لا يقف تطوير الأجهزة الذكية عند حد.. وفي مجال الرعاية الصحية تلعب هذه الأجهزة دورا مهما في تتبع البيانات الخاصة بالمرضى، ومراقبة الحالات المرضية وتشخيص الأمراض.

وأوضح مختصون لـ "عمان" أن استخدام الأجهزة الذكية ساهم في تقليل النفقات في قطاع الرعاية الصحية، واختصار الوقت والجهد على المريض والطبيب المعالج، فضلا عن إمكانية أن تصبح هذه الأجهزة قادرة على توقع حدوث الطوارئ الطبية مستقبلا.

وقالت ليلى بنت علي الكلبانية رئيسة قسم التثقيف الصحي بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة: بدأت التكنولوجيا تلعب دورا مهما في كافة المجالات المختلفة ومنها الصحية، حيث أصبحت الحاجة إلى وجود أجهزة محمولة لمراقبة الوضع الصحي لبعض مرضى الأمراض المزمنة حتى يساعد على التدخل المناسب من قبل الطبيب المعالج، وما نراه اليوم من ثورة في عالم التكنولوجيا المتقدمة ساعد العاملين الصحيين في تقديم خدمات وقائية وعلاجية ذات جودة عالية في الوقت المناسب من خلال توفر بيانات مستمرة ودقيقة عن المرضى.

سهلة الحمل

وتضيف الدكتورة: نلاحظ اليوم وجود أشكال مختلفة من الأجهزة وتنافس الشركات المنتجة على إصدار أنواع سهلة الحمل ومرتبطة بالهواتف الذكية، مما قد يساعد في تعزيز صحة الإنسان والوقاية من الأمراض وتقليل تكاليف الرعاية الصحية وتوفير الوقت.

مشيرة إلى أن هناك العديد من الأجهزة الإلكترونية التي نجدها بالأسواق كالساعات الذكية التي ساهمت في تعزيز ممارسة النشاط البدني، حيث تسجل معدل ممارسة النشاط البدني خلال اليوم وإرسال إشعارات تنبهية بممارسة بعض التمارين أو التنفس ومراقبة ضربات القلب وتكون متصلة بالهاتف الذكي، حيث يتم تحميل برامج مختصة تساعد على تسجيل كل ما تم عمله من تمارين وعدد ضربات القلب وسعرات حرارية أسبوعيا لتكون مرجعا للفرد وعامل محفز لبذل المزيد من الجهود.

التشخيص المبكر

وعرّجت الدكتورة ليلى: أن وجود أجهزة محمولة لقياس ضغط الدم الأوتوماتيكية والمنزلية تساعد في متابعة ضغط الدم المرتفع أو التشخيص المبكر، وتوجد أنواع مختلفة كالتي تكون بأعلى الذراع أو المعصم، ووجدت لإيجاد حلول أخرى بعيدا عن الأجهزة التقليدية، موضحة أن لها سلبيات عديدة، حيث إنها لا تعطي المؤشر الصحيح والدقيق لقياس الضغط، وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن هذه الأجهزة وخاصة المنزلية والتي بالرسغ تعطي معدلات غير صحيحة خاصة في قياس ضغط الدم الانقباضي.

وتابعت الدكتورة حديثها قائلة: هناك أيضا جهاز قياس معدل السكر والذي يكثر استخدامه من قبل مرضى السكري النوع الأول وهو عبارة عن جهاز استشعار صغير الحجم يتم وضعه على الذراع العلوي من الخلف لقياس مستويات السكر دون الحاجة إلى أخذ عينة من الدم ويتم تمرير جهاز آخر ليقوم بقراءة مستوى السكر ويصل تخزين البيانات إلى أكثر من ٣ أشهر، ويساعد الطبيب المعالج في متابعة الحالة الصحية للمريض وتعديل جرعات الأدوية المستخدمة بناء على القراءات، مشيرة إلى وجود سلبيات للجهاز كعدم قياس نسبة السكر في الدم "السائل الخلالي" وهو سائل موجود بين الخلايا ويساعد على مراقبة مستويات الجلوكوز لدى مرضى السكري، وتفاوت النتائج المقروءة، إلى جانب طول فترة ظهور النتائج التي تتراوح بين ٥-١٥ دقيقة بين مستويات السكر في الدم والسائل الخلالي، لذلك من الضرورة أخذ عينة دم عن طريق وخز الأصابع لقياس السكر.

ولفتت الدكتورة ليلى إلى أنه بالرغم من وجود إيجابيات كثيرة لهذه الأجهزة الذكية، إلا أن هناك بعض المعوقات التي تحد من من استخدامها كالتكلفة العالية لبعض الأجهزة المحمولة وملحقاتها، وتأثيرها على الصحة النفسية والإدمان (الاعتماد الزائد عليها وتأثيرها على الجوانب الاجتماعية والنفسية والصحية)، إلى جانب التأثير البيئي لها وخاصة التي تحتوي على بطاريات إذا ما تم التخلص منها بشكل صحيح.

مزايا كثيرة

من جانبه قال الدكتور عبدالمجيد بن صالح القطيطي اختصاصي طب طوارئ: انتشرت في المجال الصحي العديد من الأجهزة الذكية أشهرها الساعة الطبية التي يكاد لا يخلو بيت من وجود فرد يرتديها، ورغم خصائصها الكثيرة، إلا أن خاصية تخطيط القلب تعد الأكثر ابتكارا، وتساعد للكشف عن عدم انتظام في ضربات القلب، بالإضافة إلى أجهزة مراقبة الجلوكوز (سكر الدم) المستمرة، حيث تعتبر من الأجهزة المفيدة والمريحة للمصابين بمرض السكري، مشيرا إلى أن الجهاز عبارة عن قرص بحجم ساعة يد، وفي أسفله إبرة صغيرة عبارة عن مستشعر يلصق الجهاز بالجسم عن طريق استخدام لاصق متصل به، ويقوم بقراءة مستوى السكر في الدم كل 5 دقائق، ويرسلها لهاتف المريض مباشرة، ويستطيع المريض من خلاله معرفة مستوى السكر لديه باستمرار دون ألم الوخز المتكرر، كما ينصح به للأطفال والمرضى الذين يعانون من صعوبة في التحكم في مستوى السكر.

ويضيف الدكتور: للمرضى الذين يعانون من ارتفاع الضغط، هناك ساعات ذكية تقوم بقياسه وتحفظ القراءات لمراجعتها من قبل طبيب المريض، ولا يبدو شكلها مختلفا عن الساعات الرياضية الأخرى، بالإضافة إلى وجود جهاز "سكين تراك يو في" الذي يقوم بقياس كمية الأشعة فوق بنفسجية التي يتعرض لها المرتدي.

تحسين الصحة

وقال حسام بن سيف الهاشمي طالب صيدلة بالجامعة الوطنية: عندما نتحدث عن التكنولوجيا وتقدمها المذهل، فإن الساعات الذكية وأجهزة المراقبة الصحية الصغيرة تأتي في مقدمة القائمة، وتلعب هذه الأجهزة الذكية دورا مهما في تحسين صحة الأفراد وتسهيل الرعاية الصحية الشخصية، مؤكدا على أن العصر الجديد من الأجهزة القابلة للارتداء تتيح إمكانية رؤية الطبيب عن بُعد للمرضى الذين يعيشون في المناطق النائية، ويمكن للأطباء وفقا للقراءات الظاهرة عليها تقييم المرضى افتراضيا ووضع خطط العلاج.

وأشار إلى أن هناك أجهزة قابلة للارتداء في أمراض القلب، يستطيع المرضى من خلالها تحديد موعد مع الأطباء لمناقشة حالتهم وطرق العلاج، وتعتبر الساعات الذكية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث إنها أجهزة متعددة الاستخدام توفر مجموعة متنوعة من الوظائف كمتابعة النشاط البدني ومستوى اللياقة البدنية، ومراقبة جودة النوم، وساهمت في تقديم فوائد كثيرة في تعزيز صحة الأفراد وتوفير أسلوب حياة صحي مرن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرعایة الصحیة الأجهزة الذکیة هذه الأجهزة مستوى السکر من الأجهزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الطب الشخصي وطب الذكاء الاصطناعي: ثورة جديدة في الرعاية الصحية

في العقود الأخيرة، شهد الطب تقدمًا كبيرًا مع ظهور تقنيات مبتكرة مثل الطب الشخصي والذكاء الاصطناعي، مما أحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تقديم الرعاية الصحية وتشخيص وعلاج الأمراض. 

تهدف هذه التقنيات إلى تقديم رعاية صحية دقيقة ومخصصة للأفراد بناءً على احتياجاتهم الفريدة، مما يزيد من فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية. في هذا السياق، يُعتبر الطب الشخصي والذكاء الاصطناعي مزيجًا مثاليًا يمكن أن يعزز من قدرة الأطباء على تقديم خدمات صحية أفضل وأكثر كفاءة.

الأمراض المعدية وجائحة كوفيد-19 وتأثيرها على الرعاية الصحية الأمراض النفسية وتأثيرها على الصحة العامة مفهوم الطب الشخصي

الطب الشخصي، ويُعرف أيضًا بالطب الموجه أو الطب الدقيق، هو نهج طبي يعتمد على تخصيص العلاج بناءً على الفروق الفردية بين المرضى من حيث العوامل الوراثية، والبيولوجية، وأسلوب الحياة. بدلًا من اعتماد العلاج نفسه لجميع المرضى، يسعى الطب الشخصي إلى توفير علاج مصمم لكل مريض على حدة، استنادًا إلى تحليل شامل يشمل الجينات والعوامل البيئية والتاريخ الصحي للفرد.

تطبيقات الطب الشخصي

1. **علاج السرطان الموجه**: يُعتبر الطب الشخصي فعالًا جدًا في علاج السرطان. على سبيل المثال، يمكن تحديد الطفرات الجينية المسؤولة عن نمو الأورام وتوجيه العلاجات بناءً على هذه الطفرات. هذا يتيح للأطباء تقديم أدوية تستهدف الخلايا السرطانية بشكل مباشر، مما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من فاعلية العلاج.

2. **علاج الأمراض المزمنة**: يُستخدم الطب الشخصي لتحسين علاج الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، حيث يمكن تحليل الجينات لتحديد العلاجات الأنسب والأكثر فعالية. فمثلًا، يمكن تعديل جرعات الأدوية وفقًا للاستجابة البيولوجية لكل مريض، مما يتيح تحقيق نتائج أفضل.

3. **الوقاية الاستباقية**: من خلال تحليل الجينات، يمكن للطب الشخصي تحديد احتمالات الإصابة بالأمراض المستقبلية، مما يساعد الأفراد على اتخاذ تدابير وقائية مبكرة للحفاظ على صحتهم. على سبيل المثال، يمكن للفحص الجيني كشف احتمالية الإصابة بمرض معين، وبالتالي اتباع خطوات للوقاية أو الكشف المبكر.

4. **الأدوية المخصصة**: الطب الشخصي يسمح بتصميم أدوية مخصصة لبعض الحالات، بما يتناسب مع التركيب الجيني للمريض، وهذا يساهم في زيادة فاعلية العلاج وتقليل التفاعلات السلبية.

الطب الشخصي وطب الذكاء الاصطناعي: ثورة جديدة في الرعاية الصحيةدور الذكاء الاصطناعي في الطب

الذكاء الاصطناعي (AI) هو فرع من علوم الحاسوب يعتمد على تطوير الأنظمة الذكية التي يمكنها التعلم واتخاذ القرارات بناءً على البيانات. في مجال الطب، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات الطبية بسرعة ودقة، مما يساعد الأطباء في التشخيص، وتحديد العلاج، والتنبؤ بالنتائج.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب

1. **تشخيص الأمراض**: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الطبية، مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، للكشف الأمراض في مراحلها المبكرة. على سبيل المثال، يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف السرطان في المراحل المبكرة بدقة عالية تفوق قدرات الإنسان في بعض الحالات.

2. **التنبؤ بمسار المرض**: يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بكيفية تطور الأمراض بناءً على البيانات السابقة للمرضى. يساعد هذا في تقديم العلاج الاستباقي للمرضى الذين من المحتمل أن تسوء حالتهم.

3. **تحليل الجينات**: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء في تحليل التسلسل الجيني، مما يسهم في تحديد الجينات المسؤولة عن بعض الأمراض. يتم استخدام هذه التقنية في الطب الشخصي لتحديد العلاجات المخصصة بناءً على الجينات.

4. **تطوير الأدوية**: يعتمد العلماء على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والتوصل إلى مركبات دوائية جديدة في وقت قياسي. يساهم ذلك في تسريع عملية اكتشاف الأدوية وتقليل التكلفة، مما يعود بالفائدة على النظام الصحي ككل.

5. **إدارة السجلات الصحية**: يُستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة وتحليل السجلات الصحية الإلكترونية، ما يتيح للأطباء الوصول بسرعة إلى التاريخ الصحي للمرضى واتخاذ قرارات مدروسة. كما يساعد في اكتشاف الأنماط والعلاقات بين الأعراض والأمراض، مما يساهم في تحسين التشخيص والعلاج.

تداخل الطب الشخصي مع الذكاء الاصطناعي

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تطبيق الطب الشخصي، حيث يعتمد على تحليل البيانات الضخمة والتعلم من الأنماط الطبية. هذا التداخل بين المجالين يؤدي إلى العديد من الفوائد:

1. **تحليل البيانات الجينية**: الذكاء الاصطناعي يمكنه معالجة البيانات الجينية الضخمة بسرعة، ما يساعد في تحديد العوامل الوراثية المتعلقة بالأمراض وتخصيص العلاج بناءً عليها.

2. **التعلم العميق للتنبؤ بالاستجابة للعلاج**: يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بكيفية استجابة المريض للعلاجات المختلفة بناءً على بياناته الصحية والجينية. هذا يتيح للأطباء تحديد العلاجات الأكثر فعالية.

3. **تحسين الرعاية الاستباقية**: من خلال دمج البيانات الصحية من مصادر متعددة مثل السجلات الصحية والتحليلات الجينية، يمكن للأطباء استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد المخاطر الصحية المحتملة واتخاذ التدابير الوقائية.

4. **تسريع اكتشاف الأدوية**: من خلال التعلم الآلي، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بكيفية تفاعل المركبات الدوائية مع الجسم، مما يساعد في تطوير أدوية مخصصة وفقًا للجينات والعوامل البيولوجية.

التحديات والاعتبارات الأخلاقية

على الرغم من الفوائد الكبيرة التي يجلبها الطب الشخصي والذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك تحديات يجب مراعاتها:

1. **الخصوصية**: يتطلب الطب الشخصي والذكاء الاصطناعي الوصول إلى بيانات شخصية وحساسة، مما يجعل الخصوصية أمرًا هامًا ويحتاج إلى تأمين وحماية فعالة.

2. **التكلفة**: تعتبر التقنيات المتقدمة في الطب الشخصي مرتفعة التكاليف، مما يجعل من الصعب توفيرها لجميع المرضى، خاصة في الدول النامية.

3. **التحديات الأخلاقية**: يثير تطبيق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية تساؤلات أخلاقية تتعلق باتخاذ القرارات الطبية وأثرها على حقوق المرضى، خاصة في ما يتعلق باتخاذ القرارات التلقائية.

4. **الحاجة إلى التطوير المستمر**: مع تطور الأمراض وتغير نمطها، يجب أن يظل الذكاء الاصطناعي متجددًا لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المتغيرة، وهذا يتطلب استثمارًا مستمرًا في البحث والتطوير.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي يزور كُبرى الشركات الألمانية في مجال الرعاية الصحية
  • دور النظام الغذائي في الوقاية من مرض السكري والتحكم بمستويات السكر
  • أسعار جهاز قياس السكر 2024.. تابع حالتك الصحية لحظة بلحظة
  • الطب الشخصي وطب الذكاء الاصطناعي: ثورة جديدة في الرعاية الصحية
  • الأمراض المعدية وجائحة كوفيد-19 وتأثيرها على الرعاية الصحية
  • قيادات الرعاية الصحية يزورن دير ماجرجس بغرب الأقصر
  • رقمنة سلسلة الإمداد الدوائي.. خطوة نحو تحسين الرعاية الصحية في مصر
  • قيادي بـ«مستقبل وطن»: 100 مليون صحة نموذج رائد يحتذى به في الرعاية الصحية
  • طعام ينظم مستوى السكر في الدم ويعزز صحة القلب.. احرص على تناوله
  • تأثير تناول «البصل الأخضر» على مستويات السكر في الدم