مؤتمر الأطراف COP27 بشرم الشيخ العام الماضي. حيث يهدف مشروع "استعادة غابات القرم" إلى الحصول على تمويل مستدام بقيمة 4 مليارات دولار لاستعادة وحماية 15 مليون هكتار من غابات القرم. أما مشروع "استعادة وحماية الشعاب المرجانية" سيساعد الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية على توسيع نطاق الإجراءات والتمويل لحماية أنظمة الشعاب المرجانية.

اسلامه الحسين/ أحمد النعيمي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف COP28 الأمم المتحدة لتغیر المناخ تغیر المناخ فی إفریقیا

إقرأ أيضاً:

المجال السلوكي في برامج التعليم العالي

 

 

 

◄ يجب أن تُركِّز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي

 

د. مسلم بن علي بن سالم المعني **

 

نُسلطُ الضوء في هذا المقال على الجانب السلوكي لدى الطالب، وهو الجانب الذي إما يجهله الكثير من أعضاء هيئة التدريس أو لا يعرفون كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ومخرجات التعلم القائمة على السلوك تركز على القيم والمعتقدات والتفكير الذهني الذي يوجه الطالب في كيفية التعامل مع ما يطلب منه تنفيذه أثناء الدراسة أو التعامل مع الآخرين أو التصرف في سياقات مُحددة.

ففي السنة الأولى؛ وهي السنة التي يلتحق فيها الطالب بالدراسة في التخصص، تركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على غرس السلوك الإيجابي لدى الطالب اتجاه التعلم والنزاهة الأكاديمية وتشجيعه على الانضباط الذاتي وإدارة الوقت، وهي عوامل جميعها تساهم في صقل شخصية الطالب بإظهار سلوك واحترام للمعايير الأكاديمية.

أما في السنة الثانية، فتركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على قدرة الطالب على التحلي بالسلوك المهني اتجاه مجال دراسته المعرفي وتشجيعه على التفكير بأهمية التعلم على مدى الحياة وحب الاستكشاف، وهي عوامل جميعها تساهم في توليد التفكير الناقد لدى الطالب وانفتاحه على الأفكار الجديدة.

وفي السنة الثالثة من الدراسة، تستهدف مخرجات التعلم القائمة على السلوك جوانب مثل تعزيز الدور القيادي لدى الطالب والعمل ضمن الفريق والتحلي بالأخلاقيات المهنية مع تمكين الطالب من تحقيق هوية مهنية له ونهج مهني أثناء مواجهته التحديات. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات يجب أن يتحلى بالقدرة على العمل الجماعي والقيادة ضمن المشروعات الجماعية التي يطلب منه تنفيذها.

وأخيرا تأتي السنة الرابعة لتتوج المجال السلوكي حيث يتولد لدى الطالب سلوك يركز على الجانب الوظيفي والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية وهي إما التحاقه بسوق العمل أو مواصلة دراسته العليا، مع تشجيع الطالب على التحلي بالقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والتحلي بالأخلاقيات المهنية لمجال تخصصه.  فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات على هذا المستوى المتقدم يجب أن يتحلى بالقدرة على إظهار المهنية والقدرة على التكيف مع تحديات بيئات العمل.

وبناءً عليه يجب أن تركز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على مجالات ثلاثة: المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. فلو فعلا تمكنا من تصميم وتنفيذ برنامج يغطي المجالات الثلاثة لتولدت لدى الطالب معارف ومهارات وسلوكيات تمكنه من الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات الجديدة بكل كفاءة واقتدار.  فمن السلوك الإيجابي المتمثل في حب التعلم والنزاهة الأكاديمية والانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت في السنة الأولى إلى تطوير سلوك التفكير الناقد والانفتاح على الأفكار الجديدة في السنة الثانية، يستطيع الطالب  أن يطور سلوكيات إيجابية للعمل بروح الفريق الواحد مع تولد صفات قيادية له يستطيع من خلالها أن يقود فريق العمل معه في السنة الثالثة لينتقل إلى السنة الرابعة والأخيرة والتي تبني شخصية الطالب في المهنية في العمل والتكيف مع المُتغيرات.

فهل فعلًا تركز برامجنا الأكاديمية على المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية؟ وهل حقًا برامجنا الأكاديمية تصقل المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية عند منحه الدرجة العلمية في التخصص؟

** عميد كلية الزهراء للبنات

مقالات مشابهة

  • الرئيس البرازيلي يقترح إنشاء مجلس تغير المناخ داخل الأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة والبرازيل تطلقان مبادرة لمحاربة حملات التضليل حول المناخ
  • الولايات المتحدة تنسحب من صندوق تعويض الدول الفقيرة عن الاحتباس الحراري العالمي
  • المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
  • "تايربلس" تسلط الضوء على تدابير السلامة على الطرقات والعناية بالإطارات
  • الجابر: الطاقة هي العمود الفقري للاقتصاد العالمي وحان الوقت لتقدير دورها الاستثنائي
  • بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخ
  • كيف ردّت جنوب إفريقيا على طرد سفيرها في واشنطن ؟
  • الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي
  • جنوب إفريقيا: طرد سفيرنا في الولايات المتحدة أمر مؤسف